بالسَّند المتَّصل إلى الشّيخ الأقدم محمّد بن يعقوب الكلينيّ ـ رضوان الله عليه ـ عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عمَّن ذكره، عن عبيد بن زرارةَ، عن محمَّد بن مارد قال: قُلْتُ لِأبي عَبْدِ اللهِ عليه السّلام: «حَديثٌ رُويَ لَنا أنَّكَ قُلْتَ: إذا عَرَفْتَ فَاعْمَلْ ما شِئْتَ، فَقالَ: قَدْ قُلْتُ ذلِكَ، قالَ: قُلْتُ: وَإنْ زَنَوْا وَإنْ سَرَقُوا وَإنْ شَرِبُوا الْخَمْرَ؟ فَقَالَ لي: إنّا لِلّهِ وَإنّا إلَيْهِ راجِعُونَ، وَاللهِ ما أنْصَفُونا أنْ نَكُونَ أُخِذْنا بِالْعَمَلِ وَوُضِعَ عَنْهُمْ! إنَّما قُلْتُ: إذا عَرَفْتَ فَاعْمَلْ ما شِئْتَ مِنْ قَليلِ الْخَيْرِ وَكَثِيرِهِ فَإنَّهُ يُقْبَلُ مِنْكَ»([1]).
الشرح:
«حديثٌ» مبتدأ ومسند إليه «رُوِيَ» خبره ومسند و«أَنَّكَ» بفتح الهمزة، خبر لمبتدأ محذوف أي هو أَنَّك. قوله «إذا عَرَفْتَ» أن المقصود من المعرفة في هذا الحديث هو معرفة الإمام عليه الصلاة والسلام. «قالَ: قُلْتُ» يحتمل أن تكون التاء مضمونة فتكون للمتكلم لوحده. ويحتمل أن تكون مفتوحة فتكون الكلمة للخطاب. «وإنْ زَنَوْا» إنّ كلمة إن وصلية أي إذا عرفوا فليعملوا ما شاؤوا وإن كان من الكبائر. قوله عليه السّلام «إنّا لِلّهِ» إن هذه الكلمة تسمى بكلمة الاسترجاع، وتقال لدى شدّة المصيبة وعظم الخطب. وحيث أن هذا الافتراء أو سوء الفهم، يعدّ من المصائب الكبيرة، استرجع الإمام حتى يثبت منتهى بُعْدُه عنها. قوله عليه السلام: أنْ نَكُونَ أي في أن نكون بمعنى أنهم لم ينصفونا في أن نكون مكلفين ومأخوذين على التكاليف، وهم لأجل عقيدتهم فينا لم يكلفوا ولم يؤخذوا على أعمالهم. ثم ذكر عليه السّلام مغزى كلامه من أن الولاية شرط في قبول الأفعال. كما سيأتي الإشارة إليه إن شاء الله تعالى.
فصل: في الجمع بين الأخبار التي تحثّ على العبادة وترك المعصية
وبعض الأخبار التي تخالف الأحاديث الأولى ظاهراً إعلم أن من يراجع الأخبار المأثورة في ترجمة حياة الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلم وأئمة الهدى عليهم السّلام، وكيفية عبادتهم وبذلهم الجهد فيها، وفي تضرعهم وبكائهم وذلهم ومسكنتهم وخشيتهم وحزنهم أمام ساحة قدس رب العزّة، وفي كيفية مناجاتهم بين يدي قاضي الحاجات لوجدها أوسع من التواتر وأكثر من المئات. وهكذا إذا راجع وصايا الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم للإمام أمير المؤمنين عليه السّلام، ووصايا الأئمة بعضهم لبعض، ووصاياهم للخواصّ من شيعتهم، والخُلّص من مواليهم، ووصاياهم البليغة جداً التي كانوا يوصون بها محبيهم، ويحذرونهم من معصية الله تعالى والتأكيد عليهم في الإبتعاد عن مخالفة الله سبحانه في أصول الأحكام وفروعها، المدّونة في كتب الأخبار، إذا راجع تلك الأحاديث وهذه الوصايا، لحصل له علم قطعي بأن بعض الروايات التي يتنافى ظاهرها مع تلك الأحاديث لم يكن هذا الظاهر مقصوداً، فإن أمكن تأويل هذه الأخبار بصورة لا تتضارب مع تلك الأحاديث الصريحة القطعية التي تعتبر من ضروريات الدين، لأخذنا بالتأويل. وإذا أمكن الجمع بين هاتين الطائفتين على أساس الجمع العرفي بين الروايات، لقمنا بهذا الجمع، وإن لم يمكن التأويل ولا الجمع العرفي، أرجعنا علمها إلى قائلها. ونحن لا نستطيع في هذا الكتاب أن نستعرض جميع تلك الأخبار أو عُشراً من أعشارها ونبين كيفية التوفيق والجمع بينها، ولكننا نضطر لذكر بعض الروايات من الطائفتين حتى تتضح حقيقة الحال. الكافي: بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: «شيعَتُنا [هُم] الشّاحِبُون الذّابِلُونَ النّاحِلُونَ الَّذِينَ إذا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ اسْتَقْبَلوهُ بِحُزْنٍ»([2]) والروايات الني تتحدث بهذا المضمون والتي تستعرض علامات الشيعة كثيرة. وعنه، عن المفضَّل قال: قال أبو عبد الله عليه السّلام: «إيّاك وَالسَّفْلَةَ فَإنَّما شيعَةُ عَلِيٍّ عليه السّلام مَنْ عَفَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ وَاشْتَدَّ جِهادُهُ وَعَمِلَ لِخالِقِهِ وَرَجا ثَوابَهُ وَخافَ عِقابَهُ، فَإذا رَأَيْتَ أَولئِكَ فَأُولئِكَ شيعَةُ جَعْفَرٍ»([3]). وعن الأمالي للحسن بن محمَّد الطوسيّ شيخ الطائفة ـ رحمة الله ـ بإسناده عن الرِّضا عليه السّلام عن أبيه، عن جدِّه، عن أبي جعفر عليه السّلام، أنَّهُ قالَ لِخَيْثَمَةَ: «أبْلِغْ شِيعَتَنا، أنّا لا نُغْني مِنَ الله شيئاً، وَأَبْلِغْ شيعَتَنا أَنَّهُ لا يُنالُ ما عِنْدَ اللهِ إلاّ بِالْعَمَلِ، وَأبْلِغْ شَيْعَتَنا أنّ أعْظَمَ النّاسِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ مَنْ وَصَفَ عَدْلاً ثُمَّ خالفَهُ إلى غَيْرِهِ، وَأَبْلِغْ شيعَتَنا أَنَّهُمْ إذا قامُوا بِما أُمِرُوا أنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ يَوْمَ الْقِيامَةِ»([4]) الكافي: بإسناده عن أبي جعفر عليه السّلام قالَ: «لا تَذْهَبْ بِكُمُ الْمَذاهِبُ، فَوَاللهِ ما شيعَتُنا إلاّ مَنْ أَطَاعَ اللهَ»([5]) وبإسناده عن جابر، عن أبي جعفر عليه السّلام قال: قال لي: «يا جابِرُ أيَكْتَفي مَنْ يَنْتَحِلُ التَّشَيُّعَ أنْ يَقولَ بِحُبِّنا أهْلَ الْبَيْتِ؟ فَوَاللهِ ما شيعَتُنا إلاّ مَنِ اتَّقى اللهَ وَأطاعَهُ ـ إلى أن قال: فاتَّقوا اللهَ وَاعْمَلُوا لِما عِنْدَ اللهِ، لَيْسَ بَيْنَ اللهِ وَلا بَيْنَ أحَدٍ قَرابةٌ، أحَبُّ الْعِبَادِ إلَى اللهِ تَعالى وَأكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ أتْقاهُمْ وَأعْمَلُهُمْ بِطاعَتِهِ. يا جابِرُ وَاللهِ ما نَتَقَرَّبُ إلَى اللهِ تَعالى إلاّ بِالطاعَةِ، ما مَعَنا بَراءَةٌ مِنَ النّارِ وَلا عَلَى اللهِ لِأحَدٍ مِنْ حُجَّةٍ، مَنْ كانَ لِلّهِ مُطيعاً فَهُوَ لَنا وَليٌّ، وَمَنْ كانَ لِلّهِ عاصياً فَهُوَ لَنا عَدُوٌّ، وما تُنالُ وِلايَتُنا إلاّ بِالْعَمَلِ وَالْوَرَعِ»([6]). وفي الكافي عن أبي جعفر عليه السلام قال: «يا مَعشَرَ الشِّيعَة ـ شِيعَة آل مُحَّمدٍ ـ كُونُوا اَلْنَمْرِقَة اَلْوُسْطى يَرْجِعُ إِلْيكُمُ اَلْغالِي وَيَلْحَقُ بِكُمُ اَلْتَالِي فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ يُقالُ لَهُ سَعْدٌ جُعْلتُ فَداكَ مَا الغالي؟ قَال قَوْمٌ يَقوُلُونَ فِينا ما لاَ نَقوُلُهُ في أَنْفُسِنا فَلَيْسَ أَوْلئِك منّا وَلَسْنا مِنْهُمْ. قَالَ فَمَا الْتالي؟ قال اَلْمُرْتادُ يُرُيدُ الْخَيْر يُبَلِّغُهُ الْخَيرَ عَلَيِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنا فَقالَ وَاللهِ ما مَعَنا مِنَ الله بَراءَةٌ وَلا بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللهِ قَرابَةٌ وَلا لَنا عَلَى اللهِ حُجَّةٌ وَلا نَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ إلاّ بِالطّاعَةِ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مُطيعاً لِلّهِ تَنْفَعَهُ وَلايتُنا، وَمَنْ كانَ مِنْكُمْ عاصِياً لِلّهِ لَمْ تَنْفَعُهُ وِلايتُنا، وَيْحَكُمْ لا تَغْتَروُّا وَيْحَكُمْ لا تَغْترّوا»([7]) عَنْ أبي عُبيدة عن أبي جعفر عليه السلام قالَ: «قَامَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى الصَّفا فَقالَ يا بَني هاشِمَ يا بني عَبْدِ الْمُطْلِب إِنّي رِسُولُ اللَّهِ إِليْكُمْ وَإِني شَفِيقٌ عَلَيكُمْ وَإِنَّ لي عَمَلي وَلِكُلِّ رجُلٍ مِنْكُمْ عَمَلَهُ لا تَقوُلُوا إِنَّ مُحَمَّداً مِنَّا وَسَنَدْخُلُ مَدْخَلَهُ فَلا وَاللهِ ما أَوْلِيائي مِنْكُمْ وَلا مِنْ غَيْركُمْ يا بَني عَبْدِ الْمُطّلب إلاّ الْمتَّقُون إلاّ فَلا أَعْرِفُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ، تَأتُونَ تَحْمِلُون الْدُنيا عَلى ظُهورِكُمْ، وَيَأتُونَ النّاسِ يَحْمَلُونَ الآخِرة»([8]) وفي حديث جابر عن أبي جعفر عليه السلام.. فَقالَ يا جَابِرُ لاَ تَذْهَبُ بك المذاهبُ حَسْبَ الرَّجُلِ أن يقُولَ أُحِبُّ عَلَيّاً وَأْتَوَلاّهُ ثُمَّ لا يَكوُنُ مَعَ ذلك فَعَّالاً؟ فَلَوْ قَالَ إِنّي أُحِبُّ رَسُولَ الله، فَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ خَيرٌ مِنْ عَليّ عَلَيهِ السَّلام ثُمَّ لا يَتَّبعُ سِيرَتَهُ ولا يَعْمَلُ بِسُنّتِه ما نَفَعَهُ حُبّهُ إيّاه شيئاً([9]) قال طاووس الفقيه: رأَيته ـ الإمام زين العبدين عليه السّلام ـ يطوف من العشاء إلى السحر ويتعبّد، فلمّا لم ير أحداً رمق السماء بطرفه، وقال: إلهي غارت نجوم سماواتك، وهجعت عيون أنامك، وأبوابك مفتّحات للسائلين، جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدِّي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم في عرصات القيامة، ثمَّ بكي وقال: وعزَّتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاكٌّ، ولا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرّض، ولكن سوّلت لي نفسي وأعانني على ذلك سترك المرخى به عليَّ، فالآن من عذابك من يستنقذني؟ وبحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عنّي؟ فوا سوأتاه غدا من الوقوف بين يديك، إذا قيل للمخفّين جُوزوا، وللمثقلين حطّوا، أمع المخفّين أجوز؟ أم مع المثقلين أحطّ؟ ويلي كلّما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب، أما آن لي أن أستحي من ربّي؟! ثمّ بكى وأنشأ يقول: أتحرقني بالنار يا غاية المنى فأين رجائي ثمَّ أين محبّتي أتيت بأعمال قباح زريّة وما في الورى خلق جنى كجنايتي ثمَّ بكى وقال: سبحانك تُعصي كأنك لا ترى وتحلم كأنّك لم تعص تتودّد إلى خلقك بحسن الصنيع كأنَّ بك الحاجة إليهم، وأنت يا سيّدي الغنيُّ عنهم ثمَّ خرَّ إلى الأَرض ساجداً؟ قال: فدنوت منه ورفعت رأسه ووضعته على ركبتي وبكيت حتّى جرت دموعي على خدِّه، فاستوى جالساً وقال: من الّذي شغلني عن ذكر ربّي؟ فقلت: أنا طاووس يا ابن رسول الله ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون جانون، أبوك الحسين بن عليّ وأُمّك فاطمة الزهراء، وجدُّك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؟! قال: فالتفت إلى وقال: هيهات هيهات يا طاووس دع عنّي حديث أبي وأُمّي وجدِّي خلق الله الجنّة لمن أطاعه وأحسن، ولو كان عبداً حبشيّاً، وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولداً قرشيّاً أما سمعت قوله تعالى [فَإذا نُفخَ في الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُم يَومَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ] والله لا ينفعك غداً إلاّ تقدمة تقدِّمها من عمل صالح([10]) هذه بعض الأحاديث الشريفة الصريحة في أن هذه الرغبات الكاذبة الموجودة فينا نحن أهل الدنيا وأهل المعصية، تجاه هذه الحياة، فاسدة وباطلة، وتعتبر من الأهواء الشيطانية، ومخالفة للعقل والنقل. وتنضم إلى تلك الأحاديث، الآيات الكريمة القرآنية مثل قوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (المدثر38). وقوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه.، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه} (الزلزلة8). وقوله تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَت} (البقرة/286). وغيرها من الآيات الشريفة الموجودة في كل صفحة من الكتاب المجيد التي تدّل على أن الورع والعمل الصالح هما الركيزتان لنجاة الإنسان ولا مجال لتأويل هذه الأخبار والتصرّف فيها لأن ذلك على خلاف الضرورة. وتقابل هذه الروايات، أحاديث أخرى مأثورة عن أهل البيت عليهم السّلام ومذكورة في الكتب المعتبرة أيضاً ـ كما تأتي بعد قليل ـ ولكن نستطيع أن نجمع بين معظم هذه الروايات وتلك الأخبار بالجمع الصحيح العرفي. وإذا لم يكن الجمع مقبولاً أيضاً ولم يمكن التأويل، فلا تستطيع هذه الروايات من مقاومة تلك الأحاديث الصحيحة الصريحة المتواترة المؤيدة بظاهر القرآن ونصوص الفرقان، والعقل السليم، والضرورة البديهية لدى المسلمين على أن الأساس هو العمل الصالح والورع. فَمِن تلك الأحاديث التي تقبل تلك الروايات ـ ما رواه ثقة الإسلام الكلينيُّ بإسناده عن يوسفَ بن ثابت بن أبي سعدة، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: «الإيْمانُ لا يَضُرُّ مَعَهُ عَمَلٌ وَكذلِكَ الْكُفْرُ لا يَنْفَعُ مَعَه عَمَل»([11]) وهناك روايات أخرى بهذا المضمون. وقد فسّر المحدث الجليل المجلسي عليه الرحمة، الضرر المنفي في هذه المجموعة من الأخبار: (ما يَصِير سَبَباً لِدُخول النّارِ أوِ الْخُلودِ فِيها)([12]). انتهى. وإذا كان المقصود من الضرر المنفي دخول النار، فلا منافاة بين عدم دخول في النار حسب هذه الروايات، وتحقق أنواع أخرى من العذاب في عالم البرزخ والمواقف المختلفة في يوم القيامة. ويظن الكاتب بأنه يمكن تفسير هذه الأخبار، بأن الإيمان ينّور القلب قليلاً وفي درجة محدودة لو اقترف الإنسان خطيئة أو ذنباً عولج ببركة ذلك النور وملكة الإيمان، الإثم وتلك الجريرة، بالتوبة والرجوع إلى الله، فإن صاحب الإيمان بالله واليوم الآخر، لا يسمح لنفسه أن يترك أعماله إلى يوم القيامة. فهذه الأخبار في الحقيقة تحفز الإنسان على التمسك بالإيمان، والمحافظة عليه. كما ورد في كتاب «الكافي» عن الصادق عليه السّلام قال: قال موسى للخضر عليه السّلام قَدْ تَحَرَّمْتَ بِصُحْبَتِكَ فَأَوْصِنيِ قالَ لَهُ ألْزمْ ما لاَ يَضرُّك مَعَه شَيءٌ كَمَا لاَ يَنْفَعُكَ مَعَ غَيْرهِ شَيءٌ([13]). ومن ذلك ما رواه بإسناده عن محمَّد بن ريّان بن الصَّلْت، رَفَعَهُ عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: «كانَ أميرُ الْمُؤْمِنينَ عليه السّلام كَثيراً ما يَقُولُ في خُطْبَتِهِ: يا أيُّهَا النّاسُ دينَكُمْ دينَكُمْ، فَإنَّ السَّيِّئَةَ فيهِ خَيْرٌ مِنَ الْحَسَنَةِ في غَيْرِهِ، وَالسَّيِّئَةُ فِيهِ تُغْفَرُ وَالْحَسَنَةُ في غَيْرِهِ لا تُقْبَلُ»([14]) ويدل هذا الحديث الشريف وأمثاله من الأخبار التي ترغَّب على ملازمة الديانة الحقة، على أن خطايا المؤمنين وذي الدين الحق، تؤول إلى المغفرة كما قال سبحانه وتعالى {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} (الزمر53). ولهذا نستطيع أن نقول بأن سيئات المؤمنين أفضل من حسنات الآخرين التي لا تقبل أبداً، بل لعلّ الحسنات التي لا تحتوي على شرائط القبول مثل الإيمان والولاية، تنطوي على ظلمات أكثر من الظلمات الموجودة في سيئات المؤمنين الذين يعيشون في حال الخوف والرجاء نتيجة نور الإيمان المشعّ في قلوبهم. وعلى أيّ حال لا يدّل هذا الحديث على أن أهل الإيمان لا يحاسبون على سيئاتهم كما هو الظاهر. ومن الأحاديث المشهورة التي يقال أنّها مشهورة بين الفريقين الحديث القائل: «حُبُّ عَليٍّ حَسَنَةٌ لا يَضُرُّ مَعَها سَيِّئَةٌ، وَبُغْضُهُ سَيِّئَةٌ لا يَنْفَعْ مَعَها حَسَنَةٌ»([15]) وهذا الحديث الشريف من قبيل الأحاديث من قبيل الأحاديث المذكورة التي وردت في الإيمان ومعناه أما ما ذكره المرحوم المجلسي في تلك الأخبار من أن المقصود من الضرر المنفي هو الخلود في النار أو الدخول فيها، فيكون المعنى أن حبّ عليّ عليه السّلام الذي هو أساس الإيمان وإكماله وإتمامه يوجب بواسطة شفاعة الشافعين، التخلص من النار. وعليه كما قلنا لا يتنافى هذا الاحتمال مع ألوان العذاب في عالم البرزخ. وقد ورد في ذلك عن الصادق عليه السلام (وَاللهِ ما أخافُ عَلَيْكُمْ إلاّ الْبَرْزْخَ فَأَمّا إِذا صَارَ الأَمْرُ إِليْنا فَنَحْنُ أَوْلى بِكُمْ). أو ما ذكرناه من أن حبّ الإمام علي عليه السلام يبعث على نور وإيمان يجنّبان صاحبهما عن الآثام، ويدفعانه إلى التوبة والإنابة إذا إبتلى بالمعصية من دون أن يفسح المجال أمامه للتمادي في الغيّ والعصيان. ومن تلك الأحاديث، الأخبار الواردة في تفسير الآيات الشريفة المذكورة في سورة الفرقان. قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلاّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا.، إلاّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (الفرقان 68، 69، 70).. ونحن نقتصر على ذكر واحدة من تلك الأخبار، لأنها جميعاً متقاربة في المضمون والمعنى: عن الشيخ في أماليه بإسناده عن محمَّد بن مسلم الثّقفي قال: «سَأَلْتُ أبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَليٍّ عليهما السّلام عَنْ قَول الله عَزَّ وَجَلَّ: «فَأولئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سيْئاتِهمْ حَسَناتٍ وَكَانَ اللهُ غَفوراً رَحيماً» فقال عليه السّلام: يُؤْتى بِالْمُؤْمِنِ الْمُذْنِبِ يَوْمَ الْقيامَةِ حَتّى يُقامَ بِمَوْقفِ الحِسابِ، فَيَكُونُ اللهُ تَعالى هُوَ الَّذي يَتَوَلّى حِسابَهُ لا يُطْلعُ عَلى حِسابِهِ لا يُطْلعُ عَلى حِسابِهِ أَحَداً مِنَ لِلنّاسِ، فَيُعَرِّفُهُ ذُنوبَهُ حَتّى إذا أقَرَّ بِسَيِّئاتِهِ قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْكَتَبَةِ: بِدِّلوها حَسَناتٍ وَأظْهروها لِلنّاسِ، فَيَقُولُ النّاسُ حينَئِذٍ: ما كانَ لِهذا الْعَبْدِ سَيِّئَةٌ وَاحِدَةٌ! ثُمَّ يَأْمُرُ اللهُ بِهِ إلى الْجَنَّةِ، فَهذا تَأْويلُ الآيَةِ، وَهِيَ فِي الْمُذْنِبينَ مِنْ شيعَتِنا خاصَّةً([16]) «والباعث على ذكر الآيات الكريمة بأسرها وإطالة الكلام هنا، هو أن البحث مهمّ، وأنّ كثيراً من الخطباء قد شوهّوا معنى هذه الأخبار للناس، وأن ربط الخبر بالآية لا يكون مفهوماً إلاّ إذا ذكرنا الآية نفسها فلهذا اعتذر من إطالة الممِّلة. ومن يقرأ الآيات المذكورة الثلاثة من أولها إلى آخرها، يفهم بأن الناس جميعاً مطوّقون بأعمالهم ويحاسبون على قبائحها، إلاّ الذين آمنوا، وتابوا من جرائرهم، وعملوا عملاً صالحاً فكل من توّفرت فيه هذه الأمور الثلاثة، فاز وشملته ألطاف الله سبحانه وأصبح مكرّماً أمام ساحة قدسه، فتتحول سيئاته وآثامه إلى حسنات. وقد فسّر الإمام الباقر عليه السّلام الآية المباركة بهذا التفسير أيضاً، وجعل كيفية حساب هؤلاء الأشخاص وموقفهم يوم القيامة على الشكل الذي ذكرناه. ومن المعلوم أن هذا الأمر يختص بشيعة أهل البيت، ويحرم عنه الناس الآخرون. لأن الإيمان لا يحصل إلاّ بواسطة ولاية عليّ وأوصيائه من المعصومين الطاهرين عليهم السّلام، بل لا يقبل الإيمان بالله ورسوله من دون الولاية، كما نذكر ذلك في الفصل التالي. إذن لا بد من اعتبار هذه الآية المباركة والأخبار التي وردت في تفسيرها، من الطائفة الأولى من الروايات، لأنها تدلّ على أن الشخص إذا كان مؤمنا ولم يحاول القضاء على سيئاته بالتوبة والعمل الصالح لما شملته الآية الكريمة. فيا أيها العزيز لا يغرّنك الشيطان، ولا تخدعنّك الأهواء النفسية، ومن المعلوم أن الإنسان الخامل المبتلي بالشهوات وحبّ الدنيا والجاه والمال مثل الكاتب يبحث عن مبرّر على خموله، ويقبل على كل ما يوافق شهواته، ويدعم رغباته النفسية وأوهامه الشيطانية، وينفتح بكل وجوده على مثل هذه الأخبار، من دون أن يفحص عن مغزاها، أو يتأمل في الأخبار الأخر التي تعارضها وتقابلها. إن هذا المسكين يظن أن مجرد إدعاء التشيع وحبّ التشيع وحبّ أهل بيت الطهارة والعصمة، يسوّغ له ـ والعياذ بالله ـ اقتراف كل محرّم من المحظورات الشرعية، ويرفع عنه قلم التكليف. إن هذا السيئ الحظ لم ينتبه بأن الشيطان قد ألبس الأمر عليه، ويُخشى عليه في نهاية عمره إن تُسلب منه هذه المحبة الجوفاء التي لا تجدي ولا تنفع، ويحشر يوم القيامة صفر اليدين وفي صفوف نواصب أهل البيت عليهم السلام. إن إدعاء المحبة من دون دليل وبيّنة، لا يكون مقبولاً. إنه لا يمكن أن أكون صديقك وأضمر لك الحبّ والإخلاص، وأقوم بكل ما هو مناقض لرغباتك وأهدافك. إن شجرة المحبة تنتج وتثمر في الإنسان المحبّ، العمل حسب درجة المحبّة ومستواها، وإن لم تحمل تلك الشجرة هذه الثمرة فلا بد من معرفة أنها لم تكن محبة حقيقية وإنما هي محبة وهمية. إن النبي الأكرم وأهل بيته العظام صلوات الله عليهم، قد بذلوا حياتهم في نشر الأحكام الشرعية والعقائد والأخلاق، وأرادوا في ذلك البلوغ إلى منشودهم الوحيد وهو إبلاغ أحكام الله وإصلاح الإنسان وتهذيبه، واستساغوا في هذا السبيل الشريف أنواع السلب والقتل والإذلال والإهانة، ولم يتوانوا في ذلك. فمحب أهل البيت، وشيعتهم، هو الذي يشاركهم في أهدافهم، ويعمل على ضوء أخبارهم وآثارهم. إن ما ذكر في الأخبار الشريفة من أن الإقرار باللسان والعمل بالأركان من دعائهم الإيمان، فهو بيان لسرّ طبيعي، ولسنة الله الجارية، لأن حقيقة الإيمان، تلازم العمل والتنفيذ. إن العاشق في جوهر طبيعته، يظهر العشق تجاه المعشوق ويتغزّل به، وإن المؤمن إذا لم يعمل بمتطلبات الإيمان وما تستدعيه محبة الله وأوليائه، لما كان مؤمنا ومحبّاً. وإن هذا الإيمان الشكلي والمحبّة الجوفاء، من دون جوهر ومضمون، ينتفي ويزول أمام حوادث بسيطة وضغوط يسيرة، وينتقل هذا المحبّ إلى دار جزاء الأعمال، صفر اليدين.
فصل: في بيان أن ولاية أهل البيت شرط لقبول الأعمال
إن ما مرّ في ذيل الحديث الشريف من أن ولاية أهل البيت ومعرفتهم شرط في قبول الأعمال، يعتبر من الأمور المُسَلّمة، بل تكون من ضروريات مذهب التشيع، المقدس. وتكون الأخبار في هذا الموضوع أكبر من طاقة مثل هذه الكتب المختصرة على استيعابها، وأكثر من حجم التواتر. ويتبرك هذا الكتاب بذكر بعض تلك الأخبار. عن الكافي: بإسناده عن أبي جعفر عليه السّلام: قال «ذِرْوَةُ الأَمْرِ وَسَنامُهُ وَمِفْتاحُهُ وَبابُ الأشْياءِ وَرِضَى الرَّحْمنِ الطّاعَةُ لِلإمامِ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ... أما لَوْ أنِّ رَجُلاً قامَ لَيْلَهُ وَصامَ نَهارَهُ وَتَصَدَّقَ بِجَمِيعَ مالِهِ وَحَجَّ جَميعَ دَهْرِهِ وَلَمْ يَعْرِفْ وِلايَةَ وَلِيِّ اللهِ فَيُوالِيَهُ وَتَكُونُ جَميعُ أعْمالِهِ بِدَلالَتِهِ إلَيْهِ، ما كانَ له عَلَى اللهِ حقٌّ في ثَوابِهِ وَلا كانَ مِنْ أهْلِ الإيْمانِ»([17]) وبإسناده عَن أبي عبد الله عليه السّلام قال: «مَنْ لَمْ يَأْتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقيامَةِ بِما أنْتُمْ عَلَيْهِ، لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ حَسَنَةٌ وَلَمْ يُتَجاوَزْ لَهُ سَيِّئَةٌ»([18]) وبإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام في حديث قال: «وَاللهِ لَوْ أنَّ إبْليسَ ـ لَعَنَهُ اللهُ ـ سَجَدَ لِلّهِ بَعْدَ الْمَعْصِيَةِ وَالتَّكَبُّرِ عُمْرَ الدُّنْيا مَا نَفَعَهُ ذلِكَ وَلا قَبِلَهُ اللهُ ما لَمْ يَسْجُدْ لآدَمَ كَما أمَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أنْ يَسْجُدْ لَهُ، وَكذلِكَ هذِهِ الأُمَّةُ الْعاصِيَةُ الْمَفْتونَةُ بَعْدَ تَرْكِهِمُ الإمامَ الَّذي نَصَبَهُ نَبِيُّهُمْ لَهُمْ، فَلَنْ يَقْبَلَ اللهُ لَهُمْ عَمَلاً وَلَنْ يَرْفَعَ لَهُمْ حَسَنَةً حَتّى يَأْتُوا اللهَ مِنْ حَيْثُ أمَرَهُمْ وَيَتَوَلَّوُا الإمام الَّذي أمَرَهُمُ اللهُ بِوِلايَتِهِ وَيَدْخُلُوا مِنَ الْبابِ الَّذي فَتَحَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ لَهُمْ ـ الحديث»([19]) والأخبار في هذا الموضوع وبهذا المضمون كثيرة، ويستفاد مجموعها أن ولاية أهل البيت عليهم السّلام شرط في قبول الأعمال عند الله سبحانه، بل هو شرط في قبول الإيمان بالله والنبي الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلم. ولا يستفاد كونها شرطاً في صحة الأعمال كما يقول بذلك بعض الأعلام، بل الظاهر أنها ليست بشرط في صحة الأعمال. كما يستفاد ذلك من الروايات الكثيرة مثل الرواية المذكورة في باب عدم وجوب قضاء المخالف عبادته إذا استبصر عن أبي عبد الله عليه السّلام ـ في حديث ـ قال: (كُلَّ عَمَلٍ عَمَلهُ وَهُوَ في حالِ نُصْبِهِ وَضَلالَتِهِ، ثُمَّ مَنَّ الله عَلَيهِ وَعَرَّفَهُ الْولايةَ فَإنَّهُ يَؤخَرْ عَلَيهِ إلاّ الزَّكاة فَإنَّه يُعيدُها، لأنَّه وَضَعَها في غَيرِ مَوْضِعِها، لأنَّها لأهْلِ الْولايَةِ، وأمّا الصَّلاةُ وَالْحَجُّ والْصِّيامُ فَلَيْسَ عَلَيهِ قَضاءٌ)([20]) وفي رواية أخرى عن محمد بن حكيم قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أبِي عَبْد اللهِ عَلَيه الْسّلامَ إذْ دَخَلَ عَلَيهِ كُوفيَّاِن كَانَا زَيديَّيْنِ فَقَالاَ إنّا كُنّا نَقوُلُ بِقَولٍ وإِنَّ الله مَنَّ عَلَينَا بِولايتَكَ فَهَلْ يَقْبَلْ شَيءٌ مِنْ أعْمالِنَا فَقالَ أمّا الصَّلاةُ وَالصَّوْمُ والصَّدَقَةُ فَإنَّ الله يَتْبَعُكُمَا ذلِكَ وَيَلْحَقُ بِكُمَا وأمّا الزَّكَاةُ فَلا لأنَّكُمَا أبْعَدتُما حَقَّ امْرِءٍ مُسْلِم وَأعْطَيتُماهُ غَيرهُ([21]) وفي بعض الروايات (تعرض أعمال الناس في كل يوم خميس على رسول الله صلّى الله عليه وآله، فيؤجل النظر فيها حتى يوم عرفة، وفي ذلك اليوم يلقي صلوات الله وسلامه عليه نظره عليه ويجعل أعماله هباءاً منثوراً. قيل أعمال أيّ شخص تتحول كذلك؟ قال صلوات الله عليه أعمال مبغضينا ومبغضي شيئاً). وهذه الرواية تدلّ على أن الولاية شرط في صحة الأعمال كما هو واضح. وعلى أي حال يكون هذا البحث خرجاً عن مسؤوليتنا والحمد لله أولاً وآخراً.
ـــــــــــــ
([1]) (أصول الكافي، المجلد 2، كتاب الإيمان والكفر، باب أن الإيمان لا يضر معه سيئة، ح5).
([2]) (الكافي، المجلد 2، كتاب الإيمان والكفر، باب المؤمن وعلاماته، ح 7).
([3]) (أصول الكافي، المجلد 2، كتاب الإيمان والكفر، باب المؤمن وعلاماته، ح 9).
([4]) (أمالي الطوسي، المجلد 1، ص 380).
([5]) (أصول الكافي، المجلد 2، كتاب الإيمان والكفر، باب الطاعة والتقوى، ح 1 و3)
([6]) (أصول الكافي، المجلد 2، كتاب الإيمان والكفر، باب الطاعة والتقوى، ح 6).
([7]) (روضة الكافي ـ ص 159 ح 205).
([8]) (أصول الكافي، المجلد 2، كتاب الإيمان والكفر، باب الطاعة والتقوى، ح 6).
([9]) (أصول الكافي، المجلد 2، كتاب الإيمان والكفر، باب الطاعة والتقوى، ح3).
([10]) (بحار الأنوار، المجلد 46، ص 82).
([11]) (أصول الكافي، المجلد 2، كتاب الإيمان والكفر، باب الإيمان لا يضر معه سيئة، ح 4).
([12]) (مرآة العقول، المجلد 11، ص 396).
([13]) (أصول الكافي، المجلد 2، باب الإيمان والكفر، باب الإيمان لا يضر معه سيئة، ح 2، 6).
([14]) (أصول الكافي، المجلد 2، كتاب الإيمان والكفر، باب الإيمان لا يضر معه سيئة، ح 2، 6).
([15]) (كتاب مناقب ابن شهر آشوب، المجلد 3، ص197).
([16]) (كتاب أمالي الشيخ الطوسي، المجلد 1، ص 70).
([17]) (أصول الكافي، المجلد 2، كتاب الإيمان والكفر باب دعائم الإسلام، ح5).
([18]) (وسائل الشيعة، الباب 69، من أبواب مقدمة العبادات ح 3 و5).
([19]) (وسائل الشيعة، الباب 69، من أبواب مقدمة العبادات ح 3 و5).
([20]) (وسائل الشيعة، الباب 31، من أبواب مقدمة العبادات ح 1 و5)
([21]) (وسائل الشيعة، الباب 31، من أبواب مقدمة العبادات ح 1 و5)
تعليقات الزوار