ولد الشهيد إسماعيل دقايقي في عام 1333 في بهبهان في أسرة كريمة معروفة بالتدين؛ وللمشكلات التي كانت تواجهها هذه الأسرة اضطرت إلى الهجرة إلى مدينة آغاجاري لتعيش هناك على التزامها وتدينها.

 

بعد أن انهى إسماعيل المرحلتين الابتدائية والإعدادية، خرج قبوله في معهد النفط لأنه كان طالباً ممتازاً نموذجياً. في تلك الأيام تعرّف إسماعيل على الأخ محسن رضائي (قائد حرس الثورة) حيث أخذ هو ورفاقه في الدراسة بالكفاح ضد النظام ومظاهر الفساد التي ينشرها في المجتمع. فمن نشاطاته آنذاك إضرابه ضد احتفالات الــ 2500 الملكية، وتشكيله دروس مختلفة وتعريفه الشباب في المنطقة بالثقافة الإسلامية الأصيلة، حيث ألقي بسبب ذلك في السجن مرتين مع الأخ محسن رضائي وبعض الأصحاب ليطلق سراحه في كل مرة بعد أشهر من التعذيب النفسي والجسدي.

 

وبإطلاق سراحه من السجن أخرج من المعهد أيضاً. بعد ذلك اشترك في امتحان القبول في الجامعة

 

ليدخل كلية الزراعة في الأهواز، وبعد عامين دخل كلية علوم التربية في طهران. وفي هذين المحيطين الجامعيين (طهران والأهواز) واصل كفاحه الفكري والسياسي والجهادي؛ ففي الوقت الذي كان فيه أغلب طلاب الجامعة لا يعرفون شيئاً من مبادئ الإسلام، كان هو من الطلاب الملتزمين المتدينين.

 

كان يقوم بكل الواجبات والمستحبات على أحسن وجه ويتحاشى لالتزامه كل معصية قدر المستطاع. يقول الفريق محسن رضائي عن النشاطات التي كانت تجري في دار الشهيد دقائقي في أيام الثورة: "بيته وأسرته من الأسر التي تدين لها الثورة الإسلامية في خوزستان".

 

كان الشهيد يحب الدراسة كثيراً ، إلا أن إحساسه بحاجة الثورة جعلته يترك الجامعة ليقوم في عام 1358 بتأسيس جهاد البناء في آقاجاري، ويتعهد في بداية مرداد 1358 بتشكيل حرس الثورة الإسلامية هناك. وبعد سنة أبدى خلالها قدرته في تشكيل حرس الثورة الإسلامية في خوزستان سارع إلى التعاون مع الأخ شمخاني وغيره ليصبح مسؤول مكتب التنسيق في المحافظة. عند ذلك كان الاعتداء العراقي على إيران.

 

فلما سمع بالقتال في خرمشهر سارع إليها وأخذ بنقل السلاح والتجهيزات العسكرية ليقوم بدور فاعل بالتعاون مع الشهيد جهان آرا  في تجهيز المنطقة بالسلاح. ثم أصبح ممثلاً عن حرس الثورة في الغرفة الحربية للفرقة 92 المدرعة ــ أهواز، وبذل جهداً كبيراً في تنسيق القوات وتجهيزها على الرغم من العراقيل التي كان يضعها بني صدر. كما أنه قاتل قتال الأبطال عندما حوصرت مدينة سوسنگرد. وفي عمليات الفتح المبين كان يتعاون مع الشهيد بقائي في مقر الفجر. وبعد عمليات بيت المقدس كُلف بمهمة في حرس المنطقة (1) ليتولى مسؤولية وحدة حماية الشخصيات في قم والمحافظة المركزية.

 

وبعد عودته ثانية إلى الجبهة، كُلف بمسؤولية إقامة دورة مالك الأشتر المتقدمة الخاصة بتدريب أمراء الأفواج.

 

وبعد فترة عمل إلى جانب الشهيد البطل مهدي زين الدين في الفرقة 17 علي بن أبي طالب (ع) ليمد يد العون إلى رفيقه القديم في تنظيم الفرقة، كما استطاع تقديم خدمات جليلة إلى الجبهة والحرب بقبوله مسؤولية تخطيط العمليات فيها.

 

بعد هذه المهمة كُلف بتأسيس لواء بدر المستقل . فاستطاع في وقت قصير تشكيل وحدة عسكرية قوية منسجمة. كانت القوات في اللواء تعشقه بحيث احتل مكاناً في قلوب كل فرد منها، وكانوا يعتبرونه واحداً منهم، ويعتبرون وجوده نعمة من الله، فلم يكن إسماعيل قائداً لهم في المراتب العسكرية، بل كان يقود قلوبهم أيضاً.

 

وأخيراً ، في عمليات كربلاء الخامسة ، توجه في مهمة استطلاعية إلى المحور الأمامي على دراجة نارية فأصيب في الطريق بقصف جوي عراقي ليسقى بمعين الشهادة ويلقى ربه على هذا الحال من التفاني والإخلاص.