Skip to main content

مقام العبودية عند الإمام (قده)

التاريخ: 06-10-2007

مقام العبودية عند الإمام (قده)

 مقام العبودية عند الإمام (قده) من المواصفات الجليلة والرفيعة الشأن في عقيدتنا الإسلامية (العبودية) التي تعني الانقطاع إلى الله وحده والتخلي عن كل ما سواه والاتكال عليه دون الآخرين والاستعانة به وحده، لأنه القادر على منح القوة والإرادة والعزيمة للإنسان في مواجهة كل ما يمكن أن يشكّل خطراً عليه وعلى مسيرته وعقيدته

 مقام العبودية عند الإمام (قده)

من المواصفات الجليلة والرفيعة الشأن في عقيدتنا الإسلامية (العبودية) التي تعني الانقطاع إلى الله وحده والتخلي عن كل ما سواه والاتكال عليه دون الآخرين والاستعانة به وحده، لأنه القادر على منح القوة والإرادة والعزيمة للإنسان في مواجهة كل ما يمكن أن يشكّل خطراً عليه وعلى مسيرته وعقيدته.

وقد كانت هذه الصفة ملازمة للنبي (ص) وأهل بيته (ع) واصطبغت بها حياتهم حتى صارت شعاراً لهم دون سواهم، برزت بكل قوة ووضوح في العديد من المواقف؛ فها هو رسول الله (ص) بعد أن أدميت قدماه عندما رفضه أهل الطائف يقول "اللّهم أن لم يكن بك علَيَّ غضب فلا بالي". وها هو علي (ع) يبيت على فراش النبي (ص) من دون أن يسأل عن مصيره بل يقول "أو تسلم يا رسول الله"؟ وها هو الحسين (ع) يقول بلسان الحال إلهي:

تركت الخلق طراً في هواكا                       وأيتمت العيال لكي أراكا

هذه المدرسة الإلهية التي فرضت شعاراتها على الناس أجمعين من الموالين والمحبين، بل الأعداء والمبغضين، هي التي ركن إليها الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، واستمد من علوم أصحابها ما أوصله إلى المقام السامي والرفيع في درجات الرقي والتكامل الإيماني والروحي. فكان خير تلميذ لأعظم مدرسة إنسانية أبرزت الإمكانيات والقابليات البشرية بأروع ما يمكن، وأعطت للإنسانية النماذج الكاملة، لكي ينهل البشر كلهم من معينها الذي لا ينضب.

لقد اتخذ الإمام (قده) من مقام عبوديته نقطة الانطلاق في دعوته للأمة الإسلامية للرجوع إلى قواعدها الأصيلة، إلى الله، إلى الإسلام، إلى القرآن، وإلى سيرة النبي الأعظم (ص) لتستمد من كل هذه القوى المعنوية قوتها وعزتها ومنعتها وقدرتها على تحرير شعوبها وتحطيم الأغلال والقيود المكبلة بها .

ومن مقام عبوديته انطق ليقاتل أمريكا وكل القوى المستكبرة و(إسرائيل) ونظام الشاه، ولهذا لم يعرف الخوف من كل هؤلاء إلى قلبه سبيلاً، بل على العكس من ذلك أخاف الله منه كل أولئك، فانقلبوا من مواقع الهجوم إلى الدفاع في مواجهة صوته الهادر المدوي بالحق الصادح بما هو مأمور به .

ومن مقام عبوديته الخالصة لله عزّ وجلّ رفض الاستعباد الذي تعيشه الأمة حكاماً ومحكومين أمام جبروت وطغيان القوى الاستكبارية ، فلم يترك فرصة أو مناسبة إلا ويؤكد ويعيد ويكرر على مسامع الأمة أن تحرر نفسها من قيود الخوف والتبعية، وتنطلق للسير مع الله، لأنه الأضمن لها والأحفظ لحقوقها والأكرم لإنسانها ووجودها.

ولهذا نرى أن الإمام ـ من مواقع عبوديته هذه ـ أخذ الكثير من المواقف التي لم يجرؤ غيره على أخذها بسب ضعفهم وذلهم واستعبادهم ورضاهم بان يهزموا أنفسهم قبل أن يهزمهم العدو بقوته! فمن مواقفه المشهورة: وقوفه بمواجهة مشروع فهد الخياني للصلح مع (إسرائيل) والاعتراف بها، ومنها موفقه من ضرورة استمرار الحرب ضد النظام البعثي العراقي بعد فرضه الحرب على الإسلام وجمهوريته ومنها موقفه قبل كل هذا ومعه وبعده من أمريكا والتصريح بأنها اعجز من أن تقوم بأي عمل ينتقص من قدرة الإسلام والأمة، ومن مواقفه القبول بالقرار القرار 598 الذي أوقف الحرب مع العراق، وفتواه الشهيرة بإهدار دم المرتد سلمان رشدي والتي مازالت ترعب دول الاستكبار العالمي وتجعلها تعيش القلق الدائم على حياة عميل رضي ان يبيع عزته وكرامته بثمن بخس لمستغليه وجلاديه.

أن روح العبودية التي تجلت في ذلك العبد الصالح الإمام الخميني (قده) هي التي تسللت منه وتسربت لتدخل قلوب أبناء هذه الأمة، فإذا بهم يحطمون كل القيود والأغلال ويهزمون كل عوامل الضعف الموهوم والعجز المصطنع في نفوسهم وقلوبهم ويقفزون فوق الواقع المرير الذي فرضته علينا التبعية للمستكبر المتعجرف ليبدأوا مسيرة جديدة مختلفة عن كل الفترات الماضية، وإذا بواقع الأمة يبدأ بالتغيير نحو صالح هذه الأمة وخيرها، وإذا بالمستكبر الذي كنا نخاف من وهم قوته يضعف وينهزم أمامنا وينكشف لنا يوماً بعد يوم كل جبنه وهزاله وفراغه من كل معاني الشرف والعزة والكرامة، وانه العدو الذي كان يصنع لنا الخوف في أنفسنا لنعيش الذل والهوان أمامه ولنكون الخاسرين عند الله وأنبيائه وأوليائه، بينما أراد الإمام (قده) لأمته أن تكون المسألة على عكس ذلك، فتعيش العزة أمام الأعداء والخضوع والعبودية لله عز وجل.

ولاشك أن استمرار الأمة بالسير في هذا الخط هو الكفيل بوصولنا إلى ما نريد من الأهداف، وخصوصاً إذا تأملنا في الكثير من الإنجازات التي تحققت حتى الآن بسبب سير الأمة في خط العبودية لخالفها ورفض الخضوع لكل الذين سببوا ومازالوا الآلام والمآسي للأمة في الفترة الماضية.

احدث الاخبار

الاكثر قراءة