مشهد يؤرق ضمير العالم

2007-08-27

 

لحظات بعد التقاط هذه الصورة، فارق الصغير محمد الدرّة الحياة برصاص القوات الإسرائيلية.

وقد التقطت مشهد مصرعه المروع كاميرا مصور للقناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي لتذاع بعدها في أغلب شبكات التلفزيون في الشرق الأوسط والولايات المتحدة.

القصة التي حكتها اللقطات هزت العالم. صحيفة نيويورك تايمز وضعت الصورة على صفحتها الأولى، ونقلت عن صحفي قوله إنه شاهد هذه اللقطات للمرة الأولى أثناء عمله في إعداد الأنباء مساء السبت.

وقال الصحفي إن الصدمة أعجزته عن النطق، وبدا كما لو أن مخه توقف عن العمل، وأن لسانه توقف عن الحركة من مشهد قتل الطفل.

أما صحيفة الاندبندنت البريطانية فقالت إن هذا المشهد سيطارد ذاكرة العالم بنفس القوة التي حملتها مشاهد أطفال الانتفاضة.

على مدى خمسة وأربعين دقيقة كان والد محمد يحاول حمايته من نيران الصهاينة دون جدوى، من النيران التي انطلقت دون تمييز لتضرب الحائط الذي احتميا به بالقرب من مستوطنة نتساريم بقطاع غزة.

جمال والد محمد يلوح للقوات الصهيونية في يأس ويهتف صارخا: لا تطلقوا النار، ولكن القصف استمر لتستقر أربع رصاصات في الطفل الذي سقط قتيلا بين يدي والده.

وسط المأساة حاول اثنان من سائقي سيارات الإسعاف إنقاذ الصغير، فقتل أحدهما وأصيب الثاني.

والفيلم الذي التقطه التليفزيون الفرنسي يظهر بجلاء أن الطفل ووالده لم يكونا مسلحين، أو حتى بالقرب من المتظاهرين، حتى يدعي زعماء الصهيونية أنهما كانا مسلحين او أنهما قتلا برصاصة فلسطينية طائشة.

كما أن شهوداً كانوا متواجدين لحظة الحادث قالوا إن المتظاهرين الفلسطينيين لم يكن معهم إلا الحجارة، وأن النيران كانت تنطلق من ناحية القوات الصهيونية.