حوار مع حجة الإسلام والمسلمين محمدي گلبايگاني؛ رئيس مكتب قائد الثورة الإسلامية
حياة الزعماء والقادة التاريخيين وسيرتهم منار تستهدف به الجماهير لاكتساب العبر في طريقها الشائك، لأنها مليئة بالدروس القيّمة باعتبارهم خبروا الحياة وتحمّلوا الكثير من أجل مبادئهم الحقة..
والقائد الخامنئي (حفظه الله) يقف على رأس هؤلاء القادة؛ فهو التلميذ المخلص للإمام الراحل (قدس سره)، والسائر على نهجه، والمتخلق بأخلاقه؛ وهي في الأساس أخلاق جدهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).. ومَن أكثر اطلاعاً من الشيخ المحمدي گلبايگاني رئيس مكتب القائد على تفاصيل حياة السيد الخامنئي باعتباره لازم سماحته منذ أكثر من عقد من الزمن..
فلنتركه يتحدث عن شخصية قائد الثورة الإسلامية وعن أخلاقه وسلوكه لتكون عبرة لعشاق الثورة الإسلامية في كل مكان.. فلنقرأ معاً:
ـ سماحة السيد محمدي گلبايگاني.. باعتباركم من أقرب المقربين من قائد الثورة الإسلامية، نودّ أن نسألكم عن شخص قائد الثورة الإسلامية، وقبل كل شيء نستفسر عن الحالة الصحية لسماحته.. فكما تعلمون فإنه بين الحين والآخر، تروّج وسائل الإعلام والصحافة في خارج البلاد شائعات عن الحالة الصحية لسماحة القائد، وقد أخذت الشائعات تزداد في الشهور الأخيرة.. هل توضّحون لأبناء الشعب حقيقة هذا الأمر؟
ـ بسم الله الرحمن الرحيم.. في معرض الردّ على هذا السؤال أودّ أن أقول، إن من إحدى الوسائل والأساليب التي يعتمدها العدو في إلحاق الهزيمة بالطرف المقابل، هي الحرب النفسية، وبما أن قائد الثورة الإسلامية يشكل اليوم دعامة خيمة الثورة ومثلما تعلمون بأن سماحته لم يعدل في مواقفه وتوجهاته وفي مناسبات مختلفة ولا ذرة عن مواقف الإمام الراحل (رضوان الله عليه)، بل هو في الحقيقة الحامي لأهداف وتطلعات الإمام (رضوان الله عليه). ولهذا فإن العدو يحاول جاهداً وبكل ما أوتي من قوة أن يصوّر الموضوع بشكل آخر، لكنه فشل في ذلك، ولهذا فإنه يروّج مثل هذه الاشاعات لتحريف الأذهان وإلقاء اليأس في قلوب محبي وعشاق القائد، وإبعاد أبناء الشعب عن سماحته. وهنا أودّ أن أشير إلى أن الإنسان معرّض دائماً للإصابة بأمراض مختلفة، إلاّ أنه من ناحية الحالة الصحية فأؤكد لكم بأن سماحته بصحة جيدة والحمد لله. وربما تعجبون إذا قلت لكم بأن سماحته يمارس رياضة تسلق الجبال ولأكثر من مرة خلال الأسبوع، وأن برنامجه هذا يستغرق في بعض الأحيان عدة ساعات، وربما لن يستطيع الكثير من الشباب مرافقة سماحته في هذا المشوار.
ـ هل هناك وقت محدد يذهب فيه سماحته إلى الجبل؟
ـ هذا يرتبط طبعاً بالأحوال الجوية والموسم الذي نحن فيه، فمثلاً في فصل الشتاء وعندما تنزل الثلوج على الجبال، فإن سماحته لن يقوم بالرحلة في هذا الجو، ولهذا لا يمكن تحديد ساعة معينة، كما أن الأماكن التي يذهب إليها غير محددة. ويجدر أن أشير هنا إلى أن لسماحة القائد حديثاً جميلاً حول الرياضة، ولا بأس أن يعلم القراء بأن سماحة القائد يعدّ من أكبر مشجعي الرياضة في البلاد، ويقول حول الرياضة: إن الرياضة ضرورية للشباب وواجبة على كبار السن.
ـ هل صحيح أن سماحته يؤدي فريضة صلاة الفجر في إحدى قمم جبال ضواحي طهران في بعض الأحيان؟
ـ نعم.. في بعض الأحيان يصادف أن يؤدي سماحته صلاة الفجر في إحدى قمم الجبال، وفي بعض الأحيان يصل في رحلته إلى منطقة (تلي كابين) الجبلية المغطاة بالثلج.
ـ هل صادف أن رافقت سماحته في الرحلة؟
ـ نعم.. في بعض الأوقات. إلاّ أن كبر السن أخذ مني مأخذه ولا يحالفني الحظ كثيراً على مرافقته.. ولكني على علم ببرامج سماحته. على كل حال.. أردت أن أقول بأنه إذا لم يكن سماحة القائد في صحة وعافية (والحمد لله) فلن يقدر على ممارسة مثل هذه الرياضة، وهي رياضة تسلق الجبال، وتعلمون مدى صعوبة هذه الرياضة.. وأن سماحته يقوم بهذه الرياضة بكل نشاط وحيوية والحمد لله فهو بصحة جيدة.
ـ من الطبيعي أنه خلال رحلة سماحته إلى الجبال، هناك مواطنون وأشخاص يذهبون إلى الجبل يلتقون به.. هل شاهدت مثل هذه اللقاءات العادية وغير المبرمجة؟
ـ طبعاً أنا لم أشاهد مثل هذه اللقاءات.. ولكني على علم بأن سماحته يلتقي في رحلته سواء في الذهاب أو الإياب الكثير من المواطنين يأتون إليه ويلقون عليه التحية والسلام، وهو بدوره يبادلهم نفس المشاعر ويتجاذب معهم أطراف الحديث.
ـ هل بإمكانكم إعطاءنا صورة عامة عن البرنامج اليومي أو الأسبوعي لقائد الثورة الإسلامية، وما من شك فإن أبناء الشعب توّاقون للاطلاع على مراحل الحياة الشخصية لقائد الثورة؟
ـ نعم، إن من برامج سماحته التي يمكن القول بأنها ثابتة ودائمة، هي أنه يستيقظ قبل ساعة من أذان الفجر، وينشغل بالدعاء والتهجد والمناجاة حتى يحين موعد صلاة الفجر، وبعد الصلاة، اذا كان له برنامج الذهاب إلى الجبل، فإنه يتهيّأ لذلك، وإلاّ فإنه يأخذ قسطاً من الراحة. ثم يتوجه إلى مقر عمله في الساعة الثامنة صباحاً ليبدأ عمله اليومي الذي هو على عدة أقسام: الأول عبارة عن اللقاءات الرسمية مع المسؤولين المدنيين والعسكريين في وقت محدد، فيلتقي بهم ويصغي إليهم ويقدمون تقاريرهم إليه، من جانبه يقدم سماحته توجيهاته وإرشاداته الخاصة. وتستمر هذه اللقاءات عادة إلى الظهر.. ومن التوفيقات التي تلازم سماحته هي أن جميع صلواته تقام جماعة ويشارك فيها الأشخاص الذين جاؤوا لمقابلته بالإضافة إلى أعضاء المكتب. وفي بعض الأحيان ينضم إليهم عدد من العلماء والشخصيات المقرّبة لسماحته، حيث يفضلون أن تقام الصلاة بإمامة سماحة القائد وهم يأتون إلى المكتب ظهراً ومساءً لأداء صلاتهم جماعة.
وبعد أن ينهي صلاة الظهر والعصر، يتوجه سماحته لأخذ قسط من الراحة وتناول طعام الغداء، ثم يبدأ عمله في الساعة الرابعة عصراً (وفي بعض الأحيان تتواصل اللقاءات معه) ويستمر هذا البرنامج حتى صلاة المغرب التي تقام هي الأخرى جماعة. وفي الليل، يقضي سماحته أوقاته إما في المطالعة أو متابعة الأخبار في التلفزيون أو يقضيها عند أسرته.
ـ تحدثتم عن المطالعة.. باستثناء الأخبار والتقارير الخاصة، في أي مجال آخر يطالع فيه سماحته، وهل هناك مجالات خاصة يطالع فيها باستمرار؟
ـ نعم.. سماحته يطالع الكتب الفقهية التخصصية، وله جلسات عديدة مع كبار العلماء مرة كل أسبوع، و يجتمع في المكتب مع شخصيات بارزة وعلماء مجتهدين ويتبادلون الحديث عن قضايا وشؤون مختلفة بحاجة إلى الدراسة، ودائماً ما تكون هذه الجلسات مثمرة جداً.. عموماً أن سماحته يطالع في مختلف المجالات والمواضيع.
ـ هل إن هذه الجلسات تقام بشكل منتظم؟
ـ نعم.. إنها تقام بشكل منتظم ودائم أيضاً، يعني إنها متواصلة منذ عدة سنوات، إلاّ إذا كان سماحته في مهمة خارج طهران أو في زيارة إلى مدن البلاد.
ـ وهل له مطالعات في مجالات أخرى كالأدب مثلاً ؟
ـ نعم.. في الحقيقة إنّ الشخصية القيادية السامية لسماحته تطغى على سائر امتيازاته الأخرى، فهو شاعر وأديب في نفس الوقت. وإن أشعاره سلسة وغنية المعاني، كما إن لسماحته جلسات وأمسيات شعرية مع الشعراء على مدار السنة ولكن ليس بشكل منتظم.. وإذا حضر جلسة شاعر معروف ويقدم أشعاره إلى سماحته، وعندما يبدي سماحته وجهات نظره حول الشعر، فإن الجميع يحترم رأيه سواء من الناحية الفنية أو التخصصية.. في الواقع إن القائد يطرح في مداخلاته أفكاراً جديدة ونقاطاً دقيقة وظريفة باعتباره صاحب رأي وله إلمام كامل بشؤون الأدب والشعر، وربما سمعتم حديثه في مناسبة تكريم الشاعر حافظ الشيرازي، فلم يتحدث أحد قط عن حافظ بهذا الشكل من الدقة والحصانة لحد الآن مثلما تحدث به سماحة القائد.
ومن برامجه الثابتة الأخرى لقاؤه عوائل الشهداء، وتكون هذه اللقاءات مبرمجة سلفاً، وإن العائلة المراد زيارتها لا تعلم أي شيء عن الشخص الذي سيزورها، يعني أن عائلة الشهيد لا تعرف من هو الشخص الذي ستلتقيه إلى اللحظة التي يصل فيها سماحة القائد إلى منزل عائلة الشهيد.. غاية ما هنالك أن المكتب قبل أن يتهيّأ سماحته للزيارة، ومن أجل الاطمئنان على وجود العائلة في المنزل، يقوم بإعلامها هاتفياً.. من أن مسؤولاً من مسؤولي البلاد ـ كأن يكون أحد القادة ـ سيأتي إلى زيارتكم.. فيرجى البقاء في المنزل.. وقد رافقت سماحته في بعض الأحيان هذه الزيارات.. فقد يقوم سماحته وفي يوم واحد أحياناً بزيارة ثلاث أو أربع أو خمس من عوائل الشهداء.
ـ كيف يتم اختيار هذه العوائل؟
ـ الملفت للنظر هو أنه يتم اختيار عوائل أو أشخاص يسكنون في جنوب المدينة، أولئك الأشخاص الذين يعيشون في الأزقة الضيقة والمناطق البعيدة عن المدينة، ونادراً ما رأيت سماحته يقوم بجولة في شمال المدينة.. وهو يتفقد العوائل التي ضحت بشهيد واحد أو اثنين أو ثلاثة أو حتى أربعة شهداء.. وإن لقاءات قائد الثورة مع عوائل الشهداء عادة تكون صميمية وجذابة، وهو يمضي أكثر من نصف ساعة مع كل عائلة، يجلس مع أفراد عائلة الشهيد ويطلب منهم أولاً أن يأتوا بصورة الشهيد، فينظر إلى الصورة ثم يستفسر عن المكان وكيفية استشهاد الشهيد.. ويحيط سماحته والدي الشهيد بالرأفة والعطف والمحبة، وإذا كان للشهيد أولاد صغار فإنه يجلسهم على ركبتيه ويلاطفهم ويمازح معهم.. وإن الأحاديث كلها تدور حول الشهيد ومكانة الشهيد وحب الشهيد.. حتى أنه في بعض الأحيان لا يتمالك والدا الشهيد أنفسهما فيجهشون بالبكاء من شدة الشوق ولقاء القائد الحبيب، وهما لا يصدقان بأن سماحة القائد جاء ليتفقدهم في منزلهم، وكثيراً ما سمعت بأن والدي الشهيد يتحدثان بعد زيارة القائد إلى منزلهما بأنهما رأيا في المنام أحد أولياء الله يزورهم.
من البرامج الأخرى لسماحة القائد زيارته إلى خارج طهران، وعادة ما يختار المناطق والمحافظات المحرومة والبعيدة لزيارته.. وفي الحقيقة إن زيارته هذه تكون فريدة وممتعة، كما أن الاستقبال الذي يلقاه سماحته لا نظير له.. ومن البرامج التي تتضمنها زيارة القائد، هو لقاءاته الشعبية مع المواطنين، وشاهدت في بعض الأحيان طابوراً من المواطنين يصل طوله إلى عدة كيلومترات في انتظار لقاء القائد الذي يستقبلهم برحابة صدر، حيث يأتي إليه المواطنون من الرجال والنساء، وهذه اللقاءات تتميز بالروعة وتكون جذابة جداً بالنسبة للمواطنين، وأن سماحة القائد يتحدث إليهم ويستفسر عن أحوالهم بقدر ما يسمح له الوقت. وخلال هذه الزيارات نشكل دائماً فريقاً خاصاً من أعضاء المكتب مهمته الرد على رسائل واستفسارات المواطنين وحل مشاكلهم، وفي بعض الأحيان يبقى الفريق هناك لمدة أسبوعين بعد الزيارة لدراسة وحل جميع مشاكل أبناء المنطقة.
ـ حبذا لو توضّحوا لنا الوضع الاقتصادي للقائد.. في أي مستوى يعيش، وما هو مصدر معيشته، وما يملك من أموال؟
ـ أستطيع القول بأن مستوى المعيشة الشخصية لسماحة القائد رغم استطاعته بالاستفادة من جميع الإمكانات، فإنه أقل من مستوى معيشة أي مواطن عادي، فهو مقتنع بهذا المستوى ومتمسك به، ويوصي المسؤولين دائماً بعدم الإسراف في حياتهم اليومية وعدم التبذير.. ولا بأس أن أذكر هنا مثلاً أنه من برامج سماحته في المناسبات الدينية الخاصة هو إجراء عقد القران وقراءة صيغة العقد.. فعادة ما يجتمع بين 10 إلى 12 شاباً وشابة ومعظمهم من عوائل الشهداء أو أشخاص متدينين ومؤمنين في أحد الأعياد الدينية كالبعثة النبوية، فإن سماحته وأثناء قراءة صيغة العقد لا يقبل أن يتجاوز مبلغ الصداق عن (14) مسكوكة ذهبية، لا لأنه يعتبره غير جائز، بل أنه يعتقد بضرورة دعوة الناس إلى البساطة، وإذا ما أرادوا أن يجعلوا المبلغ أكثر من (14) مسكوكة، فإن سماحته يوصيهم بإجراء صيغة العقد في مكان آخر. وإن سماحته ملتزم بهذا المبدأ الذي لم يتغير لحد الآن، كما أنه لا يمانع إضافة مثلاً حج العمرة أو التمتع على الصداق باعتباره أشياء معنوية، وقبل أن يعقد القران يتحدث مع الشاب والشابة وأسرتهما ولمدة (15) دقيقة ويسدي لهم النصائح وفي مقدمتها ترشيد الاستهلاك والاقتصاد، وعدم التفريط في المصاريف.. وأن سماحته يطبق هذه الأمور في حياته الخاصة بحذافيرها..
وأما مصدر معيشة القائد، فإني أحيطكم علماً بان سماحته لا يستلم أي راتب من أية جهة، كما انه لا يستلم من الأموال التي تصله من الآخرين في حياته الشخصية، بل أن معيشته تؤمن عن طريق الهدايا التي يقدّمها مريدوه ومخلصوه، وأن أبناءه أيضاً سائرون على خطاه؛ فهم يعيشون مثله ومتمسكون على هذه البساطة.
ـ ماذا يعمل أبناؤه.. هل يتولون مناصب سياسية أو حكومية في الدولة؟
ـ كلا.. أبداً.. إنهم يدرسون العلوم الدينية والحوزوية.
ـ كيف هي علاقة القائد برئيس الجمهورية؟ وكما تعلمون فإن وسائل الإعلام الأجنبية تحاول عادة تصوير العلاقة بينهما بأنها متوترة وليست بالمستوى المطلوب، وهناك آخرون ممن يريدون الصيد في الماء العكر.. ماذا تقولون في هذا الصدد؟
ـ لا صحة ولا أساس لهذا الموضوع، والأمر ليس مما هم يتصورونه؛ فمنذ اليوم الأول من تنفيذ حكم رئاسة الجمهورية وتولي السيد خاتمي منصب الرئاسة بشكل رسمي ولحد الآن، فإن لرئيس الجمهورية اجتماعات وجلسات منتظمة مع قائد الثورة، بل إن جواً من الصفاء والمحبة والتوافق يسود علاقة الطرفين، بل إن الاحترام الذي يكنّه السيد خاتمي لقائد الثورة هو مضرب الأمثال، كما أن هناك انسجاماً كاملاً وعلى أعلى المستويات سواء بين القائد ورئيس الجمهورية أو مع رؤساء السلطات الثلاث.
ـ هل حدث وصادف أن كافأ أو وبّخ سماحة القائد أعضاء مكتبه على موضوع خاص؟
ـ لم يوبّخ أحداً من أعضاء المكتب لحد الآن.. وإذا قام أعضاء المكتب بعمل خاص أعجب سماحته ولفت اهتمامه فإنه يكافئهم بقوله (بارك الله فيكم وساعدكم الله).
ـ هل ان جميع رسائل المواطنين واستفساراتهم تصل إلى سماحته؟
ـ نعم.. توجد عندنا في المكتب معاونية مهمتها الخاصة هي الردّ على رسائل واستفسارات المواطنين.. يعني أن أحد مساعدي في المكتب يتولى مسؤولية (العلاقات الشعبية)، فجميع الرسائل التي تصل إلى المكتب إذا كانت تضم قضايا شخصية، فإنها ترجع إلى هذه المعاونية.. ولدينا أيضاً مجموعة رسائل إدارية، لا تتعلق بهذه المعاونية.. وعلى العموم فإن المكتب يحاول وبقدر الإمكان الردّ على اغلب الرسائل، وأن لا تهمل أية رسالة.
ـ كما تعلمون، فإن سماحة القائد يتولى أيضاً قيادة القوات المسلحة، هل تعطونا فكرة في هذا الصدد؟
ـ طبعاً، قواتنا المسلحة والعسكرية هي في مستوى عال جداً والحمد لله، فبعد انتصار الثورة الإسلامية وبفضل (المضايقات) التي تعرضنا لها فإن القوات المسلحة ووزارة الدفاع والجهاد الجامعي والمراكز العسكرية الأخرى تمكنت من سدّ جميع النواقص ونجحت في تحمل الأعباء العسكرية وحل المشاكل المعقدة، وبادرت إلى تعمير وصيانة وإعادة تصنيع المعدات الحربية المعقدة بل وإنتاجها، وأستطيع القول بأن قائد الثورة يلعب دوراً أساسياً في هذا المجال، يعني في مجال الاختراعات والإبداعات العسكرية التي قامت بها كوادر القوات المسلحة، فكلما كان هناك إبداع أو اختراع أو تحديث، كان هناك اهتمام وتشجيع خاص من قائد الثورة الإسلامية.
فقبل انتصار الثورة لم يكن يسمح لنا حتى فتح الصناديق المعبأة بالأسلحة في الغرب، بل إنهم لم يزوّدونا بوسائل الصيانة، فالمعدات التي يحدث فيها عطب، كنا نضطر إلى إرسالها إلى البلد الذي أنتجها (أمريكا في أغلب الأحيان).. أما الآن فالوضع قد تغيّر وان كثيراً من الإبداعات والاختراعات يتم انجازها في داخل البلاد. ونحن الآن لسنا بحاجة إلى الخبرات الأجنبية إلاّ في حالات نادرة وقليلة جداً، فحضور قائد الثورة باعتباره القائد العام للقوات المسلحة حضور قوي في القوات المسلحة وإن جميع الأوامر والتوجيهات تصدر منه شخصياً.. وله زيارات منتظمة للقطعات العسكرية والمراكز التدريبية والمعسكرات وفي مناسبات مختلفة.
ـ إحدى الوسائل الدعائية التي تعتمدها وسائل الإعلام المعادية للجمهورية الإسلامية في الخارج هي أنها تصور للعالم بأن مسؤولي البلاد وخصوصاً قائد الثورة لا يولون أي اهتمام للأدب والفن وبالأخص الثقافة والحضارة الإيرانية، وكذلك بالنسبة لمقولة (حرية الفكر والتعبير)، نرجو إعطاءنا توضيحات بهذا الشأن.
ـ لقد أشرت سابقاً فيما يخص الأدب، وأعود أقول بأن سماحة القائد هو أديب بارز قبل أن يكون سياسياً، وهو يأنس بالأدب الفارسي، ومن الطبيعي أن تكون لقائد الثورة علاقة خاصة ببلاده التي تتفجر بعيون الأدب وتتربي في أحضانها الآداب والأدباء والشعراء كفردوسي وحافظ.
وفيما يخص المواطنين الذين يقيمون في خارج البلاد، أود أن أقول بأن سماحة القائد يعتبر جميع الإيرانيين بأنهم أبناؤه.. وكما تعلمون فإن وسائل الإعلام المعادية تروّج شائعات كاذبة لا أساس لها من الصحة عما يجري في البلاد. ومن المبادرات التي تثبت مدى اهتمام قائد الثورة بأبنائه المقيمين في الخارج، هي أوامره الجديدة حول الإيرانيين المقيمين في الخارج المشمولين بالخدمة العسكرية، فإذا لم يكن سماحته يبدي اهتماماً خاصاً بهذه الشريحة، لما قام بهذه المبادرة، حيث بإمكان الإيرانيين التردد من وإلى إيران حتى لا ينقطع ارتباطهم مع عوائلهم ووطنهم ولغتهم وتقاليدهم، وقد سمعت بأن عدداً كبيراً من المواطنين زاروا البلاد هذا العام، بحيث لا يمكن مقارنته مع الأعوام السابقة، وقد قال لي مسؤولو الخطوط الجوية بأن عدد المسافرين الذين قدموا إلى إيران صيف هذا العام كان أكثر بكثير من الذين سافروا إلى الخارج. إذن قائد الثورة يعتبر هؤلاء بأنهم أبناء هذه المياه وهذه الأرض.
ـ كيف يتلقى سماحة القائد الأخبار المهمة والمعلومات والإحداث التي تقع في البلاد؟ هل تصله من مصدر واحد، أو هناك مصادر أخرى تزوّده بهذه الأخبار، وماذا عن الصحف والإذاعة والتلفزيون؟
ـ طبعاً مصادره الخبرية لا تقتصر على هذه الوسائل، فهو على علم بجميع الأحداث والقضايا، وربما هو وبحكم مسؤوليته أول شخص يطّلع على جميع الأخبار والأحداث التي تقع في البلاد، فهو يطالع الصحف والمجلات بكل دقة.. ونحن نعمل على إعداد مقتطفات من الصحف والجرائد لسماحته، إلاّ انه لا يكتفي بذلك، وأن جميع الصحف التي تصدر في الصباح والمساء موجودة في مكتبه، ويبدأ بقراءتها بتأنٍ، وخصوصاً افتتاحيات هذه الصحف، كما إننا نوفر له المجلات الشهرية والفصلية.. فهو مشغول جداً، وأحياناً يصرّح لي بأن ساعات اليوم الـ (24) لا تكفيه.
ـ لابد أن سماحته يخلد إلى النوم في وقت متأخر من الليل؟
ـ نعم.. هو كذلك. إلاّ أنه أحياناً نوصيه وبعض الأصدقاء عدم التأخر والإخلاد إلى النوم مبكراً، ولكن عادة ما ينام متأخراً.. على كل حال فيجب على سماحته أن يهتم بنفسه ويحافظ على سلامته.
تعليقات الزوار