وصف متولي العتبة الرضویة المقدسة یوم الغدیر بأنه مظهر اتصال ولایة الولي برسالة النبي، وقال: الغدیر علم الإنسانیة كیف تعیش.

وبحسب موقع العتبة الرضویة الإعلامي أن سماحة حجة الإسلام والمسلمین السید إبراهیم رئیسي ألقى كلمة في المراسم التي أقیمت بعد صلاتي المغرب والعشاء في الصحن الجامع الرضوي بمناسبة عید الغدیر، قال فیها بعد الاستناد على أحادیث النبي (ص): مثل یوم الغدیر بین الأعیاد والأیام كمثل القمر یتلألأ بین النجوم، لاشك في تلألؤ الغدیر في حیاة الإنسان، ورسالته هي الرسالة التي فقدتها الحیاة الإنسانیة.

وأكد على أن الغدیر هو رسالة تعلم الإنسان كیف یعیش، وقال: حتى یوضح الرسول (ص) للناس الولایة والأولویة في یوم غدیر خم؛ سأل الناس اَیُّهَا النّاسُ ألَسْتُ اَوْلی بِكمْ مِنْ اَنْفُسِكمْ؟ وبعد إقرارهم، قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه.

و بیّن معنى الولایة، قال: مع ملاحظة أحادیث وتعابیر الرسول (ص) وأهل البیت (ع)، للولایة معنیان یشتملان على الاستماع لكلام ولي الله، وإطاعته.

 

الولایة أكبر النعم الإلهیة

 قال: وجودنا غارق بالنعم الإلهیة، ولیس بمقدور أحد منّا إحصاء هذه النعم، وعلى الرغم من كثرتها لم یمنّ الله علینا بها، وقال للمؤمنین لا تمنو على أحد عند الإنفاق.

وبعد ذلك أشار إلى أن الله تبارك وتعالى منّ على البشریة برسالة رسول الله (ص) وبنعمة الإمامة، قال: كلمة الولایة تجمع بین الرسالة والإمامة، والله تبارك وتعالى منّ على الإنسان إعطائه الولایة، وهذه المنة تدل على عظم هذه النعمة الإلهیة، فلو أن الإنسان لم یعطى نعمة الولایة لم یكن هناك فرق بین حیاته وحیاة  المخلوقات الاخری، وبملاحظة الروایات والأدعیة نصل إلى نقطة المهمة هي أن ولي الله یحفظ بقاء النظام في هذه الكون ولولاه لاختل النظام التكویني والتشریعي للعالم.

  واعتبر البعثة النبویة، وحادثة غدیر خم،  وواقعة عاشوراء، وظهور الإمام المهدي (عج)، أربع حلقات متصلة ببعضها البعض، وقال: لو فقدت أي حلقة من هذه الحلقات لتزلزلت الحلقات المتبقیة، فلو أن حادثة غدیر خم لم تحصل لمحیت بعثت النبي (ص) من التاریخ، وكذلك لو أن واقعة عاشوراء أو ظهور الإمام المهدي غیر حاصلة، لم یصیر هذا الدین دینا عالمیا أبدا.

 

معنى الاعتقاد بیوم الغدیر

 قال متولي العتبة الرضویة: الاعتقاد بالغدیر یعني أن الإنسان یرفض أي حكم غیر حكم الولایة الإلهیة في كافة جوانب حیاته، الإنسان السالك إلى الله لا یمكنه أن یقبل غیر حكومة ولي الله، لأن أي حكومة غیر حكومة الله هي حكومة الطاغوت والفساق تتعارض مع أصل السلوك إلى الله.

وطرح سؤال من هو الولي؟ ثم قال: طبق الآیة الشریفة: «إِنّما وَلیكمُ اللهُ و رَسولُهُ والّذینَ ءَامَنوا الَّذینَ یقِیمُونَ الصَّلوةَ و یؤتُونَ الزَّكوة و هُم راكعونَ» فإن الولي لجمیع الناس هو الله والرسول والمؤمنون الذین یقیمون الصلاة ویؤتون الزكاة وهم راكعون وجمیع المفسرون قالوا أن هذه الآیة نزلت في أمیر المؤمنین الإمام علي (ع) لأنه أدى الزكاة وهو راكع.

 

الملاك في أصول الدین

 أشار عضو مجلس خبراء القیادة إلى أن الشیعة تعتقد أن "الإمامة" من أصول الدین، وقال حول الملاك في جعلها من أصول الدین: كل أمر یرتبط بذات الله وصفاته وأفعاله هو من أصول الدین، والإمامة والنبوة من أفعال الله، ویعدان من أصول الدین، والدلیل على أنهما من أفعال الله قوله تعالى " یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَیْك مِنْ رَبِّك وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ یَعْصِمُك مِنَ النَّاسِ  إِنَّ اللَّهَ لَا یَهْدِی الْقَوْمَ الْكافِرِینَ." حیث أوحى الله بهذه الآیة لنبیه یوم الغدیر خم.

  وحول الولایة في زمن الغیبة، قال: طبقا للروایات الفقیه الجامع للشرائط له ولایة على المسلمین في الغیبة الكبرى أیضا، وتقدّس النظام في الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة نابع من الولایة، كما أن كل فرقة لدیها اتصال بالولایة ستقدس.

  وقال: مضافا للاتصال بالولایة تعلب نیة الأشخاص دورا في تقدس أعمالهم، فمثلا من یساعد شخصا في حي من أحیاء هذا القطر لنیل رضا وشفاعة الإمام الرضا (ع)، یعتبر خادما للإمام (ع)، وهذا العمل هو الدلیل على ذلك.

 

فضائل الإمام علي بن أبي طالب (ع)

  تحدث في قسم آخر من كلمته حول فضائل الإمام علي (ع)، قال: یكفي في فضل إمام المتقین ومولى الموحدین (ع) أن رسول الله (ص) قال فیه: یا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل قل هو الله أحد فمن قرأها مرة فقد قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرتین فقد قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن، فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الإیمان ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الإیمان ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بیده فقد استكمل الإیمان.

  وأكد عضو مجمع تشخیص مصلحة النظام على أن الغدیر هو درس یعلم الإنسان كیفیة الحیاة وقال: جمیع المشاكل التي نواجهها الیوم هي بسبب الابتعاد عن رسالة الغدیر التي أوصانا بها النبي (ع) ولو أن العلاقات الدولیة منظمة الیوم على أساس تعالیم النبي (ص) لحل الكثیر من المشاكل التي نواجهها.

 

حوادث میانمار

 أكد سماحته أن ما یفقده العالم الیوم هو بسبب الابتعاد عن خطبة الغدیر، وقال: ألا یسمع مدّعو حقوق البشر أصوات النساء والأطفال في میانمار، لقد أصم ادعاء هؤلاء لحقوق الإنسان أذن الأكوان، ألا ینبغي علیهم الاهتمام بحقوق أهالي وأبناء میانمار.

ما یحصل في میانمار هو جرائم في حق الإنسانیة،  قصف البیوت، قتل النساء والأطفال، یحصل تحت حمایة من؟ لماذا لا یصرخ المجتمع الدولي بوجه هؤلاء؟

 

المصدر: وكالة رسا للأنباء