الشهيد رضا محمد الشاعر (وائل
التاريخ: 25-12-2007
أسدُ المحاور، والقائد الفذ، وبطل قلّ نظيره الشهيد الحاج رضا محمد الشاعر (وائل) بطاقة الهوية الاسم: رضا محمد الشاعر
أسدُ المحاور، والقائد الفذ، وبطل قلّ نظيره الشهيد الحاج رضا محمد الشاعر (وائل)
بطاقة الهوية
الاسم: رضا محمد الشاعر.
اسم الأم: بدرية حرب.
محل وتاريخ الولادة: سحمر 1957.
الوضع العائلي: متزوج وله 5 أولاد.
رقم السجل: 58.
الاسم الجهادي: وائل.
مكان وتاريخ الاستشهاد: كفرحونة 21/2/1986.
تختصرنا الأيام وتشق عباب الماضي، تحفر على أوداج الذكرى اسماً كلما ذُكر عزف القلبُ معزوفة الدمع المتكسر على أوتار اللوعة، مرسلاً صداه كنايٍ حزين يُحاكي غدير مهجور في زمن يسكنُ فينا ونحن عنه بعيدون، نتنشقُ هواءه عندما يحاصرنا اختناق الحاضر، ذلك الزمن الذي كان فيه رضا الشاعر كدوريّ يتنقل على أغصان الحياة يلونها بألحان حبه إلى أن ارتسمت دماه على آخر أسطرها كتوقيعٍ لأجمل خاتمة.
ليس غريباً على بلدة سحمر البقاعية، المعروفة بالجهاد والتضحية والصبر، أن تنجب جيلاً صالحاً كرضا الشاعر، ولا نبالغ أبداً، إذا أشرنا إلى شخص الشهيد رضا كجيلٍ، لأنه وخلال حياته كان المثال الذي يُحتذى، والدافع لغيره للمشاركة في قتال العدو والالتحاق بمسيرة المقاومة، وبعد استشهاده صار تاريخاً مشعاً بالعبر والفخر، ونحن أمة تنسج غدها بمغزل الماضي، وتنير مشعل الآتي بزيت الأيام الخوالي، وما العيش على إرث الشهداء إلاّ تأكيداً على أنهم الأحياء الذين لا يموتون..
نشأ الشهيد رضا الشاعر في قريته سحمر بين سبعة أخوة هو أكبرهم، تميّز منذ صغره بعطفه وحنانه، حتى كأنه يتجرد من نفسه أمام الآخر ليعطيه أرقى ما يمكن من العطاء دون منّة، فالمحبة أسلوبه في الحياة، والتفاهم نافذته المشرعة لهموم الآخرين وأحزانهم، ليُسدل عليها نفحاتٍ من الطمأنينة والسكون في وقتٍ يتأرجح فيه القلب بين الآه والحسرات.
ولأنه الفتى الحامل في نفسه الفطرة الطاهرة، كان المطيع لوالديه، المتجنب لغضبهما، مظهراً احترامه وحبه لهما دوماً، وكان يقضي معظم أوقاته أيضاً في خدمة جدته العاجزة عوضاً عن اللعب مع أترابه، يدخّر بعض الأموال من مصروفه لشراء الحاجيات لها، جاعلاً نفسه خادماً لراحتها، فكانت تلك اللحظات كالآلي في حياته تعكس في داخله الإنسان المحمدي الأصيل، فاحتل، على مر السنين، مساحة كبيرة بين أفراد مجتمعه، جعلته المرجع في المشورة والنصيحة والقرار.
وقد تابع دراسته في مدرسة القرية حتى أنهى الصف الرابع متوسط عام 1969، والتحق بمهنية ليدرس مادة الكهرباء لمدة سنة واحدة، إلاّ إنه ترك الدراسة منصرفاً إلى العمل ليساعد والده في الحقل، فتعلم من حرث التراب كيف يزرع المحبة والاحترام في أفئدة كان من عرفه، وبشخصه الخدوم عرف كيف يبذر العمل الصالح بين الناس «فلم ينظر جناً ولم يعاتب الفصول» يكفيه أن عين الله ترافق وتيسّر له الأمور.
وشعّ نور الإمام الخميني العظيم وانتصرت الثورة الإسلامية في إيران، وقد ذاب قلبه بحب ذلك القائد، فعوّد حواسه على التقيد بالخط الخميني، متنشقاً النهج الحسيني من عبق الثورة الإسلامية بكل جوارحه، حتى صار الالتزام بولاية الفقيه ملكة تحكم تصرفاته وقراراته، فالتحق بمسيرة المقاومة الإسلامية من انطلاقتها عام 1982 ليكون من جنود حزب الله الأوائل، مسجلاً منذ بداية جهاده مشاركة فاعلة خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان. ولم تقتصر مشاركته في العمل الجهادي بحمل السلاح، فقد تعددت نشاطاته الاجتماعية والكشفية والثقافية والإعلامية، وقد تطوع في مؤسسة الشهيد ليكون خادماً لعوائل الشهداء الذين تعوّدوا على زياراته المتواصلة لهم والاطمئنان عليهم، حتى أصبح الأريج الفواح الذي يهدىء في نفوسهم لوعة غياب أولادهم.
تزوج الشهيد رضا الشاعر ورزق بخمسة أبناء، وكغيره من مجاهدي حزب الله المخلصين، لم يعنِ الارتباط الأسري الاستقرار في الحياة الدنيا، وعلى الرغم من تشعّب أعماله، وغيابه المتكرر عن المنزل، إذ أن العمل الجهادي يستعدي غياباً عن البيت، إلاّ أنه كان يُدثر عائلته بحنانه، فهو الأب والزوج والصديق، والى جانب زوجته أكمل مسيرة الجهاد، وكانت المقاومة في حياته الهدف الذي عاش لأجله ومن أجله استشهد.
في العام 1984، وبعد مشاركته في عملية على موقع تومات نيحا، أصيب الشهيد رضا في ظهره، إصابة لم تغيّر ما في نفسه، سوى أنها ضخت عزيمة جديدة وإصراراً سلا يلين لمقارعة العدو الصهيوني، ومن يقرأ بدايات القتال مع ما كان يُسمى ب«جيش الأسطورة» والذي حوّلته المقاومة الإسلامية بفعل إخلاص مجاهديها لله الواحد القهّار لـ«أراجوزٍ» خائف من خياله، يشعر بقسوة تلك الأيام وصعوباتها، وصقيعها، في مكان كان فيه حزب الله وحيداً يقف أمام ذلك المارد القادم بكامل أسلحته وعتاده، فقد داهم العدو الإسرائيلي منزله ثلاث مرات، وتعرض للعديد من المضايقات والملاحقة، فكان ردّه على ذلك أنه قاد العديد من العمليات في البقاع الغربي، وشارك في تخطيط وتنفيذ عدد منها، وفي مشهدٍ من مشاهد جهاد رضا الشاعر في تلك الحقبة، أنه بقي محاصراً بين الثلوج عدة أيام كان خلالها يحفر بيديه بين الثلج ليأكل العشب، حتى وصل إلى حيث تمّ إنقاذه.
ومع الفرح المرتسم على تعابير وجهه عند نجاح عملية للمقاومة الإسلامية، ومع دمعاته المتساقطة حزناً على وداع صديق له سبقه إلى الشهادة، إلى مناجاته ليلاً ليسمع الله دعائه فيمنّ عليه بشهادة مباركة، توالت سنوات الجهاد، فلم يكلّ ولم يهدأ، بل كان سبّاقاً للمشاركة في العمليات والكمائن، فقد ترك الدنيا لراغبيها، فزهد فيها أيما زهدٍ، في سبيل تعبيد طريقه للحياة الأخرى.
وكانت اللحظة المنتظرة، قام بتوديع أسرته كأنه على علمٍ أنه لن يعود، أوصى زوجته بالأولاد، وقد شعّ وجهه بنورٍ لا يُرى إلاّ بعين القلب، سألته زوجته أن تنتظره، فأجابها أنه لن يعود! في 21 شباط 1986 قاد الشهيد رضا الشاعر أول هجوم على موقد كفرحونة، وكان أول الداخلين إليه، وقد تمّت مهمتهم بنجاحٍ تام، وقد طلب إليه إخوته أن ينسحب من الموقع فأبى أن يكون إلاّ المنسحبين من الموقع الذي تمّ تطهيره من رجس الصهاينة والعملاء الأنذال، وأثناء انسحابهم، قام العدو الصهيوني بقصف الموقع بأسلحة رشاشة أصابت طلقات منها الشهيد رضا الذي سقط مطمئناً على أرضٍ سقاها من دماه.
الشهيد رضا الشاعر تاريخ يقرأ المرء سطوره بخجل واستحياء، وكأن الابتعاد عن زمانه خيانة للنفس التي ما إذا نظرت بواقعية إلى المكانين لوجدت المسافة شاسعة جداً، ويبقى الأمل الوحيد، أن أبعد المسافات، في الأزمنة والأمكنة، تختصرها نبضة قلبٍ صادقة كانت خالصة لله جلّ وعلا.
احدث الاخبار
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
زوجة القائد"الحاج رمضان" تروي ذكرى من أدب الشهيد قاسم سليماني
العميد نقدي: قدرتنا الصاروخية اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه خلال العدوان الصهيوامريكي
الشيخ نعيم قاسم: المقاومة جاهزة للدفاع ولديها ردع يمنع تحقيق العدو لأهدافه
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية