التضحية والمضحين في فكر الإمام الخميني
التاريخ: 27-02-2008
إنّ التضحية في مصطلح علم الأخلاق تتمثل بالنوع الثاني من الأنواع التي تقع في عنوان فضيلة " السخاء "، والمراد من السخاء أن يقوم الإنسان بالتنازل عما تحتاجه نفسه بشجاعة ٍ ويعطيه إلى الآخر الذي يحتاج إليه وان يصبح التفاني والعطاء الذي هو نفسه تفضيلا ً للآخر على النفس الشخصية المسيطر الوحيد على روح الإنسان
إنّ التضحية في مصطلح علم الأخلاق تتمثل بالنوع الثاني من الأنواع التي تقع في عنوان فضيلة " السخاء "، والمراد من السخاء أن يقوم الإنسان بالتنازل عما تحتاجه نفسه بشجاعة ٍ ويعطيه إلى الآخر الذي يحتاج إليه وان يصبح التفاني والعطاء الذي هو نفسه تفضيلا ً للآخر على النفس الشخصية المسيطر الوحيد على روح الإنسان.
جاء في كتاب " الأخلاق الناصري " حول التضحية :
" التضحية هي ما يمكن للنفس أن تقوم به بسهولة، وان يقوم ببذل الفرد ما يحتاجه شخصيا ً أو ما يمتلكه لمن ثبت انه بحاجة إليه ".
نظرا ً إلى معنى التضحية الذي يعتبر مصطلحا عاما ً وموجودا ً في جميع الديانات والثقافات، إلا أن مفهومه في الإسلام له ميزة خاصة ً، وأي جهد وتضحية وعطاء ومبادلة لا يطلق عليه تضحية بل التضحية في الإسلام تحظى بركائز مثل الإخلاص والمضي في سبيل الله، تدل التضحية على الرشد، والمعرفة الإنسانية وهذا لا يكون إلاّ عندما يصل الإنسان إلى الكمال الروحي.
قيمة وأهمية التضحية :
إنّ التضحية في الإسلام ليست لها أية قيمة بحد ذاتها ولكن ما يضفي عليها القيمة الهدف والاتجاه، أي في أية جهة وفي أي هدف. هناك تضحية في جميع الثقافات ولكن المهم هنا هو طبيعة ومضمون العمل وليس شكل العمل، يقول الإمام الخميني في هذا المجال بما معناه :
" انتم تفدون أرواحكم وهناك الكثيرين من الناس الذين يقومون بالعمل نفسه بطرق منحرفة. إنّ ظاهر العمل واحد، ولكن المعنى معنيين والمضمون مضمونيين، المقياس هو ذات العمل وليس شكل العمل "
إنّ التضحية تترافق بشكل دائم مع المعرفة، وبدون المعرفة لا يوجد معنى للتضحية لأن هدفها النهائي الوصول إلى الحق وهذا يصبح له معنى عندما يتعرف الإنسان على الحق ويبذل الجهد من اجل الوصول إليه، والتضحية هي عامل للتقرب إلى الله وتؤدي بالإنسان إلى إزالة الموانع والسير قدما ً حيث يتراءى له الحق ويقوم كالعاشقين أصحاب الأجنحة الخفيفة بالمحاربة بشراسة دفاعا ً عن الشرف والعزة في معراج الدماء ويقف على قمة الشهادة العالية. في الدين الإسلامي التضحية ليست جهدا ً من دون وجهة محددة وليست هباء ً، بل هي ثورة، الخطوة الأولى فيها تحطيم الذات وإزالة الحجب الداخلية وهذا يحدث عندما تكون كل الأشياء في سبيل الله.
" نحن أنفسنا نشكل حجابا ً بيننا وبين وجه الله وإذا ما كان أحداً قد بذل هذا الحجاب في سبيل الله وحطم هذا الحجاب وقدم ما يملك وهو عبارة عن حياته وحطم كل هذه المبادئ وكل الحُجب يكون قد حطم نفسه ولأنه جاهد من اجل الله ودافع في سبيل الله عن بلاد الله والدين الإلهي وكل ما يملك ووضعه في طبق الإخلاص ووهب نفسه، فإن هذا الحجاب يتحطم. "
عندما يزاح الستار يتجلى نور الحق وفي ظل هذا التجلي تنشأ التضحية حيث أنّنا شاهدنا تجلياتها خلال الثورة الإسلامية ومن بعدها وخاصة ً في جبهات الدفاع المقدس.
و كل هذه التضحيات والبسالة ما هي إلاّ شعاعات من الهجران، ويجب أن نبحث عن قيمة التضحية عند الهجرة نحو الحبيب(الإله) وهذه الهجرة هي التي تعطي المعاني لهذه التضحيات والشجاعات.
" تحية ورحمة الله تعالى على الشهداء الكرام والجرحى الأعزاء، هؤلاء المهاجرين إلى الله ورسوله الذين قدموا في ساحة الله المقدسة أغلى ما يملكون من أمانات الله ووضعوها في طبق الإخلاص وفي طريق مليء بالقيم والأفكار العليا وصانوا النظام الأكثر قيمة بأنفسهم وبأقصى طاقاتهم وطردوا أعداء الله عن الوطن الإسلامي، أي هجرة نحو الله ورسوله أعلى وأفضل من هذه الهجرة وأي تضحية وتأييد هذا !. لكن الوعي الحقيقي لقيمة التضحية عند الناس أجمعين كأمثالنا يعد عملا ً شاقا ً جدا. "
علينا أن نخطو المسافات الطويلة ونبحث على مر الأزمنة وتاريخ الثورة وما نتج عنها من اجل أن نعي بشكل كامل قيمة شهدائنا وطريقهم.
تجلي التضحية :
" إنّ تجلي التضحية هو تجلي الإيمان في سلوك وعمل الإنسان المضحي الذي يقوم به من اجل الوصول إلى منزل الحبيب بنداء الله اكبر لتطهير روحه وقلبه لكي ينال المقام المحمود ويكون من ضمن المخاطبين من قبل الحبيب " فادخلي في عبادي وادخلي جنتي "، ما يشع ضياؤه اليوم من تجليات التضحية في مجتمعنا هو كل تجليات نسيم العشق لقافلة السكارى في الهجرة من حياة العالم الأدنى والعالم السفلي إلى الوادي الأيمن والملكوت الأعلى. إنّ محاربة الطاغوت وإسقاطه عن منصة السلطة والدفاع عن المستضعفين ومحاربة المستكبرين كلها حجج من اجل إسقاط سجن الذات والتحليق والوصول نحو الله ومن اجل رؤية تجليات التضحية علينا أن نجلس ونشاهدها بعين وقلب أستاذ المضحين.
بأي قلب وبيان نستطيع أن نثني على الأعزاء الذين حولوا متاريس الحرب إلى محرابا ً للمسجد ومعراجا ً إلى الله تعالى. قد يتمكن المؤلفون والفنانون من أن يجسدوا ساحات الشجاعة والبطولة للحرب والمقدرة والجرأة الاستثنائية في ظل نيران الرشاشات والمدفعيات والدبابات وان يقوم الرسامون والممثلون والفنانون برسم بطولاتهم الباسلة في تلك الليالي المظلمة في وجه الصواريخ وقاذفات قنابل العدو الغدار والعبور من الأسلاك الشائكة بتعاقيدها وتعاريجها ومن الجبال الشامخة لكن ذاك البعد الإلهي العرفاني وتلك الصورة المعنوية الربانية التي تجعل الأرواح تحلق نحو نفسها، وبأي قلم وبأي فن وبأي بيان نستطيع أن نرسم ونجسد تلك القلوب الذائبة في التجليات الإلهية. حقا ً، بأي شيء يستطيع هؤلاء الغربيون والشرقيون والمتغربون والمستشرقون والوطنيون أن يفسروا ويحللوا هذا البعد المعنوي والروح العرفانية والعشق الالهي.
إنّ العمل والجرأة ليسا مطروحان هنا، بل أن الدافع والروح والاتجاه ملكا ً لله " لدى الرب " العشق للمحبوب الحقيقي الذي يمحو كل شيء ويحرق كل شيء باستثناء العشق تجاهه. في أي حرب ونهضة وثورة وتمردا ً على مر الزمن وعلى مر الشعوب تسمعون عن جنود ٍ مضحين كأمثال الجنود الإيرانيين، باستثناء طبقة الأولياء الإلهين الناشئين على مذهبهم. حيث استقام أبناء هذه الديار واستضاؤوا بنورهم، وفي أي مكان وفي أي عصر في التاريخ تعرفتم على هكذا أمهات وآباء وأزواج وإخوة وأخوات وبقية الأقارب الذين يتطوعون لتقديم أبنائهم الآخرين بعد أن قدموا عدة ضحايا قبلهم ؟ هذا دين القرآن والإسلام الحقيقي وهؤلاء هم أبناء هذا القرآن والإسلام، هذا ديننا وهؤلاء هم أصحاب عقيدتنا.
معرفة أهداف المضحين :
المضحون الكادحون في سبيل الحق الذين حملوا على أكتافهم وبدمهم الأحمر القاني رسالة صيانة أركان عظمة وافتخار الثورة الإسلامية حيث تعتبر معرفة أهدافهم من أهم الأبحاث الثقافية عند المجتمع والتي تستطيع أن تكون نموذجا ً ومعيارا ً لتنظيم الثقافة.
إنّ أهداف جميع المضحين في الدين الإلهي ليست شيئا ًسوى الوصول إلى الحق وما هو مطروحاً اليوم في المجتمع تحت عنوان أهداف المضحين كلها أدوات ووسائل وليست هدفاً. إنّ سقوط الطاغوت وإيجاد حكومة إسلامية وبلوغ الحرية وتطبيق الدستور الإسلامي وعشرات المطالب الأخرى كلها مجرد وسائل فقط للوصول إلى الهدف الأعلى وهو الوصول إلى الكمال المطلق والجمال والجلال اللامتناهي.
إنّ معرفة هكذا هدف لا يمكننا أن نبحث عنه في صفحات الطبيعة والعقل والتجارب الإنسانية التي جل ما تطمح إليه هو تكريم عمل الناس الماديين، إنّ اجتياز هذه الطريق غير متوفر إلاّ مع العشق والفهم والمعرفة الدينية ودرس المضمون في دين لم نشاهد فيه سوى تجلي الحق وكل جهودهم ومساعيهم كانت في مكافحتهم للوصول إلى المعراج الحقيقي وتلبية نداء القلب للوصول إلى مرتبة الشهادة والنزول في ضيافة الحق.
ما يمكننا الوصول إليه هو تجليات تضحياتهم وليست أهدافهم ويقول الإمام الخميني في هذا المجال:
* لا يمكن أن ندرك الشهيد في سبيل الحق والهدف الإلهي بنظرة موضوعية نسبة إلى مقامه الرفيع حيث أن قيمته الكبرى والمعيار الإلهي والمقام الرفيع وكل هذا بحاجة إلى نظرة ربانية وليست فقط أيدينا نحن الترابين القاصرة عنها بل أن الافلاكين عاجزين أيضاً عن معرفة أسرارها لأنّها هي من خصائص الإنسان الكامل وان أصحاب الملكوت يبتعدون مسافة عن مكانها المليء بالأسرار.
إنّ معرفة أهداف المضحين الجرحى والشهداء والمفقودين الذين لم يعرفوا رؤوسهم من أقدامهم بهدف العشق لله والشوق للقائه للسباق من اجل الدفاع عن الحق والإسلام العزيز وكان رأس مالهم الوحيد أي النفس التي ضحوا بها في سبيل الهدف المقدس، والأحرار الذين انشدوا نشيد العشق بشجاعة للدفاع عن الحرية والتحرر في سجون العدو المرعبة وفي عصرنا الحالي تستطيع أن تكون منارة لهداية الجيل الذي يتلقى صفعة من الثقافة الغربية ويضيع في برزخ من دون هوية ويجب أن تكون جهود جميع الأوفياء للإسلام والثورة الإسلامية في عدم ترك نور الهداية والمعرفة المعنوية أن ينطفئ.
المحافظة على المضحين وخدمتهم :
نستطيع أن نبحث عن تجليات الثقافة الإسلامية في التضحية التي برزت اليوم تتموج في قيم المجتمع وسلوك الناس وكانت من نتائجه الجمهورية الإسلامية، لذا ومن اجل صيانة هذا النظام الذي هو نتاج جهودهم يجب أن نحافظ على المضحين الذين خلقوا ثقافة التضحية في المجالات المتعددة.
إنّ إحدى طرق توغّل العدو تتمثل في الهجمة الثقافية ومع التخريب الثقافي تتحطم الحواجز والأمن الحقيقي للمجتمع يسلب من خلال الأطر المتنوعة، كما أنّ البشر وخاصة جيل الشباب تضيع قدراته الروحية في ثقافة مجهولة، لذا ومن اجل تقوية ثقافة المجتمع ومنعه من مواجهة الأضرار المتنوعة يجب أن نفكر بتقوية الركائز المعنوية.
إنّ إحدى الركائز الثقافية للمجتمع هي ثقافة الإيثار والشهادة التي فاضت من النسيم المنعش للإسلام في مجتمعنا. إنّ ثقافة الإسلام ليست ثقافة عنف، بل هي ثقافة تآلف ومحبة وعطف وحنان لأن هؤلاء المضحين هم الذين وهبوا أرواحهم بمحبة واشتروا الهدوء للمجتمع بصعوبة ومشقة من خلال الدفاع عنه، وصانوا حرمة المجتمع من تعرض الأعداء له من اجل نموه وحنانه وعطفه. أنّ الذين يقرعون طبول مكافحة العنف لا يملكون طريقاً سوى المحافظة على ثقافة الإيثار والشهادة.
إنّ مشاركة المضحين في المجتمع هي مشاركة العطر الإيماني من اجل حذف اليأس وتمرد الأرواح التائهة. يشكّّل حضورهم ومشاركتهم في المجالات المتعددة أمراً ضرورياً وما يستطيع أن يوجد الأمل في المجتمع ويبعث فيه الروح هو ثقافة الإيثار والشهادة ولهذا السبب يجب أن يشارك المضحين في تحولات المجتمع وازدهاره ليكونوا محافظين ونموذجاً ثقافياً للمجتمع. من اجل هذه العملية يجب أن نوفر الأرضية المناسبة لمشاركتهم. إنّ خدمة المضحين والمقاتلين والجرحى وعوائل الشهداء ليست خدمة للشخص بحد ذاته بل خدمة للثقافة والقيم الثقافية، بالرغم من أنّ العدو يسعى من خلال تضخيم الأمور إلى تلويث تقديم الخدمات إلى أولياء نعمنا في المجتمع ويضعهم وجهاً لوجه في مقابل المجتمع ولكننا علينا نحن أن نعلم ما هو واجبنا الديني والأخلاقي والسياسي تجاههم من دون الاهتمام بهذه الدعايات. يقول إمام المضحين في هذا المجال :
" هم قاموا بخدماتهم تجاه الإسلام، وعندما ناداهم الله تبارك وتعالى هبوا للخدمة ولكن المهم بالنسبة لنا أن نقوم نحن بواجباتنا ونعمل بما أمر به الله تبارك وتعالى، عند الذين يرتبطون بالله فإن شهادة الأعزاء ليست مطروحة بل ما هو مطروحاً خدمة الأعزاء. لقد قاموا بخدماتهم وكانوا رأس مال هذا الشعب الذي افتقدناه ولكن يجب علينا أيضاً أن نتابع الطريق التي سلكوها بوعيٍ. "
" الوقت الآن، بالنسبة إلينا نحن ورثة هذه الدماء والمتبقين من الشهداء والشباب والمضرجين بالدماء هو أن لا نجلس قبل أن تثمر تضحياتهم. "
" على الناس الثورين أن يعلموا انه من اجل حفظ الإسلام والثورة فإن صيانة ثمارها واحترام دماء الشهداء أمراً ضرورياً. "
" يجب إبقاء ذكرى الشهداء المضحين حيةً، حيث أنّ الجمهورية الإسلامية مرهونة لتضحياتهم وان نقوم بتفقد وتكريم المعوقين الأعزاء والمتضررين والمشردين وذلك في سبيل إرساء حكومة الله وأن يواسوا المتبقين من الشهداء ويعطوهم الأمل. "
" سواء كنت بينكم أو لم أكن، أوصي الجميع واطلب منهم أن لا يدعوا الثورة تقع في أيدي غير المؤهلين والمحرمين عليها. لا تدعوا أصحاب الفضل في الشهادة وبذل الدماء أن يتم نسيانهم في تعقيدات وتعرجات الحياة اليومية لهم. "
نأمل أن نتمكن من خلال أتباع نموذج ثقافة الإيثار والشهادة أنّ نصون الأمانة الإلهية لوارثي حكومة الحق ونقوم بأداء واجبنا تجاه خالقي التضحية.
احدث الاخبار
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
زوجة القائد"الحاج رمضان" تروي ذكرى من أدب الشهيد قاسم سليماني
العميد نقدي: قدرتنا الصاروخية اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه خلال العدوان الصهيوامريكي
الشيخ نعيم قاسم: المقاومة جاهزة للدفاع ولديها ردع يمنع تحقيق العدو لأهدافه
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية