Skip to main content

بركات نهضة روح الله ثمرة غيرته الإيمانية

التاريخ: 06-10-2007

بركات نهضة روح الله ثمرة غيرته الإيمانية

بركات نهضة روح الله ثمرة غيرته الإيمانية الغيرة الإيمانية على شعائر الله وشرع الله تبارك وتعالى، تجلت في حركات عبده الصالح روح الله الخميني ومواقفه طوال سيرته المباركة، وتجسدت في شدة التزامه ــ رضوان الله عليه ــ بالسعي لتطبيق أحكام الإسلام ــ على الصعيد الفردي والاجتماعي

بركات نهضة روح الله ثمرة غيرته الإيمانية

الغيرة الإيمانية على شعائر الله وشرع الله تبارك وتعالى، تجلت في حركات عبده الصالح روح الله الخميني ومواقفه طوال سيرته المباركة، وتجسدت في شدة التزامه ــ رضوان الله عليه ــ بالسعي لتطبيق أحكام الإسلام ــ على الصعيد الفردي والاجتماعي.. وحفظ شعائر الإسلام ورموزه لأن حفظهما يعين على تطبيق تلك الأحكام القدسية، وفي ذلك تتحقق كرامة الإنسان وبدونها لا كرامة له!

هذه الغيرة المقدسة تجلت بوضوح في موقفه الحازم من إساءة المرتد سلمان رشدي للنبي الأكرم ــ صلى الله عليه وآله ــ في روايته سيئة الصيت "الآيات الشيطانية"، فقد نقل أحد أعضاء مكتب الإمام عنه ــ رضوان الله عليه ــ قوله:

"لو كانت بي قوة ــ ولم يكن قد استولى عليَّ ضعف الشيخوخة ــ لذهبت بنفسي إلى لندن ونفذت حكم الله تعالى في هذا المرتد لإساءته للمقدسات الإسلامية".

أصدر الإمام ــ رضوان الله عليه ــ فتواه الشهيرة بإهدار دم المرتد رشدي وتابعها بحزم وصرامة، فكان لهذا الموقف الغيور ثماراً كثيرة، ولعله لا نجد في مسيرة الثورة الإسلامية في إيران موقفاً كان له ما كان لهذا الموقف من تأثير على صعيد التقريب بين المسلمين والوحدة الإسلامية، بل انه أوجد موقفاً إسلامياً موحداً أقل نظيره في التاريخ الإسلامي الحديث تجاه القضايا التي تهم المسلمين، فقد ساند موقف الإمام الكثير من الأطراف التي كانت لها مواقف سلبية تجاه النهضة الخمينية وتحركاتها، بل وتغيرت مواقفها تجاه هذه النهضة وإمامها.

لقد أزال هذا الموقف الخميني الغيور آثار حملات التشويه التي شنتها الأطراف المعادية والافتراءات التي نشرتها بين أوساط المسلمين وخاصة من مذاهب أهل السنة، فأدرك الكثير منهم إخلاص الإمام ــ رحمه الله ــ في الدفاع عن المقدسات الإسلامية من خلال هذا الموقف الغيور الذي عرض الدولة الإسلامية لتحمل الكثير من الأذى والضغوط السياسية والاقتصادية من الدول الغربية وغيرها.

ينقل الشيخ محمد علي الأنصاري الكرماني ــ أحد أعضاء مكتب الإمام (قدس سره) ــ أن بعض المسؤولين السياسيين في الجمهورية الإسلامية، طلبوا من الإمام السماح بأن تبقى فتواه بشأن المرتد رشدي في إطار الصبغة الدينية بعيداً عن التحركات السياسية، تجنباً للتبعات الناشئة منها، وضغوط الدول الغربية، خاصة وأن الجمهورية الإسلامية كانت قد خرجت للتوّ من حرب الأعوام الثمانية وبدأت حركة إعادة الإعمار، وهي بحاجة إلى أجواء هادئة للقيام بذلك.

الشيخ الأنصاري نقل هذا الطلب للإمام، فماذا كان جوابه ــ رضوان الله عليه ــ ؟ كان الجواب مختصراً، لم يتطرق للتفصيلات لكنه كان واضحاً في الإعلان عن الاستعداد لتحمل تبعات الدفاع عن المقدسات الإسلامية، قال ــ رحمه الله ــ:

"لو تقطعت جسور علاقات إيران مع دول العالم كافة بسبب تطبيق هذا الحكم الشرعي، فليكن ذلك ويطبق حكم الله سبحانه".

وينقل آية الله الشيخ محمد الكيلاني، انه وبعد تصدي الإمام الخميني ــ رضوان الله عليه ــ لمساعي النظام الملكي الإيراني لدفع برلمانه للمصادقة على مشروع منح الحصانة القضائية للأميركان العاملين في إيران، وهو مشروع كان يمثل إساءة صريحة لمسلمي هذا البلد، حذر البعض آية الله الخميني من تبعات موقفه الحازم تجاه هذه المساعي الملكية والخطوات العنيفة المضادة المتوقعة من النظام الملكي، فقال الإمام في اجتماع خاص مع تلاميذه:

"لو قدمنا مائة ألف ضحية قرابين في سبيل إلغاء هذا المشروع المسيء لكرامة المسلمين لكان الأمر جديراً بذلك".

لقد سعى هذا القائد الرباني بكل جهده للتغير والإصلاح في أوضاع الأمة ما استطاع لذلك سبيلاً، فقد آلمه ما ألمّ بها من محن وما وصلته من حالة مأساوية، بعد أن تخطفها الاستعمار الغربي وأياديه من كل جانب!

الأمة التي أرادها الله تبارك وتعالى أن تكون خير أمة أخرجت للناس، وأن تكون الأمة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر، وقائدة المجتمع البشري نحو التحرر من العبوديات الأرضية وإخراجه من الظلمات الطاغوتية إلى النور الإلهي وإقامة الحياة الكريمة السعيدة للبشرية جمعاء التي تسودها قيم العدالة الإلهية والأمن الذي لا يخشى معه ظلم ظالم وكيد منافق أو كافر.. هذه الأمة وجدها الإمام ــ رضوان الله عليه ــ وقد ابتعدت كثيراً عن هذا المستوى الكريم الذي أراده الله سبحانه لها، فبدلاً من أن تكون رائدة إنهاء الظلم والطاغوت أصبحت هي محكومة بالظلم مستذلة بالخضوع للاستعمار الغربي بصورة مباشرة أو غير مباشرة، عبر استرقاقها بقيود التبعية للغرب في مختلف شؤونها.

الذي يراجع سيرة الإمام ــ قدس سره ــ يجد فيها حركة دؤوبة مخلصة لإخراج الأمة من هذا الرق وذله، وإعادة مسيرتها إلى الصراط المستقيم والكرامة وتحريرها من نير العبوديات الطاغوتية، يدفعه لذلك غيرته الإيمانية.

واهم ما يميز هذه الحركة الإصلاحية هو الإخلاص الراسخ في الدافع إليها، وهو دافع التقرب إلى الله تبارك وتعالى في السعي لإنقاذ عباده من ذاك الاستضعاف، وهذا هو السر الأهم لنجاح مساعيه ــ قدس سره ــ لأن "ما كان لله ينمو"، وقد اخلص الإمام لربه فسدد خطاه، إذ تحلى بأخلاقه وجسدها، واحدها وهو "الغيرة"، وهي من أسمى أخلاق الأنبياء ــ صلوات الله عليهم ــ ألم نسمع خاتمهم محمد ــ صلى الله عليه وآله ــ يعلن بأن إبراهيم عليه السلام الذي أتخذه الله خليلاً كان غيوراً، وإنه ــ أعني محمداً (صلى الله عليه وآله)  ــ أشد غيرة من إبراهيم ــ عليهما وآلهما الصلاة والسلام ــ أما الأشد غيرة من محمد ــ صلى الله عليه وآله ــ فهو ربه الله تبارك وتعالى، وكان من غيرته أن حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن!

احدث الاخبار

الاكثر قراءة