Skip to main content

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية

التاريخ: 06-10-2007

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية

 كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التي ألقاها في الاحتفال الحاشد الذي أقامته سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام روح الله الموسوي الخميني (قده)  بسم الله الرحمن الرحيم الإمام الخميني كانت له إنجازات كبيرة جداً، ومن بين أعظم هذه الانجازات أنه أحيا الأمل بعد النكبات والنكسات التي عشناها كأمة، وصلنا إلى مرحلة اليأس والقنوت والإحباط

 كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله

التي ألقاها في الاحتفال الحاشد الذي أقامته سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت

بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية

سماحة آية الله العظمى الإمام روح الله الموسوي الخميني (قده)

 بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام الخميني كانت له إنجازات كبيرة جداً، ومن بين أعظم هذه الانجازات أنه أحيا الأمل بعد النكبات والنكسات التي عشناها كأمة، وصلنا إلى مرحلة اليأس والقنوت والإحباط. اصبحت الواقعية تعني الاستسلام والقبول بالهزيمة. الأمام بثورته وانتصاره ومواقفه الواضحة والشجاعة والحاسمة الصريحة، أحيا الأمل في نفوس ليس فقط في نفوس العرب والمسلين وإنما في نفوس كل مستضعفي ومظلومي ومعذبي هذا العالم. أعطاهم هذا الأمل، أنه نعم، يمكنكم أن تهزموا الطواغيت، وتقهروا المستكبرين وتفرضوا إرادتكم حتى على الجبابرة الأقوياء إذا كنتم تملكون العزم والإيمان والرؤية الواضحة والاستعداد للتضحية والمضي في طريق المواجهة. لقد كان اسقاط الشاه وطرد أميركا وإسرائيل من إيران بالنسبة للكثيرين سنة 1963 أمراً مستحيلاً. عندما وقف الإمام الخميني في مدينة قم في مدرسة الفيضية يخطب في الناس ويطالبهم بأن يسقطوا هذا الشاه العميل، وأن يطردوا الصهاينة من إيران، وأن يقطعوا أيدي عشرات الآلاف من المستشارين الأميركيين الذين كانوا الحكام الفعليين لإيران، وكان الشاه مجرد تاج وطربوش ليس أكثر، كان الناس يقولون عن الأمام الخميني أنه مجنون، وهل يمكن لهذا الشيخ العجوز الذي لا يعرفه أحد في هذا العالم، والذي يعيش في مدينة قم أن يسقط الشاه وأن يطرد الولايات المتحدة من إيران التي كانت تمارس دوراً إستراتيجياً مهماً جداً للمصالح الأميركية الحيوية في المنطقة وفي العالم، كان هذا الكلام بمثابة جنون وخروج عن الواقعية.

الإمام في تلك السنين تحدث عن جملة أمور كان يعتبرها الناس من المستحيلات، ومن الجنون أن تفكر فيها وكان يتحدث بثقة بأن هذا الشاه سيهرب وأن أمريكا وإسرائيل ستخرجان من إيران، وكان يتحدث بثقة أن إسرائيل ستخرج من لبنان وأنها ستزول من الوجود، وبالفعل خرج الشاه وأميركا ومعه أسياده الأميركيون والصهاينة من إيران وتحقق هذا الأمر بالمثابرة وقوة الإيمان والتوكل. ميزة الإمام الخميني أنه كان يؤمن بربه وشعبه ودربه وبالطريق والسبيل الذي يسلكه، وقدم هذا الانتصار لكل مستضعف ومظلوم ومعذب ومضطهد في هذا العالم مسلماً كان أم غير مسلم.

عندما ذهب إخواننا في سنة 82 قال لهم الإمام: "قاتلوا هذا العدو في بلدكم، حولوا لبنان إلى مقبرة للغزاة الصهاينة. ابدؤوا من الصفر، واتكلوا على الله ولا تنتظروا أحداً في هذا العالم واعلموا أنكم منتصرون". هذا الكلام، قبل أكثر من ثمانية عشرة عاماً. في الوقت الذي كان في لبنان منطق المقاومة غريباً، وينظر فيه للواقعية وللعين التي لا تقاوم المخرز، كان الإمام يأمر بالمقاومة ويرى راياتها المنتصرة ترتفع فوق بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا، وكل قرى وبلدات الشريط الحدودي المحتل. منذ البداية حرضنا على القتال والاستشهاد وأنار لنا الطريق، وملأ قلوبنا يقيناً وتوكلاً على الله وبشرنا بالنصر، وكان النصر.أيضاً كان يرى بالشباب اللبناني والشباب الفلسطيني مفخرة الأمة العربية والإسلامية وكان يقول وكتب بخط يده قبل أكثر من أربعة عشرة عاماً، أن جهاد هذه المقاومة سوف يكون حجة على العالم الإسلامي، على العلماء والنخب. عندما كان الكثيرون يشكون في أصل النصر في لبنان كان الإمام يرى بعين الله أن هذه المقاومة ستنتصر وأنها بانتصارها سوف تصبح الحجة والنموذج والقدوة والأسوة والرمز حتى يصل الكثير من الحكام والأمراء ليدعوا، تعالوا لنقتدي بالنموذج اللبناني.

وقدم الإمام مشروعاً حضارياً بديلاً في مقابل كل ما كان سائداً في العالم من حضارات ومن قوى. وهذا هو التعبير الحقيقي عن إحياء الدين. في فكر الإمام وخطه وسيرته الكثير من المحاور ولكن باختصار محوران يتكاملان، القدس ووحدة الأمة. في ذكرى ولادة رسول الله (ص) الذي كان يتنازع فيه المسلون حتى تاريخ الولادة، فيقول بعض المسلمين أنه ولد في 12 ربيع الأول، وبعض المسلمين في 17 ربيع الأول، أراد الإمام أن يقول تعالوا لننطلق من ولادة رسول الله لنحول أيام الاختلاف إلى أسبوع للوحدة بين المسلمين. الوحدة بين المسلمين والقدس محوران مترابطان تماماً، والإمام قدم رؤية كاملة حول المشروع الصهيوني ومواجهته وأعلن استراتيجية واضحة دعا إليها كل الشعوب والحكومات، وهو لم يقل هذا من موقع المنظر ولا من موقع العالم الذي يجلس في حجرة المدرسة، ولا من موقع أستاذ الجامعة، وإنما من موقع قائد له دولة وكيان في هذا العالم أسمها دولة الجمهورية الإسلامية في إيران. دعا إلى استراتيجية علنية واضحة وموحدة، هي استراتيجية إزالة إسرائيل من الوجود وتحرير كل شبر من الأرض العربية والإسلامية التي احتلتها. ومنذ البداية قال للشعوب وللحكومات أنتم أمام طريقين : أمام طريق الجهاد بالسلاح والدم المعتمد على الإيمان وأمام طريق الألاعيب السياسية. إن الألاعيب السياسية لا يمكن أن تحرر شبراً ولا يمكن أن تعيد كرامة.أما الطريق الآخر، كان الإمام يؤكد على أهمية عنصر الإيمان والأخلاق والتعلق بالله والإخلاص، إخلاص القاعدة والقيادة والعلماء والأمراء والزعماء في عملية المواجهة هذه، لأن هذا الإيمان وهذا الإخلاص يمكن أن يزودنا في معركتنا برجال ونساء لا يمكن أن يتسلل الضعف إلى قلوبهم أو الوهن إلى إرادتهم وبالتالي لا يمكن أن يهزموا على الإطلاق، لا يمكن أن تهزمهم أميركا ولا إسرائيل. عندما يدخل عنصر الإيمان والإخلاص إلى قلب المعركة سوف يصبح في لبنان وفلسطين وعلى امتداد العالم العربي والإسلامي إستشهاديون، لا يستطيع لا شارون ولا أمريكا ولا تقنياتهم العسكرية ولا أحدث تكنولوجيا في هذا العالم أن تمنع شاباً فلسطينياً من اختراق كل الحواجز وتفجير نفسه لتحيا أمته وتعود إليها كرامتها ومقدساتها وأرضها.

وفي الوقت نفسه أكد الإمام على قضية الوحدة، وهي لا تعني على الإطلاق في ما قصده الإمام الوحدة الفكرية الشمولية أبداً، ونحن ممن يؤمن بأن العقيدة لا يجوز التقليد فيها وإنما يجب أن تكون منطلقة من التفكير الشخصي والاستدلال والبرهان في هذا العالم الذي كل ما فيه آيات دالات على الله سبحانه وتعالى، ولذلك ليس هناك مشكلة أن تكون هناك خلافات فكرية او تعدد أو تنوع فكري ما. لم يتحدث الإمام عن الوحدة الفقهية ونحن ممن يؤمن بفتح باب الاجتهاد لإثراء الأمة ولتأكيد قدرة الإسلام ومرونته واستيعابه لكل زمان ومكان. لم يتحدث الإمام عن وحدة تنظيمية، ولا عن وحدة اندماجية، لا بين الأحزاب ولا الحركات ولا القوميات ولا الأوطان ولا الأقطار. الإمام عندما كان يتحدث عن الوحدة كان يعني أن هناك الكثير من القواسم المشتركة في أي وطن، يمكن أن تقوم على أساسها الوحدة الوطنية، أن هناك الكثير من القواسم المشتركة في أمتنا يمكن أن تقوم على أساسها وحدة الأمة التي تعني التعاضد والتعاون والتآزر والتفاهم والتفهم لبعضنا الآخر والقدرة على مواجهة الأخطار والأعداء الذين يتهددوننا جميعاً، لذلك، إن لم توحدنا في لبنان على المستوى الوطني، إن لم توحدنا في فلسطين على المستوى الوطني، إن لم توحدنا على مستوى الأمة العربية والإسلامية كل هذه الأخطار الصهيونية التي تحيط بنا، كل هذه التهديدات وكل هذا الهجوم الاستكباري العلني والمكشوف والفاضح، ما هو الذي يمكن أن يدفعنا إلى أن نتوحد ونتعاضد ونتعاون. بالأمس كانت المقاومة في لبنان لا تقاتل عدو اللبنانيين فقط، بل كانت تقاتل عدو اللبنانيين وعدو العرب وعدو المسلمين وعدو القيم الإنسانية. اليوم الفلسطيني في داخل فلسطين لا يقاتل عدو الفلسطينيين، هو يقاتل عدو الفلسطينيين والعرب والمسلمين وعدو القيم الإنسانية. إن لم تستطع كل هذه التهديدات والأخطار أن تجمعنا على قواسمنا المشتركة، فكيف يمكن ان يكون لنا وحدة وطنية عندما نتحدث عن وحدة وطنية، وكيف يمكن أن تكون لنا وحدة إسلامية عندما نتحدث عن وحدة الإسلامية.

 أريد أن أؤكد لشعبنا في فلسطين وهو الذي كرس وحدته بدمه الطاهر،أنه كما استطاعت المقاومة بدماء شهدائها وتضحياتها، كما استطاع الأطفال والنساء في مجازر صبرا وشاتيلا وقانا والمنصوري أن تجمع اللبنانيين خلف المقاومة، الجهاد والدم هو الأقدر على أن يجمع كل هذه الفصائل وكل هذا الشتات عندما يتوجه الجميع إلى تشخيص العدو وفهمه وفهم مخاطره، وعليهم ان يعرفوا أن طريقهم الذي اختاروه هو الطريق الصحيح ، وهو ما كان يقوله الإمام الخميني قبل عشرات السنين، وعليهم أن يكونوا على يقين بالنصر. بالأمس عندما فجر الاستشهادي نفسه في تل أبيب و قتل من الصهاينة العدد الذي قتل (20قتيلاً)، أميركا، روسيا، حتى بعض العواصم العربية، وقف العالم ليدين وليندد وليستنكر، ولكن لم يقف أحد في هذا العالم ليسأل نفسه سؤالاً وهو أن هؤلاء اليهود المستعمرين المستوطنين الذين قتلوا في تل أبيب من أين جاءوا ؟. الإذاعة الإسرائيلية تقول أن هؤلاء أتوا قبل سنة في عداد المهاجرين الروس. ملا يين الفلسطينيين في الشتات لا يجوز لهم أن يعودوا إلى أرضهم، مئات آلاف الفلسطينيين من أراضي 48 يعيشون في مناطق الـ 67 لا يجوز لهم حتى أن يفكروا بالعودة إلى أرضهم، أما الغازي والمحتل والذي جاء قبل سنة إلى هذه الأرض، والتي هي ليست حقا له ولا يربطه بها أي رابط قانوني، يقف العالم كله ليستنكر قتل هؤلاء لطردهم وهم الذين جاءوا يغتصبون أرض الآخرين.

إذا راجعنا كل المرحلة القادمة وكل المرحلة الآتية، يجب أن نكون على يقين بأن الطريق الذي انتخبتموه هو الطريق الصحيح ولا تخافوا من كل هذا التهويل والتهديد، لقد جربوا هذا في الـ 93 و96 في لبنان ولكن عندما صمدت المقاومة العسكرية وصمد شعبنا في لبنان وصمدت الإرادة السياسية كانت نهاية المطاف أن يخضعوا هم لشروط المقاومة وأن يوقفوا الحرب وأن يتراجعوا إلى الخلف، وأن يسلموا بحق المقاومة، وأن يقبلوا بضوابط للقتال سميت في ذلك الحين قواعد اللعبة، أو تفاهم نيسان حولهم كما يعترفون هم إلى أكياس ملاكمة بين يدي مقاتلي ومجاهدي المقاومة في لبنان. بالمزيد من الصبر والإرادة والوحدة واليقين يمكنكم أن تتجاوزوا هذه المرحلة الصعبة التي تحتاج إلى الحكمة ولكنها أيضاً تحتاج إلى الشجاعة والقوة ولا يجوز لأحد أن يغلف الضعف بغلاف الحكمة.نحن بحاجة إلى الحكمة وإلى الشجاعة وإلى الإرادة وإلى العزم وإلى اليقين أن هذا هو الطريق الوحيد لاستعادة كل مقدساتنا وأرضنا.

احدث الاخبار

الاكثر قراءة