Skip to main content

كتاب جديد: الأصول الأربعة في علم الرجال

التاريخ: 12-04-2011

كتاب جديد: الأصول الأربعة في علم الرجال

صدر كتاب "الأصول الأربعة في علم الرجال" بقلم آية الله العظمى السيد الخامنئي (حفظه الله)، وهو يتناول أحد العلوم التخصصية في علم الرجال

صدر كتاب "الأصول الأربعة في علم الرجال" بقلم آية الله العظمى السيد الخامنئي (حفظه الله)، وهو يتناول أحد العلوم التخصصية في علم الرجال.

 

تناول سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي (حفظه الله)، في كتابه "الأصول الأربعة في علم الرجال" تعريف وتقييم الكتب الرجالية، وذلك بعد أن قام بإلقاء نظرة عامة على علم الرجال وتعريفه، وتعرض إلى نبذة تاريخية وسيرة إجمالية عن كل فرع من فروع هذا العلم ودوافع تدوينه.

 

في بداية البحث، عرّف الإمام الخامنئي علم الرجال في هذا الكتاب بالمعنى العام بأنّه: (علم وضع لمعرفة فئة من الناس يشتركون بخصوصية معينة، فيبحث عن أحوالهم وأنسابهم وتأليفاتهم وبعض خصوصياتهم الأخرى).

 

وبعد أن قام سماحته بتعريف بعض المصطلحات مثل "الفهرس" و"التراجم" و"المشيخة" تناول نبذة تاريخية وسيرة إجمالية عن هذا العلم لغاية عهد الشيخ الطوسي والنجاشي، وقد جاء في طيات هذه النبذة التاريخية: (ولو عرفنا علم الرجال مع لحاظ خصوصية التعميم الآنفة فيه، أي وسّعنا دائرته لتشمل "التراجم" أيضاً، فسوف تعود بدايات هذا العلم إلى النصف الأول من القرن الأول; وذلك لأنّ عبيد اللّه بن أبي رافع، كاتب أمير المؤمنين عليه السلام ضبط سنة 40هجرية تقريباً أسماء تلك المجموعة من أصحاب الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم التي اشتركت مع علي عليه السلام في حروبه، وقاتلوا إلى جنبه، فكان ـ على ما يبدو ـ أول من دوّن كتاباً في الرجال).

 

وفي إطار إشارة الإمام الخامنئي إلى انتشار كتب الحديث ورواج أصول هذا العلم ومصنفاته في القرن الثالث الهجري، أخبر عن تألق فن الرجال بالتدريج، وذكر أسماء بعض الكتب الرجالية مع التوضيح، ومن جملة ذلك: «طبقات الرجال للبرقي» و «كتاب أبي محمد عبد الله بن جبلة بن حيان بن ابجر الكناني» و«رجال حسن بن علي بن فضال» و«رجال حسن بن محبوب، واسمه معرفة رواة الأخبار» و«رجال إبراهيم بن محمد بن سعيد بن الثقفي» و«كتاب رجال حافظ أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف بن خراش المروزي البغدادي».

 

وضمن إشارة سماحته إلى انتشار وشمولية وتنوع تأليف الكتب الرجالية في القرن الرابع، قال: (وما يبدو من خلال التحقيق في الكثير من كتب الرجال المدونة في هذا القرن هو أن هذه الكتب لم تبحث سوى موضوعات محددة ومعينة، كما يظهر في هذا القرن أيضاً أنّ هناك نزعة رائجة نحو التخصّص، وأن هذه الفروع التخصصية والموضوعات المختلفة نالت اهتمام الخبراء والمتخصصين، وهذا ـ بحد ذاته ـ دليل على اتساع الدراسات في هذا العلم خلال القرن المذكور).

 

وقد أشار الإمام الخامنئي إلى جملة من أسماء الكتب الرجالية في القرن الرابع، وهي:

 

«كتاب ابن عقدة المشتمل على رجال الإمام الصادق عليه السلام حيث أورد أسماء أربعة آلاف شخص ممن تشرّف بصحبة الإمام والرواية عنه» و«كتابين حول مؤلفي الشيعة، إضافة إلى كتاب آخر كتبه تحت عنوان "الضعفاء" حيث اشتمل هذا الكتاب على أسماء الرواة الضعفاء وغير الموثوق بهم، من تأليف أبي الحسين احمد بن الحسين بن عبد اللّه الغضائري» وعدّة كتب للقاضي أبي بكر محمد بن عمر الجعاني البغدادي الذي عُرف في زمانه بطول باعه في الحديث والرجال، منها كتاب كبير في طبقات رواة الشيعة وسمّاه: "الشيعة من أصحاب الحديث وطبقاتهم"» و«رجال ابن داود القمّي» و«رجال محمد بن علي بن بابويه القمّي المعروف بالصدوق» و«فهرست الحسن بن محمد بن الوليد القمّي أستاذ الصدوق» و«طبقات ابن دؤل» و«رجال الكليني» و«رسالة معروف أبي غالب الزراري في تراجم رواة آل أعين» وكان أشهر هذه الكتب «معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين عليهم السلام تأليف الشيخ الكشي وما في أيدينا عنه اليوم هو الخلاصة والمنتخب المسمّى: اختيار الرجال »

 

وأشار سماحته إلى أنّه في القرن الخامس الهجري دوّنت الأصول الرجالية الأربعة، وفُتح باب جيد في تاريخ هذا العلم، قال: (وقد بقيت هذه الكتب الأربعة ـ ومن حسن الحظ ـ محفوظة مصونة بعيدة عن يد الحوادث والأقدار طوال هذه الحقبة الزمنية الطويلة ولا تزال أصولها موجودة حتى الآن، حيث طُبع بعضها عدة مرات، وهي عبارة عن:

 

اختيار الرجال، والفهرست، والرجال، وهذه الكتب الثلاثة من تأليف الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، وكتاب الفهرست المعروف برجال النجاشي.... ولذا يجب أن نعتبر القرن الذي تمّ فيه تأليف الكتب الأربعة هو قمّة تلك القرون السابقة؛ لأنّه مثّل أوج الحركة الرجالية آنذاك).

 

ثمّ شرع سماحته بذكر بداية وسبب تدوين كل فرع من فروع علم الرجال، حيث يمكن الإشارة هنا إلى الاهتمام والمراقبة الشديدة القريبة من الوسوسة التي لازمت المحدثين والرواة أثناء تدوينهم للحديث، وتمييز الممدوح من المذموم ليتسنّى لهم تمييز الحديث الصحيح من السقيم، والأحاديث المجعولة التي جُعلت بسبب الدوافع السياسية والطائفية أو غير ذلك، والتعريف بالمنزلة الاجتماعية التي كان يحظى بها المحدثون والرواة، فقد أغوت هذه المنزلة بعض الجهلاء والباحثين عن الشهرة لممارسة هذا العمل بغية الانتساب إلى طائفة المحدثين، كما أنّ الإمام الخامنئي بعد أن قام بإعطاء نبذة عن أوائل الكتب التي دوّنت في علم الرجال قال: (يمكن القول أنّ جميع الفروع العلميّة المختلفة لعلم الرجال (بالمعنى الأعم) ظهرت في القرون الأولى وبفواصل زمنية متقاربة، وشيئاً فشيئاً اتسعت هذه الفروع وازدادت الكتب والمصنفات فيها طبقاً للحاجة التي كانوا يشعرون بها).

 

وأشار سماحته إلى المنزلة العظيمة والمقام الرفيع الذي حاز عليه الفقيه والمحدّث الكبير شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي، باعتباره الشخص الذي تمكن من تدوين ثلاثة من الكتب الأربعة المعروفة والأساسية في علم الرجال، ونظراً لما توفرت عليه هذه الكتب من شمول وترتيب وسلاسة في التعبير وحسن في الأسلوب، ونظراً لعمق التفكير الذي تميّز به الشيخ الطوسي تُركت الكتب السابقة وهُجرت؛ تناول بحثاً حول أحد الكتب وهو بعنوان "اختيار الرجال" وبعد أن ذكر بأنّ أصل الكتاب يعود للشيخ الكشي وقد تصدّى الشيخ الطوسي لتهذيبه وتلخيصه، قال: (يبحث هذا الكتاب عن تاريخ الرجال ومعرفة طبقاتهم، وكان مبناه فيه هو ذكر الروايات الواردة في مدح أو قدح الرجال من دون أن يبدي رأياً فيها... ويبلغ مجموع الرجال الذين عنونهم في هذا الكتاب قرابة خمسمائة وخمسة عشر شخصاً حيث أدرجهم في ستة أقسام على حسب تقدّم وتأخّر الزمان).

 

توجد خلافات كثيرة حول نسبة هذا الكتاب إلى الشيخ الطوسي، إلا أنّ سماحته بعد أن ذكر أدلته، نسب هذا الكتاب إلى الشيخ الطوسي، ويعتقد بأن أصله كان بقلم الشيخ الكشي، والشيخ الطوسي قام بتلخيصه وتهذيبه، وقد كان اسم كتاب الكشي "معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين عليهم السلام" وبعد أن قام الشيخ الطوسي بتلخيصه وتهذيبه أطلق عليه اسم "اختيار الرجال".

 

وقد جاء في مورد اختيار وتلخيص الشيخ الطوسي لهذا الكتاب:

 

(وأغلب الظن أنّ تلخيص وانتخاب الشيخ للكتاب كان ناظراً قبل ملاحظة الرجال الواردين في الكتاب إلى الروايات التي وردت في خصوص ترجمة كل واحد منهم، ولنفرض أننا سلّمنا بأنّ الشيخ قد اسقط لسبب ما جملة من أسماء الذين ترجم لهم في أصل كتاب الكشي بمناسبة بيان ترجمة الأفراد، إلا أنّ الشيء الأكثر قبولاً هو أنّ بعض الأحاديث كانت مخدوشة برأي الشيخ من حيث السند أو من حيث ارتباطها بالشخص المترجم له، فقام الشيخ بإسقاطها أو تصحيحها وهذا هو اقرب الاحتمالات الأخرى في كيفية انتخاب وتلخيص الشيخ للكتاب، والأليق بمقام الشيخ والكشي معاً).

 

من جملة الكتب التي دوّنت على أساس اختيار الرجال، وذُكر أسم مؤلفيها، وأدرجت توضيحات حول كل منها ما يلي: ترتيب القهبائي تأليف عنايت الله بن شرف الدين القهبائي، وترتيب سيد يوسف بن محمد الحسيني العاملي، وترتيب سيد يوسف بن محمد الحسيني العاملي، وترتيب الشيخ داود بن حسن بن يوسف البحراني، وحل الإشكال تأليف سيد أحمد بن طاووس الحلي، والتحرير الطاووسي، تأليف شيخ حسن بن الشهيد الثاني، ومجمع الرجال، تأليف مولى عنايت الله بن شرف الدين القهبائي.

 

والكتاب الثاني الذي تناوله الإمام الخامنئي كتاب الفهرست تأليف الشيخ الطوسي رحمه الله، ويطلق الفهرست اصطلاحاً على الكتب التي تُعنى بضبط أسماء أصحاب "الأصول" و"المصنفات".

 

واعتبر سماحته هذا الكتاب من أثمن الآثار الشيعية القديمة في فن الرجال ومن الكتب المعتبرة في هذا الفن، وبعد أن أعطى توضيحاً حول أول كتب الفهارس وتقدم أو تأخر فهرست الشيخ النجاشي، قام بالتعريف بالكتاب.

 

واعتبر سماحته أنّ مبنى الفهرست هو التعريف بأصحاب الأصول والمصنفين الشيعة وغيرهم ممن ألّفوا لهم، وذكر بأنّ ترتيب الكتاب قد جرى على حسب حروف الهجاء، حيث وضع في حقل كل حرف من الحروف باباً مستقلاً لكل اسم مصدّر بهذا الحرف.

 

وبعد أن قام سماحته بالبحث في بعض المسائل من قبيل اعتبار النسخ الحالية للفهرست وخلوها من التصحيف والغلط، تناول تعريف الكتب التي كتُبت على أساس الفهرست، وهي عبارة عن: «معالم العلماء تأليف رشد الدين محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني» و«فهرست الشيخ منتجب الدين علي بن أبي القاسم عبيد الله بن بابويه القمّي» و«تلخيص الفهرست تأليف الشيخ نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسين بن يحيي المعروف بالمحقق الحلي» و«ترتيب القهبائي تأليف مولي عنايت الله بن شرف الدين القهبائي» و«ترتيب البحراني تأليف الشيخ علي بن عبد الله الأصبعي البحراني» و«شرح الفهرست تأليف الشيخ سليمان بن شيخ عبد الله البحراني الماحوزي».

 

وفي ختام الكتاب ذكر الإمام الخامنئي عبارة تشير إلى عدم إتمامه وهي: (إلى هنا تم الكلام حول كتابين من الأصول الأربعة في علم الرجال؛ أعني: اختيار الرجال وفهرست الشيخ الطوسي، وستتناول بقية هذه الدراسة الكتابين الآخرين، أعني كتاب الرجال أو الأبواب من تأليف الشيخ الطوسي وكتاب الفهرست المعروف برجال النجاشي من تأليف أبي العباس أحمد النجاشي، نرجو إكمال تتمة الموضوع أيضاً).

 

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة