Skip to main content

الخلايا الإيرانية النائمة والكيد الأعمى!

التاريخ: 05-04-2011

الخلايا الإيرانية النائمة والكيد الأعمى!

ثمة ضجيج كبير تصاعد في الآونة الأخيرة في المشهد الإقليمي الخليجي بخصوص ما بات يعرف بـ’التدخل’ الإيراني مرة وبـ’النفوذ الإيراني’ مرة أخرى أو ‘التمدد الصفوي’ أو ما شابه ذلك من تعبيرات تصب في أغلبها في خانة ‘تعكير الجوار العربي الإيراني’ وبعضها لغرض استبدال عدو الأمة الأول الدخيل ألا وهو الإسرائيلي بصديق تاريخي جار أصيل هو الإيراني والذي لا يمكن نقل مكانه الجغرافي أو التخلي عن جيرته مطلقا وهو قدر لنا كما نحن قدر له !   صحيح أن الكلام عن هذا الموضوع ليس جديدا، لكن ما استجد منه بعد ‘كربلاء البحرين’ التي تخوف منها السيد اردوغان بات فوق طاقة عقلاء المنطقة وليس في مصلحة حتى مطلقي هذه التصريحات أيا كانت تقديراتهم للعلاقة مع هذا الجار !   إذ لم يعد الكلام يتناول العلاقة بين دول وأنظمة مجلس التعاون وبين نظام الجمهورية الإسلامية التي تتهمها بعض الدول بالتدخل وبعضها الآخر بالتجسس بقدر ما صار الأمر يمس كرامة وعزة ووطنية أعداد كبيرة من أبناء تلك الدول إن لم تكن أكثرية قاطعة كما هي الحالة في البحرين مثلا، ما جعل منها معرضة لانتهاك الحرمات على خلفية التشكيك في ولائها لأوطانها إن لم يكن حرمانها من الثروة الوطنية كما هو الحال في الأكثرية البحرينية التي تتعرض لانتهاكات صارخة تحت عنوان العمالة للخارج أو التبعية لمشروع أو أجندة إيرانية !   في هذه الأثناء فإن ثمة من جعل ‘المذهبة’ ديدنه في كل صغيرة وكبيرة من السياسة إلى الرياضة ما جعل المطالب الشعبية الإصلاحية في أي حقل من الحقول الاجتماعية عرضة لتكون ممرا لحروب أهلية من نوع تم تجريبه في أكثر من بلد عربي وإسلامي ولم يجلب لتلك البلدان إلا الدمار والعار!   ‘وهنا ثمة من يتساءل ‘إلى متى هذا اللمز والغمز من إخوان في الوطن يصرحون دون مواربة بأنهم لا يريدون بيع أوطانهم لأحد، وأنهم لا يريدون إلا دولة مدنية الجميع فيها متساو أمام القانون؟ وبالتالي أليس من يرفض هذا من قبل إخوانه في الوطن هو من يصر على مذهبة مطالب شعبية محقة اعترف بها الحاكم نفسه؟   الأمر لدى البعض في بعض الأحيان وصل إلى حالات أكثر خطورة إذا ما دققنا بها قد تمس ولاء رموز من الأسر الحاكمة نفسها لأوطانها وإلا ما معنى أن يخرج أحدهم مثلا ليقول بأن من جملة معايير اختيار هذا المسؤول أو ذاك في بلاده ‘ينبغي أن لا يكون واقعا تحت تأثير النفوذ الإيراني!   في كل الأحوال فإن الأمر بات يتجاوز الخطوط الحمراء للسجال الداخلي لدى البعض ليصل إلى التشكيك بالولاءات لأطياف من النسيج الاجتماعي الحاضن للتوازن الداخلي لبلدانهم بما قد يخدم مشاريع باتت معروفة يروج لها الأجنبي بأن أوطاننا ما هي إلا دول ومجتمعات هشة وقلقة لا يمكن التعويل على بقائها موحدة أو تماسك بنيانها إلا بالاستقواء بالحماية الخارجية !   متابعون خليجيون من بلدان مختلفة ومن أطياف وألوان اجتماعية متنوعة باتوا يتخوفون من أن يكون هذا التصعيد المفاجئ ضد إيران ومحاولة أقلمة قضية البحرين الداخلية ونبش الملفات القديمة في بلد شديد الحساسية مثل الكويت والحديث المتكاثر عن ‘الخلايا الإيرانية النائمة’ ما هو إلا غطاء لصراع أجنحة هنا أو هناك على خلفية ضغوط تتعرض لها الأسر الحاكمة في البلدان الخليجية لحسم أمرها بين الجار الإيراني الأصيل و’الجار’ الإسرائيلي الدخيل الذي يصول ويجول بخلاياه النائمة والمستيقظة ويصطاد من يشاء ويغتال من يشاء في مقدمة لتدويل الوضع الخليجي والإقليمي عموما لوضع اليد على المنطقة برمتها!   إنها الفتنة تطل برأسها من جديد كما يقول مصدر خليجي وثيق الصلة بحاكم بلده وبمجريات أحداث البحرين ويضيف بأنه سمع من نائب السفير الأمريكي في بلاده بأن اوباما يعرف جيدا بأن ما حصل في البحرين إنما هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وأن الحكومة البحرينية كما السعودية أخطأتا في معالجتهما لملف المحتجين إلا أن مصالح بلاده النفطية والإستراتيجية لا تمكنها من التصادم مع حكومة البلدين!   بالمقابل ثمة من يسأل في الكويت كما في البحرين كما في بلدان خليجية أخرى، عن المصلحة الوطنية في دفع أو حتى بيع المكونات الشيعية في الإقليم باتجاه إيران قسرا، من خلال وضعها جميعا في دائرة الشك إلى أن يثبت العكس؟   ويضيف متسائلا إذا كانت إيران متمددة إلى هذا الحد الخطير كما تصور بعض الدوائر ألا يعني هذا بأن أصحاب هذه النظرية إنما يضعون الأسر الحاكمة في موضع الضعيف والعاجز والمعزول عن مفاصل نسيج شعبه وتجانسه الوطني؟!   فهل وصل الأمر بهذا البعض للذهاب بكيده إلى درجة العمى حتى يكون مستعدا لوضع نسيج بلاده الوطني أو سلمه الأهلي في المزاد العلني من أجل مصالح ومنافع سلطوية عابرة لم تدم لأحد حتى تدوم له؟   ‘بالمقابل فإن مقربين من مطبخ صناعة القرار الإيراني ‘يقولون بأن إيران التي ترفض مقابلة التصعيد بالتصعيد وهي القادرة عليه بامتياز إنما ترتكز على قواعد سياسة خارجية اعتمدتها مبكرا منذ قيام الثورة الإسلامية فيها أساسها حفظ حرمات الجار واعتماد مبدأ الصبر على الأذى ‘وكظم الغيظ تجاه الأعداء

ثمة ضجيج كبير تصاعد في الآونة الأخيرة في المشهد الإقليمي الخليجي بخصوص ما بات يعرف بـ’التدخل’ الإيراني مرة وبـ’النفوذ الإيراني’ مرة أخرى أو ‘التمدد الصفوي’ أو ما شابه ذلك من تعبيرات تصب في أغلبها في خانة ‘تعكير الجوار العربي الإيراني’ وبعضها لغرض استبدال عدو الأمة الأول الدخيل ألا وهو الإسرائيلي بصديق تاريخي جار أصيل هو الإيراني والذي لا يمكن نقل مكانه الجغرافي أو التخلي عن جيرته مطلقا وهو قدر لنا كما نحن قدر له !

 

صحيح أن الكلام عن هذا الموضوع ليس جديدا، لكن ما استجد منه بعد ‘كربلاء البحرين’ التي تخوف منها السيد اردوغان بات فوق طاقة عقلاء المنطقة وليس في مصلحة حتى مطلقي هذه التصريحات أيا كانت تقديراتهم للعلاقة مع هذا الجار !

 

إذ لم يعد الكلام يتناول العلاقة بين دول وأنظمة مجلس التعاون وبين نظام الجمهورية الإسلامية التي تتهمها بعض الدول بالتدخل وبعضها الآخر بالتجسس بقدر ما صار الأمر يمس كرامة وعزة ووطنية أعداد كبيرة من أبناء تلك الدول إن لم تكن أكثرية قاطعة كما هي الحالة في البحرين مثلا، ما جعل منها معرضة لانتهاك الحرمات على خلفية التشكيك في ولائها لأوطانها إن لم يكن حرمانها من الثروة الوطنية كما هو الحال في الأكثرية البحرينية التي تتعرض لانتهاكات صارخة تحت عنوان العمالة للخارج أو التبعية لمشروع أو أجندة إيرانية !

 

في هذه الأثناء فإن ثمة من جعل ‘المذهبة’ ديدنه في كل صغيرة وكبيرة من السياسة إلى الرياضة ما جعل المطالب الشعبية الإصلاحية في أي حقل من الحقول الاجتماعية عرضة لتكون ممرا لحروب أهلية من نوع تم تجريبه في أكثر من بلد عربي وإسلامي ولم يجلب لتلك البلدان إلا الدمار والعار!

 

‘وهنا ثمة من يتساءل ‘إلى متى هذا اللمز والغمز من إخوان في الوطن يصرحون دون مواربة بأنهم لا يريدون بيع أوطانهم لأحد، وأنهم لا يريدون إلا دولة مدنية الجميع فيها متساو أمام القانون؟ وبالتالي أليس من يرفض هذا من قبل إخوانه في الوطن هو من يصر على مذهبة مطالب شعبية محقة اعترف بها الحاكم نفسه؟

 

الأمر لدى البعض في بعض الأحيان وصل إلى حالات أكثر خطورة إذا ما دققنا بها قد تمس ولاء رموز من الأسر الحاكمة نفسها لأوطانها وإلا ما معنى أن يخرج أحدهم مثلا ليقول بأن من جملة معايير اختيار هذا المسؤول أو ذاك في بلاده ‘ينبغي أن لا يكون واقعا تحت تأثير النفوذ الإيراني!

 

في كل الأحوال فإن الأمر بات يتجاوز الخطوط الحمراء للسجال الداخلي لدى البعض ليصل إلى التشكيك بالولاءات لأطياف من النسيج الاجتماعي الحاضن للتوازن الداخلي لبلدانهم بما قد يخدم مشاريع باتت معروفة يروج لها الأجنبي بأن أوطاننا ما هي إلا دول ومجتمعات هشة وقلقة لا يمكن التعويل على بقائها موحدة أو تماسك بنيانها إلا بالاستقواء بالحماية الخارجية !

 

متابعون خليجيون من بلدان مختلفة ومن أطياف وألوان اجتماعية متنوعة باتوا يتخوفون من أن يكون هذا التصعيد المفاجئ ضد إيران ومحاولة أقلمة قضية البحرين الداخلية ونبش الملفات القديمة في بلد شديد الحساسية مثل الكويت والحديث المتكاثر عن ‘الخلايا الإيرانية النائمة’ ما هو إلا غطاء لصراع أجنحة هنا أو هناك على خلفية ضغوط تتعرض لها الأسر الحاكمة في البلدان الخليجية لحسم أمرها بين الجار الإيراني الأصيل و’الجار’ الإسرائيلي الدخيل الذي يصول ويجول بخلاياه النائمة والمستيقظة ويصطاد من يشاء ويغتال من يشاء في مقدمة لتدويل الوضع الخليجي والإقليمي عموما لوضع اليد على المنطقة برمتها!

 

إنها الفتنة تطل برأسها من جديد كما يقول مصدر خليجي وثيق الصلة بحاكم بلده وبمجريات أحداث البحرين ويضيف بأنه سمع من نائب السفير الأمريكي في بلاده بأن اوباما يعرف جيدا بأن ما حصل في البحرين إنما هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وأن الحكومة البحرينية كما السعودية أخطأتا في معالجتهما لملف المحتجين إلا أن مصالح بلاده النفطية والإستراتيجية لا تمكنها من التصادم مع حكومة البلدين!

 

بالمقابل ثمة من يسأل في الكويت كما في البحرين كما في بلدان خليجية أخرى، عن المصلحة الوطنية في دفع أو حتى بيع المكونات الشيعية في الإقليم باتجاه إيران قسرا، من خلال وضعها جميعا في دائرة الشك إلى أن يثبت العكس؟

 

ويضيف متسائلا إذا كانت إيران متمددة إلى هذا الحد الخطير كما تصور بعض الدوائر ألا يعني هذا بأن أصحاب هذه النظرية إنما يضعون الأسر الحاكمة في موضع الضعيف والعاجز والمعزول عن مفاصل نسيج شعبه وتجانسه الوطني؟!

 

فهل وصل الأمر بهذا البعض للذهاب بكيده إلى درجة العمى حتى يكون مستعدا لوضع نسيج بلاده الوطني أو سلمه الأهلي في المزاد العلني من أجل مصالح ومنافع سلطوية عابرة لم تدم لأحد حتى تدوم له؟

 

‘بالمقابل فإن مقربين من مطبخ صناعة القرار الإيراني ‘يقولون بأن إيران التي ترفض مقابلة التصعيد بالتصعيد وهي القادرة عليه بامتياز إنما ترتكز على قواعد سياسة خارجية اعتمدتها مبكرا منذ قيام الثورة الإسلامية فيها أساسها حفظ حرمات الجار واعتماد مبدأ الصبر على الأذى ‘وكظم الغيظ تجاه الأعداء.

 

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة