Skip to main content

بيان القائد إلى اللجنة المشرفة على مؤتمر تجليل العلاّمة إقبال اللاهوري

التاريخ: 11-08-2008

بيان القائد إلى اللجنة المشرفة على مؤتمر تجليل العلاّمة إقبال اللاهوري

  19/12/1364هـ

 

19/12/1364هـ.ش

 

قد تمكنت دار الولاية من الحصول على بعض خطابات القائد (حفظه الله) الراجعة إلى فترة رئاسته للجمهورية، علماً أننا في صدد حصول كل  ما يختص بالقائد من خطب وبيانات.

 

وهذا احد البيانات.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

رغم أن خطاب اليوم لم يتضمن إلاّ القليل من أبعاد شخصية العلاّمة محمد إقبال، ومازال هناك الكثير من الحديث حول هذه الشخصية الإسلامية العظيمة في القرن المعاصر، لكني أعتقد أن عدم التطرق إلى نقطتين مهمتين حول أبعاد هذه الشخصية العظيمة، سيعد ظلماً وإجحافاً كبيراً بحقها، لذا أرى من الضروري الحديث عنها.

 

النقطة الأولى, تختص بتاريخ تأسيس دولة باكستان, والتي تعد ـ حتماً ـ إحدى النقاط البارزة في شخصية وحياة العلاّمة إقبال، إذ ينبغي القول حقاً أن مؤسسي دولة باكستان, وفي مقدمتهم المرحوم القائد الأعظم محمد علي جناح، قد التزموا بالعمل بوصية العلاّمة إقبال الخالدة حول الإنسان المسلم عندما يخاطبه قائلاً:

 

تـو شمشيرى زكام خود برون آ        بـرون  آ از نـيام خود برون آ

 

شب خود روشن از نور يقين كن        يـد  بـيضا برون از آستين كن(1)

 

فإنهم تمكنوا من خلال العمل بهذه الوصية القيمة وجهادهم المضني لسبعة عشر عاماً، أن يحققوا ما سعى إليه العلاّمة إقبال عندما طرح هذا الفكر التحرري في سنة (1930م) في مؤتمر الإتحاد الإسلامي في (الله آباد).

 

لا شك أن تأسيس دولة باكستان كان العلاج الناجح لحفظ وإحياء شخصية مسلمي الهند، وكان إحدى المفاخر العظيمة للعلاّمة إقبال، لأننا نجد بوضوح أن الإستدلالات التي طرحها القائد الأعظم في مباحثاته مع جواهر لعل نهرو حول استقلال مسلمي الهند، كانت تستند إلى أفكار العلاّمة إقبال حول (استقلال مسلمي الهند) والتي طرحها في كتابه (رموز بيخودي) ومؤلفاته الأخرى.

 

إذن، العلاّمة إقبال هو بلا شك, وكما قال الأخوة الباكستانيون وكرروه كثيراً ـ مهندس ومؤسس دولة باكستان، ومن تحققت بفضله الهوية المستقلة للمسلمين في شبه القارة الهندية.

 

النقطة الثانية، التي ينبغي الحديث عنها، والتي أعتقد أنها ستكون مورد اهتمام شعبنا الإيراني المسلم، هي حول خصائص العلاّمة إقبال وصفاته الشخصية.

 

إذ من المثير للإهتمام أن يعلم الشعب الإيراني أن إقبال لم يتأثر في حياته وصفاته الشخصية بثقافة الغرب وحضارته، رغم أنه قد عاش معظم سنوات عمره في دراسة هذه الثقافة والحضارة الغربية، وأدرك جيداً مصادرها وأسسها، فكان زاهداً وعابداً، لم تتأثر أخلاقه وصفاته الإسلامية بهذا الإختلاط الشديد. وكان إنساناً عابداً، متهجداً، يأنس بالقرآن، متجنباً المحرمات، حتى في فترة دراسته الجامعية في أوروبا. وكان معتقداً بالقرآن إلى درجة أنه كان ـ كما نقل أبنه جاويد إقبال ـ يكتب آيات القرآن على أوراق الأشجار ويعطيها للمرضى للتبرك والشفاء، وكان متيماً بالرسول الأكرم, وبيت الله الحرام، بل كان عاشقاً لأرض الحجاز, لكونها مهبط الوحي.

 

أما علاقته بالعلوم الإسلامية, فكانت شديدة إلى درجة أنه كان يروم في آخر سنوات حياته بيع كتبه ومؤلفاته, حتى يشتري بها كتب الفقه والحديث والتفسير، إذ كان من أهل الدعاء والعرفان، ملتزماً بصلاة الليل، قنوعاً في عيشه، إضافة إلى تميزه بالعديد من الصفات الأخرى.

 

كانت هذه نقطتان مهمتان في حياة العلاّمة إقبال رأيت من اللازم التحدث عنها أمام الضيوف الأعزاء، تتمة لحديثي.

 

السيد علي الخامنئي

 

رئيس جمهورية إيران الإسلامية

 

19/12/1364هـ. ش

 

ـــــــــــــــــ

 

(1) المعنى: أيها المسلم إنك سيف فاخرج من غمدك، وانهض من نومك، وأنر ظلام ليلك بنور اليقين، وشمّر عن سواعدك البيضاء من أكمامها.

 

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة