غيرة روح الله على الله ودينه وعباده
التاريخ: 06-10-2007
غيرة روح الله على الله ودينه وعباده من الصفات البارزة التي امتازت بها شخصية الإمام الراحل روح الله الخميني ــ رضوان الله عليه ــ والتي تجلت فيه رسوخه في التوحيد الخالص لله تبارك وتعالى، شدة غيرته الإيمانية على شعائر الله، وعلى دين الله، وعلى كرامة عباد الله، وتفانيه في الدفاع عنها
غيرة روح الله على الله ودينه وعباده
من الصفات البارزة التي امتازت بها شخصية الإمام الراحل روح الله الخميني ــ رضوان الله عليه ــ والتي تجلت فيه رسوخه في التوحيد الخالص لله تبارك وتعالى، شدة غيرته الإيمانية على شعائر الله، وعلى دين الله، وعلى كرامة عباد الله، وتفانيه في الدفاع عنها.
وكانت هذه الغيرة المقدسة ــ في سيرته ــ معياراً لتقويم المواقف المختلفة للآخرين، والأساس الذي يستند إليه في اتخاذ المواقف تجاه الكثير من الجهات والقضايا، ويتقرب بذلك إلى الله تعالى، إذ إن في الدفاع عن شعائر الله ودينه دفاعاً عن المنهج التوحيدي القويم الذي يكفل لبني آدم العدالة والكرامة والرقي وسعادة الدارين، فالمدافع عنه مدافع عن العدالة والكرامة، وكذلك عن المستضعفين لأنه يحيي لهم ما فيه ضمان سعادتهم وكرامتهم، وهو بذلك مجاهد في سبيل الله والمستضعفين، وهو بذلك فوق الطموحات الشخصية أو الفئوية أو الأقليمية أو القومية، وهذا سر تأثير الروح الإصلاحية للموحد الخميني ــ رضوان الله عليه ــ في الجميع من مختلف الاتجاهات، أو هو أحد أسرار تأثيرها.
***
يروي حجة الإسلام الشيخ جلالي الخميني، انه بعد مجيء حسن علي منصور لرئاسة الوزراء إبان الحكم الملكي، أرسل رئيس الوزراء الجديد ــ علي منصور. رئيس منظمة الأمن الملكي الإرهابية المعروفة باسم "السافاك" إلى قم المقدسة، لكي يلتقي الإمام ــ قدس سره ــ ويطلب منه طلباً مجدداً هو:
السماح للحكومة الجديدة ورئيسها منصور بمزاولة أعمالها بهدوء!
كان هذا الطلب في بدايات نهضة الإمام ــ رحمه الله ــ ومواجهته الجريئة للحكم الملكي وسياساته الناقضة لشعائر الله ودينه.
وطلب مبعوث الحكومة الجديدة من الإمام كان يعني أن يخفف معارضته لكي تتمكن الحكومة من تثبيت أوضاعها، وقرن المبعوث طلبه هذا من آية الله الخميني بوعود وعهود مؤكدة، بأن يستمع رئيس الحكومة الجديد لنصائح الإمام وتوجيهاته، كما قرنها بتحذيرات مشددة من أن الحكومة ستواجه المعارضة بعنف حتى لو اقتضى الأمر إراقة الدماء! ويلاحظ هنا أن حامل هذه الرسالة هو رئيس منظمة الأمن الملكي "السافاك" المشهورة بالإرهابية وسفك الدماء! فماذا كان جواب الإمام ــ رضوان الله عليه ــ ؟
أجاب ــ رحمه الله ــ بحزم قائلاً:
"إنني لم أعقد عقد أخوة مع أحد! وليس لي عداء شخصي مع أحد! إنني لست معادياً لمنصور، ولكني لم أعقد معه عقد أخوة أيضاً!
إنني سأواصل مراقبة سياسات الحكومة (فمنصور لم يأت بالواقع بحكومة جديدة والتغيير في الوجوه في إطار الحكم الملكي نفسه. ليس هذا من كلام الإمام. بل هو من بين سطوره). فإذا استمرت على ما هي عليه مناهضة لدين الله وكتاب الله وشرع الله، واصلت أنا أيضاً معارضتي بالأسلوب الذي اخترته دونما تغيير!
أما إذا غيرت سياستها تجاه الإسلام والقرآن والشعب والمستضعفين، غيرت أنا موقفي أيضاً!
لقد لج الملك في سياسة البطش والقتل فما الذي جناه؟ وما الذي يستطيع فعله أكثر مما فعل؟ لا حاجة لاستمرار الاتصالات بيننا، عندما يلزم الأمر فاني سأحذر مبادرة!
***
وقبل زمن، وفي إطار سياسات النظام الملكي لزعزعة الاعتقادات الدينية للأمة، ألفّ أحد المنحرفين من ذوي السابقة الدينية الحوزوية كتاباً سماه "أسرار الألف عام"، تهجم فيه على الكثير من أمهات العقائد الإسلامية، وكرر في جانب مهم من كتابه اتهامات الوهابية ضد مذهب أهل البيت ــ عليهم السلام ــ تحت شعارات التصحيح ومحاربة الخرافات والبدع، وأخذوا بترويج هذا الكتاب على نطاق واسع، الأمر الذي كان ينذر بآثار سلبية كثيرة.
عندما اطلع آية الله الخميني على الأمر انتفض غيرة على الإسلام ودفاعاً عن حريم مذهب أهل البيت ــ عليهم السلام ــ فعطل دروسه الحوزوية ، واعتزل لكتابة رد على هذا الكتاب خصص له جل وقته في جهود مضنية أتعبت عينيه حتى مرضتا!
وكانت الثمرة تأليفه لكتابه المعروف "كشف الأسرار"، وأعطاه للجنة في الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، تم تشكيلها للرد على الكتاب الاضلالي المذكور، فلما اطلعت اللجنة على رد الإمام الخميني، وجدته جامعاً شافياً متيناً واختارته للطبع والنشر، بل وقررت منع نشر غيره من الردود التي ألف بعضها عدد من كبار العلماء، لمتانة وقوة استدلالات الإمام وتوفيراً للجهود على نشره وحده!
وكان من الطبيعي أن يفتخر من يصنف مثل هذا الرد العلمي الرصين الذي حظي بكل هذا التأييد من الحوزة العلمية، ويتناول دحض افتراءات كتاب حظي بكل ذلك الترويج، كان من الطبيعي أن يصر المؤلف على وضع اسمه على الكتاب، خاصة إذا لاحظنا أن زمن التأليف كان قبل تصدي الإمام للمرجعة الدينية وكان مرشحاً لها يومذاك، ونشر مثل هذا الكتاب المهم باسمه يخدم كثيراً مستقبله المرجعي!
ولكن المفاجأة كانت في أن الإصرار الخميني جاء بالاتجاه المعاكس! لقد رفض الموحد الخميني أن يوضع اسمه على هذا الكتاب المهم، ولم يسمح بذلك رغم الإلحاح الشديد، وكل ذلك حفظاً للإخلاص في القيام بهذا العمل في سبيل الله، فغيرته هذه على مقدسات الدين ثمرة ذوبانه في الإرادة الإلهية والتوحيد الخالص والعشق الإلهي النقي.
***
ينقل آية الله الشيخ اللنكراني أن آية الله العظمى السيد البروجردي كان يكن احتراماً كبيراً للسيد الإمام ــ رضوان الله عليهما ــ ويهتم بآرائه وبقربه، وكان للإمام دور مؤثر في إقناع السيد البروجردي بالإقامة في قم لترؤس حوزتها العلمية وتقويتها في وقت كانت تعاني من بعض التشتت والضعف بعد وفاة مؤسسها آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي، كما كان للإمام دور مشهود في تقوية زعامة السيد البروجردي للحوزة وتنظيم شؤونها، وكان السيد البروجردي يستشيره كثيراً ويعمل بالكثير من آرائه.
ولكن ظهر فيما بعد بعض الاختلاف بينهما بسبب مساع مكثفة بذلها بعض أصحاب النميمة الوشاة الذين حسدوا الإمام على مكانته عند السيد البروجردي! فظهر البرود في العلاقة وقلل الإمام من تردده على السيد البروجردي ــ رضوان الله عليهما ــ.
أثناء فترة البرود هذه دخل أحد أصهار الإمام عليه، وأراد انتقاد السيد البروجردي في حضوره، وبمجرد ان بدأ الكلام تغيرت ملامح الإمام ــ رحمه الله ــ وأطرق إلى الأرض وقطع حديثه بلهجة حازمة صارمة ليقول:
"إنني لا أسمح لأحد ــ ومهما كانت منزلته ــ بالإساءة إلى زعيم المسلمين"!
وفي هذا الموقف دلالة واضحة على شدة غيرة الإمام على الرموز الإسلامية وعدم سماحه للمواقف الشخصية بالتأثير على ذلك!
احدث الاخبار
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
زوجة القائد"الحاج رمضان" تروي ذكرى من أدب الشهيد قاسم سليماني
العميد نقدي: قدرتنا الصاروخية اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه خلال العدوان الصهيوامريكي
الشيخ نعيم قاسم: المقاومة جاهزة للدفاع ولديها ردع يمنع تحقيق العدو لأهدافه
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية