Skip to main content

شمولية الطرح الإسلامي

التاريخ: 06-10-2007

شمولية الطرح الإسلامي

 شمولية الطرح الإسلامي الإسلام هو الدين الشامل لكل الأبعاد التي تنهض بالحياة البشرية وتبنيها وفق النظرة الإلهية، فهو يشتمل على البعد الغيبي من خلال الارتباط بالله سبحانه من خلال التشريعات الكثيرة التي تضبط حركة المسلم

 شمولية الطرح الإسلامي

الإسلام هو الدين الشامل لكل الأبعاد التي تنهض بالحياة البشرية وتبنيها وفق النظرة الإلهية، فهو يشتمل على البعد الغيبي من خلال الارتباط بالله سبحانه من خلال التشريعات الكثيرة التي تضبط حركة المسلم.

وهو يرى أن الترابط بين هذين البعدين الشاملين لكل حركة الإنسان لابد منه؛ بحيث لا يمكن الأخذ بأحدهما دون الآخر، ويؤدي ذلك إلى الانحراف عن الأهداف التي وضعها الإسلام. انطلاقاً من ذلك طرح الإمام الخميني(قده) الإسلام ككل لا يتجزأ، ولا يمكن الأخذ بجانب منه وترك الجوانب الأخرى، يقول: "الذي يكون عارفاً بالإسلام عليه أن يعرف هذين المطلبين وهاتين الجهتين: الجهة العرفانية الخالصة، والجهة الظاهرية التي تهتم بمسائل المجتمع؛ فالذي يريد أن يعرف الإسلام حق المعرفة من خلال الآيات والروايات والأحكام التي وردت، والتي تهتم بالناحية المعنوية والعرفانية، يجب أن يعرفه قدر الإمكان أيضاً من خلال الآيات والروايات والأحكام التي وردت من أجل تنظيم أمور المجتمع ومن أجل الأمور السياسية وأمور الحكومة. فمعرفة الإسلام إذن هي التعرف على الإسلام بكلتا جهتيه في حدود معرفة الإنسان وفهمه".

وهكذا نرى أن الإمام (قده) يعتبر أن الاطلاع على الإسلام بشكل واسع ومفصل ودقيق هو الذي يساعد على توضيح الصورة الشمولية للطرح الإسلامي حتى لا يقع في محذور تفكيكها.

وهو (قده) يستنكر على من درسوا جانباً من الإسلام في مجال محدد، نسب الخبرة والمعرفة بالإسلام لأنفسهم، ومن ثم رمي هذا الدين بالجهل والتخلف، بحثاً عن تحقيق مكانة ما عند الجماهير لأنفسهم، واستغلالها في الترويج لما يريدون، مع ما يشكله هذا من الخطر الكبير على شمولية الطرح الإسلامي وتوجهات الأمة المسلمة. يقول الإمام (قده) في هذا المجال: "... إن من يؤلف كتاباً أو يكتب مقالة في الإسلام لا يستطيع أن يقول انه خبير في الإسلام، وفي الوقت نفسه يقول عن أشخاص عاشوا سبعين أو ثمانين سنة من عمرهم في الإسلام بأنهم لا يعرفون الإسلام"!

ثم يستنكر الإمام(قده) على أولئك الذي يريدون التعرف على الإسلام من خلال كتابات المستشرقين التي لا تخلو في الغالب من الترويج لفكر المستعمر الغاصب، ويبين خطر هؤلاء على الإسلام كدين وأمة فيقول: "يقولون نحن خبراء في الإسلام، في الوقت الذي لا يطلعون فيه على كتبنا، إنهم لا يعلمون الإسلام حتى يكونوا خبراء فيه... هم ليسوا مطلعين على معارف الإسلام، وإذا أرادوا ذلك فمن خلال كتابات الغربيين التي ينقلونها إلينا، فإذا بالغربيين يصبحون خبراء في الإسلام! الإسلام الذي يعرفوننا عليه هم"!

ثم يتعرض الإمام (رض) لخطر آخر من أخطار تفكيك شمولية الطرح الإسلامي، وهو خطر الأخذ بجزء من الإسلام وضمه إلى عقيدة خارجه عنه، ثم تطبيقها على أنها من الإسلام أو لا تتعارض ولا تتنافى معه، وفي هذا يقول (قده): "وفي الوقت الذي نفهم فيه أنهم يريدون تطبيق الإسلام حسب الماركسية، فإن هذا سوف يشكل خطراً على الإسلام. إذن يجب أن تنتبهوا جميعاً لهذا الخطر وان تعملوا بجدية لرفع هذا الخطر، فإن الهزيمة من العدو ليس لها أهمية، وخطورة الهزيمة من الداخل".

من خلال هذه النصوص يمكن أن تتشكل لدينا صورة واضحة لمعالم حماية الطرح الإسلامي الشامل عند الإمام (قده):

أولاً: أن شمولية الطرح الإسلامي أمر حتمي لا يمكن التنازل عنه لأنه صياغة إلهية ولا يمكن التلاعب بها بأي نحو من الأنحاء.

ثانياً: أن تفكيك هذه الشمولية لا يوصل إلى الأهداف المنشودة.

ثالثاً: أن المعرفة المحققة للإيمان بشمولية الطرح الإسلامي يجب أن تستند إلى المصادر الأساسية للشريعة وهما "القرآن والسنة".

رابعاً: لا يمكن لمن عرف جانباً معيناً من الإسلام أن يقدم نفسه على انه عارف خبير بالإسلام الشمولي وغاياته، والمدعي لذلك مخطئ ومنحرف.

خامساً: لا يمكن أخذ المعرفة بالإسلام عن طرق غير الإسلاميين من الذين يشوهون معارفه بطريقة تخدم أهدافهم ومآربهم.

سادساً: لا يمكن تحقيق الأهداف الإسلامية عبر إلباس جزء من عقيدة غير إسلامية لباساً إسلامياً وتقديمها على أنها من الدين، لأن هذا الخليط هو انحراف ويشكل خطراً كبيراً محدقاً بالإسلام وتوجهاته وأهدافه.

وبهذا الطرح الشمولي للإسلام انطلق يتحرك ويوضح للأمة أن هذا الدين الإلهي العظيم هو المؤهل لبناء حرمها الإنساني الكبير الذي تحقق فيه ذاتها ووجودها وفاعليتها، وقبل كل هذا ومعه رضا الخالق العظيم تبارك وتعالى.

احدث الاخبار

الاكثر قراءة