الشهيد حسن ابراهيم خليل (حسين)
التاريخ: 25-12-2007
بطاقة الهوية الاسم: حسن إبراهيم رضا
بطاقة الهوية
الاسم: حسن إبراهيم رضا.
اسم الأم: فاطمة سكيكي.
محل وتاريخ الولادة: طير فلسيه 1971-8-20
الوضع العائلي: عازب.
رقم السجل: 123
مكان وتاريخ الاستشهاد: علمان 1995-5-8
ما أقسى سياجُ الصمت تعرّش على شفاهٍ كانت ترسم بالكلمات اسمه؛ «حسن رضا».. ويطلّ من على شرفة المنزل ليجد رفاقه بانتظاره؛ إمّا للذهاب إلى المسجد، أو إلى مركز عمل، أو إلى ملعب كرة القدم.. فيشير إليهم أنه سينزل فوراً، على الرغم من أنه لم يمضِ على تواجده في البيت ثلاثة ساعات ليرتاح فيهم من تعب الخدمة على المحاور.. يستأذن أمه المستنكرة: «لم تسترح بعدُ يا حسن، هل اشتموا عطرك فعرفوا أنك في البيت؟»، يجيبها بابتسامة وهو يهيىء نفسه بسرعة، ثم يخرج..
«حسن رضا» الفتى الذي ولد وتربى في منطقة «الخندق الغميق» في بيروت، ضمن أسرة عُرفت ببساطتها والتزامها بالمبادئ الدينية والأخلاقية، كان منذ صغره ميّالاً لحمل السلاح، إذ تذكر والدته أنه في عمر الثلاث سنوات كان يركض أمام المنزل ليجلس مع بعض المسلحين، ويحاول على صغره أن يحمل بندقيةً أثقل منه، حتى أطلقوا عليه اسم «ثائر».
وحسن صغير أخوته، المتميز بهدوئه ومحبته، صاحب العينين الحزينتين الراسمة بين النظرة والقلب خطاً رفيعاً من الحقيقة الواضحة وضوح الدم على كفيه الحسينيتين.. هو حامل البسمة الفاردة أشرعتها فوق صواري الأمل في بحور الصعاب والتعب.. هو القلبُ الرقيق الذي تتكئ عليه الشكوى فتتلاشى وتضمحل مع كلماته المناسبة مع طمأنينة لافتة: «الله بدبّر»..
لقد شاهد الشهيد «حسن» بأم عينه الظلم الذي لحق بأمته، ولاحقت نظراته مئات الشهداء الذين سقطوا ظلماً وعدواناً، ومزّقت أنّات الجرحى وغربة الأسرى نياط قلبه، فطفق يستدل بجروح الأمة عن مصيره، فالتزم بالواجبات الدينية عند بلوغه سن التكليف، وانخرط في صفوف التعبئة حزب الله حاملاً راية الإمام الخميني (قده) مشعلاً أنار له الخيار فالتحق بالعديد من الدورات الثقافية، وشارك بالمرابطة على الثغور.
بعد أن أصبح في المرحلة الثانوية، قرر الشهيد حسن أن يترك الدراسة ليعمل، لكن بعد شهرٍ واحد، أخبر أهله أنه قرر الالتحاق بالمقاومة الإسلامية، فطلبت إليه والدته أن يعمل في مهنةٍ تؤمن له مستقبلاً جيداً، وإلى جانب عمله يساعد المقاومين، فكان جوابه: «هذا هو العمل الذي يجب أن أقوم به يا أماه»، وبيّن لها أن هذا الخيار هو من انتقاه، دون تأثير أي شخصٍ عليه، وأن ما سيقوم به ليس بكامل إرادته فحسب، بل بإقدام عاشق لأبي عبد الله الحسين..
ومن أهم الحوادث التي شاهدها الشهيد حسن رضا، أثناء مشاركته في معسكر «عين كوكب» الذي تعرّض لقصف الطائرات الإسرائيلية، وسقط فيه عدد من الشهداء أصدقائه، فزاد ذلك العزيمة في نفسه، وأشعل نيران غضبٍ لفحت الصهاينة برصاصات غضبٍ من رشاشه الذي لم يهدأ إلاّ عندما غادر الدنيا شهيداً..
تفرّغ الشهيد حسن في الجنوب، وشارك في العديد من العمليات الجهادية، وكان إذا ما عاد إلى بيروت تغيّرت معالم الحي حيث يقطن، وعادت معه جحافل الأصدقاء، وامتلأت الأرجاء باسمه، فكيفما تلفّت تسمع أحدهم ينادي «حسن رضا»، وكان يقضي معظم أوقاته مع أصدقائه في المسجد، أو في مركز عمل، ويشاركهم بلعبة كرة القدم، وقد التحق بفريق «العهد» الذي قدّم له بعد استشهاده «كأس الشهادة»..
عُرف الشهيد «حسن رضا» بالشجاعة والإقدام طوال فترة تفرغه في المقاومة، وكان يقضي معظم وقته على الجبهة وفي قريته طير فلسيه، إلى أن استُشهد عدد من رفاقه، آخرهما الشهيدان موسى حمدان ويوسف فقيه، فتبدّلت أحواله وتغيّرت، كأنه لم يعد في الدنيا، ولاحظ أهله وأصدقاؤه أنه لم يعد يهتم بأناقته وثيابه كعادته، وكلما سألوه عن السبب، يصمت ويبتسم بحرقة..
كان استشهاد رفاقه جرحاً أوغل الحزن في قلبه؛ إلى أن جاء يوم اجتمع وأهله في القرية، فأخبروه أنهم سيعودون إلى بيروت، فودعهم وخرج.. واستغرب أهله أشدّ الاستغراب أنهم لما وصلوا إلى بيروت كان هناك ينهي بعض الأعمال، وسرعان ما عاد إلى الجنوب..
فجر الثامن من شهر نيسان من عام 1995، قاد الشهيد حسن رضا مجموعة اقتحام موقع علمان، إلاّ أن مجموعته تفاجأت بأن الموجودين داخل الموقع في مواقع قتالية، فدار اشتباك عنيف وقع خلاله حسن رضا شهيداً إثر إصابته برصاصة في جبهته..
وأزهر ربيع اللقاء في ربوع عمره المهجور من همس الأصدقاء، عبر حسن رضا إلى حيث الإمام الحسين (ع) والشهداء والصدّيقين، تاركاً إرث الجهاد لأخوته في المقاومة الإسلامية، الذين حملوا الأمانة بكل إخلاصٍ، حتى تحرر الوطن من رجس الاحتلال..
من وصية الشهيد حسن رضا:
نحن مطالبون بأن نعلن موقفنا للعالم كله، ونرفع راية الإمام الحسين «هيهات منّا الذلّة» فثورة الإمام الحسن ليست ثورة من أجل القتال، بل أن معانيها أسمى وأكبر، أنها ثورة الإصلاح وإعلان المواقف وإحياء الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إنها ثورة الحق على الباطل، إنها كلمة حق في وجه سلطان جائر متغطرس... نحن في هذه الدنيا مكلفون بالتكليف الشرعي، ولسنا مكلّفين بالنتائج، النتائج لا تهمنا، يهمنا أداء التكليف، لذلك يجب أن نتخذ حادثة كربلاء وثورة الإمام الحسين وشخصيته المعيار الرئيسي، وعلى أساسها يجب السير..
احدث الاخبار
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
زوجة القائد"الحاج رمضان" تروي ذكرى من أدب الشهيد قاسم سليماني
العميد نقدي: قدرتنا الصاروخية اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه خلال العدوان الصهيوامريكي
الشيخ نعيم قاسم: المقاومة جاهزة للدفاع ولديها ردع يمنع تحقيق العدو لأهدافه
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية