البطاقة الشخصية:

 

الاسم: خالد عبد الحميد العلق

 

تاريخ الميلاد: 1387هـ

 

الهوية: مجاهد خميني

 

السكن: تاروت ـ قرية سنابس

 

الحالة الاجتماعية: غير متزوج

 

تاريخ الاستشهاد: 18 /صفر/1409هـ.

 

مكان الاستشهاد: ساحة الإعدامات بالدمام

 

تاروت... الجزيرة الشماء.. الشامخة ... تأبى إلاّ أن تتفاخر على مثيلاتها وجاراتها من مناطق الساحل الشرقي للخليج، فتطل علينا ـ مرة أخرى ـ بشبل من أشبالها ـ وأسد من أسادها انتفض في وجه أعداء الله ورسوله لما رأى تهتكهم بحريم الإسلام وعرينه ـ فلم تبق مجزرة مكة الدامية التي نفذها آل سعود الحمقى بأمر من أسيادهم الأمريكان في إطار الهجمة الشرسة على الإسلام المحمدي الأصيل ـ وكيداً لأبنائه البررة ـ لم تبق هذه المجزرة البشعة جارحة من جوارحه إلا وهزتها، ولا ذرة من ذرات كيانه إلا وعصرتها، فكان أن قرر الثأر لهذا الهتك من تلك الطغمة الحاقدة وبعد أن نفذ مجاهدو حزب الله عمليات جسوره أغلقوا إلى فترة بعض الشرايين الحيوية التي كانت تزود النظام بالمال فيستعين بذلك للكيد للإسلام والمسلمين، بعد ذلك تم اعتقاله بعد ملاحقة دؤوبة من قبل السلطة الغاشمة له ولرفيقي دربه في الجهاد والشهادة (الشهيد علي الخاتم والشهيد أزهر الحجاج) إلى أن رزق الشهادة على يد شر نظام على الأرض.

 

كان ذلك بعد حياة ملؤها العمل في سبيل الإسلام والتعلم لخدمة أمته، فقد ولد عام 1387هـ في قرية (سنابس) من قرى جزيرة (تاروت) الباسلة، ولما يتم السادسة من عمره دخل المدرسة، فواصل دراسته إلى أن أتم الثانوية ـ القسم العلمي ـ والتحق بعد ذلك بجامعة البترول والمعادن، فأمضى فيها سنة، والتحق بعد ذلك بمركز العلوم والرياضيات.

 

ولم تكن دراسته لتمنعه من أداء وظيفته تجاه ربه ودينه وأمته فكان ـ إلى جانب دراسته ـ عاملاً في سبيل الله عبر مشاركته في الاحتفالات التي تقام في بلدته بمناسبة مواليد النبي (ص) والأئمة عليهم السلام، تلك المناسبات التي تحارب السلطة إقامتها أشد المحاربة مما يسبب ـ عند الشباب ـ شعوراً بالتحدي للسلطة فلا يزدادون إلا إصراراً على إقامتها ـ مهما كانت النتائج ـ وهذا ما حدث في قرية شهيدنا (ره) في إحدى المناسبات واعتقل إثر ذلك حوالي عشرين من الشباب المؤمنين لمشاركتهم في إحياء مناسبة ميلاد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

 

ولم يفت شهيدنا الغالي (ره) شرف الهجرة في سبيل الله، ولما كانت إيران الإسلام الرمز الصامد للأمة في قبال أعتى الأعداء وأشرسهم مما كلفها الكثير من أبنائها وخيراتها، كان من الطبيعي أن تكون مهجر المجاهدين وموطن المهاجرين، انطلاقاً من هذا عقد شهيدنا (ره) العزم على الهجرة في سبيل الله علّه ينال شرف الدفاع عن دولة الإسلام فالشهادة في سبيل الله ـ ذلك البر الذي ليس فوقه بر ـ كان ذلك في صيف عام 1405هـ فأمضى حوالي أسبوعين ملتحقاً ببعض الحركات الإسلامية، وبعدها يمم وجهه شطر (قم) مدينة الدم والثورة فبقي فيها مدة، كر بعدها إلى موطنه ملتحقاً بصفوف العاملين في (حزب الله) عازماً على مواصلة طريق ذات الشوكة.

 

غير أن رحلته وهجرته كانت قد ملأت عليه فكره فلم يكن همه في دراسته بقدر ما كان في جهاده أعداء الله عبر توزيع الكتب الإسلامية التي يمنعها آل سعود.. في هذه الأثناء وفي موسم الحج عام 1407هـ عام المجزرة ـ قصد زيارة الرسول الأكرم (ص) في المدينة المنورة، ورأى هناك مظاهر الدعوة إلى الله الحقيقية لا التي يتصنعها آل سعود بغرض التمويه على غير العارفين بحقيقتهم.

 

وكان شهيدنا(ره) يمتاز بفضائل أخلاقية   ومن خلالها  يصنف في خيرة الشباب المتدين المحبوب فكان هادئاً، بشوشاً، كثير العبادة، صبوراً..

 

 فلم يكن يتكلم ألا فيما ينفع، وكانت هذه السمة ظاهرة عليه بوضوح.

 

 وكان دائم البشاشة، لا تفارق البسمة ثغره، مع ما كان يحمل من هموم تعد كبيرة على من كان في مثل سنه، فكان بحق مصداقاً للحديث (المؤمن حزنه في قلبه).

 

 وكان متعبداً، وفي هذا الصدد يحكى بعض أفراد أسرته كيف أن الشهيد يواظب على الوضوء قبل النوم وكيف كان يصلي الليل، بخاصة في أيامه الأخيرة، وكأنه كان يشعر بقرب اللقاء بربه جل وعلا.

 

 أما صبره وإيثاره وشجاعته فينقل بعض أصدقائه أنه (رغم التهديدات التي كانت الدولة تطلقها ضد العاملين، وبالرغم من عدم تفهم المجتمع لحياة الجهاد لكنه ـ الشهيد ـ ومنذ أن وصل إلى (قم) كان يفكر كيف يصبح من أمراء أهل الجنة، ولما لم يتيسر له مشاركة أخوانه في الجبهات، أنفق أمواله التي حصل عليها خلال عمله في الفترة الصيفية ليشتري ـ مع بعض المؤمنين ـ سيارة كي يهديها للمجاهدين في الجبهات).

 

وعندما كان مطارداً اعتقلت السلطة والده ـ كرهينة ـ وصادرت سيارته فأبى الاستسلام أمام الإرهاب والنذالة، فالتجأت السلطة إلى أسلوب الترعيب فأشاعت أن الشهيد (ره) لم تثبت عليه أية إدانة سوى استخدام المجاهدين لسيارته حين القيام بعملياتهم، فإذا ما جاء وسلم نفسه فلن يعاقب ولن يرى مكروهاً.

 

لكن الشهيد الغالي(ره) كان واعياً للخبث والغدر السعوديين، فلم تنطل عليه الحيلة.

 

فأصر على المضي في دربه إلى أن يحكم الله بينه وبين القوم الظالمين. فكان ما أراد، بعد أن توارى ورفيقي دربه قرابة أربعة أشهر عن الأنظار، ولم تستطع السلطات السعودية القبض عليهم مع ما كانت تدعيه لنفسها ولقوى أمنها الداخلي من مباحث وشرطة من قدرة على الكشف على (المجرمين!!) والجدير ذكره أن السلطات أقامت حواجز عديدة مورست فيها أنواع الإرهاب والإهانة بقصد الكشف عن المجاهدين ـ الثلاثة (ره) ومع ذلك كان الشهداء (ره) يخترقون هذه الحواجز ويزورون جزيرتهم دون علم السلطات، مما كشف وهن تلك القوى إلى أقصى حد.

 

وبعد أربعة أشهر من التواري عن الأنظار وقعت مواجهة بينهم وبين قوى السلطة بعد اكتشاف أمرهم فتم تبادل إطلاق النار بين المجاهدين من جهة بما يمتلكون من سلاح بسيط وقليل، وبين جحافل السلطة التي طوقت مكان تواجدهم بشكل مكثف، واستمرت المواجهة عدة ساعات لم يكن أزلام السلطة ليجرؤوا على اقتحام مكان المجاهدين خوفاً منهم لما رأوا من شدة بأسهم وصلابتهم، وبعد نفاذ ذخيرة المجاهدين وإصابة الشهيد خالد بجراح جراء طلق ناري، أقدم أزلام النظام على خنقهم بالغازات إلى أن تم القبض عليهم.

 

وختم الله للمجاهد خالد (ره) ورفيقيه بالشهادة التي طالما انتظروها، لكنهم لم يودعوا هذه الدنيا حتى أخزى الله أعدائهم على أيدي ثلة قليلة مؤمنة لم يكن كثيرون يحسبون أنهم يستطيعون القيام بما قاموا به، فحتزت الرؤوس الشريفة بأيدي آثمة عميلة، وذلك في يوم 18/ صفر/ 1409هـ أمام الجامع الكبير في الدمام. فرحم الله شهيدنا ورحم رفقاءه وصدق الله إذ قال في كتابه الكريم {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ}.