Skip to main content

رؤية الإمام القائد لعوامل التفرقة بين المسلمين

التاريخ: 26-12-2007

رؤية الإمام القائد لعوامل التفرقة بين المسلمين

عوامل التفرقة   1- على أنّ ثمة عراقيل تعوق مشروع الوحدة، وفي مقدمتها الرؤية غير الواضحة، وعدم وقوف البعض على حقائق الأمور، وانعدام الصلة بين الأشقّاء، وشكّ الواحد في الآخر، والجهل بآراء وأفكار الجانب الآخر، كما هو شأن الشيعي مع السنّي، والسنّي مع الشيعي، وهذا الشعب المسلم مع الشعب المسلم الآخر، والجار مع الجار، وسوء التفاهم الذي يستغله الأعداء بشدة ودهاء

عوامل التفرقة

 

1- على أنّ ثمة عراقيل تعوق مشروع الوحدة، وفي مقدمتها الرؤية غير الواضحة، وعدم وقوف البعض على حقائق الأمور، وانعدام الصلة بين الأشقّاء، وشكّ الواحد في الآخر، والجهل بآراء وأفكار الجانب الآخر، كما هو شأن الشيعي مع السنّي، والسنّي مع الشيعي، وهذا الشعب المسلم مع الشعب المسلم الآخر، والجار مع الجار، وسوء التفاهم الذي يستغله الأعداء بشدة ودهاء. وللأسف فإن البعض يقع في حبائل الأعداء ويصبح لعبة في أيديهم؛ بسبب سوء الفهم وسوء التحليل والجهل بحقيقة الخطة العدائية. فأحياناً يندفع المرء للكلام من أجل الرغبة في تحقيق هدف صغير ومحدود، فيكوّن لنفسه رأياً ويتخذ موقفاً يستغله الأعداء في تنفيذ خطّتهم العامة، وشقّ الصف وتعميق الهوّة بين الأشقّاء (1).

 

2- إنّ دقّ إسفين الخصومة بين الأشقّاء ليس سوى خطة دأب عليها الاستكبار منذ القدم، فشعاره: فرّق تَسُدْ، وهي سياسة قديمة، ومع معرفتنا جميعاً بهذه القضية، فإن البعض بوسعه استخدام نفس هذه السياسة للأسف الشديد، ونحن في غفلة عن ذلك جرّاء الأهواء النفسية والتحليلات الخاطئة وانعدام النظرة الثاقبة،

 

وترجيح المصالح الشخصية أو المصالح قصيرة الأمد على المصالح بعيدة المدى (2).

 

3- الإختلافات الإقليمية من جهة والإختلافات القومية - والأخطر منها جميعاً - الإختلافات الطائفية أي إثارة موضوع الشيعة والسنة من جهة أخرى، فهذه من القضايا المهمة، وكلها مقدمات – في رأي العدو – للانهيار (3).

 

ألف ـ عدم إهتمام علماء الإسلام بأمور المسلمين

 

1- لقد أوقعوا بين الشيعة والسنة ولأكثر من ألف عام، ألّفوا الكتب ضد بعضهم البعض، أساءوا إلى مقدسات بعضهم البعض، أوجدوا الأرضية الذهنية للإختلاف بين سائر المذاهب الإسلامية بما فيها الشيعة والسنة، وسيستغل العدو مثل هذه الأرضية الذهنية لإيجاد الإختلاف بين أكبر مذهبين إسلاميين، هذا إضافة إلى إننا نسمع إن بعض الدول الإسلامية – وللأسف - تستغل كلام أحد علماء الشيعة لتحريض عامة أهل السنة أو تستغل كلام أحد علماء السنة لتحريض عواطف الشيعة، وهذا ما يحدث وللأسف في بعض البلدان الإسلامية، في أدرك العلماء واجبهم الحقيقي في هذا المجال ولم يكتفوا بأن تكون الحقائق واضحة بالنسبة لهم ولم يكتفوا بالعلاقة الأخوية الحميمة التي تربطهم بعلماء المذهب الآخر بل سعوا إلى نقل هذه المشاعر إلى شعوبهم وتحذيرهم من المؤامرات التي يحيكها الأعداء؛ فلا يكون هناك مجال لمثل هذه المؤامرات (4).

 

2- على علماء الشيعة والسنة في كل أنحاء العالم وخاصة في بلدنا العزيز أن ينتبهوا إلى أن الوحدة في إيران دفع لها ثمناً غالياً، وإن شعار الوحدة طرح في العالم بصعوبة كبيرة، فلا تفرطوا بهذه المكاسب ، ومن يفرط بها فقد ارتكب خيانة في هذا المجال، كان من كان ولا فرق أن يكون هذا الشخص من السنة أو الشيعة (5).

 

ب ـ غفلة المسلمين

 

1- أمّا فيما يخصّ مسلمي العالم، فالّذي يدعو إلى الأسف والألم حقّاً هو أنّ المسلمين اليوم قلّما يتواصون بما يحتاجون إليه ألا وهو العودة إلى الإسلام والاعتماد على القدرة الإسلامية وشدّ الأواصر بينهم واتّحادهم. المسلمون اليوم بحاجة إلى ذلك أكثر أيّ وقت آخر، وسبب ذلك هو أنّ أعداء الإسلام اليوم اتّخذوا موقفاً أشدّ قوّة وأكثر صراحة تجاه الإسلام، فكثيراً ما جابهوا الإسلام وعادوه فيما مضى، إلاّ أنّ هذا العداء حالياً قد اتّخذ طابعاً أعنف وأصرح من أيّ وقت آخر(6).

 

2- إن من يرفع شعار الوحدة والتضامن والأخوة بين المسلمين ليس بعدو للمسلمين بل هو صديق لهم ويريد لهم الخير، ويتمنى أن يتمتع جميع مسلمو العالم بالعزة والكرامة، فما الفائدة من حالة التحارب والاقتتال التي قد تنشأ بين المذاهب المختلفة وداخل المجتمع الإسلامي الواحد؟ إن هذا الأمر سيفسح المجال أمام العدو كي يأتي ويحاصر الإثنان معاً ويطرحهم أرضاً ليتسلط عليهم ويتحكم بمصيرهم، فهو ينظر إلى ما يحدث ثم يستغل الوضع، هل هذا الأمر صحيح(7).

 

3- نحن نعتقد أنه لو كان لشيوخ المنطقة ذنب في هذا القضايا فذنبهم أنهم غافلون عن الحقائق، وإلا فقلوبهم مع الوحدة والتضامن (8).

 

ج ـ ضعف المسلمين

 

1- إن إحدى نقاط الضعف التي يعاني منها المسلمون هي إنعدام التنسيق والإنسجام والتعاون على المستوى الدولي، فالعالم الإسلامي اليوم مبتلى ببعض المصائب التي جاءت نتيجة الضغوط وحالة التعسف التي يمارسها أعداءه ومناوؤه المتحدون والضعف والهوان الذي يتصف به أصدقاؤه المتفرقون، إن العالم الإسلامي – وللأسف – لا يقوم بواجباته بالصورة المطلوبة واللائقة(9).

 

2- هناك نقطتان تثيران الإهتمام في قضية كشمير؛ الأولى إننا نلاحظ الغربيين والأمريكيين وأدعياء حقوق الإنسان متساهلون ومقصرون كثيراً بالنسبة لما يحدث هناك، كيف يمكن لهؤلاء أن يدعون دفاعهم عن حقوق الإنسان في الوقت الذي تنتهك فيه حقوق الإنسان في كشمير بأبشع الطرق وأمام أنظار الجميع وتضيع هذه الحقوق في كشمير دون أن يحرك هؤلاء ساكناً، أعتقد أن على الدول الإسلامية - وفي طليعتهم نحن وأنتم الذين أذاقنا هؤلاء طعم الويلات - أن لا تنخدع بادعاءات الغرب والولايات المتحدة بل تسعى إلى فضحها على الملأ. والنقطة الثانية هي إن ضعف الدول الإسلامية وإنعدام التضامن والتنسيق فيما بينها تسبب في وجود مثل هذا الوضع، فلو كانت هناك حالة من الوحدة والتكاتف الحقيقية بين الدول الإسلامية لما تجرأت الهند لترسل جيوشها وترتكب مثل هذه الأفعال بحق الناس، وإن هاتين النقطتين نجدهما حاضرتان في قضية البوسنة وقضية كاراباخ، والقضية الطاجيكية وجميع المناطق التي يتعرض فيها المسلمون للضغوط، ويوجد أدعياء لحقوق الإنسان (10).

 

د ـ الخلافات القائمة

 

1- من الطبيعي أن تكون هناك عوامل تتعارض مع الوحدة مثل الإختلافات القومية، الإختلافات المذهبية والطائفية، الإختلافات السياسية، فيجب مواجهتها من خلال الإتكال على الاسم المبارك للنبي الأكرم وسيرة هذا الرجل العظيم التي تمثل محور وأساس الوحدة للأمة الإسلامية وسيتم من خلال ذلك التغلب على الخلافات القائمة، لكن ما هو أصعب من ذلك هو إزالة عوامل التفرقة والاختلاف التي زرعها البعض في جسد الأمة الإسلامية، فمن خلال الإختلافات القومية والطائفية والمذهبية سعى أعداء الإسلام وتطبيقاً لسياستهم التاريخية إلى زرع التفرقة بين المسلمين، وبالإمكان ملاحظة دور العدو ومؤامراته ومخططاته بوضوح في إثارة هذه الخلافات، فلابد من معالجة هذا الأمر، وعلى عقلاء الأمة من جميع الفرق والمذاهب أن لا يسمحوا لرياح الفتنة التي يبثها أعداء الإسلام أن تهدد حالة الانسجام والتآلف والمحبة بين المسلمين(11).

 

2- يسعى الأعداء اليوم في العراق وفلسطين ولبنان وجميع أنحاء العالم الإسلامي إلى إفتعال الأزمات ويعملوا على تحريض المسلمين وإثارة بعضهم على بعض من خلال الاعتبارات المذهبية والقومية والفئوية وغيرها من الاعتبارات الأخرى، فيجب على المسلمين أن لا يعينوا هؤلاء على تحقيق أهدافهم الدنيئة(12).

 

3- إنّ الاعتقاد بالغدير وبالولاية والإمامة - الّذي يعتبر الركن الأساس لمذهب الشيعة - لا يجب أن يكون - كسائر المباحث الكلاميّة المهمّة - سبباً للاختلاف والفرقة بين المسلمين. فعلى الشيعة وعلى سائر الفرق الإسلاميّة أن لا يخلقوا في أنفسهم تحسّساً يؤدّي إلى الفرقة والاختلاف  بينهم، فهذا ما يريده العدو. إنّ أعداء الإسلام يسعون لاستغلال القضايا الصغيرة الخاصّة بكلّ فرقة وجماعة إسلاميّة لبثّ الفرقة بين المسلمين(13).

 

4- بخصوص قضية الوحدة فإن هناك بعدان أساسيان يحضيان بأهمية كبيرة، ولابد أن نأخذهما بعين الاعتبار خاصة عندما نرفع شعار الوحدة فلهذين البعدان دور مؤثر في الواقع العملي للمسلمين:

 

أحدهما يكمن في حل الإختلافات والصراعات والمشاكل المفتعلة التي خيمت على العلاقة بين المذاهب والفرق الإسلامية والتي إنتهت دوماً بإلحاق الضرر بالمسلمين (14).

 

5- لقد كان الأعداء دوماً وراء الإختلافات القومية والمذهبية والطائفية والسياسية والحدودية، إن أرضية هذه الإختلافات موجودة في داخلنا بينما نحن غفلنا عنها؛ ولم نسعى إلى إزالتها، وقد جاء هؤلاء فاستغلوا غفلة الأمة الإسلامية في هذا المجال، ووسعوا من دائرة الاختلافات فأوقعوا بيننا، وكم من الطاقات المادية والمعنوية التي هدرت في هذه الصراعات القومية والوطنية والمذهبية والطائفية، إننا نعتقد بضرورة السعي إلى تحقيق هذا الهدف بشكل جدي (15).

 

هـ – آراء بعض العلماء السابقين

 

1- يجب أن لا نتذرع ببعض الكتب التي ألفها كتاب سابقين ونقول أنظروا ماذا كتب هذا الرجل. علينا أن نترك ما كُتب جانباً لأن الجانب الآخر رد عليه بكتاب آخر، لكن المطلوب منا اليوم هو أن نؤسس للمحبة والإنسجام، لقد حاربوا السابقون بعضهم بعضاً وأبادوا بعضهم بعضاً، لكن الواجب عليك أنت الذي تريد أن تعيش بمحبة وتراحم أن تكون على حذر، وهذا الأمر في غاية الدقة، وإن المحافظة على الانسجام ووحدة الكلمة بين المسلمين يعتبر من الأمور الدقيقة جداً ، وأقل حركة يمكن أن تهدم كل ما تم بناؤه حتى الآن وهذا ما يفعله البعض وللأسف، فهناك من يتعمد تخريب هذا الصرح من كل الجانبين، إلا أن وعينا أنا وأنت يجب أن لا يسمح بحدوث ذلك(16).

 

و – سوء تقدير حكام الدول الإسلامية

 

1- من الضروري جداً أن يتزامن ذكر الله والإنابة له وطلب الغفران منه؛ مع البراءة والتبرم والجزع من المشركين والذي يجسد عظمة المسلمين ووحدتهم، لكن هذه الشعيرة تقام هذا العام بينما قسم من الأراضي الإسلامية في السعودية والعراق أصحبت ملوثة بوجود رموز الشرك والكفر والاستكبار فيها، وقد تسبب سوء تقدير بعض حكام الدول الإسلامية في تفشي النزاعات وحالة الاقتتال التي لم يسبق لها مثيل بين المسلمين، وقد أدى هذا الأمر إلى جرح مشاعر كل مسلم غيور وحريص على عزة الإسلام ووحدة المسلمين (17).

 

__________________________

 

1- كلمة القائد خلال لقاءه بمسؤولي البلاد 7/ 10/ 2007.

 

2- كلمة القائد خلال لقاءه بمسؤولي البلاد 7/ 10/ 2007.

 

3- كلمة سماحته خلال لقاءه بأئمة الجمعة في أنحاء البلاد 13/ 11/ 2005.

 

4- لقاء مع حشد من علماء الدين القادمين من البنغلاديش 6/ 9/ 1982.

 

5- خطاب القائد أمام حشد من الجماهير في مدينة قم وذلك بمناسبة ذكرى انتفاضة أهالي قم 9/ 1/ 1994.

 

6- كلمة القائد بمناسبة عيد الفطر السعيد 21/ 2/ 1996.

 

7- خطاب سماحته أمام حشد غفير من المحررين وفئات مختلفة من الشعب بمناسبة اليوم الأول من أسبوع الوحدة 1/ 10/ 1990

 

8- كلمة سماحته لدى استقباله مسؤولي النظام في ذكرى ميلاد الرسول الأكرم (ص) والإمام جعفر الصادق (ع) 14/ 9/ 1992

 

9- كلمة القائد لمؤتمر المجالس الإسلامية 15/ 6/ 1999.

 

10- كلمة سماحته لدى لقاءه رئيس جمهورية باكستان 10/ 9/ 1994

 

11- كلمة سماحته لدى استقباله مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلامية المعتمدين لدى طهران  26/4/ 2005

 

12- بيان قائد الثورة الإسلامية للتنديد بفاجعة الحرمين العسكريين 14/ 6/ 2007

 

13- كلمة سماحته خلال لقاءه بمسؤولي البلاد بمناسبة عيد الغدير 8/ 5/ 1995.

 

14- كلمة القائد لدى لقاءه بمسؤولي البلاد والضيوف المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلامية 6/ 10/ 1991.

 

15- كلمة القائد لدى استقباله الضيوف المشاركين في مؤتمر العالم الإسلامي 22/ 12/ 2003.

 

16- لقاء سماحته بالأخوة من السنة والشيعة القادمين من محافظة كردستان وآذربيجان الغربية وسيستان وبلوچستان 4/ 12/ 1984.

 

17- خلال تنصيب حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد أحمد الخميني كممثل لولي الفقيه والمشرف على شؤون الحج الإيرانية 7/ 3/ 1991.

 

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة