Skip to main content

هل لإيران دور في الثورات العربية ؟!!

التاريخ: 05-04-2011

هل لإيران دور في الثورات العربية ؟!!

عند الحديث عن ما صار البعض يتحدث ويكرر ما يقال تدخل إيراني في ما يجتاح المنطقة من ثورات شعبية ينبغي الالتفات إلى الآتي

عند الحديث عن ما صار البعض يتحدث ويكرر ما يقال تدخل إيراني في ما يجتاح المنطقة من ثورات شعبية ينبغي الالتفات إلى الآتي.

 

أولا علينا احترام إرادة الشعوب العربية وخياراتهم السياسية الواعية وهي عادة لن تأتي فجأة ولن تأتي من فراغ وإنما هي نتيجة لتراكمات عديدة كانت ترصدها الشعوب العربية منذ زمن كل بطريقته

 

ثانيا الظلم والطغيان وتفشي الفساد والرؤية الدونية من قبل الحكام لشعوبهم وتبني السياسات الإنبطاحية للاستكبار العالمي والانسياق نحو عملية السلام الوهمية وترجيح المصالح الأمريكية و(الإسرائيلية) على مصالح شعوبهم والتخلي عن القضايا الأساس للشعوب والدخول في صراعات كاذبة مع أصدقاء الشعوب من حركات المقاومة ودول الممانعة بالإضافة إلى السياسات الداخلية الظالمة من أكل مال العام أكلا لما من دون النظر إلى أوضاع الناس المعيشية وتفشي الفقر والأمية والطبقاتية الاجتماعية والسياسية في المجتمع وأضحى أغلب الحكام يفكرون بجيوبهم وجيوب أحبابهم وأقاربهم المقربين ولن ينتبه هؤلاء الحكام لآهات شعوبهم بل كان السوط والتعذيب والسجون المظلمة‌ والتشهير والأحكام الجائرة والبطش والإعدام والمنفي ومصادرة الحقوق هو الجواب الأنسب وأما الحريات والحقوق المدنية من إعلام أو انتخابات أو تجمعات ومسيرات فهذا عيب لا يغتفر.

 

ثالثا إيران النموذج والفكر هو الذي أثر بصورة مباشرة على الشعوب العربية في مقارعتهم للدكتاتورية والظلم والتبعية وليست إيران الإدارية فالشعوب العربية تتذكر الثورة الإسلامية في إيران وكيف خرج الملايين بصورة سلمية يهتفون بسقوط الشاه وكيف كان الإيرانيين يوزعون الورود والشوكولا على أفراد الجيش الإيراني ويقولون لهم أنكم إخواننا وليست لدينا مشكلة معكم ورأوا إصرار الإيرانيين على التمسك في حقهم الاستقلالي والتقني والسياسي ورأوا كيف يقف الشعب الإيراني وبقوة ومن دون تردد مع القضايا الأساس للأمة العربية والإسلامية وعلي رأسها القضية الفلسطينية والتصدي للمخططات الإستكبارية في المنطقة وهذا ما تريده الشعوب العربية من خلال ثوراتها ووثبتها العارمة وهذا السيل والتسونامي الشعبي قد بدأ ولن ينتهي إلا بإزالة جميع الرواسب والموانع السياسية والاجتماعية وجميع متاريس الظلم والجور والتبعية المذلة ومن بعدها ستتمكن الشعوب مجتمعة بإزالة الغدة السرطانية من جسدها وهو الكيان الصهيوني بإذن الله واسترجاع الحق الفلسطيني المغتصب لأن هذا الحق لا يمكن استرجاعه بالتمنيات والتنازلات والمفاوضات المباشرة وغير المباشرة الصهاينة لا يفهمون إلا لغة القوة والمقاومة هذا ما أثبتته نجاحات حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله في مواجهاتهم مع الكيان اللقيط.

 

وفي الختام ما نتمناه من بعض إخواننا في الدول الخليجية أن ينتبهوا ويتقوا الله وأن يترفعوا من إثارة الحقد الطائفي والمذهبي لأنها لا تغنيهم ولا توصلهم إلا إلى الهاوية السياسية ولا ينتفع من هذه الأصوات إلا أعداء الأمة والمتربصين بها فالشيعة والسنة إخوان متحابون ومتراصون أمام أعداء الله تعالى والإنسانية فالأعداء أثبتوا أنهم لا يرحمون السنة في أفغانستان والباكستان وفلسطين وسفينة الحرية كما أنهم لا يرحمون الشيعة في العراق وإيران ولبنان فحرق كتاب الله المجيد وإهانة الرسول الكريم (ص) لم يكن الهدف من ورائه طائفة أو مذهب بل الهدف هو الإسلام والمسلمين بكل طوائفهم ومذاهبهم فلماذا يتظاهر المسلمون خارج الدول العربية ويقتل بعضهم دفاعا عن حرمة القرآن الكريم ويبقى بعض إخواننا الخليجيين ينفخون في نار الطائفية والمذهبية ويشغلون المسلمين عن قضاياهم المصيرية ويدفعون بهم إلى قضايا تافهة لتخدم المسلمين لا من قريب ولا من بعيد.

 

فأتمنى لهؤلاء أن يستبصروا ويهتدوا إلى طريق الصواب وهو طريق الإسلام الأصيل الذي فيه التوحيد المطلق لله عز وجل وفيه إحياء سنة رسوله الكريم والتصدي لكل أوجه الظلم والظالمين من أي مذهب أو دين كانوا ولا يهمنا ذلك لأننا تخلصنا منذ قرون من العصبية الجاهلية والتي كانت تنادي بالتمسك بأبناء القبيلة والاعتقاد حتى ولو كانوا على باطل هذا ما نهانا عنه القرآن الكريم في سورة المجادلة ((لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون )) فمالنا نرى اليوم هذه الجاهلية تسيطر على مواقفنا السياسية واتجاهاتنا الفكرية فالظالم ظالم وإن كان عضوا في مجلس التعاون والمظلوم مظلوم وإن كان من شعب إحدى الدول الخليجية فهل معايير الظلم في شمال أفريقيا تختلف عن المعايير في الدول الخليجية فمالكم كيف تحكمون.

 

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة