Skip to main content

ذكرى انتصار الثورة الإسلامية

التاريخ: 10-02-2010

ذكرى انتصار الثورة الإسلامية

المخاطب: الشعب الإيراني‏   المكان: طهران، مستشفى القلب‏   المناسبة: ذكرى انتصار الثورة الإسلامية   المصدر: صحيفة الإمام، ج‏12، ص: 125   التاريخ 22 بهمن 1358ﻫ

المخاطب: الشعب الإيراني‏

 

المكان: طهران، مستشفى القلب‏

 

المناسبة: ذكرى انتصار الثورة الإسلامية

 

المصدر: صحيفة الإمام، ج‏12، ص: 125

 

التاريخ 22 بهمن 1358ﻫ. ش/ 24 ربيع الأول 1400ﻫ.ق‏

 

الموضوع: عظمة الثورة ـ مواصلة الكفاح ضد المستكبرين حتى التخلص من كل أنواع التبعية

 

بسم الله الرحمن الرحيم‏

 

أبارك ذكرى انتصار الثورة الإيرانية العظيمة لعموم المستضعفين والمسلمين، وللشعب الإيراني النبيل الشجاع. في مثل هذا اليوم المبارك انتصر الحق على الباطل، وجنود الرحمن على أولياء الشيطان، وحزب الله على الطاغوت وأعوانه، وسادت حكومة العدل الإسلامي. وامتدت يد انتقام الحق من كُمِّ الشعب الإيراني المقاتل، وتحقق انتصار الإسلام المعجز على الكفر. في مثل هذا اليوم السعيد تزايد تضامن شرائح الشعب الباسل، وأعرب الجيش وسائر القوى المسلحة عن وفائهم للإسلام وإيران، وحرروا وطنهم من شر طواغيت العصر و في مقدمتهم الحكومة الأمريكية.

 

تحية لهذا الشعب الحي اليقظ، وبوركت القوات المسلحة وحرس الإسلام والثورة الإسلامية. والخلود لراية (الله أكبر) المفعمة بالفخر، وهي رمز الانتصار المعجز لشعب إيران العظيم. الانتصار العظيم الذي طوى خلال سنة واحدة ـ سنة واحدة فقط ـ سجل المتجبرين الأسود، وأرسى أسس الجمهورية الإسلامية.

 

إنَّ ما لم يتحقق في الثورات غير الإسلامية طوال سنوات متمادية، تحقق لشعبنا العزيز في غضون عام واحد تحت ظل الإسلام. وما أثمر في الثورات بقتل الملايين وحبس الملايين، حصل في ثورتنا بأقل الخسائر وأكبر المكاسب. مع إننا خسرنا شهداء كراماً وشباباً أبراراً، ولنا اليوم أخوة وأخوات معاقون، الشهداء الذين هم نور ثورتنا، والأخوات والأخوة المعاقون الذين هم رصيد ثورتنا الإسلامية، ولهم احترامهم الخاص لدى شعبنا الوفي، إلّا إننا في المقابل أنقذنا أمة عظيمة، وقطعنا مخالب ذئاب مفترسة للبشر ـ وحوش في صورة آدميين ـ عن شرايين حياة أمة عظيمة. وبمشيئة الله وإرادة الشعب العزيز الراسخة، طهرنا الوطن الإسلامي ـ والى الأبد ـ من رجس المجرمين عديمي الثقافة والخونة الناهبين، وضمنّا الحرية والاستقلال لأبناء وطننا تحت لواء (الله أكبر) المبارك. لقد قلت مراراً وأعلن الآن أيضاً إن على إيران أن تواصل كفاحها القاطع ضد هذا السفاح القاسي، إلى حين قطع كل أنواع التبعية السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية لأميركا، وبعد ذلك إذا وافق شعبنا الواعي النبيل، نقيم علاقاتنا مع أمريكا على غرار العلاقة مع سائر البلدان. قلت مراراً، وأقولها في هذا اليوم العظيم، إن الكفاح الحاسم لشعبنا ضد المستكبرين سيستمر حتى إنهاء جميع ألوان التبعية لكافة القوى العظمى في الشرق والغرب. نعلم جميعاً إن العالم الإسلامي ينتظر الثمار الكاملة لثورتنا. إننا ندعم دعماً تاماً كل البلدان الخاضعة للهيمنة، من أجل نيل حريتها واستقلالها. ونقول لهم صراحة إن الحق يؤخذ. ثوروا واسقطوا القوى الكبرى عن مسرح التاريخ. لقد قلقت مراراً وأنذر الآن أيضاً بأن الشرق المظلوم وأفريقيا ـ إذا لم يعتمدوا على أنفسهم ـ فسيبقون مكبّلين إلى الأبد. تعالوا وقفوا على أرجلكم وانقضوا على الغرب واطردوهم من الميدان.

 

إنني من هذا المستشفى أدعو أفريقيا والشرق الخاضع للهيمنة، وكل البلدان الرازحة تحت الظلم، لأن يتحدوا ويقطعوا أيدي أميركا المجرمة عن أراضيهم. إن يد أميركا وباقي القوى الكبرى ملطّخة حتى المرفق في دماء شبابنا وسائر المظلومين والمقاتلين في العالم. سنبقى نحاربهم إلى آخر قطرة من دمائنا بكل ما أوتينا من قوّة، لأننا رجال حرب. سوف نصدر ثورتنا إلى كل العالم، لأن ثورتنا إسلامية. وما لم يدو هتاف لا إله إلّا الله ومحمد رسول الله في إرجاء العالم لن يتوقف الكفاح، ومادام هنالك كفاح ضد المستكبرين في أية بقعة من العالم فنحن موجودون. إننا ندافع عن اللبنانيين والفلسطينيين الذين لا ملاذ لهم في مقابل إسرائيل.

 

وإسرائيل جرثومة الفساد هذه كانت دوماً قاعدة لأميركا. لقد حذرت من خطر إسرائيل طوال ما يقارب العشرين عاماً. علينا أن ننهض جميعاً ونقضي على إسرائيل، ونُعيد الشعب الفلسطيني البطل إلى أرضه. إننا ندعم بكل قوانا الشعب المسلم الباسل في أفغانستان، الشعب الذي هب للجهاد ضد المعتدين، وليعلموا أن الله معهم كلما رصوا صفوفهم أكثر وقاتلوا بإيمان راسخ، وليعلموا إن النصر قريب. أيها الشعب الإيراني العزيز، لقد أرعبتم الشرق المعتدي والغرب المجرم، لا تستسلموا أبداً لأية قوة وأنا اعلم يقيناً إنكم لن تفعلوا. وإذا ما فكّر أي شخص في أي موقع كان بالاستسلام، فأسقطوه عن صفحة الزمن بلا ترديد وبدون مواربة، فالاستسلام للشرق والغرب هزيمة نفسية وخيانة للإسلام والمسلمين. اليوم يوم الشهادة والدم. ونحن نتوقع في كل يوم، كل أنواع التآمر في شتى أرجاء إيران. بيد إن عقيدتنا الإسلامية العزيزة تأمرنا أن لا نكف عن طلب الحرية وطلب الاستقلال، ولن نكف. إنني للأسف لم استطع المشاركة في احتفال الشعب واستعراض الجيش بسبب منع الأطباء، إلّا إن قلبي مع الشعب ومع الجيش الإسلامي ـ الوطني، ودعائي المتواضع يرافقهم. وسأبقى إلى آخر رمق خادماً مضحياً في خدمة الجميع. وأسأل الله تعالى عظمة الإسلام ورفاه مجتمع المسلمين.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

 

روح الله الموسوي الخميني‏

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة