Skip to main content

العلامة الشهيد السيد أحمد الغريفي

التاريخ: 30-07-2007

العلامة الشهيد السيد أحمد الغريفي

الاسم: هو السيد أحمد بن السيد علوي بن السيد احمد الغريفي، وينتهي نسبه إلى الإمام الكاظم (عليه السلام)

الاسم: هو السيد أحمد بن السيد علوي بن السيد احمد الغريفي، وينتهي نسبه إلى الإمام الكاظم (عليه السلام). تاريخ ولادته: ولد في عاصمة البحرين (المنامة) يوم السبت السابع من ذي الحجة 1365هــ الموافق نوفمبر 1946م. منطقته: كان المرحوم يسكن منطقة (النعيم) احدى ضواحي العاصمة المنامة، وانتقل أواخر حياته إلى منطقة (عالي)، ولم يؤثر انتقاله على برامجه المعهودة، بل أضيف إليها ما يشعر بضرورة وجوده. دراساته الحوزوية والنظامية: 1 ــ اكمل دراسته الثانوية العامة ــ القسم الأدبي ــ في عام 1967م بتقدير جيد جداً. 2 ــ التحق بكلية الفقه في (النجف الأشرف) وحصل على شهادة البكالاريوس في اللغة والعلوم الإسلامية في عام 1971م بتقدير جيد جداً. 3 ــ سجل رسالة الماجستير في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ونوقشت الرسالة التي كان عنوانها (البراءة الاصلية في الشريعة الإسلامية) وحصل ماء يوم الأحد 25 مارس 1979م على شهادة الماجستير في العلوم الإسلامية بتقدير ممتاز. : 4 ــ انهى دروس المقدمات الحوزوية على يد والده في البحرين، وحضر الدروس العالية برهة من الزمن في النجف الأشرف؛ ومن أبرز اساتذته الآيات العظام: 1 ــ السيد الخوئي. 2 ــ السيد الشهيد الصدر. 3 ــ السيد علي الفاني. 4 ــ السيد محيي الدين الغريفي. مواصفاته ومميزاته: 1 ــ ذهنية متوقدة وحافظة مشتعلة. 2 ــ دماثة في الخلق. 3 ــ وجه صبوح لا تفارقه الابتسامة والبشاشة. 4 ــ شخصية جذابة مؤثرة كحضن دافئ لكل محبيه. 5 ــ قدرة علمية وثقافية متميزة بحيث استطاع التوفيق بين الحوزة والجامعة، وهذا مما يحتاج إلى جهد متميز لكي لا يؤثر جانب على جانب. 6 ــ قدرة حركية عالية، ونفس طويل في العمل الإسلامي لا يكل ولا يمل. 7 ــ شخصية ابوية راعية متابعة ومهتمة لكل من حوله صغيراً كان أو كبيراً. 8 ــ قدرة خطابية، وسلاسة في الطرح، حيث لمسنا تأثيره حتى في صغار السن. 9 ــ اهتمام سياسي متميز بأحداث العالم، وكان ينعكس هذا الاهتمام في محاضراته ومتابعاته الصحفية، وكان يزرع هذا الاهتمام في القريبين منه بأساليب ذكية. 10 ــ ولاؤه للثورة الإسلامية في إيران ولقيادتها الابية الحكيمة، حتى انه كان يعطل دروسه في مناسبات الثورة ويستعيض عنها بكلمات تتعلق بالثورة الإسلامية. نشاطاته: قد تمتع الشهيد الغريفي بوعي حركي، ونشاط عملي متوقد، وفاعلية مؤثرة متزايدة جعلته متميزاً عن أكثر العلماء الموجودين في البحرين، ولم يكن نشاطه ضيقاً مؤطراً بدائرة بلده البحرين، بل كانت له نشاطات في بلدان أخرى؛ فمثلاً عندما كان يقدم رسالة الماجستير في العاصمة المصرية القاهرة كان يتحرك في الوسط الجامعي وكان مركز انطلاقته من خلال مكتبة أهل البيت (ع)، وقد اقام صلاة الجمعة بأمر استاذه الشهيد الصدر (قده) ــ وقد اعطاه وكالة خطية بإقامتها في القاهرة مما يكشف عناية الشهيد الصدر (قده)، وقرب الشهيد الأب من الشهيد الابن ــ وكان يحضر هذه الصلاة الكثير من طلاب الدراسات الجامعية والدراسات العليا، وكانت حاشدة في حدود معينة. وهكذا على صعيد الحجاز في مواسم الحج؛ حيث كان فيها قطب الرحا واللولب الفاعل، وقد حصل الفراغ الملحوظ عندما منعه جهاز الاستخبارات من السفر وأمسك جواز سفره، وكانت آخر حجة له في عام 1983م، أي قبل حوالي سنتين من استشهاده، مما يعكس اهتمام اجهزة الاستخبارات بشخصيته والتفكير في كيفية التخلص من فاعليتها وخطورتها وشعبيتها المتنامية المقلقة. ومن أبرز الانشطة الملحوظة على صعيد البلد: أ ــ الصعيد العلمي: لقد كانت له (قده) حلقات متنوعة في الدراسات الحوزوية، منها: 1 ــ دروس في آراء الفقهاء، وكان متن دروسه هو كتاب (منهاج الصالحين) لآية الله العظمى السيد الخوئي (قده). 2 ــ دروس في العقيدة في كتاب (الباب الحادي عشر). 3 ــ في المنطق كتاب (المظفر). 4 ــ في الاصول، وكانت دروسه في (حلقات الشهيد الصدر). ب ــ الصعيد الثقافي. 1 ــ المشاركة الفاعلة ــ في مختلف المناطق ــ في المواسم الثقافية والمناسبات الدينية من خلال المحاضرات والندوات. 2 ــ القاء المحاضرات بعد الصلاة وفي يوم الجمعة. وكانت خطاباته تتميز بطرح بعض المفردات المهمة في حياة المجتمع؛ كمفردة الوحدة بني الطائفتين الشيعية والسنية، ومفردة عالم الدين والأمة، وأطروحة الحوزة والجامعة، وأطروحة الحوزة المسؤولة. ج ــ الصعيد الاجتماعي: 1 ــ امامة صلاة الجماعة في مساجد متعددة من (البحرين)، وكانت صلاته الرئيسية في مسجد (الخواجه) في العاصمة (المنامة). 2 ــ بذل الجهد في تأمين متطلبات واحتياجات الفقراء والمساكين. 3 ــ التواجد في المآتم الحسينية، وفي مواكب العزاء، وفي تعازي الوفيات، وافراح الزواج، مسلياً ومواسياً. 4 ــ الزيارات الاجتماعية، وقبول الدعوات العامة والخاصة. د ــ الصعيد الحركي: 1 ــ مشاركة الشباب في برامجهم ورحلاتهم الترفيهية ليغذيهم من أخلاقه وثقافته وروحه الشفافة، فأوجد قفزة نوعية في الوسط الشبابي من حيث التدين والوعي. 2 ــ عنايته ومتابعته واهتمامه الخاص بالقطاع الجامعي. 3 ــ متابعة شؤون العمل الإسلامي الحركي والثقافي وغيرهما من المشاريع الخيرة. سبب شهادته: يمكن القول بأن مجموع مواقف السيد الشهيد السياسية (تجاه الوضع الداخلي والدولي) والاجتماعية والحركية، وتنزهه عن بلاط آل خليفة، وشعبيته المتزايدة المتنامية، ودفاعه المستميت عن خط آل محمد (ص)، وآخر ذلك محاضرته ــ ليلة شهادته بعد صلاة الجماعة ــ الجريئة بمجملها من حيث الاختيار والاسلوب، والتي اشار فيها إلى دور السلطة والسعوديين في الهجمات المسعورة على آل البيت (عليهم السلام)؛ كل ذلك سبب شهادته (قده). كيفية شهادته: هناك تصور يقول ان هناك شعوراً ضرورياً لدى السلطة في التخلص من السيد الغريفي، ولكن الالتفاف الجماهيري حوله ووضع المنطقة المحلي والدولي لم يكن يسمح باعتقال السيد الشهيد، ولهذا عمدت السلطة في تدبير خطة مخابراتية خبيثة عن طريق تدبير (حادث مروري) ادى إلى اغتيال السيد (قده) بشكل غير مباشر، لأن التقرير الطبي اشار إلى ان هناك جرحاً عميقاً في الرأس اثر طلقة نارية! وسيأتي الحديث عن ذلك في بيان الأدلة التي كشفت الجريمة الخليفية النكراء. دلائل اغتيال الشهيد الغريفي: 1 ــ كان الشهيد ــ ليلة الحادث ــ في منزل والده، وكانت عناصر جهاز المخابرات تحوم حول المنزل بشكل غير اعتيادي، لحظها الزائرون لمنزل والد السيد الشهيد. 2 ــ نقل البعض ان الشارع العام الذي استشهد فيه السيد الشهيد كان مغلقاً في الوقت الذي حصل فيه الحادث، وهذا الشارع لأهميته وحجمه لا يمكن اغلاقه، ولهذا فقد فسّر البعض ذلك بأن المخابرات كانت تخطط لعملية اغلاق الشارع مع تنفيذ جريمة الحادث. 3 ــ ذُكر ان سيارتين تابعتين لجهاز المخابرات ــ من ذوات اللون الابيض المميزة ــ لاحقتا سيارة الشهيد والتصقتا بسيارته من الجانبين، واحدثتا نوعاً من الاصطدام وتعطيل بعض عجلات السير، مما ادى إلى انحرافها. 4 ــ ترجّل شخص من سيارته بغية مشاهدة الحادث، ولكن كانت هناك سيارتان واقفتين، فمنعه بعض من كان واقفاً وأمره بالانصراف، وعرف انهم من عناصر المخابرات. 5 ــ نقل الابن في احدى السيارتين ونقل الاب في السيارة الاخرى إلى قسم الطوارئ في مستشفى (السلمانية) بحالة لا يمكن تداركها، وطلب رئيس القسم معلومات عن هوياتهم فرفضوا اعطاءه اية معلومات، وألزموه بأخذ السيد وابنه، وأوضحوا له انهم رجال مخابرات. بينما قال الابن البالغ (7 سنوات) ان والده هو الذي اخرجه من السيارة وكان في كامل وعيه. 6 ــ اشار تقرير شرطة المرور إلى (ان الحادث وقع في الساعة العاشرة إلا خمس دقائق، وكان بسبب انفجار العجلات الامامية، مما أدى إلى تدهور السيارة وانقلابها أربع مرات.. وخلال تدهور السيارة اخذ السيد ابنه محمد البالغ ــ من العمر ــ سبع سنوات واحتضنه ليحميه، ولكنه سقط (أي السيد) من مكان الزجاجة الأمامية والتي كانت قد سقطت، فارتطم رأسه بالأرض وأُحدث نزيف داخلي مما أدى إلى الوفاة بعد الحادث بحوالي ثلاث ساعات وربع، أي في الساعة الواحدة والربع من صباح يوم الاحد 28/2/1985م، بينما تماثل الابن إلى الشفاء). هذا ما جاء في تقرير السلطة. وهناك عدة ملاحظات حول هذا التقرير تكشف انه كان معد سلفاً قبل حصول الحادث: أولاً: قال التقرير ان السيد سقط من مكان الزجاجة، والابن يقول ان والده هو الذي اخرجه من السيارة وكان في كامل وعيه. ثانياً: اشار التقرير إلى: 1 ــ سقوط الزجاجة الأمامية. 2 ــ عطب العجلتين الاماميتين. بينما قال الذين شاهدوا سيارة الشهيد في فناء (ادارة المرور) ــ حيث توضع السيارات التي تحصل فيها الحوادث ــ ان السيارة: 1 ــ كانت سليمة تقريباً وكذا الزجاجة الامامية ما عدا بعض الخدوش في مصابيحها. 2 ــ ان العجلتين المعطوبتين هما الخلفيتان وليستا الاماميتين، كما اشار التقرير! ويبدو ان رجال الأمن نسوا الأوامر وأعطبوا العجلتين الخلفيتين بدل الأماميتين! مضافاً إلى ان العجب كيف يمكن عطب عجلتين في آن واحد؟ ثالثاً: اشار التقرير إلى أن سبب الوفاة هو ارتطام رأس الشهيد في الأرض بعد سقوطه من زجاجة السيارة الامامية بعد ان سقطت، ولكن التقرير الطبي يقول ان سبب النزيف هو ثقب عميق في الرأس نتيجة طلقة نارية، وقد كان النزيف مستمراً إلى يوم تغسيله، وأبى إلاّ أن يقبل على ربه مخضوباً بدمه (فرحمة الله عليه)، وهذه الدماء النازفة في الخارج هل هي في مصطلح اجهزة المخابرات نزيفاً داخلياً؟! رابعاً: بعد استشهاد السيد الغريفي مباشرة اتصل رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة بوالد السيد الشهيد هاتفياً، وقال له: "لا تقولوا اننا قتلنا ابنكم". وهذا يكشف ان المخطط هو مخطط مجلس العائلة بأكمله، وكما يقول المثل "يكاد الجاني يقول خذوني". تاريخ الشهادة: فاضت روحه الشريفة في الساعة الواحدة من صباح يوم الأحد 28/2/1985م المصادف للتاسع من ذي القعدة الحرام سنة 1405هــ. التشييع الكبير: انتشر خبر ارتحال السيد الغريفي إلى جوار ربه الأعلى في صباح يوم الرحيل كانتشار النار في الهشيم، فتسارع الناس زرافات لتشييعه؛ وبعد ان شيّع الشهيد في العاصمة نقل الشهيد والمشيعون بالسيارات إلى أول منطقة سكنه الجديدة (عالي)، وتلاقفته آلاف الأيدي، متسربلة بالحزن، بين لاطم وباك، رافعة الأعلام السود، في تشييع مهول قل نظيره؛ قيل عنه انه أضخم تشييع شهدته البلاد، وندد المشيعون بالقتلة، ومن تلك القصائد المشيرة لدور السلطة (اغتالوك يا سيد ويلي فجيعة، انقطع ذاك الامل، غاب سيدنا الاجل). موطن دفنه: دفن (قده) في مقبرة منطقة (عالي) احدى قرى (البحرين).

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة