Skip to main content

مواقف الإمام (قده) من أحداث الثورة الإسلامية

التاريخ: 06-10-2007

مواقف الإمام (قده) من أحداث الثورة الإسلامية

مواقف الإمام (قده) من أحداث الثورة الإسلامية 1_حينما قامت القوات الخاصة للنظام البهلوي التعسفي بالهجوم على المدرسة الفيضية بتاريخ الثاني من فروردين سنة 1342 هــ ش مما أدّى إلى استشهاد وجرح العديد من طلاب العلوم الدينية

مواقف الإمام (قده) من أحداث الثورة الإسلامية

1_حينما قامت القوات الخاصة للنظام البهلوي التعسفي بالهجوم على المدرسة الفيضية بتاريخ الثاني من فروردين سنة 1342 هــ ش مما أدّى إلى استشهاد وجرح العديد من طلاب العلوم الدينية. قال الإمام الخميني(رض) في تلك الحادثة:

(انني أعددت قلبي لاستقبال حراب جلاديكم ولكنني غير مستعد لتحمّل ظلمكم، ولن أتنازل مقابل طغيانكم، وسوف أقوم ــ بعون الله ــ بتبيان أحكام الله في أيّة فرصة مناسبة).

2_قال الإمام الخميني(رض) في خطاب له بعد استشهاد ولده المكرّم حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد مصطفى الخميني (الذي كان أمل الإسلام في المستقبل):

«ان مثل هذه الاُمور ليس لها أهمية، وهي اُمور يتعرّض لها كل الناس وان لله تبارك وتعالى ألطافاً ظاهرة وألطافاً خفية، نعم انَّ لله تبارك وتعالى ألطافاً خفية لا نعلمها نحن».

3_ عندما توجّه الإمام من العراق إلى الكويت ولم يُسمح له بالدخول إلى تلك الدولة، قرّر السفر إلى فرنسا، ولدى وصوله باريس قام بزيارته وفد من قصر الاليزيه وابلغوه بمنع الحكومة الفرنسية لأي نشاط سياسي يقوم به.

فقال الإمام جواباً على ذلك:

«لقد كنت أظن أن فرنسا ليست كالعراق. إنّني أينما أذهب فسوف أقوم بالاعلان عن مواقفي، واذا اقتضى الأمر فسوف أقوم بالتنقّل من مطار إلى مطار من أجل ان أوضّح للعالم بأنَّ جميع الظالمين تكاتفوا وتآزروا لأن لا يصل صوتنا نحن المظلومين إلى اسماع العالم. ولكنني سوف اسعى إلى إيصال صوت الشعب الإيراني البطل إلى كافة أرجاء العالم».

4_ عندما قرّر الإمام العودة من باريس إلى طهران، قام جميع المقربين إليه بتحذيره من هذا السفر خوفاً من الأخطار التي كانت تهدّد حياته.

ولكن الإمام وباتّكاله المطلق على الله، كان يرى بأنَّ هذا السفر فيه مصلحة للثورة الإسلامية. فقال في هذا الصدد:

«إنّني ادعو أبناء الشعب الإيراني إلى الاستمرار في الثورة حتى يضعوا حدّاً لهؤلاء الاشقياء. ولكن يجب عليهم في الوقت ذاته المحافظة على الهدوء والنظام.

إنّني أشكر جميع أبناء الشعب الإيراني وسوف أعود إلى إيران في أول فرصة لأكون بين أبناء شعبي. فإمّا أن اُقتل معهم أو أتمكّن من استعادة حقوقهم».

5_ بعد العودة إلى إيران، توجّه الإمام مباشرةً من المطار إلى مقبرة (جنة الزهراء) من أجل زيارة قبور الشهداء الطاهرة، ومن هناك خاطب حكومة بختيار العميلة قائلاً: «إنّ حكومة هذا الشخص (الشاه) ومجلس شوراه وسائر مؤسّساته غير شرعية وغير قانونية، وإذا أصرّوا على الاستمرار في الحكم أكثر من ذلك فإنّهم مجرمون وتجب محاكمتهم، وإنّنا سوف نقوم بمحاكمتهم، وإنّني سوف اُعيِّن الحكومة، إنّني سوف اصفع هذه الحكومة على وجهها، وإنّني وبدعم من هذا الشعب سوف اقوم بتعيين الحكومة الشرعية».

6_ عندما قامت حكومة بختيار العميلة بإعلان الأحكام العرفية في 21 بهمن سنة 1357، لكي تستطيع من خلال استقرار الدبابات في النقاط الحساسة من طهران وشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف العناصر الفعّالة للثورة، (وبتعبير آخر القيام بانقلاب عسكري) للقضاء على الثورة الإسلامية.

قام الإمام ومع الأخذ بالأخطار التي كانت تهدّده أصدر بياناً مقتضباً إلى أبناء الشعب قال فيه «ان البيان الذي أصدرتهُ الحكومة هذا اليوم والذي أعلنت فيه الأحكام العرفية ليس شرعياً ولا قانونياً، ويجب على أبناء الشعب عدم الاهتمام به مطلقاً».

7_ بعد احتلال وكر الجاسوسية من قبل الطلبة السائرين على نهج الامام، وعندما قامت العناصر الوطنية بالاعتراض على هذه الحركة وخوّفت الشعب من قوة أمريكا، وتوقّعوا الهجوم الأمريكي على إيران. قال الإمام الخميني بهذا الصدد ــ وبعد إعلان مساندته ودعمه لهذا التحرك الثوري وواصفاً أياه بأنّه (ثورة أكبر من الثورة الأولى) _قال:

«لا يتصوّر هؤلاء إنّنا جالسون هنا وننتظر أن ترتكب أمريكا أيّة حماقة.

كلا فالمسألة ليست هكذا، إن المسألة هي مسألة ثورة وستكون ثورة أعظم من الثورة الأولى».

وردّاً على جميع الاشاعات التي كانت تتحدّث عن الهجوم الأمريكي المحتمل قال الإمام(رض): « ليطمئنَّ شبابنا بأنَّ أمريكا ليس بإمكانها ارتكاب أية حماقة. فهل لدى أمريكا القدرة على الوقوف بوجه العالم أجمع حتى تستطيع التدخّل العسكري في إيران؟ فلتخسأ أمريكا حينما تفكّر بالتدخّل العسكري. فلا تخافوا ولا تخوِّفوا أحد».

8_ حينما قامت أمريكا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، أصدر الإمام الخميني بياناً اعتبر فيه انّ هذا الأمر هو من مصلحة الشعب الإيراني، وإنّه حدث تافه ولا يستحقّ الاهتمام، وقال في هذا الصدد: «أيّها الشعب الإيراني الشريف: لقد تلقّيت نبأ قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران وأمريكا. إذا كان كارتر قد قام بعمل واحد من أجل المظلومين طوال حياته فإنّ ذلك العمل هو قراره بقطع العلاقة مع إيران.

إنّنا نتفاءل خيراً بقطع هذه العلاقة؛ لأنّها تدلّ على أنّ أمريكا قد قطعت الأمل عن إيران، ومن حقّ الشعب الإيراني أن يحتفل بهذا الانتصار الذي يعتبر طليعةً للانتصار النهائي، والذي أجبر قوّة عظمى سفّاكة على قطع علاقاتها معنا. وهذا يعني إنهاء عملية نهب ثورات هذا البلد».

9_ حينما قام العراق ــ وبإشارة من أمريكا ــ بالهجوم الشامل على إيران بتاريخ 31/6/1359 واحتلال مناطق واسعة من الأراضي الإيرانية كان كثير من الناس ينتظر سقوط الجمهورية الإسلامية أو استسلامها.

إلاّ أنّ الإمام وبتوكّله التام على الله سبحانه وتعالى وسعة صدره وشجاعته المعنوية اعتبر في خطاب له هذه الحادثة بأنّها أمر بسيط وبشّر باندحار الجيش العراقي في هذه الحرب العدوانية، وقال في هذا المجال: «لقد قام لصّ بإلقاء حجر وفرّ راجعاً إلى مكانه، وإذا ما توسّع ــ لا سمح الله ــ صدّام حسين وأسياده بأعمالهم العدوانية ضد الثورة فإنّني سأقوم بتحديد مسؤوليات الشعب الإيراني وواجباته تجاه تلك الأعمال».

10_ عندما يئسَ المنافقون وحلفاؤهم من القوميين من التغلغل في صفوف الثورة والسيطرة على مؤسّساتها الحيوية، وعندما باءت جميع خططهم بالفشل لوجود قيادة الإمام الحكيمة، بدأوا بعمليات الاغتيال الجماعي والفردي لمسؤولي الدولة الكبار وأفراد الشعب المتديّنين. وقد استطاعوا في حادثة مفجعة تفجير مقر الحزب الجمهوري الإسلامي الذي ادّى إلى استشهاد آية الله الدكتور بهشتي واثنين وسبعين من أنصار الإمام والثورة.

وبالرغم من أهمية وخطورة هذه الحادثة إلاّ ان الإمام استطاع ان يسوقها لصالح تثبيت خط الثورة وردِ كيد المنافقين إلى نحورهم.

وقد قال في خطاب له حول هذه القضية:

«ان الشعب الذي يلتزم أبناؤه بصلاة الليل في جبهات القتال، ويجاهد في سبيل الله وهو يفتخر بذلك، ويُؤثر الجهاد على حياة الدعة والهدوء، سوف لن يتراجع عندما اُقتل انا وأمثالي. إنّكم (الأعداء) تخطئون عندما تتصورن ذلك.

إنّنا دخلنا الحرب كما دخلها الحسين( ع) ويجب ان نستشهد كما استشهد الحسين(ع)». ونفس هذا الموقف اتخذه الإمام من حادثة تفجير مبنى رئاسة الوزراء واستشهاد رئيس الجمهورية (الشهيد رجائي) ورئيس الوزراء (الشهيد باهنر).

11_ عندما كانت جميع الأحداث والشواهد ووجهات نظر الخبراء المختصّين تدلُّ على ان مصلحة النظام الاسلام تقتضي ضرورة إنهاء الحرب والقبول بالقرار 598، فقد وافق الإمام ــ على الرغم من اصداره قبل عدة أيام بياناً أكد فيه الاستمرار في الحرب حتى النهاية ــ بشجاعة منقطعة النظير على ذلك القرار وأثبت للجميع تضحيته بكل شيء من أجل مصلحة الإسلام.

بهذه المناسبة أصدر بياناً قال فيه:

«يعلم الله انّه لو لم يكن الهدف هو التضحية بأنفسنا وعزتنا وشرفنا من أجل مصلحة الإسلام والمسلمين لما كنت قبلت بهذا العمل (قبول القرار) ولكان الموت أو الشهادة أحبُّ اليَّ من ذلك.

ولكن ما العمل اذا كان الواجب يقتضي ان نسلّم جميعاً لأمر الله سبحانه وتعالى، ومن المؤكّد أنّ الشعب الإيراني كان وسيبقى كذلك».

12_ بعد مدة من تذكير الإمام وتأكيده على تغلغل المنافقين في بيت آية الله المنتظري، وعدم اهتمام الشيخ المنتظري بذلك.

رأى الإمام أنّ الواجب يحتّم عليه معالجة هذه المشكلة واتخاذ موقف حازم منها.

فكتب في هذا الشأن رسالة إلى الشيخ المنتظري بتاريخ 6/2/68. وفي جوابه على رسالة الإمام أعلن آية الله المنتظري استقالته من منصبه كخليفة لقائد الثورة.

فكتب الإمام في قسم من رسالته التي أرسلها جواباً على استقالة آية الله المنتظري قائلاً:

«ان على طلاب العلوم الدينية، وأئمة الجمعة والجماعة المحترمين، والصحف، والاذاعة والتلفزيون: ان يوضّحوا للشعب هذه المسألة البسيطة وهي أنَّ مصلحة النظام الإسلامي فوق كل شيء ومقدمة على كل شيء، ويجب علينا جميعاً أن نكون تابعين لتلك المصلحة».

وفي رسالة وجههّا إلى نوّاب المجلس والوزراء أوضح فيها تقديم مصلحة النظام الإسلامي على كل الاُمور، وأفهم الجميع كيف يكون الموقف الجدّي من القضايا المهمة وفقاً لأحكام الشرع. حيث قال في هذا المجال: «اعلموا أنّ أباكم سعى منذ أكثر من سنتين في رسائله وبياناته ألاّ تنتهي القضية إلى هذا الحد ولكنّه ــ وللأسف ــ لم يوفّق لذلك.

ومن ناحية اُخرى فقد كان الواجب الشرعي يحتّم على اتخاذ القرار اللازم من اجل المحافظة على الإسلام والنظام الإسلامي.

ولهذا وبقلب ينزف دماً عزلت الشخص الذي كان ثمرة حياتي وذلك من أجل مصلحة الإسلام والنظام. وإن شاء الله سيطّلع الأخوة والأخوات في المستقبل على الاُمور إلى حدٍ ما. إنّ هذه القضية لا تحتاج إلى توصية وهي: أن الدفاع عن الإسلام والنظام لا يقبل التسامح، وإنّ أي شخص ــ مهما كانت منزلته ومنصبه ــ يحاول أن يتخطّى ذلك فسوف يُعرَّف للشعب فوراً».

احدث الاخبار

الاكثر قراءة