ملأ الفراغ، الأمريكي بحسن الجوار الإيراني
التاريخ: 11-01-2011
إن العلاقات بين الشعبين الكبيرين الإيراني والعراقي معجونة مع بعضها البعض من الأزل إلى الأبد, وإن هذا التلاحم رغم كل مراحل الشد والجذب سيمضي دوما نحو مزيد من التعزيز والاستحكام
إن العلاقات بين الشعبين الكبيرين الإيراني والعراقي معجونة مع بعضها البعض من الأزل إلى الأبد, وإن هذا التلاحم رغم كل مراحل الشد والجذب سيمضي دوما نحو مزيد من التعزيز والاستحكام... هذا الكلام هو بعض ما كتبه وزير الخارجية الإيراني بالإنابة الدكتور علي أكبر صالحي على دفتر ملاحظات الزوار الذين يزورون مرقد الكاظمين عليهما السلام في العاصمة بغداد في زيارة هي الأولى من نوعها إلى العراق لوزير خارجية إيراني عاش في أكناف هذا البلد العريق دارسا في مدرسة (الأخوة) وهو في سن الصبا والذي كما قال صالحي يعود إليه الآن مجددا بعد غياب طال 45 سنة ليجدد هذه الرابطة الأزلية والأبدية على حد وصف مساعد رئيس الجمهورية ورئيس هيئة الطاقة الذرية الإيراني والمرشح الأكثر حظا لتولي منصب وزير الخارجية الإيراني بالأصالة.
رغم كل ما قيل أو سيقال عن هذه الزيارة في (عالم الشد والجذب العراقيين) فإنها ستظل الأكثر أخوية وبامتياز كما يصفها العارفون بصالحي وبالرئيس نجاد, خاصة وأن الوزير الإيراني يستعد كما تفيد دوائر صنع القرار في طهران إلى زيارة للرياض ستكون بمثابة تتويج للمرحلة الجديدة من ديبلوماسية الرئيس أحمدي نجاد (الجوارية) التي أطلقها صالحي في أول تصريح له منذ تبوأه منصبه الجديد عندما وضع كلا من السعودية وتركيا والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين بالطبع على رأس أولويات المرحلة الجديدة.
هذا كما دعا الدكتور صالحي أثناء زيارته العراقية هذه كما هو معروف إلى تحالف رباعي يضم كلا من إيران وسوريا وتركيا والعراق من أجل تعزيز تكتل إقليمي يعتقد المراقبون بأنه سيصبح مع تقدم الزمن الجديد ليس فقط إلى أكبر لاعب في المنطقة بإمكانه منع التفرد الأمريكي في صنع الكثير من المشهد السياسي العام في بلادنا العربية والإسلامية, بل وسيفضي بدوره إلى توسيع متنام لهذا التكتل (الأخوي) على حساب مخطط فيلتمان للتفرقة والفتن الطائفية والمذهبية المتنقلة.
وكما قامت تركيا برفع التأشيرات والحدود المصطنعة بينها وبين كل من سوريا ولبنان فألغت التأشيرات مع هذين البلدين أسوة بما كان معمولا به مع إيران.
وتماما كما فعل الرئيس بشار الأسد غداة تصريحات هيلاري كلينتون الشهيرة التي طالبت دمشق بالابتعاد عن طهران, عندما قام بإلغاء التأشيرات بين بلاده والشقيقة إيران متهكما على كلينتون في مؤتمره الصحفي المشترك مع الرئيس أحمدي نجاد بالقول: لقد طالبتينا بالابتعاد فقررنا التقارب أكثر من ذي قبل بقرار إلغاء التأشيرات بين بلدينا.
هكذا أيضا تنهمك اللجان المختصة بتعزيز الروابط بين إيران والعراق للتوصل إلى قرار مشابه, وهو ما يتم دراسته بين إيران ولبنان والحبل على الجرار مع سائر بلدان الجوار العربي الإسلامي.
غير أن طهران التي كسبت لتوها هي ودمشق معركة حكومة الشراكة الوطنية العراقية على حساب واشنطن, ستولي من الآن فصاعدا - ودائما حسب مصادر إيرانية وثيقة الصلة بمطبخ صناعة القرار العليا - للعراق اهتماما خاصا بالساحة العراقية باعتبارها البوابة التي منها يجب أن تهزم سياسة أمريكا المرتكزة إلى إحلال النفوذ الأمني والاستخباراتي بديلا عن النفوذ العسكري المباشر, وذلك بعد خروجها المفترض من بلاد الرافدين في نهاية العام 2011.
إنه الرد القوي والمتين إذن على نظريتي (إستراتيجية الفراغ الاستراتيجي) و(إستراتيجية تجزئة المجزأ) التي تعمل على تعميمها الإدارة الأمريكية وهي تحضر لهروبها الكبير من العراق وأفغانستان منذ أواسط العام الميلادي الحالي.
إذ من المعلوم أن واشنطن تعمل وبقوة على تأجيج الصراعات ليس فقط بين مكونات الأمة المشرقية الكبرى بل ومكونات كل قطر من أقطار عالمنا العربي والإسلامي, حتى تظهر أقطارنا وكأنها مجموعة دول فاشلة ومنهارة اقتصاديا وأمنيا, وبالتالي فهي بحاجة إلى مظلة الدول الاستكبارية والاستعمارية الكبرى لتحمي نفسها من أعدائها المحليين وأعدائها الإقليميين مرة باسم الخوف من هذا العرق أو ذاك كما يحصل في إطار مقولة الغيران فوبيا ومرة باسم الخوف من هذا الدين أو ذاك كما يحصل في مصر والسودان ومرة باسم الخوف من هذا المذهب أو ذاك كما يحصل في لبنان باسم ما يسمى بالمحكمة الدولية والقرار الظني.
لكن ديبلوماسية (صفر مشاكل) التركية مع دول الجوار وديبلوماسية (البحار الخمسة) السورية وديبلوماسية حسن الجوار الإيرانية التي يقوم صالحي اليوم بتجديدها وإحيائها على قاعدة (ما يحك جلدك إلا ظفرك) كما يقول المثل الشهير والتي يعتقد الكثيرون بأنها ستضم قريبا الكثيرون من أعضاء ما يسمى بمحور أو معسكر (الاعتدال العربي) أيضا طوعا أو كرها ستكون هي الوسيلة الأقوى لمواجهة سياسة فرق تسد الانجليزية القديمة والأمريكية المستحدثة.
وهنا ثمة من يعتقد في طهران بأن تثبيت الدكتور علي أكبر صالحي رئيسا للدبلوماسية الإيرانية في القريب العاجل وإيفاده إلى الرياض وتجديد الحركة المكوكية للرئيس نجاد من خلال إرساله لمبعوثين كبار إلى كل من بيروت ودمشق بعد كل من باريس والمنامة وعمان وصنعاء إنما هي جزء من خطة موسعة وضعتها حكومة الرئيس الإيراني لمواجهة إستراتيجيتي الفراغ الاستراتيجي والأمني الأمريكيتين الآنفتي الذكر واللتين تهول بهما واشنطن على بعض حلفائها أو أصدقائها أو المراهنين عليها من دول معسكر الاعتدال العربي حتى الآن.
وفي هذا السياق أيضا فإن ديبلوماسيين إيرانيين معنيين بالشأن العربي واللبناني بشكل أخص يؤكدون بأن ثمة مساع وجهود حثيثة تبذل على قدم وساق من جانب عدد من كوادر الديبلوماسية الإيرانية العامة والتي تعمل تحت إشراف القيادة الإيرانية العليا هدفها تطويق مفاعيل الفتنة على الساحة اللبنانية, بما يمهد لجعل القرار الظني خارج دائرة الصدور أصلا والمحكمة الدولية خارج دائرة التداول ولكن رويدا رويدا.
وإذا ما نجحت طهران في هذا المجال بالفعل فإن ذلك سيكون انجازا سوريا إيرانيا بامتياز يكون جزءا كبيرا من الفضل فيه لحنكة وبراعة سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني الذي أدار معركة ديبلوماسية وسياسية وأمنية على المستوى الدولي لا تقل أهمية وخطورة من معركة الـ 33 يوما في تموز العام 2006 ما يجعل المقاومة الإسلامية اللبنانية رقما صعبا يستحيل كسره ناهيك عن استسهال شن الحرب عليه فضلا عن شطبه من خريطة أية مفاوضات مقبلة لترتيب أوضاع المنطقة.
احدث الاخبار
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
زوجة القائد"الحاج رمضان" تروي ذكرى من أدب الشهيد قاسم سليماني
العميد نقدي: قدرتنا الصاروخية اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه خلال العدوان الصهيوامريكي
الشيخ نعيم قاسم: المقاومة جاهزة للدفاع ولديها ردع يمنع تحقيق العدو لأهدافه
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية