Skip to main content

نداء الإمام الخامنئي بمناسبة ملحمة الانتخابات الأخيرة

التاريخ: 14-06-2009

نداء الإمام الخامنئي بمناسبة ملحمة الانتخابات الأخيرة

التاريخ: 13/06/2009م

التاريخ: 13/06/2009م. 19/6/1430هـ ق. 23/3/1388هـ ش.

 

اعتبر سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في نداء مهم المشاركة الحاسمة والمقتدرة والرصينة والباعثة على الهدوء للشعب الإيراني الكبير القدير في الجمعة الملحمية 22 خرداد [12 حزيران 2009 م] لطفاً ورحمة من الخالق الحكيم وحدثاً فذاً مذهلاً، وأشار إلى تجلي النضج السياسي، والعزيمة الثورية، والإمكانيات المدنية لدى شعب إيران في انتخابات رئاسة الجمهورية الحماسية الجميلة العظيمة مردفاً: مشاركة الشعب بنسبة تزيد على ثمانين بالمائة والتصويت بـ 24 مليون صوت لرئيس الجمهورية المنتخب هو احتفال حقيقي يحاول الأعداء بتحريضاتهم المغرضة قتل حلاوته في نفوس الشعب الإيراني، لذلك على جميع أبناء الشعب وخصوصاً الشباب الأعزاء التحلي بمنتهى اليقظة، واجتناب أنصار المرشح المنتخب وأنصار سائر المرشحين المحترمين أية أفعال أو أقوال تحريضية منبعثة من سوء الظن.

 

وفيما يلي ترجمة نص النداء:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أيها الشعب الإيراني العزيز

 

أيها الرجال والنساء الواعون الشجعان العارفون بزمانهم

 

سلام من الله عليكم إذ أثبتّم جدارتكم بثقلي السلام والرحمة الإلهيين. لقد كانت جمعتكم الملحمية حدثاً فريداً مذهلاً عرض فيها النضج السياسي والوجه الثوري الراسخ والقدرات والإمكانيات المدنية للشعب الإيراني أمام أنظار العالم في صورة جميلة رائعة.

 

الاقتدار والعزة اللذان سجلتموهما بهدوئكم ورصانتكم وكمالكم في تاريخ البلاد، والإرادة الراسخة التي أبديتموها بمشاركتكم في هذه الساحة المصيرية وسط نيران الحرب النفسية التي شنها الأعداء، من الأهمية بحيث لا يمكن وصفها بأي بيان عادي دارج. ويمكن القول فقط إن الشعب الإيراني استطاع الاحتفاظ بموجبات الرحمة الإلهية في نفسه، وإبقاء يد القدرة الإلهية فوقه حمايةً لتقدمه ورفعته.

 

لقد سجّلت انتخابات الـ 22 من خرداد، وبالتميز الذي أبداه الشعب الإيراني، رقماً قياسياً جديداً في المسلسل الطويل للانتخابات الوطنية.

 

المشاركة الشعبية التي زادت على الثمانين بالمائة عند صناديق الاقتراع والأصوات التي بلغت 24 مليوناً لرئيس الجمهورية المنتخب هي احتفال حقيقي وستستطيع بحول الله وقوته ضمانة تقدم البلاد ورفعته وأمنه الوطني وحماسه وحيويته المستمرة. لقد استطعتم يوم أمس إثبات أن إيران وبفضل شعارات وقيم الثورة الإسلامية منيعة وصلبة حيال الهجمات السياسية والنفسية إلى درجة أنه رغم مرور ثلاثين عاماً على بداية الديمقراطية الدينية في هذا البلد، لا تزال متواجدة في الساحة بتأهّب وتوثب أكبر من أي وقت آخر، تؤكد للأصدقاء والأعداء مواصلتها طريقها النيّر.

 

إنني وبكل تواضع أمام عزيمتكم وإيمانكم أيها الشعب العزيز، أبارك هذا النجاح الكبير لسيدنا ولي الله الأعظم روحي فداه ولروح إمامنا الكبير ولجميع أبناء الشعب، وأوصي الجميع بمعرفة قدر هذا اللطف الإلهي وشكر الخالق الحكيم العليم. يغلب الظن بأن الأعداء يرومون عبر بعض التحريضات المغرضة قتل حلاوة هذا الحدث في نفوس الشعب. أوصي جميع أبناء الشعب وخصوصاً الشباب الأعزاء وهم أصحاب الدور الأكبر في هذا الحدث الحماسي أن يتحلوا بمنتهى اليقظة. ينبغي أن يكون السبت الذي يعقب الانتخابات يوم عطف وصبر دوماً. وعلى أنصار المرشح المنتخب وكذلك أنصار سائر المرشحين المحترمين اجتناب أية أفعال أو أقوال تحريضية مبعثها سوء الظن.

 

رئيس الجمهورية المنتخب المحترم هو رئيس جمهورية كل الشعب الإيراني وعلى الجميع بمن في ذلك منافسي الأمس دعمه ومساعدته. ولا شك أن هذا أيضاً امتحان إلهي يمكن للنجاح فيه أن ينزّل رحمة الله تعالى.

 

أرى من واجبي أن أشكر من الصميم جميع الذين مارسوا أدوارهم في خلق هذا الحدث الكبير: المرشحين المحترمين الذين طرحوا آراءً سياسية واقتصادية وتحدثوا وتصرفوا بطريقة اجتذبت أصحاب الأذواق المختلفة إلى الساحة، وكذلك النخب والشخصيات التي دعت جمهورها للمشاركة في هذا الاختبار الكبير، ومراجع الدين العظام والعلماء الأعلام والشخصيات الجامعية والثقافية والسياسية، ووسيلة الإعلام الوطنية ومدراء الإذاعة والتلفزيون ومصمميها ومقدميها وفنانيها الذين كان لإبداعاتهم الرائعة دوراً مؤثراً في هذا الحدث العصي على النسيان، ووزارة الداخلية ومجلس صيانة الدستور الذين عملا بمنتهى الإخلاص والأمانة والصدق والمثابرة بواجبهما الخطير، وقوات الشرطة وسائر أجهزة حفظ الأمن التي وفرت للجماهير الأجواء السليمة والمنفتحة والهادئة، وأخيراً وقبل كل شيء: كل واحد من المقترعين الذين وفروا لأنفسهم وبلادهم السمعة والاستقرار والأمن...

 

أشكر الله العزيز القدير من الأعماق وبكل تضرع وابتهال، وأسأله الهدي والرحمة لهذا الشعب وهذا العبد العاجز، وأهدي التحية لسيدنا ولي الله الأعظم روحي فداه عاقداً الأمل على أدعيته ورعايته وحمايته باعتباره المالك الأصلي لهذا البلد، وأحيي روح الإمام الراحل وأرواح الشهداء الأبرار الطيبة. والسلام عليكم ورحمة الله

 

السيد علي الخامنئي

 

23 خرداد 1388هـ.ش

 

19جمادى الثانية 1430هـ.ق

 

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة