Skip to main content

دور الخطاب الإعلامي في تعميق مفهوم المقاومة

التاريخ: 18-01-2009

دور الخطاب الإعلامي في تعميق مفهوم المقاومة

مقدمة   أطلق كثير من المفكرين على عصرنا الراهن اسم عصر الإعلام والاتصالات، ويعد التحدي الإعلامي مسألة بالغة الأهمية، تستدعي المراجعة والتقييم وبلورة الوسائل الجديدة الملائمة ومواكبة التقنيات المستجدة لاسيما الفضائية منها التي تحقق تأثيراً وانتشاراً واسعاً، واستخدام أحدث تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية

مقدمة

 

أطلق كثير من المفكرين على عصرنا الراهن اسم عصر الإعلام والاتصالات، ويعد التحدي الإعلامي مسألة بالغة الأهمية، تستدعي المراجعة والتقييم وبلورة الوسائل الجديدة الملائمة ومواكبة التقنيات المستجدة لاسيما الفضائية منها التي تحقق تأثيراً وانتشاراً واسعاً، واستخدام أحدث تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية.

 

الإعلام هو القوة الحاسمة

 

ويتعاظم تأثير دور الإعلام في أوقات الحروب والصراعات حتى باتت الكلمات والصور أخطر أثراً وأشد فعلاً من القنابل والصواريخ أحياناً لما تغيره من مفاهيم وتبدله من مواقف، وتفرضه من سياسات، وذلك ما قاله الإمام علي كرم الله وجهه بأن الكلمة تحيي المهمة، ورب كلمة تثير فتنة وتشعل حرباً..

 

ويعتبر الباحثين والمحللين السياسيين، بأن الإعلام لم يعد كما كان يعد سابقاً مجرد أداة ثانوية أو هامشية في الحرب، ووسيلة لتمجيد الحكام والتعريف بإنجازاتهم ونشاطاتهم وتسلية الرعية في زمن السلم، وإنما باتت الحرب في جوهرها وامتداداتها الواسعة في الزمان والمكان حرب إعلام في أحيان كثيرة، أكثر من كونها حرب أي عنصر آخر أو وسيلة أخرى من عناصر الصراع ووسائله.

 

دور الإعلام المعادي في تزييف الحقائق

 

ونتساءل كما يتساءل الكثيرون: كيف استطاع العالم أن يقبل المنطق القائل بأن (القوة هي الحق) ؟، ولعل الجواب يكمن في أن الحركة الصهيونية تمكنت من إدارة وشن واحدة من أنجح حملات غسيل الدماغ في التاريخ الإنساني على امتداد العالم بأسره، لقد نجحت شبكة الإعلام الصهيونية الضخمة في احتكار دور الضحية لليهودي واستجداء دعم وتأييد عالمي واسع للمشروع الصهيوني الذي بدأ بغزو فلسطين أملاً باستخدامها كقاعدة لبسط همينته على منطقتنا والعالم...

 

دور الإعلام المعادي في قلب الموازين

 

لقد استطاع الإعلام المعادي والمتواطئ محو كثير من الحقائق.. لقد جرى مسخ الوطن الفلسطيني في أذهان كثيرين إلى خمس أرضه فقط، وتم العبث حتى بتفسير وتعليم آيات القرآن الكريم، بعدما أدارت معظم الأنظمة العربية الظهر لأمر الله عز وجل القائل: {وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ}، طمست تلك الأنظمة حقيقة أن الغزاة الصهاينة أخرجوا الفلسطينيين بالقوة من بيوتهم من مئات المدن والقرى المغتصبة وفوقها جميعاً القدس، وشاركت بعض تلك الأنظمة في الحملة الصهيونية التي وصمت المطالبين بحقهم في وطنهم بالإرهاب، بل وصمت الإسلام ذاته بالإرهاب أيضاً، ثم تصاعد الابتزاز إلى حد إصدار قرار من الأمم المتحدة يصم كل من ينتقد أو يعارض الصهيونية وكيانها الغاصب وطبيعتها العنصرية وممارساتها الإرهابية بمعاداة السامية.

 

ونجح الإعلام المعادي من خلال فزاعته في اصطياد قيادة منظمة التحرير ووضعها في شرك التسوية، فجرى توقيع اتفاق أوسلو المشؤوم في أيلول عام 1993 الذي أفرغ منظمة التحرير الفلسطينية من محتواها النضالي، وأسقط المقدس الوطني للمقاومة في أحابيل خط التسوية..

 

فشل الخطاب الإعلامي الرسمي

 

لقد أوغل الخطاب الإعلامي الرسمي والمؤسسات المروجة له بالاستسلام والخنوع والتطبيع والتبعية في خطاب متخلف سلطوي ذرائعي واعتاد الكذب والمبالغة وأوغل في خداع الذات والآخر لإرضاء أصحاب السلطان وتزيين ما يرتكبونه من آثام وما ينوونه من استسلام وتفريط بأرض الأمة وحقوقها وكرامتها، بحيث باتت ممارسات هذا الخطاب فجة في سعيها إلى استغباء الناس وسلام من الله على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حين يقول: (أغبى الناس من استغبى الناس).

 

ولعل من أشد عناصر المأزق استحكاماً وبؤساً استمرار العقلية المتخلفة التي تتوهم احتكار الحقيقة أو احتكار الوطنية، وسطلة التحكم المباشر بأفكار الناس ورؤاهم ومعارفهم عبر فرض رقابة أمنية أو وصاية أبوية متخلفة على الفكر الفردي والجمعي، لقد بات إعلام الاستبداد والإخفاء والتزييف والتخريف والاستسلام والخنوع خارج العصر والتاريخ، وعلى الرغم من استمرار تخريبه للنفوس والعقول، فإنه إعلام متدهور تتلاشى فعاليته في مقابل إعلام مقاومة تتصدى للغزاة والمعتدين والمحتلين وعملائهم وأدواتهم، وتعيد للأمة ثقتها بالله وبذاتها.

 

الهزائم لا تقاس بنتائجها فقط، إنها التجسيد لجملة من المفاهيم والمنظومات الفكرية والتربوية والسياسية المهترئة، وغالباً ما تحدث الهزائم قبل موعد الإعلان عنها، لأن المكتوب يقرأ من عنوانه كما يقال، ولأن للحرائق رائحة لا يمكن سوى للأنف السليم من الزكام السياسي التمييز بينها وبين رائحة الياسمين.

 

بروز قوى الممانعة والمقاومة العربية والإسلامية

 

وعلى نقيض تراجع المقدس الوطني في المقاومة الفلسطينية برز المقدس الديني في الجهاد من أجل التحرير، وتقدمت الحركات الإسلامية وتبوأت مركز الريادة في المقاومة الفلسطينية، مجاهرة بأنه لايستطيع أي حاكم أو أي قائد مهزوم أن يضع المقاومة ببساطة في بورصة السياسة ويفرط فيها على طاولة المفاوضات، فالمشكلة بدأت عندما استبعد المقدس الديني بما يحمله من مخزون روحي تعبوي في استمرار المقاومة، وعندما لم يتم تداول هذه الأداة (الكفاح المسلح) من منظور الدين وضمن مفهوم الحكم الشرعي الذي هو في صلب عقيدة الأمة وانتمائها.

 

ويبرز واضحاً في هذا الواقع القاسي نجاح كل من المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية مدعومة من الشعوب العربية والإسلامية في دحر ثقافة الهزيمة التي كانت مفروضة وتكريس ثقافة المقاومة بدلاً منها، لقد أدى انتشار خطاب المقاومة عبر إعلام جهادي وطني مؤمن نزيه إلى عرقلة آمال مشروع الغزوة الصهيونية ورهانه، وتضافرت قوة الإيمان وشجاعة الإقدام والإصرار على المقاومة وصولاً إلى الانتصار أو الاستشهاد، مع براعة العمل السياسي والإعلامي والتعبوي في نشر ثقافة المقاومة وتغذيتها على نحو حقق التفافاً شعبياً حولها، مما يشكل اليوم تحدياً صلباً وفاعلاً للغزاة الصهاينة والأمريكيين.

 

بروز الإعلام الجهادي في وجه الإعلام المعادي

 

بيد أن النجاح الإعلامي الصهيوني المبني على الخداع وتزييف التاريخ والوقائع والحقائق قد تعرض إلى تحديات واختراقات قوية حققتها قوى المقاومة والممانعة العربية والإسلامية، فلا يخلو الإعلام العربي من المنافذ التي تتبنى سياسة مبدئية برؤية واضحة تعارض السائد الرسمي الخانع إجمالاً لإملاءات ورؤى أجنبية معادية للأمة، وتتحدى كل الذرائع التي يتشدق بها دعاة الركون والنكوص والتيئيس بعدما أطاحت مغامرة استسلام عدة أطراف عربية للعدو الصهيوني بأوهام التوصل إلى سلام مع هذا العدو.. وبالتالي فإن أساس هذه المنافذ هو عدم مهادنة المخططات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، وحققت آلية للدفاع عن حقوق الأمة وعزتها وكرامتها.

 

ودعا الباحثين والمثقفين المقاومين لأن يكون لدينا إعلام مجاهد، لا إعلام متقاعد، وإعلام إقدام، لا إعلام إحجام، وأن يتمسك خطابنا الإعلامي بالصدق والإخلاص والتقوى، وشددوا على أن فلسفة الإعلام في الإسلام تقوم على التبليغ، والتحقيق، والأمانة، ورأوا أن مصيبة الثقافة عندنا تكمن في أنها أفرغت من مضمونها الجهادي، وميعت واستسهلت قضاياها وتحدياتها.. وأن الإعلام الإسلامي يواجه تحدياً مضاعفاً ويواجه تنافساً قد وصل إلى حد الصراع مع الإعلام الغربي الذي يستهدف السيطرة على الأمة وتدمير مقوماتها المعنوية وإحلال ثقافته ونمطه في التفكير والعيش في غزو منظم وممنهج.

 

وكان الإعلام الجهادي المقاوم في لبنان نموذجاً متميزاً يستحق التمعن والتأمل، وأن نقف عند أهم السبل التي انتهجتها المقاومة الإسلامية في لبنان لإشاعة الثقة بالنفس واستعادة الروح القوية وبعثها، وتحرير جنوبها من الاحتلال الصهيوني:

 

تلاحم مختلف شرائح الشعب في مؤازرة المقاومة.  بناء المواطن الصالح. التربية على مبدأ العزة والكرامة. التسامح.  الحوار.  تعلم اللغات. أثرة حب الأرض والوطن والقضية العادلة على الذات. تطوير العادات والتقاليد الحسنة ونبذ السيئة منها. تقديم تجربة المقاومة الإسلامية في لبنان أنموذجاً للشعوب والأمم الأخرى..

 

لقد فتحت ثقافة المقاومة والاستشهاد التي ينشرها تناغم مبدع وتكامل عضوي لأنشطة قتالية وإعلامية واجتماعية وتعبوية كوى عديدة في الجدران التي أقامتها قوى الغزو والاغتصاب والاستبداد وأدواتها المحلية والإقليمية وأصحاب المصالح الرخيصة المتواطئة مع الغزاة والمروجة للاستسلام، واندفعت أشعة الضوء من تلك الكوى لتعيد لثقافة المقاومة ألقها وتأثيرها المبدع في توحيد أبناء الأمة وتصليب إرادتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.

 

المعارك الإعلامية مع العدو

 

 وهكذا لم تكن صدفة أن من أول الأهداف التي قصفتها الطائرات الحربية الصهيونية لدى بدء الانتفاضة الفلسطينية مباني التلفزة والإذاعات الفلسطينية المقاومة ومحطات الإرسال التابعة لها، وكذلك كان تلفزيون المنار ومحطة إذاعة النور التابعين للمقاومة الإسلامية في لبنان من أول الأهداف التي قصفتها الطائرات الحربية الصهيونية ودمرتها تماماً لدى بدء العدوان الصهيوني على لبنان في تموز عام 2006.

 

المعركة الإعلامية الضروس التي خاضتها المنار عبر الأقمار الصناعية طوال فترة العدوان لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية التي خاضها المقاومون الأبطال على أرض المعركة، إذ كانت المنار جزءاً أساسياً من أدوات ما بات يعرف بالحرب السادسة، إذ ظهرت النداءات من قادة العدو لضرب هذه القناة وإسكاتها للتخلص من الحرب النفسية التي كانوا يعانون منها.

 

ورغم أنهم قصفوا قناة المنار بأطنان القنابل الأمريكية فائقة التدمير التي سوت طوابقه الخمسة بالأرض، وكانت المفاجأة الأولى أن هذا القصف الوحشي لم يخدش أحداً من طاقم القناة ولم يصب أحد بأذى، وكانت المفاجأة الثانية أن بث قناة المنار لم ينقطع سوى لدقيقتين فقط، وتابعت القناة تغطيتها المتميزة لأحداث الحرب الصوت والصورة من قلب المعركة بكفاءة واقتدار، وتحطمت بذلك مفاعيل تواطؤ أنظمة ومؤسسات إعلامية عربية مع العدو الأمريكي الصهيوني.

 

واعتبر الخبراء والمتخصصون الصهاينة أن الحرب الإعلامية مع قناة المنار كانت من أشد الحروب الإعلامية وطأة في تاريخ الكيان الصهيوني، قال البروفسور غابي فايمان أستاذ قسم الإعلام في جامعة حيفا مثلاً: (واجهت اسرائيل في هذه الحرب خصماً إعلامياً ذكياً ومتطوراً ذا قدرات إعلامية وبنية تحتية إعلامية لم تعرف إسرائيل مثيلاً لها في تاريخها..).

 

نجاح الخطاب الإعلامي الجهادي والمقاوم

 

لم يقتصر نجاح الخطاب الإعلامي المقاوم في لبنان على ما امتازت به قناة المنار وإذاعة النور من صدق في الخطاب وأمانة في نقل الخبر واحترام للجمهور وتواصل دائم معه والتزام ديني ووطني وشجاعة العاملين فيهما وتفانيهم، بل كان للإبداع والابتكار وصدق الإيمان والانضباط والتعاطي الذكي في نشاطات أخرى، مثل الشعارات واللوحات والصور في الطرق وعلى خط المواجهة على تخوم فلسطين المغتصبة والمهرجانات والندوات والمعارض دور كبير في تحقيق النجاح.

 

فقد أقيم معرض (بيت العنكبوت) في ضاحية بيروت الجنوبية في تموز وآب 2007 في الذكرى السنوية الأولى لانتصار المقاومة التاريخي على العدو الصهيوني، كان من أبرز المعروضات غنائم المقاومة من أسلحة وتجهيزات العدو، بأسلوب متميز بحيث وضعت دبابات العدو ومصفحاته المدمرة وطائرته المروحية المحطمة عند أقدام المتفرجين بحيث ينظرون إليها نحو الأسفل.

 

وكان لخطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر تأثيرات كبيرة لاسيما عندما خاطب الصهاينة وكانوا ينتظرون خطاباته قائلاً لهم: المفاجاءات التي وعدتكم بها قد بدأت انظروا إلى البارجة الحربية التي شاركت في تدمير بيوتنا إنها تحترق الآن في البحر أمام الضاحية الجنوبية، وكان مصور تلفزيوني قد التقط صورة احتراق تلك البارجة في نفس الوقت الذي يتكلم به سماحة السيد نصر الله وتم بث المشهد على الهواء مباشرة وتناقلته معظم المحطات الفضائية مما عزز روح المقاومة لدى الشعب وضاعف الثقة بالمقاومين ورفع المعنويات إلى الأوج، وفي استطلاعات للرأي جرت في الكيان الصهيوني تبين أن 49% من الجمهور يعتقد أن قائد حزب الله أكثر مصداقية من رئيس وزرائهم.

 

صور الدمار والقصف الوحشي الذي شمل عشرات الألوف من البيوت والجسور وأوقع مئات وآلاف القتلى من الأطفال والنساء والرجال كان هائلاً في لبنان، وكذلك الأمر في فلسطين حيث صورة الشهيد الطفل محمد الدرة، والطفلة إيمان حجو، وصور الإجرام الأمريكي الوحشي في سجن أبو غريب وصور شتى أخرى تعرب عن الوحشية وتبين زيف ادعاءاتهم بالحضارة والتمدن عندما يتم بثها وتقدميها للعالم فإنها تبرهن عن تلك الحقيقة التي يريدون وأدها.

 

زيف منطق التعقل وتراجع مؤسساته الإعلامية بعد تحقيق الانتصار

 

من يتمعن في البيان الذي صدر باسم الملوك والرؤساء والأمراء العرب في العام 1939 طالباً من الشعب الفلسطيني الخلود إلى الهدوء والسكينة والتعقل، وأن يترك للحكومات العربية مهمة التفاهم مع (الصديقة بريطانيا العظمى) على حل القضية الفلسطينية يدرك أي جريمة ارتكبت باسم التعقل... واستمرت ذرائع التعقل والواقعية قناعاً للتنصل والتخاذل بعد هزيمة عام 1948، وتزايد من قبل بعض الأطراف عقب هزيمة عام 1967 ليبلغ ذروته في ذهاب أنور السادات إلى القدس متوسلاً تسوية مع الكيان الصهيوني الغاصب مخرجاً مصر من دائرة الصراع العربي ضد الغزاة الصهاينة..

 

إثر العدوان الصهيوني عام 2006 على لبنان أسفر كثير من المتهودين القابعين تحت جلد أمتنا العربية عن وجوههم فإذا بهم متصهينين بوعي أو من غير وعي، يخدمون الغزوة الصهيونية عبر التشكيك بالمقاومة واتهامها بالمغامرة والتهور... لقد تكاثر المسكونون بالهزيمة الذين لا يقتنعون بأي احتمال لانتصار تحققه أمتنا... كما لا يقتنعون بأن عدونا قابل لأن يخسر أو يهزم.. هناك نية مسبقة لتشويه صورة هذا النصر واحياناً أخرى لإضاعته نهائياً.. ولكن رغم مبرراتهم تلك في التعقل والعقلانية فإن الجيش الأسطورة أصبح مثالاً للفشل والارتباك والضياع، والمقاومة التي توقعوا وراهنوا على سحقها خلال 48 ساعة أصبحت هي الأسطورة.

 

وهذا ما فهمه شمعون بيريز (رئيس الكيان الصهيوني اليوم) بخبرته وتجربته الطويلة عندما قال هي مسألة حياة أو موت.. أعتقد أن المجتمع الإسرائيلي سيكون أمام تداعيات خطيرة جداً على المستوى الأمني والمعنوي والاقتصادي والسياسي، وحتى المستوى الديمغرافي.. هذا يعني إذا فقد شعب هذا الكيان الثقة بجيشه الحامي لهذا الكيان ستحصل من الناحية النوعية لم يبق شيء تستخدمه إسرائيل إلا السلاح النووي.

 

وإثر الانتصار الذي تحقق تعززت ثقافة المقاومة القتالية والسياسية والجماهيرية ضد العدو الأمريكي وأداته الصهيونية، كما لعبت مؤسسات إعلامية شريفة هنا وهناك سواء كانت مؤسسات إعلام مقروء أو مسموع أو مرئي، دوراً هاماً في المحافظة على روح المقاومة وتعميق مفهومها في الأوساط العربية والإسلامية خاصة، وفي مجتمعات أخرى مظلومة على امتداد العالم، في مقابل خطاب انهزامي تروجه بعض وسائل الإعلام المرئية والمقروءة بدأت ملامحه قبل الحرب وأثناءها واستمر لما بعدها وكان له دوره السلبي نفسياً ومعنوياً، إلا أن التأييد الكاسح من الشارع الشعبي للمقاومة والاعتزاز الحماسي والعفوي الذي أبداه هذا الشارع تجاهها قد استطاع أن يهزم الخطاب الإعلامي الانهزامي الرسمي ويحد بشكل كبير من تأثيراته وتداعياته حتى اضطرت بعض المواقف الرسمية إلى التراجع ولو لحسابات تكتيكية ومرحلية.

 

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة