Skip to main content

المقاومة تحرر الأسرى وتستعيد جثامين الشهداء...

التاريخ: 17-07-2008

المقاومة تحرر الأسرى وتستعيد جثامين الشهداء...

12 رجب 1429هـ   بيروت - فارس: تكلّلت عملية الرضوان بالنجاح المظفّر، حيث دقت ساعة الحرية للاسرى اللبنانيين الخمسة، بما فيهم عميد الأسرى سمير القنطار، الذين وصلوا الى ارض لبنان، يوم الاربعاء

12 رجب 1429هـ

 

بيروت - فارس: تكلّلت عملية الرضوان بالنجاح المظفّر، حيث دقت ساعة الحرية للاسرى اللبنانيين الخمسة، بما فيهم عميد الأسرى سمير القنطار، الذين وصلوا الى ارض لبنان، يوم الاربعاء.

 

وأفادت وكالة أنباء فارس بأن موكب الشهداء عبر منطقة رأس الناقورة الحدودي، حيث تسلم الجانب اللبناني رفات ثمانية من شهداء الوعد الصادق و 4 من الشهداء العرب من بينهم المناضلة دلال المغربي. بينما ستصل رفات الشهداء الاخرين تباعاً.

 

في المقابل ، كان يوماً اسود بالنسبة لكيان الارهاب الصهيوني ، الذي تسلم جثتي الجنديين الصهيونيين الاسيرين لدى حزب الله.

 

و كان سلّم عند الساعة التاسعة بتوقيت لبنان، رئيس لجنة الارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا، الجثتين الى الصليب الاحمر، الذي اجرى بدوره فحوصات الحمض النووي على رفاتهما، حيث تطابقت مع جثتي الجنديين الصهيونيين.

 

و كان الحاج صفا صرح بأنه قد بدأ تنفيذ عملية الرضوان بتسليم الاسيرين الصهيونيين الى الصليب الاحمر ، و الذي بقي مصيرهما مجهولا حتى لحظة تسليمهما ، بالرغم من الحرب التي شنّت على لبنان و الضغوطات التي مورست على حزب الله .

 

و بإتمام عملية الرضوان ، تكون المقاومة كسرت بصمودها محرمات العدو القاضية بعدم اطلاق عميد الاسرى سمير القنطار بدعوى انه مدان بقتل الصهاينة ، و بعدم مبادلة جثث الصهاينة بأحياء عرب ، و بوقف عملية التبادل حتى توضيح مصير رون اراد .

 

و شملت عملية الرضوان المظفّرة ايضاً استعادة رفات الشهداء من مختلف الجنسيات العربية من لبنان الى فلسطين ، مروراً بشهداء عرب اخرين ، بمن فيهم المناضلة دلال المغربي . و بمعنى اخر ، اقفل الكيان الصهيوني مقبرة الارقام التي تضم الشهداء الذين احتجزت رفاتهم طويلا من دون اي مبرر ، و بالتالي جاء تحريرها ليضع نهاية مشرّفة لهذا الملف .

 

وانتصرت المقاومة التي اصرّت على مطالبها منذ اليوم الاول لعملية الاسر و حتى انجازها الى اليوم. حيث قامت المقاومة الاسلامية بأسر الجنديين الصهيونيين بغرض التبادل و اصرت على اجراء مفاوضات غير مباشرة لتحرير الاسرى ، و لم تتراجع عن مطلبها برغم الاهوال التي رافقت العدوان الصهيوني على لبنان في تموز عام 2006 و الذي دام 33 يوماً.

 

ويشار الى ان عملية التفاوض غير المباشر مع الاحتلال حول الاسرى اجريت وسط اجواء سرية للغاية و خاصة من جانب المقاومة بهدف تحقيق النجاح المطلوب.

 

كما احتفظت المقاومة طوال عامين بالسر الكبير حول مصير الجنديين الصهيونيين و رفضها اعطاء صورة او اشارة توحي بكونهما حيين او ميتين ، و هذه الميزة اتسمت بها المقاومة الاسلامية في عمليات التبادل السابقة بهدف توفير افضل الفرص و الشروط لمصلحة الشعوب العربية في هذه العملية.

 

هذا و يستعد لبنان للاحتفال غدا بتحرير أسراه من سجون الاحتلال الصهيوني و استقبالهم استقبال الإبطال ، فيما يبدو المشهد معاكسا داخل الأراضي المحتلة ، حيث يستقبل العدو الصهيوني جندييه الأسيرين لدى حزب الله جثتين هامدتين بعد أن تمكن الحزب و على مدى أكثر من سنتين من ترك مصيرهما مجهولاً و محيراً و بدت خيبة الأمل الصهيونية كبيرة بعد أن خرقت المحرّمات التي كانت وضعتها لنفسها و وافقت حتى على إطلاق القنطار رغم كل ما كانت تقوله عن استحالة ذلك.

 

وكانت ردة الفعل الصهيونية سريعة، حيث انتقد وزير خارجية العدو الصهيوني الأسبق «سيلفان شالوم» عملية الرضوان لتحرير الأسرى التي حصلت اليوم عبر إطلاق الأسير سمير القنطار والمقاومين الأربعة مقابل جثتين صهيونيتين مرجحاً أنّ "هذه العملية ستجعلنا ندفع ثمناً باهظاً لإطلاق «جلعاد شاليط» الذي لا يزال حياً" .

 

و نقلت وسائل الإعلام الصهيونية عن شالوم قوله أنّ "هذه العملية فتحت ثغرة ليست ببسيطة متسائلاً لماذا قمنا بهذه الحرب إذا كنا سنلجأ في النهاية إلى عملية تبادل" .

 

من جانبه ، انتقد أيضا رئيس لجنة الخارجية و الأمن البرلمانية للاحتلال الصهيوني النائب «تصاحي هنيغبي» من حزب «كاديما» عملية الرضوان لتحرير الأسرى مع حزب الله معتبراً أنها "كشفت كسابقاتها ضعف القيادة «الإسرائيلية» و مواطن الخلل لدى المجتمع «الإسرائيلي»" .

 

و قال هنيغبي إن "الصفقة تدل على أن «إسرائيل» عاجزة عن تحليل مصالحها الحقيقية برباطة جأش فيما يحق للطرف الآخر الاحتفال بصموده" .

 

و رأى هنيغبي أنه "كان يجدر ب«إسرائيل» عزل السجناء اللبنانيين المشمولين في الصفقة عن العالم الخارجي كإجراء يقابل رفض حزب الله تسليم أي معلومات مسبقة حول مصير الجنديين المفقودين" .

 

من جهة أخرى، عبّر متحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني عن خيبة الأمل الصهيونية بعد الإفراج عن الأسير سمير القنطار مقابل جثتين .

 

من جهته، أكد عضو عربي في الكنيست الصهيوني «طلان السنة» أن قرار التبادل كان حكيما، معتبرا أن قرار القيام بمفاوضات لتنفيذ صفقة التبادل مع حزب الله كان حكيما ومناسبا، ورأى أن القرار "يؤكد العبثية وقلة المسؤولية في خوض مغامرة عسكرية أدت للقتل والدمار من دون نتائج" .

 

كما اعتبر «داني هاران» ، شقيق الشرطي الصهيوني الذي قتل أثناء تنفيذ سمير القنطار لعملية نهاريا أنه شعر «بالذل و الهزيمة» لدى رؤيته نعشي الجنديين الصهيونيين الأسيرين. وتابع قائلا: "كان الأمر أخف وطأة إذا كان احد الأسيرين حيا، لكن عندما رأينا النعشين عرفنا كيف تم التلاعب بنا".

 

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة