Skip to main content

الشهيد حجة الإسلام والمسلين الحاج الشيخ فضل الله محلاتي

التاريخ: 02-08-2007

الشهيد حجة الإسلام والمسلين الحاج الشيخ فضل الله محلاتي

ولادته ودراسته   ولد الشهيد حجة الإسلام والمسلين الحاج الشيخ فضل الله محلاتي عام 1309هــ

ولادته ودراسته

 

ولد الشهيد حجة الإسلام والمسلين الحاج الشيخ فضل الله محلاتي عام 1309هــ.ش في أسرة متدينة في مدينة محلات، وبعد أن أنهى دراسته الابتدائية، اتخذ له حجرة في حسينية بلدة محلات ليبدأ حياة جديدة في سلك طلبة العلوم الدينية، فأنهى الدروس التمهيدية (المقدمات) في بلدته ليتوجه عام 1324هــ.ش إلى الحوزة العلمية في قم. كانت معرفته بآية الله العظمى الحاج السيد محمد تقي الخوانساري ــ الذي أُقصي في حينها من العراق إلى إيران ــ وإقامته في داره، قد أدت إلى اطلاعه على قضايا السياسة منذ تلك الأيام. 

 

ماضيه الجهادي

 

بدأ الشهيد محلاتي جهاده ضد نظام الشاه إثر معرفته بمنظمة "فدائيي الإسلام" والمرحوم آية الله الكاشاني. وعندما دعت منظمة فدائيي الإسلام آنذاك إلى التطوع لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي في القدس، تطوع الشيخ وهو شاب يافع يومذاك.

 

كما كان له دور فاعل في مهمة أخرى أوكلها إليه آية الله العظمى البروجردي (قدس سره) على الرغم أنه لم يكن في حينها قد جاوز الحادية والعشرين من عمره، الأمر الذي يكشف عن أنه لم يكن طالب دين عادي، وإلا لم يكن آية الله العظمى البروجردي ــ وهو زعيم المسلمين ومرجع تقليد الشيعة في يومها ــ ليُعنى به بهذا الشكل ويوكل إليه مهمة من هذا القبيل.

 

في رمضان من عام 1332 ألقى في (بجنورد) كلمة شديدة اللهجة ضد شركة النفط وانقلاب 28 مرداد، ليلقى عليه القبض على أثرها ويُقصى إلى مشهد.  

 

انتفاضة 15 خرداد

 

في عام 1341، وعلى أثر إقرار لائحة لجان المحافظات والمدن، أخذ الشهيد يعمل على مسايرة الإمام في تحركه من خلال توعية الناس وإيضاح رأي المراجع في قم. وقد كان الشهيد في حينها يعمل كحلقة وصل بين علماء طهران وقم، وعن طريقه يتم تبادل البلاغات، كما تمكن من تنظيم البيانات والطوامير (صحف المطالبة) بشكل جمع فيه توقيع 120 عالماً من علماء طهران، ولم يكن لذلك سابقة من قبل.

 

وفي احتفالات الــ 2500 عام، قام بتنظيم رسالة تحكي عن معاناة الناس في زابل وسيستان وبلوشستان وتم إيصالها إلى النجف حيث كشف بها الستار عن حقائق مرة كانت تقع إلى جانب احتفالات من ذلك القبيل، وأوصل نداء مظلومية ومحرومية تلك الديار إلى أسماع العالم. ولأجل ذلك منع عن ارتقاء المنبر كما منع عن الخروج من طهران، واعتقل أخيراً في عام 1351 وألقي في السجن.

 

يقول الشهيد محلاتي في هذا الصدد: "عندما أخذوني في عام 1351 قضيت نحو من شهر في زنزانة تحت الأرض في وضع رديء جداً؛ كان المكان مظلماً لا يعرف فيه الليل من النهار، ومن ناحية كانوا يقومون بتعذيب الإخوان، يحرّقون مواضع من أبدانهم فكانت تتعالى أصواتهم من الألم طوال الليل حتى الصباح، كان وضعاً صعباً جداً".

 

يقول الشهيد محلاتي في توضيح نشاطاته: "في الأوقات التي لم أكن فيها في السجن، كنت أقوم بالنيابة عن الإمام بمتابعة الوضع المالي لأسر السجناء وكنت أعمل على إعانة السجناء والمجاهدين. كانت أغلب اعتقالاتي بسبب اتصالي بالإمام أو لخطب ألقيتها أو بيان أو لمساعدة السجناء".

 

وعند اقتراب عودة الإمام الخميني(ره) كان الشهيد محلاتي أحد أبرز الناشطين في لجنة استقبال السيد الإمام. وكان الشهيد يعمل بأمر السيد الإمام مع جماهير الشعب للسيطرة على مراكز القدرة في حكومة الشاه، وكان يسخر كل طاقاته في سبيل نجاح الثورة الإسلامية؛ فقد شارك في الهجوم على مركز الإذاعة، وكان صوته الذي دوى به نداء الثورة الإسلامية لأول مرة من بعد ألف وأربعمئة عام من تاريخ الإسلام. كان نشاطه قد بلغ حداً من السعة بحيث كان أصحابه يعبرون عنه بــ "محرك الثورة".  

 

نشاطه بعد الثورة الإسلامية

 

وبعد أن عاد الإمام(ره)، أصبح الشهيد جندياً مثابراً له وللثورة، فقد بدأ نشاطه من بعد انتصار الثورة معاوناً للجنة المركزية للثورة الإسلامية، كما أدى دوراً كبيراً في النيابة عن الإمام في الصندوق التعاوني للنقابات من أجل تحسين أوضاعها.

 

كما كان له دور أساس في تأسيس وتطوير رابطة العلماء المجاهدين في طهران وكان أول رئيس لهذا المجمع.

 

 في عام 1358 كلف الإمام الخميني(ره) الشهيد محلاتي بمهمة إقامة مراسم الحج الإبراهيمي بالشكل المطلوب.

 

وكان يعمل في حرس الثورة على التوجيه والإرشاد إلى جانب التنسيق بين الحرس وسائر القوات المسلحة. وقد بدأ الشهيد عمله في الحرس بغرفة واحدة، واستطاع خلال مدة عمله فيه كممثل عن الإمام(ره) أن يقوي مؤسسات الولي الفقيه بفتح أكثر من سبعين مكتباً يشرف من خلالها بدقة على مدى مماشاة الحرس بكل مؤسساته ومستوياته لخط الولاية.  

 

دور الشهيد في الحرب

 

كان الشهيد يعنى كثيراً بقضايا الحرب ويدعو قادة ومسؤولي الحرس إلى العمل بسرعة في قضاياها، ولم يكن يسمح أبداً بطرح قضايا تدعو إلى التأخير أو التوقف فيها. وكان يواجه بكل قوة من يثير حديثاً أو إشاعة حول الحرب ومشاكلها مما يدعو إلى إضعاف روحية القادة وتوانيهم.

 

كان يحضر في ليالي العمليات خنادق القادة ليملأ قلوبهم صلابة وطمأنينة في تلك اللحظات المصيرية الحساسة التي قد يتسرب فيها القلق والاضطراب إليهم، فكان يبدل بكلماته الحكيمة أجواء التردد والغموض إلى حالة من الحزم والإيمان والتوكل.  

 

استشهاده

 

الأول من اسفند (الشهر الفارسي الثاني عشر) ذكرى الهجوم الوحشي لطائرة العدو البعثي على طائرة الركاب الإيرانية. في هذا اليوم، اقترف النظام البعثي إحدى أكبر جرائمه بقتل خمسين من شخصيات الدولة وعلماء الدين وأنصار الثورة في هجومه على طائرة الركاب الإيرانية.

 

هذه الطائرة تعود إلى شركة آسمان، وكانت متوجهة إلى الأهواز، إذ هاجمتها مقاتلتان عراقيتان على مقربة من مدينة الأهواز لتسقط في منطقة ويسي على بعد خمسة وعشرين كيلومتراً شمال المدينة ويستشهد أنصار للإمام كان منهم حجة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ فضل الله محلاتي ممثل السيد الإمام في حرس الثورة الإسلامية وثمانية من نواب مجلس الشورى الإسلامي هم: الشهيد أبو القاسم رزاقي، الشهيد مهدي يعقوبي، الشهيد أبو القاسم موسوي دامغاني، الشهيد غلام رضا سلطاني، الشهيد السيد نور الدين رحيمي، الشهيد السيد حسن شاهجراغي، الشهيد علي معرفي زاده، الشهيد محمد كلاتئي، وعدة من قضاة العدلية.

 

ومن الطبيعي أن لم تحصل أي إدانة لهذه الجريمة الوحشية من قبل دول العالم والأوساط الدولية! الأمر الذي يعنى تأييد صدام على جرائمه الوحشية تلك.

 

وقد قال السيد الإمام (قدس سره) في جانب من بيانه في هذا الصدد:

 

"عندما وجد المجرمون العفلقيون أنفسهم عاجزين في المعارك، ولاسيما في الفاو، هرعوا إلى كل باب وتوسلوا لإنقاذ أنفسهم بكل شيء، فمدّوا أيديهم إلى جناية شنيعة أخرى أخزتهم أمام الاوساط الدولية الحرة... الشعب الذي ثار لرضا الله تعالى وقام من أجل القيم المعنوية الإنسانية، ما الذي يخيفه من شهادة أحبته وإصابة أنوار عيونه وتحمل الصعوبات والمكاره؟! فإن جنة لقاء الله التي فوق أن يتصورها العارفون قد حفت بالمكاره... نأمل من ولي نعمتنا أن يبلغ هؤلاء الضيوف الذين يرحلون إليه غاية الفوز والفلاح وأن يمنح هؤلاء المقاتلين الأبطال قدرة أكبر وقوى أكثر, وأن يعطي هذا الشعب الأبي، ولاسيما الذين يساهمون في هذا الجهاد في سبيل الله، العزة والكرامة، وأن يسمح لأولئك الأعزة الذين رحلوا إليه ــ بفعل ــ هذه الجريمة بالدخول إلى حضرته الخاصة، وأن يجعل حجة الإسلام الحاج الشيخ فضل الله محلاتي الشهيد العزيز مع شهداء صدر الإسلام؛ إذ نحن نعرفه قد قضى عمره على طريق الثورة؛ ولابد من القول أنه كان أحد وجوه الثورة المتلألئة، وأنه تحمل على هذا الطريق ــ الذي هو طريق الله ــ المصاعب وعانى الآلام وقاوم مرفوع الرأس. وأن يمنح ذوي الشهداء جميعاً الصبر والأجر، وينعم على علماء الدين الأعزاء والقضاة المحترمين والوكلاء الموقرين ورجال الحماية الأعزاء وأفراد طاقم الطائرة المحترمين وسائر من استشهد في هذه الجريمة النكراء للعفالقة ــ التي تمت بجاسوسية المنافقين المحلدين ــ بالأجر والثواب الذي يفوق تصورنا..."

 

ولما كانت هذه المجموعة متوجهة إلى جبهات قتال الحق ضد الباطل واستشهد فيها عدد كبير من علماء الدين المجاهدين، نسمي هذا اليوم "يوم علماء الدين والدفاع المقدس" لكي تُثمن كل سنة جهود وتفاني هؤلاء الحراس الواقعيين للإسلام والثورة.

 

ويقول الإمام الخميني (قدس سره) في بيان له إلى علماء الدين حول الحضور المتواصل للعلماء في ميادين القتال ضد الكفر والشرك والنفاق ولاسيما جبهات الحق ضد الباطل:

 

"... نشكر الله تعالى أن زيّن شهداء الحوزة وعلماء الدين بدمائهم سماء الفقه والتفقه من جدران المدرسة الفيضية إلى الزنزانات الانفرادية المخيفة لنظام الشاه, ومن الأزقة والشوارع إلى المسجد وإمامة الجمعة والجماعة، ومن مكاتب العمل وأماكن الخدمة إلى الخطوط الأولى في الجبهة وميادين الألغام، وبالانتهاء المشرّف للحرب المفروضة كان عدد الشهداء والمعوقين والمفقودين من الحوزات العلمية أكثر قياساً بشرائح المجتمع الأخرى.. أكثر من ألفين وخمسمئة من طلاب العلوم الدينية في أنحاء إيران استشهدوا في الحرب المفروضة، وهذا العدد يكشف عن مدى استعداد علماء الدين للدفاع عن الإسلام والبلد الإسلامي في إيران...".

 

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة