إيران نووية ولو كره الغربيون!
التاريخ: 23-08-2010
مرة أخرى تثبت إيران أن التمسك باستقلالية القرار السياسي والصبر الاستراتيجي والثبات في الموقف والمثابرة في الدفاع عن المبادئ وثقافة المقاومة يثمر «تخصيبا ووقودا وطاقة نووية» وردعا استراتيجيا على الأرض! وهذا الكلام لم يعد اليوم مجرد دعاية إيديولوجية ولا عرض نظري مجرد ولا رؤى رغبوية لطالما اتهمنا بها كلما أشرنا إليها في أوقات سابقة! فها هو ما يسمى بالمجتمع الدولي يضطر للقبول ولو على مضض بإيران عضوا جديدا رسميا في النادي النووي الدولي والأهم من ذلك يذعن ولو مستنكفا بأن لا حل لمشكلاته أو خلافاته مع إيران إلا بالتحلق حول طاولة حوار لا شروط مسبقة فيها! ولنكن واقعيين فإن هذا لم يكن ممكنا لولا إصرار القيادة العليا على المضي قدما في الصناعات الدفاعية الرادعة في البر كما في البحر كما في الجو, وآخر ما كشفته طهران هو صاروخ قيام 1 المتفلتة من رادارات العدو بسبب تقنيتها العالية والمعقدة وقاذفة القنابل النفاثة من دون طيار - كرار - والقادرة على التحليق لمسافات طويلة من دون طيار! بالعودة قليلا إلى الوراء فقط يمكنكم التذكر كيف أن أبرز وزراء خارجية الدول الغربية الكبرى وبضوء أمريكي أخضر طبعا اجتمعوا في قصر سعد آباد شمال طهران وكيف أنهم استطاعوا في لحظة غفلة أو ضعف أن يقتنصوا من المفاوض الإيراني وقتها قرارا في وقف التخصيب لمدة ما يقارب العام والنصف - في حقبة الرئيس السابق محمد خاتمي - مقابل القبول بها عضوا (طبيعيا) في معادلة (المجتمع الدولي) المزعوم ظنا منهم بأن ذلك من شأنه أن يوقف إرادة طهران الإستراتيجية الحازمة بضرورة تشكيل الدورة النووية الكاملة مهما كلف ذلك من ثمن! بالطبع لقد ضيع الغربيون الفرصة في حينها بأنفسهم عندما ظنوا للحظة أن بإمكانهم من خلال لعبة الخداع والتضليل أن (يطفئوا) شعلة الدورة النووية الإيرانية «كما يطفئ أحدهم كعب سيجارته» كما عبر أحد المتحدثين الغربيين في دورة مفاوضات لاحقة لذلك الاجتماع الشهير الآنف الذكر, ظنا منهم بأن إيران قد رضخت تماما لشروط التبعية الغربية! لكن الأمر سرعان ما تغير واستعادت إيران زمام المبادرة بالصبر الاستراتيجي والثبات على المبادئ والمثابرة في التفاوض الطويل النفس والمزج بين الحزم السياسي والحنكة الدبلوماسية, إلى أن أكملت دورتها النووية كاملة كما غدت عليه اليوم
مرة أخرى تثبت إيران أن التمسك باستقلالية القرار السياسي والصبر الاستراتيجي والثبات في الموقف والمثابرة في الدفاع عن المبادئ وثقافة المقاومة يثمر «تخصيبا ووقودا وطاقة نووية» وردعا استراتيجيا على الأرض! وهذا الكلام لم يعد اليوم مجرد دعاية إيديولوجية ولا عرض نظري مجرد ولا رؤى رغبوية لطالما اتهمنا بها كلما أشرنا إليها في أوقات سابقة!
فها هو ما يسمى بالمجتمع الدولي يضطر للقبول ولو على مضض بإيران عضوا جديدا رسميا في النادي النووي الدولي والأهم من ذلك يذعن ولو مستنكفا بأن لا حل لمشكلاته أو خلافاته مع إيران إلا بالتحلق حول طاولة حوار لا شروط مسبقة فيها!
ولنكن واقعيين فإن هذا لم يكن ممكنا لولا إصرار القيادة العليا على المضي قدما في الصناعات الدفاعية الرادعة في البر كما في البحر كما في الجو, وآخر ما كشفته طهران هو صاروخ قيام 1 المتفلتة من رادارات العدو بسبب تقنيتها العالية والمعقدة وقاذفة القنابل النفاثة من دون طيار - كرار - والقادرة على التحليق لمسافات طويلة من دون طيار!
بالعودة قليلا إلى الوراء فقط يمكنكم التذكر كيف أن أبرز وزراء خارجية الدول الغربية الكبرى وبضوء أمريكي أخضر طبعا اجتمعوا في قصر سعد آباد شمال طهران وكيف أنهم استطاعوا في لحظة غفلة أو ضعف أن يقتنصوا من المفاوض الإيراني وقتها قرارا في وقف التخصيب لمدة ما يقارب العام والنصف - في حقبة الرئيس السابق محمد خاتمي - مقابل القبول بها عضوا (طبيعيا) في معادلة (المجتمع الدولي) المزعوم ظنا منهم بأن ذلك من شأنه أن يوقف إرادة طهران الإستراتيجية الحازمة بضرورة تشكيل الدورة النووية الكاملة مهما كلف ذلك من ثمن!
بالطبع لقد ضيع الغربيون الفرصة في حينها بأنفسهم عندما ظنوا للحظة أن بإمكانهم من خلال لعبة الخداع والتضليل أن (يطفئوا) شعلة الدورة النووية الإيرانية «كما يطفئ أحدهم كعب سيجارته» كما عبر أحد المتحدثين الغربيين في دورة مفاوضات لاحقة لذلك الاجتماع الشهير الآنف الذكر, ظنا منهم بأن إيران قد رضخت تماما لشروط التبعية الغربية!
لكن الأمر سرعان ما تغير واستعادت إيران زمام المبادرة بالصبر الاستراتيجي والثبات على المبادئ والمثابرة في التفاوض الطويل النفس والمزج بين الحزم السياسي والحنكة الدبلوماسية, إلى أن أكملت دورتها النووية كاملة كما غدت عليه اليوم.
إن ضخ الوقود النووي في قلب مفاعل بوشهر لأجل إنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الذرية, مع احتفاظ إيران بحقها المبدئي في تخصيب اليورانيوم والذي تكفله لها اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية الموقعة عليها منذ أكثر من ثلاث عقود, ومن ثم رفعها لهذه التقنية إلى درجة التخصيب بنسبة عشرين بالمائة وهو ما تكفله لها نفس الاتفاقية وإعلانها الصريح والواضح والشفاف بأنها ستستمر في إنتاج الوقود النووي عبر عملية التخصيب العالي والتحضير لبناء عشرة محطات نووية أخرى تشبه محطة بوشهر, لا يمكن وصفه إلا كما سبق ووصفناه أكثر من مرة بأنه القرار الأكثر أهمية وخطورة من قرار تأميم النفط الشهير الذي اتخذته طهران في زمن حكومة الراحل محمد مصدق الوطنية في بداية خمسينات القرن الماضي!
كيف ؟ ببساطة ووضوح لأن إيران ما بعد الحادي والعشرين من آب 2010هي غير إيران ما قبل الحادي والعشرين من آب 2010 واليكم الشرح المختصر الآتي:
- إن ما يسمى بالمجتمع الدولي فشل فشلا ذريعا في اللعب على وتر ما يسمى بخطورة وانحرافية المشروع النووي الإيراني نحو التسلح والذي كان يهدف عمليا لمقايضة إيران بقبولها (عضوا عاديا) ومقبولا في هذا المجتمع مقابل تخليها عن الطاقة البديلة أي إقفال محطة بوشهر سلما أو تعطيلها حربا من خلال الأداة الصهيونية, لكن ذلك يذهب اليوم أدراج الرياح مع افتتاح هذه المحطة رسميا بعد أن عطلت إيران كل الذرائع الغربية في هذا السياق وأنهكت روسيا في سباق الصبر الاستراتيجي مما أحرجها فأخرجها من سياق المماطلة وكذلك المقايضة التي لطالما كانت السبب في تأخير لحظة انطلاق منشأة بوشهر!
- إن ما يسمى بالمجتمع الدولي أذعن كذلك ولو بالإكراه بأن ما هو حق لإيران في التخصيب بالنسبة التي تريد من أجل سد حاجتها الداخلية من الوقود النووي لصناعة الطاقة البديلة أصبح أمرا واقعا وأنه لم يعد منطقيا مطالبة إيران بالتراجع عنه في أية مفاوضات مستقبلية من الآن فصاعدا, لأن الحاجة إليه أصبحت جزءا من قاعدة العرض والطلب التجارية تماما كما هي حاجة أي مستهلك وهو إيران في هذا السياق لأي مصدر وهو روسيا في هذه الحالة والتي ليس بينها وبين إيران سوى مذكرة تفاهم لتأمين الوقود النووي لمدة ثلاث سنوات وهو أمر غير ملزم لإيران قانونيا بأن تبقى تشتري هذا الوقود منها لمدة ستين عاما هو العمر المفيد لهذه المنشأة!
- إن ما يسمى بتجارة القرن الواحد والعشرين والتي كانت تعول واشنطن عليها كثيرا, ألا وهي بيع الوقود النووي للعالم انطلاقا من قهر الحالة الإيرانية وتركيعها للقبول بالولايات المتحدة مصدرا أساسيا إن لم يكن وحيدا لشراء هذا الوقود اللازم لصناعة الكهرباء الذري تكون قد سقطت أيضا, ما يعني خسارة كبرى تقدر بنحو أربع تريليون دولار سنويا إذا حسبنا الفرق بين سعر الميغاوات الواحد من الطاقة الكهربائية المنتج من النفط أو الغاز والذي يكلف بين خمسة إلى سبع سنت وذلك المنتج بواسطة الطاقة الذرية والذي يلامس السنت الواحد فقط, إضافة إلى محاسبة سعر النفط أو الغاز كما تريد أن تتحكم به واشنطن بالسياسة!
بالاستناد إلى ما تقدم نستطيع أن نفهم اليوم سبب الغضب والحنق الصهيوني ومن ثم الأمريكي طوال الفترة السابقة على نضوج اكتمال دورة الوقود النووي ومن ثم هضم حلول موعد افتتاح محطة بوشهر الذرية كرها وقهرا دون أن يتمكنا من تعطيل هذه الدورة المشروعة والمحقة, ما سيشكل عمليا سابقة خطيرة للغاية بالنسبة لسائر الدول المستقلة والأخرى الساعية نحو التحرر من التبعية للسياسات الأمريكية الخاصة منها بالسياسة كما بالاقتصاد!
بالمقابل نستطيع أن نفهم الآن أيضا لماذا كان ولا يزال المفاوض الإيراني يصر على ما كان يسميه بحزمة المقترحات الإيرانية مقابل ما بات يعرف بحزمة المقترحات الغربية, ذلك أن المعركة بالنسبة لصاحب القرار الإيراني لم تكن يوما من أجل فتح محطة بوشهر للطاقة الكهربائية لوحدها ولا إعادة ضخ الوقود في مفاعل طهران للأغراض الطبية ولا حتى لتكريس حق التخصيب وتاليا حق صناعة الوقود النووي, بقدر ما كانت ولا تزال الدفاع عن استحقاق الدول المستقلة في تأميم أو توطين التكنولوجيا النووية لأجل تحرير القرار السياسي من التبعية لمعادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية غربها وشرقها وهي المعادلة التي باتت تتحكم بها المصالح الصهيونية العليا للأسف الشديد.
وعليه فإن انطلاق محطة بوشهر الذرية اليوم وما حملته من معان مشار إليها آنفا سترمي بظلالها بقوة على مفاوضات طهران مع ما يسمى بمجموعة فيينا المرتقبة وكذلك على المفاوضات المرتقبة أيضا مع مجموعة الخمسة زائد واحد, إضافة إلى المناكفات والمشاغبات والشد والجذب الإيراني الأمريكي حول الملفات الإقليمية الساخنة من فلسطين مرورا بلبنان وصولا إلى العراق الذي وصل إلى محطته الخريفية من حيث غروب شمس الاحتلال الأمريكي وأفول نجمه!
احدث الاخبار
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
زوجة القائد"الحاج رمضان" تروي ذكرى من أدب الشهيد قاسم سليماني
العميد نقدي: قدرتنا الصاروخية اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه خلال العدوان الصهيوامريكي
الشيخ نعيم قاسم: المقاومة جاهزة للدفاع ولديها ردع يمنع تحقيق العدو لأهدافه
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية