رؤية الإمام الخميني (قده) في قيام المستضعفين
التاريخ: 06-10-2007
رؤية الإمام الخميني (قده) في قيام المستضعفين إن من جملة الأهداف المتصلة بحركة الإمام المهدي (عج) خلاص البشرية مما لحق بها خلال السنين التي مضت من كفر وشرك والحاد، أو ضلالة وانحراف عن الهدى، تراكمت خلال سلسلة من الأحقاب المتعاقبــــة التي عانت فيها البشرية من الابتعاد عن المنهج الإلهي الحق، ومن الظلم والتعسف والجور، هذا الخلاص الذي يتصل بصورة وثيقة بقيام المستضعفين، الذي يعانون من ويلات الظلم والاستعباد على أيدي المستكبرين والطغاة، واعلان رفضهم لمظاهر العبودية والاستغلال التي تمارس بحقهم في أرجاء المعمورة على اتساعها، وهو قيام حتمي ومصداق للوعد الإلهي {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين}، أكدته السنن التاريخية الماضية
رؤية الإمام الخميني (قده) في قيام المستضعفين
إن من جملة الأهداف المتصلة بحركة الإمام المهدي (عج) خلاص البشرية مما لحق بها خلال السنين التي مضت من كفر وشرك والحاد، أو ضلالة وانحراف عن الهدى، تراكمت خلال سلسلة من الأحقاب المتعاقبــــة التي عانت فيها البشرية من الابتعاد عن المنهج الإلهي الحق، ومن الظلم والتعسف والجور، هذا الخلاص الذي يتصل بصورة وثيقة بقيام المستضعفين، الذي يعانون من ويلات الظلم والاستعباد على أيدي المستكبرين والطغاة، واعلان رفضهم لمظاهر العبودية والاستغلال التي تمارس بحقهم في أرجاء المعمورة على اتساعها، وهو قيام حتمي ومصداق للوعد الإلهي {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين}، أكدته السنن التاريخية الماضية. وقد نظر الإمام الخميني (قد) إلى هذا التحرك المرتقب نظرة استراتيجية بعيدة جدا، كحلقة من سلسلة، في إطار المشروع الكبير الذي نهض به، وهو التوطئة والتمهيد لقيام دولة العدل العالمية، على يد صاحب العصر والزمان، معتمدا خطابين في وقت واحد، يفترقان في مواضع محدودة، ويجتمعان في أكثرها، خطابا للمستضعفين عموما، وآخر للشعوب الإسلامية خصوصا، لاعتباره أن اشعال فتيل مواجهة الظلم والاستكبار على امتداد العالم من الشروط الضرورية لقيام دولة الحق الموعودة هذه، ولأن ليس سوى إمام الزمان من مخلّص لهؤلاء الفقراء والمستضعفين الذي استضعفهم الطغاة، وضللهم المستكبرون عن دين الحق، فيرفع عنهم الحيف الذي طالما لحق بهم، ويدخلهم في خط الهدى والاستقامة والعزة، الإسلام المحمدي الأصيل.
من هذا المنطلق، أعلن الإمام الخميني (قده) يوم الخامس عشر من شهر شعبان، وهو يوم ولادة الإمام المهدي (عج) يوما لقيام المستضعفين في العالم، ولم يكتف بمجرد الاعلان، بل دعا إلى قيامه فعلا، ووضع الأسس الأولى التي تساعد في نجاحه. وقد حاولنا على عجل، وبما أتيح لنا من خطب ومواقف مضبوطة، اقتباس بعض ما أورده خلال حياته الشريفة من نقاط أساسية تتعلق بمشروع قيام المستضعفين.
فالقوى المستكبرة التي عنى بها الدول الكبرى التي تتحكم بمسار العالم، وصفها بجملة نعوت وأوصاف، كان أكثرها تعبيرا عن فظاعة الواقع الذي تفرضه على غالبية بني الإنسان بأنها أكلة لحوم البشر: "يا مستضعفي العالم، انتفضوا على المستكبرين أكلة لحوم البشر، وخذوا حقكم منهم، فالله معكم، وهو لا يخلف الميعاد...". وفي الدوافع التي تحتم على المستضعفين الانطلاق في ثورتهم عليها، اعتبر لهم حقا لابد لهم من استرجاعه، وأن من جملة حقوقهم عيش حياة إنسانية مشرفة كريمة لن تتاح لهم ما دامت تلك القوى قادرة على إجهاض الظروف المواتية لقيامها"... إذا أراد مستضعفو العالم أن يعيشوا حياة إنسانية مشرفة فعليهم أن يتحدوا، وأن يحدّوا من قدرة القوى التي تمتلك حق النقض..."، ومن تلك الحقوق أيضا ثرواتهم التي أنعم الله سبحانه وتعالى عليه بها، من أموال ونفط ومعادن ثمينة وطاقات فكرية خلاقة يسخرها الغرب المستكبر لمصالحه في كبريات المعامل التي لا تجد مصدرا لها سوى الشعوب الفقيرة الأكثر استهلاكا في العالم، والأهم من ذلك كله، التحرر من الظلم المفروض عليه، والدفاع عن الإسلام ــ بالنسبة للمسلمين ــ الذي يتعرض لأبشع المؤامرات الكريهة من قوى الكفر ــ الشيوعية سابقا ــ والشرك ــ الدول الغربية المستكبرة ــ "... يا مسلمي العالم وأيها المستضعفون الرازحون تحت سلطة الظالمين... انهضوا واتحدوا ودافعوا عن الإسلام وعن ثرواتكم، ولا تخشوا ضجيج المستكبرين....".
ومن أجل الحث على الهدف، يقارن الإمام الخميني (قده) بين المستضعفين والمستكبرين من جهة النتائج الاجتماعية التي تترتب على الخلل الفاضح في التوازن بينهم، فيقول: "شعرة من رأس أحد الفقراء من ساكني الأكواخ ومقدّمي الشهداء أشرف وأفضل من كل القصور وسكان القصور في العالم..."، ويدعو (رضوان الله عليه) إلى المبادرة في القيام وأخذ زمام الأمور بدل أن تترك للباغين ".... على المستضعفين في جميع أنحاء العالم أن يهبوّا لأخذ حقهم بأيد واثقة، وأن لا ينتظروا من أولئك أن يعيدوا لهم حقهم، فإن المستكبرين لن يعيدوا لأحد حقه...".
أما لجهة الشروط التي يراها ضرورية لقيامهم، فهي:
النهوض: "انهضوا واتحدوا، واطردوا الظالمين فإن الأرض لله، وورثتها هم المستضعفون...".
الوحدة: "... إذا أراد مستضعفو العالم أن يعيشوا حياة إنسانية مشرفة فعليهم أن يتحدوا...".
الصبر: "على أولئك المتحسسين لهموم المجتمعات الإسلامية، الذين عقدوا مع المحرومين والحفاة ميثاقا بدمائهم، أن يعلموا أنهم ما زالوا في بداية طريق المواجهة".
التضحية : "وقدموا التضحيات تحت لواء التوحيد من أجل تمزيق دفتر الاستعمار".
ويدعو (رضوان الله عليه) إلى استغلال كل الوسائل والامكانيات المادية والمعنوية والبشرية، ".... استيقظوا وأيقظوا النائمين، استيقظوا وأيقظوا الأموات" "انهضوا وحاربوا بأيديكم وأسنانكم لأخذ حقكم....". "ولا تخشوا ضجيج المستكبرين...".
وفي حث الإمام الخميني المستضعفين على القيام، لا يعفي الحكومات والأنظمة من مسؤولياتها تجاههــــم كراعية لهم، لكنه يخاطبها من منطلقات مختلفة عن تلك التي يستنهض بها الشعوب وتحديدا من جهة الدوافع الخاصة التي تدفعها للانصياع خلف الارادة الاستكبارية، تارة بعنوان التحالف، وتارة بعنوان الدبلوماسية أو البراغماتية التي تفرض عليها النظر إلى علاقاتها الخارجية انطلاقا من موازين القوى القائمة، وضرورة تمحورها حول واحد من أقطاب العالم للحفاظ على وجوداتها وكياناتها الهشة أساسا، فيؤكد لها أنها ضحية التباس عميق في فهم مصالحها، حتى الذاتية والضيقة منها، إذا ما راهنت على تلك الدول، وأوهمت ذاتها بأنها تتحرك في إطار تقاطع المصالح ولو كان على حساب شعوبها، حيث إن تلك الدول الاستكبارية لطالما أتقنت استغلال الثروات الفردية لدى حكام الأنظمة في سبيل هيمنتها على المصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية في بلدانهم، لقاء وعود واهمة بالدعم والتأييد السياسي أو الاقتصادي أو الخارجية التي قد تتعرض لها بلدانهم، نتيجة الخلافات التي أوقدتها بنفسها، في إطار مخططاتها الجهنمية للسيطرة على الدول والشعوب، إلا أنها وفي اللحظات الحاسمة تتركهم لمصيرهم دون أن تبادر إلى استنقاذهم، كما حصل في عدد من الدول حين تغافلت عن الاطاحة بأنظمة نتيجة حسابات داخلية تارة، أو خارجية تارة أخرى، تعني مصالحها الاستراتيجية ليس إلا، دون أي وازع أخلاقي أو ديني، فيقول (رضوان الله عليه): "ليعلم ولاة الأمور في الدول الإسلامية المستضعفة، أن منتهى آمال الدول المقتدرة هو الاستحواذ على بلدانهم، وأن هذه الدول (الكبرى) ستتخلى عنهم في الأزمات إذ ليس في قاموسها معنى لكلمة الوفاء". وهذه الرؤية متأتية من فهم عميق جدا لحقائق النيات الاستكبارية، ودراسة متعمقة للصفات الطاغوتية الاستكبارية التي تتحكم بالمستكبرين تفكيرا وسلوكا على حد سواء، وذلك استنادا إلى تجربته الطويلة والمباشرة مع الاستكبار، من خلال الساحة الإيرانية خاصة، والإسلامية عموما، كما انطلق في ذلك أيضا من صورة جلية واضحة للمومياء السياسية التي تحكم عددا لا بأس به من الدول العربية والإسلامية.
احدث الاخبار
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
زوجة القائد"الحاج رمضان" تروي ذكرى من أدب الشهيد قاسم سليماني
العميد نقدي: قدرتنا الصاروخية اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه خلال العدوان الصهيوامريكي
الشيخ نعيم قاسم: المقاومة جاهزة للدفاع ولديها ردع يمنع تحقيق العدو لأهدافه
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية