الشهيد محمد جعفر عطية
التاريخ: 01-08-2007
هزّ مشاعر الشهيد نداء التكبير الإلهي وأصوات النساء في يوم السبت الأسود وهب مسرعاً بعد ان ارتدى ملابسه
هزّ مشاعر الشهيد نداء التكبير الإلهي وأصوات النساء في يوم السبت الأسود وهب مسرعاً بعد ان ارتدى ملابسه.. كان متأهباً للخروج لأداء دوره الجهادي، وعندما حاولت أمّه منعه قال: أمّاه إلى متى نسكت، ألا تسمعين أصوات النساء؟! كان الشهيد قد علم بمحاصرة منزل الشيخ عبد الأمير الجمري، ولم يكن يعلم ما حدث لمنزل عمّه الأستاذ عمران، والد زوجته. وحاول والده عبثاً منعه من الخروج قائلاً له "سوف تموت لأن قوات الشغب في كل مكان". فقال الشهيد: إن كان الموت ينتظرني فأهلاً به وسهلاً.
خرج الشهيد متلثماً ومعه اخوه ويداهما مشدودتان ببعضهما، ولم تفترقا إلاّ بعد سماع أصوات الرصاص في كل مكان.. ذهب الشهيد راكضاً مع مجموعة من الشباب إلى ناحية المزارع والنخيل للاختباء من قوات الشغب، إلا أنهم حوصروا وأطلق عليهم الرصاص المطاطي. أصابت رصاصة رأس الشهيد فخر إلى الأرض، ثم استعمل الجلاوزة مزيداً من الرصاص الحي إمعاناً في القتل.. كان بين الجرحى شاب لم يفقد وعيه كاملاً، فسمع ما دار بين الشهيد وأحد القتلة. كان القاتل يدوس برجله على صدر الشهيد، ولكن الشهيد ابتسم فجأة. فقال القاتل: لماذا تضحك؟! فقال: أضحك منك لأنك جلاّد.. ولم يكد الشهيد يتم كلماته حتى أفرغ القاتل رصاص بندقيته في رأسه، فاستشهد على الفور.
ملحمة أخرى يسطرها شهيد من شهداء البحرين، وهو يلقى ربه مبتسماً، غير آسف على شيء من حطام الدنيا الفانية.. ينقل عن زوجته التي تفتخر بأنها زوجة هذا الشهيد البطل: كان يحاسب نفسه في كل عمل يقوم به، حريصاً على رضا الله، وكان يعبد الله حق عبادته، ولكنه كان شارد الفكر دائماً، وعندما أسأله عن سبب ذلك يقول: الدنيا لا تخلو من المتاعب كان يذكر السفر دائما ويعشق النظر إلى السماء. وقد اشتد غضبه على :النظام الارهابي في البحرين بعد ان توالى سقوط الشهداء فتعلقت روحه بالشهادة. فعندما سقط الشهيد الأول في بني جمرة، محمد رضا منصور الحجي، كان يقول: ماذا فعل هذا الشهيد من عمل ليفوز ويحظى بهذه المنزلة عند الله؟ وتتساقط دموعه على خديه. وعندما سقط شهيد الدراز، عبد القادر الفتلاوي، بكت زوجته حزناً على حال زوجة الشهيد، فقال لها: لا تبكي بل باركي لها شهادة زوجها".
كان محمد يوسف عطية شخصاً عصامياً اعتمد على نفسه منذ صغره؛ فقد كان يعمل ليوفر لنفسه متطلبات المدرسة، وحصل على شهادة جامعية من جامعة الأردن في قسم الزراعة.. وكان قد ذهب إليها بعد أن اكمل الثانوية العامة بتفوق "الأول ثروة زراعية حيوانية" في بعثة دراسية وبتشجيع من والده. وقد استطاع خلال فترة دراسته الجامعية تكوين شخصيته الرسالية المستقيمة ونضجه الفكري والثقافي والالتزام الديني.
كان محبوباً لدى أصدقائه الذين هم من دول عديدة.. وبعد اكمال الجامعة رجع في عام 1992 حاملاً شهادة التخرج ليفتخر به والداه وليبدأ في الوفاء بشيء من حقهما بعد طول انتظار. وعمل في البداية بقسم إدارة شركة الدواجن ثم تحول بعد ذلك إلى التدريس بسبب ميوله التربوية.. وقد انتعشت آمال عائلته برجوعه من سفره الطويل حيث أن تلك العائلة تتكون من أحد عشر شخصاً بدون راع. فالوالد كفيف البصر، ومحمد جعفر هو الأكبر بين اخوانه، وكان والده يعول عليه كثيراً منذ ولادته في 9 يوليو 1965 .. فكان ينفق على العائلة من راتبه الشهري ويوجه أفرادها على طريق الخير والحق. وكانت العائلة سعيدة بوجوده حيث أثبت قدرته على إدارة شؤونها ورعايتها بسبب عطفه وحنانه الدائمين. وكان محبوباً بين أصدقائه، ويرفض الكذب ويكرر قوله: "لا أستطيع أن أكذب". وسبق ان قال عنه مدير المدرسة التي يعمل فيها:"! إن هذا الشاب عمره قصير" نظراً لأخلاقه المتميزة.
لقد لقي ربه بعد أن أدى واجبه الإسلامي بالدفاع عن الحق وأهله والتصدي للظلم والظالمين. وكان حاجاً معتمراً مواظباً على الصلاة والدعاء والقرآن. ومنذ أن تزوج ابنة الاستاذ عمران حسين الذي يقطن المنطقة نفسها في 12 سبتمبر 1994 أي قبل استشهاده بأقل من ستة أشهر، أصبح رجلاً مسؤولاً عن أسرة جديدة، كان فيها نعم الزوج الراعي والموجه لزوجته للمشاركة في مختلف النشاطات الإسلامية، ونشاطات الانتفاضة التي انطلقت بعد زواجهما بشهر واحد. وقد فجعت بفقده زوجته الشابة التي بقيت صامدة مطمئنة واثقة بالله سبحانه وتعالى. حقاً لقد كان يوم السبت الأول من ابريل 1995 يوماً مشهوداً، حيث سقط الشهيد ومعه آخرون في ميدان البطولة بعد أن أدّوا واجبهم واشتاقوا إلى لقاء الله. وأمّا أرملته فقد احتسبته عند الله، وبقيت بعده تبكيه بدل الدموع دماً.
احدث الاخبار
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
زوجة القائد"الحاج رمضان" تروي ذكرى من أدب الشهيد قاسم سليماني
العميد نقدي: قدرتنا الصاروخية اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه خلال العدوان الصهيوامريكي
الشيخ نعيم قاسم: المقاومة جاهزة للدفاع ولديها ردع يمنع تحقيق العدو لأهدافه
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية