ما بعد الحرب على غزة.. (الأحزاب) يشنون الحرب على الانتصار
التاريخ: 04-02-2009
ان العدو الصهيوني لا يطيق فكرة الهزيمة وجوديا، ولأنه انهزم فعلا وانهزم معه حلف (الأحزاب) في حربه على غزة، فإن المطلوب أن تـُشن حربا على انتصار المقاومة، وإذا كان العدو يسعى لترميم هزيمته العسكرية بالسياسة، فإن إعلام دول الشراكة العربية في العدوان اتخذ قراره السياسي
ان العدو الصهيوني لا يطيق فكرة الهزيمة وجوديا، ولأنه انهزم فعلا وانهزم معه حلف (الأحزاب) في حربه على غزة، فإن المطلوب أن تـُشن حربا على انتصار المقاومة، وإذا كان العدو يسعى لترميم هزيمته العسكرية بالسياسة، فإن إعلام دول الشراكة العربية في العدوان اتخذ قراره السياسي..ممنوع التسليم بظاهرة المقاومة وممنوع الإقرار للمقاومة بالانتصار.
عندما أعلنت وزيرة خارجية العدو تسيبي ليفني من القاهرة أن الوقائع في قطاع غزة ينبغي أن تتغير، لم تكن تعطي إشارة العدوان فحسب بل كانت ترسم السقف الاستراتجي لهذا العدوان، وهو شطب حركة (حماس) من معادلة السلطة والمقاومة وفرض حالة الاستسلام على قوى المقاومة، كمقدمة لعودة سلطة عباس إلى القطاع ولو من باب السهر على تطبيق الشروط الإسرائيلية على الصعيد الأمني.
ولم يكن ضرب (حماس) هدفا إسرائيليا صرفا، بل كان أيضا هدفا لما يسمى بمحور (الاعتدال العربي) كما هو بالضرورة هدفا أمريكيا وأوروبيا، وإذا كانت للفريق العربي بعض حساباته الخاصة كتصفية القضية الفلسطينية على وفق الشروط الإسرائيلية في التسوية، و الحد من تنامي الدور الإيراني في امتداداته الإقليمية تماشيا مع مبتغيات الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وخدمة للحسابات المذهبية التي تتجاذب بعض أصحاب القرار في المنطقة، فان الطرف الأوروبي كما الأمريكي ملتزمان بأمن (إسرائيل) وبضمان تفوقها العسكري في المنطقة، والغطاء السياسي جاهز وبشكل دائم لتغطية كل عدوان إسرائيلي حتى وان اخذ شكل جرائم حرب كما حصل في غزة.
ظن القادة العسكريون ووفق تقديرات استخباراتية، أن الضربة الجوية الأولى والتي كانت مفاجئة من الناحية التكتيكية على اعتبار خصوصية السبت في المعتقد اليهودي، ستحسم نصف المعركة، وانه مع استنفاذ بنك الأهداف بالضربات الجوية الماحقة سترتفع الرايات البيضاء، وستتحقق نبوءة ليفني بتغير الوقائع في القطاع.
لكن المقاومة صمدت، والشعب الأعزل تمسك بمقاومته وبأرضه، ولم تـُسجل حركة نزوح، وفي المقابل دب الإرباك في المستوى السياسي والعسكري للعدو، واضطرب في تحديد أهداف العدوان، بل أنه ومع تحطم السيناريو الذي أعده للحرب على صخرة المقاومة الباسلة بدأ يقلص من حجم الأهداف، حتى وصل به الأمر إلى ادعاء أن الهدف من الحملة هو الحد ولا شيء غير الحد من إطلاق الصواريخ.
فمن باب التحسب على الجبهة الداخلية من أي اهتزاز كانت الإجراءات التي اتخذها العدو على الصعيد الإعلامي صارمة حيث طال الحظر أي معلومة في وسائل الإعلام ما لم تمر عبر جهاز الرقابة العسكرية، مع فرض القيود المشددة على المراسلين الأجانب. وسعى الإعلام الحربي على تصوير أن مراحل العدوان تجري وفق الأجندة المحددة وبنجاح تام. فنـُذر الهزيمة لا يتحملها العدو، ولا تطيقها جبهته الداخلية التي لا تزال تعيش على وقع الهزات الارتدادية لهزيمة الجيش الصهيوني في تموز عام 2006م .
لقد سعى العدو وراء انتصار مهما كان بسيطا وبأي ثمن، وما استعماله للأسلحة المحظورة دوليا وارتكابه للمجازر بحق المدنيين على مدى أكثر من ثلاثة أسابيع، واستهدافه لمقرات ومدارس الأونروا، وكل تلك الهمجية التي أظهرها؛ إلا محاولة يائسة وفي غاية الهستيرية لاجتراح النصر وجعل ثمن الصمود الفلسطيني عالي الكلفة من الدماء والدمار.
ومع ذلك دُحر العدوان عن قطاع غزة، ولم يظفر جيش العدو بصورة النصر التي منـّى نفسه بها، بل خرج خائبا يجر أذيال الخزي والعار، خرج ولم يحقق أيـّا من أهدافه وليس في سجله إلا الجرائم بحق المدنيين العزل والتي ستلاحقه أمام محاكم جرائم الحرب، وكانت الكلمة الأخيرة، والطلقة الأخيرة للمقاومة، التي أمطرت المستوطنات الصهيونية بدفعة من الصواريخ بعدما أعلن العدو مكرها وقفا للإطلاق النار من جانب واحد.
ولأن العدو لا يستطيع وجوديا تقبل حقيقة انه هزم، وأن حروبه الخاطفة ولـّت من دون رجعة، وان قوة ردعه تآكلت أمام مقاومات بإمكانات عسكرية متواضعة، فالهزيمة تعني له انهيار الكيان، لذلك حرك آلته الإعلامية لتصوير أن أهداف العدوان تحققت، مستثمرا حجم الدمار الذي ألحقه بالقطاع، ومحاولا تغطية هزيمته سياسيا وذلك بفرض إرادته من خلال المفاوضات غير المباشرة مع قوى المعارضة، مستعينا في ذلك بحلفائه في العدوان لفرض حصار دولي على تهريب السلاح إلى القطاع.
ولأن الحرب كانت بقرار مشترك؛ صهيوني أمريكي عربي، فإن الطرف العربي (المشارك) والذي أفتضِح تورطه في العدوان سارع إلى دق النفير الإعلامي العام، لتحريك كل الآلة الإعلامية الضخمة، وتم استدعاء الاحتياطي من الأقلام والوجوه الإعلامية المأجورة؛ لتوظيف الصورة؛ صورة المجازر والدمار من أجل ترسيخ رسالة إعلامية عنوانها هزيمة المقاومة في غزة، والترويج لمعادلة مبتدَعة قوامها أن الانتصار تصنعه محدودية الخسائر وليس إحباط أهداف العدوان بأي ثمن، فكما أن للهزيمة آثار ومفاعيل فان للنصر آثاره ومفاعيله وقابليته للتوظيف والاستثمار.
فالذين يرفضون حقيقة أن المقاومة انتصرت، يريدون أن يمنعوا مفاعيل هذا الانتصار حتى لا يطال الأنظمة السياسية التي كانت شريكة في العدوان، والتي تتهيب من لحظة تسديد فاتورة هذه الشراكة، كما يراهنون على إرباك المقاومة ومنعها من استثمار النصر في تحقيق أهداف رفع الحصار وفرض شروطها في ترتيبات فتح معبر رفح خاصة.
إنهم يريدون أن يصطنعوا واقعا وهميا وهو أن المقاومة لا تجلب إلا الدمار للأوطان، وان موازين القوى لا يغيرها إلا التوازن في القوى على الأقل، وهو أمر بعيد لأن (إسرائيل) ولدت لكي تظل متفوقة، وعدا ذلك فهو الجنون والمغامرة وأوهام الانتصار.
لم يكن مستغربا أن يطل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، البارحة (الأحد) من القاهرة ليبيض موقف النظام المصري، وليشن واحدة من أشرس هجماته على المقاومة؛ ساخرا مرة أخرى من صواريخها العبثية، وهازئا من انتصارها بقوله: «هؤلاء الناس غامروا بمصير ومستقبل وحلم الشعب الفلسطيني وأمله في إقامة دولته الوطنية»!. فكما أعلنت ليفني كلمة السر في العدوان على غزة من القاهرة، فإن الحرب الإعلامية العربية الممنهجة على الانتصار وعلى المقاومات في كل من فلسطين ولبنان قد أعلنها عباس ومن نفس المكان.
فلنتوقعها ومن ساعة إطلالة رئيس سلطة (رام الله) المنتهية ولايته؛ حربا إعلامية ضروسا على المفاهيم، تقلب الحقائق وتستعمل كل وسائل التضليل والتشكيك والتزييف والتغليط..، فقد صدر القرار العربي (المعتدل) ..ممنوع التسليم بوجود المقاومة، وممنوع على المقاومة أن تفرح بانتصارها.
لكنها حرب عبثية، فالجماهير قبل العدوان ليست هي الجماهير بعد اندحار العدوان، و(البروبغاندا) السخيفة انتهى زمانها، والجماهير التي ناصرت المقاومة عن وعي ومسؤولية من الصعب إخضاعها لعملية غسل الدماغ.
احدث الاخبار
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
زوجة القائد"الحاج رمضان" تروي ذكرى من أدب الشهيد قاسم سليماني
العميد نقدي: قدرتنا الصاروخية اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه خلال العدوان الصهيوامريكي
الشيخ نعيم قاسم: المقاومة جاهزة للدفاع ولديها ردع يمنع تحقيق العدو لأهدافه
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية