في الذكرى السنوية لتحرير مدينة خرمشهر
التاريخ: 08-06-2008
أجرى الحوار : محمود رمك الضيف: العميد غلامرضا قرباني (مستشار رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الايرانية) موضوع الحوار: الذكرى السنوية السابعة والعشرون لتحرير مدينة خرمشهر الايرانية من ايدي القوات البعثية محمود رمك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجرى الحوار : محمود رمك
الضيف: العميد غلامرضا قرباني (مستشار رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الايرانية)
موضوع الحوار: الذكرى السنوية السابعة والعشرون لتحرير مدينة خرمشهر الايرانية من ايدي القوات البعثية
محمود رمك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الذكرى السنوية السابعة والعشرون لتحرير مدينة خرمشهر الايرانية، هذه المدينة التي تقع على الحدود مع العراق. في الايام الاولى للحرب التي فرضت من قبل النظام العراقي البائد كانت هذه المدينة هدفا استراتيجيا ارادت من خلاله القوات العراقية تحقيق نصر ربما ولكن وبعد مقاومة بطولية وعلى مدى 35 يوم من قبل بعض الاهالي وايضا بعض قوات الحرس الثوري الاسلامي التي كانت في بدايات تشكيلها استطاعت الصمود هذه القوات ولمدة 35 امام جيش جرار مدعوم من الشرق والغرب ، من الولايات المتحدة الامريكية ومن الاتحاد السوفيتي آنذاك وايضا من بعض البلدان الغربية كفرنسا. هذا اليوم سمي باليوم الوطني للايثار والتضحية والفداء والشجاعة في ايران ويتم الاحتفال به في ايران. سنتاول هذا الموضوع مع العميد غلامرضا قرباني وهو مستشار رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الايرانية وايضا هو رئيس متحف الدفاع المقدس في ايران.
سيادة العميد بداية خرمشهر ماذا كانت تعني بالنسبة لكم في تلك المرحلة وخاصة بعد السقوط هذه المدينة بعد تلك الملحمة التي سطرها بعض المقاومين وعلى رأسهم قائد قوات الحرس الثوري أنذاك في المدينة الشهيد محمد علي جهان آرا؟
العميد غلامرضا قرباني: بسم الله الرحمن الرحيم. الولايات المتحدة وبريطانيا ومنذ السنوات السابقة كانت تحاول ان تجزء التربة الايرانية واستطاعت آنذاك ان تسيطر على اجزاء من ايران وفي السنوات الاربعينيات والخمسينات الولايات المتحدة وبريطانيا وبعد ان جاؤوا بالكيان الصهيوني الى هذه المنطقة كانت هذه القوة تسعى الى تأسيس شرق اوسط كبير وان تجزء هذه الدول الى دويلات صغيرة حتى ان تتمكن من سيطرتها وان تكون هذه الدويلات عاجزة للدفاع عن نفسها. فيما يتعلق بهذا الموضوع في ايران عينت الولايات المتحدة نظام الشاهنشاهي شرطيا لها في المنطقة واخذت تدعمه دعما كبيرا وتوفر له كافة الامكانيات اللازمة وكان هناك اكثر من 250 مستشارا غربيا وجاؤوا وتسلموا مراكز السلطة هنا. الشعب الايراني مقابل هذا الوجود الاجنبي سطر ملحمة رائعة، علماء الاعزاء وفي مقدمة الامام الخميني كان ضد النظام البهلوي وكان يبعث الوعي في نفوس الايرانيين ليشعروا بالخطر ويعرفوا حقيقة ذلك النظام وابعد الامام لمدة 25 عاما من ايران بسبب نظاله ضد ذلك النظام ولكن الشعب اوفى بقائده واستمر في نظاله حتى ان انتصر على الشاه وصنع الثورة الاسلامية. وبعد الثورة شن صدام حربا على ايران وفي بداية الحرب اشار الى خرمشهر التي هي في المناطق الحدودية وسماها محمرة وقال انني سأتناول الغداء هنا في اليوم الاول من الحرب وسوف اتناول العشاء في اهواز حتى انه امر بتبديل دفاتر نفوس السكان هناك وشن هجوما بكامل قواه. صدام قام بهجوم بعشرة فرق من الجيش الشعبي والقوى الاخرى العسكرية وكان هذا الهجوم على مدى الحدود الايرانية العراقية التي تصل الى حوالي 1200 كيلومتر التي كانت تشمل الحدود البرية والبحرية. عندما اجتازوا حدودنا تعرضوا للناس نساءا وشيوخا واطفالا ، انا في تلك الايام كنت في مدينة خرمشهر والقوات العراقية وصلت الى منطقة الجسر الجديد وكانوا يدخلون اسلحتهم ومعداتهم الى هناك. شعبنا وبأيدي خالية من الاسلحة المتطورة استطاعوا ان يوقفوا حركة الجيش العراقي حتى ان وصلت امدادات عسكرية وانا كنت هناك لمدة 32 يوما اقاوم جنبا الى جنب الشعب ودفاعا عن ولاية الفقيه وعن الامام. وعندما كنت اتوجه الى الدار شاهدت رجلا كبيرا في السن قد اصيب بشظايا وايضا امرأة وقررنا ان نبعدهم من المدينة. الشباب ايضا جاؤوا من مناطق مختلفة وخاضوا مقاومة عنيفة وهزموا جيش صدام.
محمود رمك: فيما يتعلق بالفترة التي سبقت سقوط مدينة خرمشهر هل كانت لديكم معلومات بان هناك دعم كبير لوجستي وعسكري من قبل الولايات المتحدة لجيش صدام ؟
العميد غلامرضا قرباني: منذ عام 1979 عندما قرع صدام طبول الحرب لمدة عشرين شهرا قدما اكثر من 500 شهيدا على الخط الحدودي، اي البعثيين جاؤوا وزرعوا الالغام واستهدفوا المدنيين والعسكريين. على اي حال ايران انتظرت لمدة سنتين ولكن صدام الذي كان مدعوما من قبل القوى الكبرى كان مصرا على مواصلة الحرب، خلال الحرب الثمان سنوات جاءت اوروبا والولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل، الكل تدخلوا ووضفوا امكانياتهم واقمارهم وطائرات التجسس وجواسيسهم وكل معداتهم استفادوا منها من اجل دعم جيش صدام وكانت هناك احصائية تشيرا الى 13 دبابة وآلية منحوها الى العراق ويوميا ستة الى عشرة طائرات كانت تأتي بمعدات من اوروبا ومن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
محمود رمك: المقاومة الايرانية خلال الحرب على ماذا كان يعتمد؟
العميد غلامرضا قرباني: ان قوتنا الاولى الاسلام وعقيدة الناس، فبعد سنوات من التحرر من الاستعمار البريطاني لم يقبل الشعب ان يخسر هذه الثورة وقيادة الامام وانفاسه القدسية ادت الى تعبئة الشعب بشكل كامل باتجاه الدفاع. صحيح لم نكن نمتلك السلاح ولكننا كنا نمتلك ايمانا قلبيا ووطنيا على صعيد الجيش وقوات التعبئة والعشائر. اليوم ايضا لدينا هذه القوة. ان قوة هذه الثورة ترتكز على القرآن والاسلام وقائده مرجع ديني بالتأكيد انه يتعاطى وفق الآيات القرآنية وانا اتذكر ان الوسائل والمعدات العراقية انا كنت في حصار مدينة آبادان القذائف التي كنا نطلقها صحيح كانت محدودة ولكننا كنا نعمل بايمان وكانت اطلاقاتنا تصل الى الهدف، في حين الطرف المقابل كان يطلق 200 اطلاقة ربما تصيبنا واحدة فقط منها.
محمود رمك: كيف انقلبت موازين القوى بشكل او بآخر واستطعتم ان تستعيدوا هذه المدينة وايضا ما كانت الاهمية الاستراتيجية لهذا الانتصار؟
العميد غلامرضا قرباني: عندما فرضت الحرب علينا وجاء جيش صدام واحتلوا مدينة خرمشهر واستطاع العدو ان يحقق ثلاثين بالمئة من اهدافه العسكرية ونحن من ناحية التدريب والامكانيات لم تكن لدينا الاستعدادات الكافية ولكن في السنة الاولى كانت ايضا المشكلة تتمثل بوجود بني صدر القائد العام للقوات المسلحة وانه لم يكن يهتم وكان يفرق بين الجيش والقوات الشعبية على اية حال لم ينجح وفي السنة الاولى من الحرب ما كانت لدينا الامكانيات. 19 شهرا ظلت خرمشهر بايدي العراقيين ولم نكن نتمكن من بدء عمليات ولكن بعد سقوط بني صدر والتلاحم والتنسيق بين الجيش وقوات التعبئة وقوات الحرس الثوري استطعنا ان نحقق بعض الانجازات واستطعنا ان نؤسر الجنود العراقيين وقمنا بعدة عمليات والعمليات الاخيرة كانت تسمى بعمليات بيت المقدس وحققنا اهدافنا لتحرير المدينة.
محمود رمك: في تلك المرحلة وزير الخارجية الامريكي دعى مستشاريه في اجتماع وقال ان هذه العملية تشكل تهديدا واضحا للمصالح الامريكية في المنطقة لماذا برأيك؟
العميد غلامرضا قرباني: على اي حال صدام جاء لتجزئة ايران ولم يكن لوحده وانما معه دول عظمى وعديدة وجاؤوا لتجزئة خوزستان وقلب الخارطة الايرانية ونحن حصلنا على خرائط من جيش صدام تؤكد ذلك انهم لم يأتوا ليحتلوا فقط بل جاؤوا ليبقوا الى الابد وكل تلك الاستعدادات والاموال كانت تهدف ذلك. على اي حال بانتصارنا في تلك المدينة استطعنا ان نخيب آمالهم وكانت ضربة شديدة لهم.
محمود رمك: عندما تقوم ايران بمناورات عسكرية الولايات المتحدة تقوم بتخويف دول الجوار بان هناك تهديد ايراني. برأيك هل ايران نجحت في تعزيز الثقة بينها وبين الدول العربية المجاورة لها؟
العميد غلامرضا قرباني: الاعلام الامريكي دائما يحاول ان يصف ايران بانها داعمة للارهاب ودائما يوحوا بان ايران ستتحول الى قوة مهددة للمنطقة وستحارب دول المنطقة، على اي حال هم اتخذوا هذه الدعاية وبدؤوا بها منذ اليوم الاول من انتصار الثورة الاسلامية. نحن منذ بداية الثورة وحتى في ايام الحرب الايرانية العراقية لم نعتدي على احد حتى على الدول العربية التي كانت تدعم صدام ، الامام الخميني عندما كنا ندخل الاراضي العراقية كان يوصينا ان نهتم بالناس ولم يكن يجيز لنا الامام ان نطلق اطلاقة واحدة ضد الناس العاديين، والتزمنا بذلك وكنا نعلم ان الاوروبيين والامريكيين هم الذين كانوا يدعموا جيش صدام. على اي حال التعاليم الاسلامية لن تسمح لنا باي اعتداء على اي بلد. مباشرة بعد ما حررنا خرمشهر الامام الخميني خرج في خطاب له وقال كلمته المعروفة بان الله قد حرر خرمشهر. فنحن نستعين بالقدرة الالهية وهذه القدرة لا تستخدم ضد البلدان العربية والاسلامية.
محمود رمك: سيادة العميد مرتضى قرباني شكرا جزيلا لك على حضورك معنا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
احدث الاخبار
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
زوجة القائد"الحاج رمضان" تروي ذكرى من أدب الشهيد قاسم سليماني
العميد نقدي: قدرتنا الصاروخية اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه خلال العدوان الصهيوامريكي
الشيخ نعيم قاسم: المقاومة جاهزة للدفاع ولديها ردع يمنع تحقيق العدو لأهدافه
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية