Skip to main content

الإمام الخميني شخصية خالدة في ذاكرة الثورات

التاريخ: 06-10-2007

الإمام الخميني شخصية خالدة في ذاكرة الثورات

 الإمام الخميني شخصية خالدة في ذاكرة الثورات أحرار العالم يستلهمون دروس التغيير والتحدي من نهضة الإمام الراحل ظهرت شخصية الإمام الخميني في زمن كان فيه العالم الإسلامي يفتقد لأي دور أو مشاركة في المعادلات السياسية والاجتماعية في العالم، وما كان يقوم به هو توفير المواد الأولية للدول الصناعية الكبرى وحسب الطريقة الاستعمارية، وقد بلغ هذا الاستغلال درجة أن الدول الاستعمارية، ومن خلال سيطرتها على الدول الغنية بالنفط والمعادن ومعظمها دول إسلامية، سلبت من هذه الدول قدرة اتخاذ القرارت في علاقاتها الخارجية والداخلية، بل وشوهت هوية تلك البلدان باستثناء بعض الحالات النادرة؛ فقد عقدت مؤتمرات دولية وأقليمية عديدة في العالم الإسلامي لكن بالقاء نظرة واقعية على الأجواء السائدة في تلك المؤتمرات قلما نجد معالم أو ملامح للقوة والاقتدار في المواقف والقرارات

 الإمام الخميني شخصية خالدة في ذاكرة الثورات

أحرار العالم يستلهمون دروس التغيير والتحدي من نهضة الإمام الراحل

ظهرت شخصية الإمام الخميني في زمن كان فيه العالم الإسلامي يفتقد لأي دور أو مشاركة في المعادلات السياسية والاجتماعية في العالم، وما كان يقوم به هو توفير المواد الأولية للدول الصناعية الكبرى وحسب الطريقة الاستعمارية، وقد بلغ هذا الاستغلال درجة أن الدول الاستعمارية، ومن خلال سيطرتها على الدول الغنية بالنفط والمعادن ومعظمها دول إسلامية، سلبت من هذه الدول قدرة اتخاذ القرارت في علاقاتها الخارجية والداخلية، بل وشوهت هوية تلك البلدان باستثناء بعض الحالات النادرة؛ فقد عقدت مؤتمرات دولية وأقليمية عديدة في العالم الإسلامي لكن بالقاء نظرة واقعية على الأجواء السائدة في تلك المؤتمرات قلما نجد معالم أو ملامح للقوة والاقتدار في المواقف والقرارات.

لقد ظهرت شخصيات مهمة مثل جمال جمال الدين الحسيني مؤسس النهضة الإسلامية العالمية وحسن البنا وسيد قطب وأبو الأعلى المودودي واقبال اللاهوري وغيرهم، كان لهم دور في إحياء مجد وعظمة الإسلام ومكافحة الاستعمار والكفر والالحاد والاستبداد في المجتمع الإسلامي، وسجلوا على هذا الطريق ملاحم بطولية خالدة لا تنسى على مدى التاريخ، ولكنهم مع ذلك لم يستطيعوا اسقاط الحكام الطواغيت من عروشهم ولم يحصلوا على ثمرة الانتصار بتأسيس الحكومة الإسلامية.

في ظل هكذا أجواء وظروف انطلق الإمام الخميني في ثورته، وبنضاله قدم للمجتمع الإسلامي ولجميع الأحرار في العالم صورة فريدة للحياة الحقيقية للإنسان، وفيما كان نجم الإسلام يشهد افولاً تمكن مرة أخرى من إعادة العظمة والشموخ إليه وعلى نطاق واسع. فلم يشهد التاريخ خلال القرون الأخيرة الماضية موجة المطالبة بالهوية عند الشباب المسلم بل وعند شاب العالم كله كالتي أحدثته الثورة الإسلامية في إيران.

الجميع يعترف

إن المحللين السياسيين في العالم اعترفوا مراراً بالدور الفريد والريادي للإمام الخميني في توعية المسلمين وكشف حقيقة أعداء الإسلام، وتوسيع رؤى ومعارف الشباب الغارق في مستنقع الثقافة الغربية. وعلى ذلك يمكننا القول ان مسلمي العالم وهم على أعتاب القرن الواحد والعشرين وفي ظل أجواء نهضة الإمام الخميني يعيشون في ذروة العزّ والكرامة.

وهناك اليوم الكثير من الشباب في الدول الإسلامية يحملون روح المقاومة والتحدي للمستكبرين ويتابعون الأحداث والتطورات في العالم بدافع إسلامي تحرري، فيما كانوا معروفين في وقت سابق بالجهل وفقدان الهوية.

وعندما كرر الإمام الراحل المقولة الشهيرة "كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء" ظهرت نماذج عديدة من أرض كربلاء في بلدان إسلامية عديدة منها العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين، وفي تلك البلدان التي شهدت "الكرب والبلاء" قام اليزيديون الجدد بمجازر دموية مروعة.

واليوم وفي غياب هذا الفقيه الكبير نجد في البوسنة والهرسك وكوسوفا المظلومتين، شباباً ورجالاً ونساءً، وباستلهامهم من وصيته وارشاداته الخالدة، يطالبون بحقوقهم ويواجهون بكل اصرار وثبات أطماع المستكبرين في العالم، ويصونون هويتهم الدينية متحملين من اجل ذلك الشدائد والمحن.

إن "تشيف موسى مالي نانغولي" يعتبر مثلاً صارخاً للجيل المضطهد في أفريقيا الذي نهب الاستعمار كل ثرواته، هذا المواطن الافريقي معجب للغاية بالثورة الإسلامية وبالإمام الخميني ويتحدث عن الاثنين بشوق وحرارة بشكل يتصور معه المستمع انه عاش مع جيل الثورة في إيران لعدة سنوات. وكتاب "كفى الكذب حول إيران" (No more Iies about Iran) الذي ألفه هذا المواطن الافريقي يحمل بين دفتيه صوراً تاريخية عن ملاحم الثورة الإسلامية في إيران، ومما جاء فيه: إيران بلد فريد من نوعه تجاوره بلاد قفقازيا من الشمال وتحده آسيا الوسطى من الشرق والعرب من الغرب والجنوب، ولكن لا توجد اوجه تشابه مع هذه الدول المجاورة. إن الإرادة والعزيمة الراسخة للتغيير والحصول على الاستقلال والكرامة ليس لها نظير في التاريخ المعاصر.

ففي تاريخ الثورات لا توجد ثورة هزّت أُسس وقيم الغرب ونواياه الشيطانية في منطقة الخليج الفارسي كالثورة الإسلامية في إيران.

ومنذ تأسيس منظمة الامم المتحدة في الاربعينات لا توجد دولة عاشت الضغوط الدبلوماسية والعزلة السياسية مثل إيران، ويذكر (نانغولي) في الفصل الخامس من كتابه وتحت عنوان "لماذا كانت الثورة الإسلامية ناجحة" ومجيباً عن التساؤل بقوله: "إن هذه الثورة استلهمت مبادئها من الدين، وبهذا العامل فقط احتلت الثورة الإسلامية مكانةً أعلى بين الثورات التي حدثت في العالم.

ويضيف بالقول: عندما وصل نداء الإمام الخميني بانطلاق الثورة الإسلامية امتزج هذا النداء مع الشعور الديني للشعب بحيث لم تستطع أي قوة اخماد هذه الثورة".

وضمن استعراضه لعوامل انتصار الثورة الإسلامية أشار الكاتب إلى الشخصية المتواضعة للإمام الخميني والذي يعتبره احد العوامل المؤثرة في انتصار الثورة. ويقول: إن قائد الثورة الإسلامية كان يعتبر نفسه من طبقة المستضعفين ولم يسعَ إلى الحصول على امتيازات شخصية ولم يستسلم ابداً للملذات الدنيوية.

كان ذلك في الحقيقة جزء صغير من كتابات وآراء الكتاب والمحللين حول شخصية الإمام الخميني. ومن اجل الاختصار وعدم الاستغراق في الاراء والتحليلات الاخرى، نكتفي برأي الكاتب الافريقي.

نعم… بإمكاننا ان نعرّف الإمام الخميني بجملة واحدة: فهو "مثل أسلافه الكبار الذين ارتووا من النبع الازلي" وإلا لم يكن باستطاعته أن يكون اليوم بهذه السعة والضخامة من تغيير مجرى الاحداث.

ولا ينسَ القراء الاعزاء انه قبل انهيار الاتحاد الوفيتي كان معظم الكتاب والشعراء والمتكلمين يبدأون حديثهم بالتمجيد والاطراء للماركسية ويعتبرونها التوجه الفكري الذي استطاع ان يوحد الشعوب في مواجهة الامبريالية، وانها القادرة على إقامة الانظمة العادلة. ولكن بعد انتصار الثورة الإسلامية وتبلور الأفكار الإسلامية ونظرية الحكومة الإسلامية على يد الإمام الخميني بدأت الأنظار تتجه نحو إيران والإسلام شيئاً فشيئاً، وبدأت قوة جديدة تسطع في عالم الرأسمالية والماركسية. هذا الظهور المقتدر جعل القوى الكبرى تفكر بإيجاد العراقيل أمام النمو المتصاعد للثورة الإسلامية، منها حرب الثماني سنوات والحملات الإعلامية وخلق الصورة المشوهة والمرعبة في الدول المجاورة والحصار الاقتصادي وغيرها، ومواجهة طموحات ومسيرة الإمام الراحل من خلال الأموال الطائلة التي انفقوها على وسائل الإعلام المختلفة، وهي حملة قلّ نظيرها في التاريخ السياسي لدول العالم، اذ لم يسبق ان تنشغل الدول الكبرى وبهذه الضخامة لاسكات صوت معلّم ومرشد أو تيار فكري.

في الختام، ومع ما مرّ ذكره، فان سر نجاح الإمام الراحل يكمن فقط في علاقته الخالصة المحضة بالله تعالى التي منحته هذه العزّة لدى الكثيرين في العالم. وبالقطع واليقين فان كرامة وتحرر الشعوب الإسلامية من تسلط المستكبرين مرهون بالتزامها العملي بالإسلام الحنيف.

احدث الاخبار

الاكثر قراءة