القائد: الثقة بالذات من العناصر الرئيسية التي تقف وراء نجاحات الشعب الإيراني
2008-01-03
23 ذي الحجة 1428هـ
يزد ـ اعتبر قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي الثقة بالذات بأنها من العناصر الأساسية لنجاح الشعب الايراني في مختلف الميادين منوها الى الأهمية الكبيرة للانتخابات التشريعية المقبلة مؤكدا ضرورة المشاركة الواسعة والشاملة للمواطنين في هذه الانتخابات والسعي للتعرف على المرشح الأصلح والتحلي بالسلوك الانتخابي الصحيح وتجنب تسقيط وقدح الآخرين.
ورأى القائد الخامنئي في كلمته التي القاها بالحشود الهادرة من أهالي مدينة يزد أن الانتخابات المقبلة من أهم قضايا الشعب الايراني خلال العام الجاري واصفا اياها بأنها مسرح عظيم لإظهار عزيمة الشعب الايراني وصموده ونضجه الوطني وحكمته وبصيرته مشيرا الى محاولات الأعداء الرامية لتعطيل الانتخابات في النظام الاسلامي وأضاف: في ظل ارادة الباري تعالى بائت هذه المساعي بالفشل؛ والشعب الايراني من خلال مشاركته الواسعة في الانتخابات المختلفة أضفى رونقا وروعة على سيادة الشعب الدينية.
وشدد سماحته على الأهمية الكبيرة لمشاركة المواطنين بشكل واسع وكثيف في الانتخابات التشريعية الثامنة وقال: إنَّ السعي والدقة التي يبذلها المواطنون خلال هذه المرحلة للتعرف على المرشح الأصلح هي من القضايا المهمة الأخرى.
وأشار القائد الخامنئي الى المؤهلات المختلفة للمرشحين الذين سيقوم مجلس صيانة الدستور بتأييد صلاحياتهم وأضاف: إنَّ براعة الناس في مختلف مدن البلاد يجب أن تتمثل في اختيار أفضل المرشحين من حيث الايمان والإخلاص والأمانة والالتزام والجهوزية للحضور في مختلف ميادين الثورة والتصويت لصالح الاشخاص الذين لديهم إشراف تام على متطلبات واحتياجات المواطنين.
واعتبر القائد الخامنئي أن اختيار المرشح الأمثل عبر تصويت المواطنين يمهد الأرضية لتشكيل المجلس المنشود منوها بالقول: يجب ألا يكون الملاك خلال عملية التصويت, الدعايات المتنوعة والفضفاضة أو الوعود العمرانية المستحيلة, لأن مثل هذه الإجراءات هي من واجبات الحكومة ومسؤولية النائب تتمثل في معرفة وسن القوانين وتحديد أطر مسيرة حركة السلطتين التنفيذية والقضائية.
وقدم سماحة القائد توجيهاته الى المرشحين وأنصارهم في خصوص تجنب تسقيط واتهام الآخرين وأضاف: إنَّ تسقيط الآخرين في المنشورات والمطبوعات ومواقع الانترنيت وسائر وسائل الإعلام غير صحيحة ولا تصب في مصلحة البلاد داعيا أنصار المرشحين الى التبليغ والتعريف بمرشحهم فقط وتجنب الأساليب التخريبية المعمولة في بعض البلدان.
وفي جانب آخر من كلمته تطرق القائد الى دور الثقة بالذات لدى الشعب الايراني في انتصار الثورة الإسلامية والميادين المختلفة وقال: إنَّ الشعب الايراني العظيم يسير باتجاه تحقيق تطلعه الرئيسي الذي يتمثل في ايجاد مجتمع اسلامي لكن هذا التطلع لا يمكن تحقيقه دون الحفاظ على الثقة بالذات الوطنية وترسيخها.
ورأى قائد الثورة أن تحقيق العدالة الاجتماعية بشكل كامل, نشر الأخلاق الإسلامية والشجاعة والعزة والاقتدار على نطاق واسع والتحلي بمواهب الحياة من العناصر الأساسية للمجتمع الاسلامي وأضاف: إنَّ هذه العناصر تحظى بمعناها ومفهومها الحقيقي في مجتمع ينشد الفلاح والسعادة في ظل عبودية الله والشعب الايراني المؤمن يتابع هذا التطلع والهدف بكل ما أوتي من قوة.
وأشار القائد الى الأزمات الأخلاقية والجنسية والأسرية والاقتصادية التي تعصف بالليبرالية الديمقراطية الغربية منوها بالقول: إنَّ هذه الأزمات تكشف عن أن التقدم العلمي والمادي لن يحقق آمال وتطلعات البشرية ولا يودي الى الاستقرار والسعادة الحقيقية.
ورأى سماحتة القائد المعظم أن إرادة الشعب الايراني ومثاليته تمهدان الأرضية لبلورة نظام مرتكز على آراء وعواطف الناس وأضاف: لا يوجد في المنطقة أي بلد يضاهي ايران من حيث الاعتماد على أصوات ومطالب الشعب, لكن من المؤسف أن البعض وبسبب اعتبارات فئوية وسياسية واسترضاء للأعداء يروجون للنهج السلبي على الدوام ويتحدثون عن غياب الديمقراطية في ايران رغم إقامة العديد من الانتخابات الحرة والملحمية ومشاركة التوجهات المختلفة فيها.
ووصف آية الله الخامنئي سيادة الشعب الدينية بأنها أسلوب بديع وحداثوي مشيرا الى الأطر المختلفة للأنظمة الديمقراطية في العالم مضيفا القول: إنَّ الشعب الايراني وبسبب ايمانه بالله حدد اطاره الديمقراطي بالإسلام العزيز ومن هذا المنطلق عرض سيادة الشعب الدينية على العالم ولهذا فإن الشعوب الإسلامية تنظر الى الشعب الايراني نظر إجلال وتبجيل.
والمح القائد الى الغوغائية الدعائية التي يمارسها الأعداء حول المسائل المختلفة مثل سيادة الشعب الدينية, موضوع المرأة, السياسة الخارجية, علاقات ايران مع أقطاب القوى العالمية والقضايا الأخرى وقال: إنَّ الشعب الايراني لم ولن ينخدع بهذه الغوغائية ويسير باتجاه مستقبله المشرق في ضوء تعزيز ثقته بالذات الوطنية.
واعتبر قائد الثورة أن الانجازات العلمية اللافتة التي تحققت في مجالات الطاقة النووية والعلوم الحديثة ومنها الخلايا الجذعية ومعالجة بعض الأمراض المستعصية بأنها من ثمار الثقة بالذات الوطنيه وأضاف: إنَّ الشعب الايراني وبفضل مواهبه اللامعة وثقته بالذات سيتابع مسيرة التقدم والتطور.
وأعرب قائد الثورة الإسلامية عن ارتياحه للزيارات التي تقوم بها الحكومة لمحافظات البلاد معتبرا تنفيذ القرارات التي يتبناها مجلس الوزراء خلال هذه الزيارات, ضروريا ومهما للغاية وقال: إنَّ تسوية المشاكل ليست عملا سهلا لكن مسؤولي البلاد يبذلون جهودهم لإزالة العقبات وتسوية المشاكل وهذه المساعي والجهود محمودة وجديرة بالإشادة.
ووصف سماحته الثقة المتبادلة بين الشعب ومسؤولي البلاد بأنها ثقة معمقة مضيفا القول: إنَّ العدو يحاول ارباك الشعب والرأي العام من خلال توجيه الاتهامات وإضعاف الأجهزة المختلفة والقوى الداخلية لكن الشعب الايراني شعب متيقظ ومخلص يدرك جيدا جهود المسؤولين ولذلك فإن العلاقة والترابط بين الشعب والمسؤولين ستتوطد أكثر فأكثر.
ووصف سماحة القائد في جانب آخر من كلمته الحكيمة, أهالي محافظة يزد بأنهم أناس يتحلون بالصميمية والإيمان والإبداع والمثابرة والالتزام الديني وقال: إنَّ هذه المحافظة تحظى بوجود علماء وشخصيات عظيمة وفذة وبماض ديني وعلمي وتاريخي لامع.
وأشار سماحته الى المفاخر التي سطرها أهالي محافظة يزد في انتصار الثورة الإسلامية وإبان الدفاع المقدس وفي مختلف المجالات مضيفا القول: إنَّ هذه المفاخر هي جزء من الجذور التاريخية والهوية المباركة لأهالي محافظة يزد وينبغي لأهالي هذه المنطقة سيما الشباب التعرف على هذه الهوية القيمة والاهتمام بها.
وقبيل كلمة قائد الثورة, أشار إمام جمعة يزد, ممثل الولي الفقيه في المحافظة الى الخصائص التي يمتاز بها أهالي يزد قائلا: خلال العام الذي سماه قائد الثورة الإسلامية بعام الوحدة الوطنيه والانسجام الاسلامي فإن أهالي المحافظة متمسكون تماما بواجباتهم في الدفاع عن الأهداف السامية للإسلام والثورة الإسلامية في ضوء وعيهم وبصيرتهم وسيسجلون حضورا فاعلا في انتخابات مجلس الشورى الاسلامي بدورتها الثامنة.
تعليقات الزوار