القائد: ترسيخ الثقة بالذات من ضرورات ديمومية مسيرة تقدم البلاد
2008-01-05
يزد ـ اعتبر قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله يوم الخميس ـ 23 ذي الحجة ـ حشدا غفيرا من طلبة جامعات محافظة يزد اعتبر أن تعزيز وترسيخ الثقة بالذات الوطنية أمر ضروري وعنصر أساسي لديمومية تقدم البلاد.
واستعرض قائد الثورة العناصر التي تؤدي الى اضعاف الثقة بالذات الوطنية مؤكدا القول: إنَّ العدو وبسبب هزائمه المتكررة في مواجهة الشعب الايراني يبحث عن أساليب ومكائد جديدة ولذلك على الشعب لا سيما النخبة التحلي باليقظة الكاملة لنبذ هذه العناصر ومتابعة مسيرة نمو وتعزيز الثقة بالذات الوطنية.
وعبَّر سماحته عن ارتياحه وسروره لحضوره بين الطلبة الجامعيين معتبرا الثورة الإسلامية, الانتصار في الدفاع المقدس, تأثير شخصية الإمام الخميني(قدس) الممتازة والموفقية في المجالات المختلفة ومنها الطاقة النوويه بأنها من العناصر التي تشير الى وصول ايران لمرحلة مقبولة نسبيا من حيث التمتع بالثقة بالذات الوطنية مضيفا القول: إنَّ الشعب الايراني في منتصف الطريق الذي يقوده الى تحقيق أهدافه وتطلعاته, وفي منتصف سباق التقدم والتطور الاقليمي والدولي, ويجب أن تتبوأ ايران الريادة في المنطقة في نهاية تطبيق الخطة العشرينية للبلاد.
وأضاف: إنَّ تحقيق هذا التطلع بحاجة الى تعزيز الثقة بالذات الوطنية وتسريع عجلة مسيرة تقدم البلاد.
وأشار قائد الثورة الى عداء السلطويين للشعب الايراني مضيفا القول: إنَّ الإدارة الأمريكية التي تعد الشيطان المجسم وسائر السلطويين واجهوا عقبة كأداء في طريق تحقيق مآربهم وهي صحوة وصمود الشعب الايراني وهذه المسألة هي السبب الرئيسي لمواجهة الغرب والجمهورية الإسلامية الايرانية, إن هؤلاء يعتبرون النظام الاسلامي بأنه العامل الأساسي لهزيمتهم في المنطقة وفضح الماهية الحقيقية للشعارات الغربية الكاذبة حول صيانة الديمقراطية ومكافحة الإرهاب.
ونوه القائد الى فشل أمريكا في الحيلولة دون تحقيق ايران التقدم النووي وقال: إنَّ أمريكا التي لم تكن تقبل سابقا أن تمتلك ايران خمسة أجهزة طرد مركزي, وحتى خلال هذه الأشهر الأخيرة كانت تؤكد على ضرورة تعليق ايران لكافة نشاطاتها النووية تقول اليوم إن على ايران أن تقف عند هذا الحد الذي وصلت اليه. وهذا الأمر تحقق بفضل صمود الشعب الايراني.
ورأى آية الله الخامنئي أن محاولات الأعداء لإيجاد سبل جديدة لإيذاء الشعب الايراني بأنها تبعات طبيعية لهزيمتهم مضيفا القول: إنَّ الثقة بالذات الوطنية ضرورة ملحة اليوم وعلى الشعب الايراني لا سيما الطلبة الجامعيين والنخبة والمسؤولين التعرف على السبل الجديدة التي يعتمدها الأعداء لإضعاف ايران الإسلامية والتكهن بها مسبقا لكي يتمكنوا من احباطها.
وأشار قائد الثورة الإسلامية الى الآثار الايجابية للثقة بالذات الوطنية وأضاف: إنَّ الشعب الذي يفتقر الى هذا العنصر سيبقى متخلفا وبحاجة الى مساعدة الآخرين ولكن التمتع بالثقة بالذات يطرح في أذهان نخبة البلاد أفكار تلبية متطلبات الشعب ويؤدي الى تنشيط المواهب وازدهارها, الأمر الذي يؤدي بدوره الى نجاحات تمهد الأرضية لعناقيد من النجاحات الأخرى والشعب الايراني اختبر هذه الحقيقة ابان فترة الدفاع المقدس وفي مختلف المجالات الأخرى.
وأشار القائد الخامنئي الى أن العدو يعتمد على عناصر بث اليأس وانحراف المواهب والتهديد بالهجوم العسكري لإضعاف الثقة بالذات لدى الشعب الايراني والتوغل فيما بينه مؤكدا ضرورة تحلي الشعب لا سيما النخبة باليقظة حيال هذه الأمور وقال: إنَّ الأجانب يسعون الى بث اليأس والانفعال بين الشعب وخاصة الشباب من خلال إنكار التقدم والتباهي بالفاصلة الموجودة بين الشعب الايراني والشعوب المتقدمة وتعتيم أفق المستقبل, لكن الشعب ومن خلال معرفة الحقائق والإيمان بقدرات شبابه والاعتماد على تجاربه الناجحة على مدى ثلاثة عقود في مسيرة تلبية الاحتياجات الوطنية سيواصل مسيرته نحو قمم النمو والتقدم باندفاع أكبر.
وانتقد سماحته تناغم البعض في الداخل مع أمواج اليأس في الدعاية الأجنبية وأضاف: إنَّ البعض كان يدعي في موضوع الطاقة النووية أن تطوير وتشغيل أجهزة الطرد المركزي في ايران ليس حقيقيا لكن عندما ثبتت قدرة علماء الشعب هذه للجميع ادعوا أن السعي للاستفادة من الطاقة النووية أمر مكلف وعديم الفائدة وهذا أيضا ادعاء كاذب آخر.
وصرح سماحته بهذا الشأن: إنَّ الشعب الايراني بحاجة الى 20 الف ميغاواط من الكهرباء النووي على الأقل خلال العقدين القادمين وإلا فعليه التخلي عن مسيرة التقدم؛ لذلك فإن عزم النظام اليوم للاستفادة من الطاقة النووية قد يكون متأخرا أيضا.
وأشار قائد الثورة الإسلامية الى زعم عدم قدرة الشباب والعلماء الايرانيين في بناء محطة نووية وأضاف: إنَّ جذور هذا القبيل من الكلام هو التأثر من دعاية أولئك الذين يعارضون تقدم ايران؛ لكن الشعب الذي بنى من خلال الاعتماد على شبابه مراكز التخصيب العظيمة سيبني بالتأكيد المحطة النووية أيضا بأيديه وأفكاره القوية ولا يرى التريث جائزا في هذه الطريق.
وأشار سماحته الى تصريحات الرئيس الأميركي القاضية بأن الروس يزودون محطة ايران النووية بالوقود النووي لذلك فإن على الايرانيين التخلي عن التخصيب وأضاف: إنَّ هذا الكلام المضحك كما لو قيل لبلد يزخر بالذخائر النفطية إنَّ عليه أن يلبي حاجته الى النفط من الخارج.
وتساءل آية الله الخامنئي: إذا امتنع المزودون الحاليون لوقود المحطة النووية يوما ما لأي سبب كان عن تزويد ايران بهذا المنتج أو وضعوا شروطا تعجيزية لذلك ألن يكون الشعب مرغما على الاستسلام أمامهم.؟
وأشار القائد المعظم الى سرور وفرحة الشعب الايراني العميقة للتقدم النووي العظيم وأضاف: إنَّ هذا التقدم مدعاة لتعزيز الثقة الوطنية بالنفس لكن البعض يتحدى النظام والحكومة بسبب هذا التقدم ويسعى عالما أو جاهلا لإضعاف الثقة بالذات الوطنية وعلى الشعب أن يكون واعيا ازاء هذه التسللات.
وأشار الى مسيرة التراجع أمام المطالب النووية للعدو قبل عدة أعوام وأضاف: لا شك أن هذه المسيرة أظهرت للشعب الايراني والرأي العام العالمي أن وعود الغرب فارغة لأن العدو كان في حال تحويل التعليق الايراني المؤقت والطوعي الى وقف كامل للنشاطات النووية في البلاد وكنت قد أكدت حينئذ أنه لو استمرت مسيرة المطالبة المتواصلة للأطراف النووية فإنني سأدخل الساحة وقد فعلت وتحولت مسيرة وقف النشاطات النووية الى مسيرة التقدم النووي.
واستمرارا لتصريحاته في مجال توغل الأجانب لإضعاف الثقة بالذات الوطنيه أشار قائد الثورة الى العلاقات مع أميركا وأضاف: إنَّ قطع العلاقات مع أميركا من سياساتنا الرئيسية. إننا لم نقل أبدا أن هذه العلاقة ستكون مقطوعة الى الأبد لكن ظروف الحكومة الأميركية بشكل ستكون إقامة هذه العلاقة حاليا بضرر الشعب الايراني وطبعا فإننا لا نتابع ذلك.
وبيَّن القائد التداعيات السلبية الناجمة عن إقامة العلاقات مع أمريكا وقال: إنَّ إقامة هذه العلاقة لا تقلل من خطر أمريكا والدليل على ذلك أن واشنطن شنت هجومها على العراق في حين كانت تربطهما علاقات سياسية فضلا عن أن إقامة العلاقات مع أمريكا ستمهد للنفوذ الأميركي وتتيح لجواسيسها وعناصرها الاستخباراتية التنقل في بلادنا ولهذا السبب فإن إعادة العلاقات مع واشنطن في الوقت الراهن غير مجدية لشعبنا خلافا لما يزعمه البعض وبالتأكيد إن اليوم الذي تصبح فيه هذه العلاقة مفيدة للشعب الايراني سأكون أول من يوافق عليها.
وأضاف سماحته أن هناك جهات تتهمنا بتأجيج العداء الأميركي لكننا نعلم أن عداء واشنطن للشعب الايراني هو عداء لمبادئ هذا الشعب وهو موجود منذ انتصار الثورة الإسلامية.
ورأى آية الله الخامنئي أن وضع العراقيل والعقبات أمام قرارات وأداء أنظمة إدارة البلاد سيما الحكومة بأنها تؤثر سلبا على الشعب وحيويته مضيفا القول: إنَّ للحكومة الراهنه شأنها شأن أي حكومة أخرى نواقص وأخطاء, يجب التذكير بها لكن التذرع بهذا الأمر, ليس عملا صحيحا.
ولفت سماحته الى كثرة الأعمال التي تزاولها الحكومة معربا عن ارتياحه لزيارات رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء لمحافظات البلاد وقال: أنصح وسائل الإعلام والصحافة وكل من تتوفر لديه امكانية التحدث مع أبناء الشعب, بأن يتجنبوا انتقاد أي عمل وألا يعملوا على ادخال اليأس في قلوب المواطنين لأن هذا الأمر ليس من مصلحة البلاد.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية, الغوغائيه بأنها احدى الأساليب التي تتشبث بها الصحف ووسائل الاعلام الغربية منوها الى دعايات وسائل الإعلام هذه حول انتهاك حقوق الانسان في ايران وقال: إنَّ الذين أثارت حادثة معتقل غوانتانامو وسجن أبو غريب فضيحة تندى لها الجبين, جاؤوا اليوم يتهمون ايران وأي دولة مناهضة لهم بانتهاك حقوق الإنسان.
ورأى سماحته أن إطلاق الدعايات الخاوية بشأن انعدام الديمقراطية في ايران هو من أساليب الضغط والدعاية السياسية الغربية لإضعاف الثقة بالذات في صفوف الشعب الايراني مبينا أن الشعب الايراني يسجل في كل عام تقريبا حضورا فاعلا وملحميا في انتخابات واحدة وينتخب مرشحه من خلال الحملات الانتخابية لمختلف التيارات والأحزاب الناشطة في البلاد و"هل للديمقراطية معنى سوى هذا في البلدان الأخرى".
واعتبر قائد الثورة الإسلامية اطلاق دعايات سلبية بشأن موضوع المرأة بأنه من الضغوط السياسية الأخرى التي يمارسها الغرب ضد الشعب الايراني منوها الى الانتهاك السافر لحقوق المرأة وطمس كرامتها في النظم الليبرالية الغربية وقال: إنَّ الدول الغربية ورغم ارتكابها أسوء الفجائع بحق المرأة تتهم الشعب الايراني النبيل بطمس حقوق النساء لكن هذه الغوغائية لن تؤثر على شعبنا.
وأشار القائد المعظم الى الهجوم الأميركي المحتمل على ايران مضيفا القول: إنَّ احتمال شن هذا الهجوم بات اليوم أقل من الماضي لكن الشعب الايراني وبعيد انتصار الثورة الإسلامية وخاصة بعد فترة الدفاع المقدس كان قد تعرض للتهديدات العسكرية من قبل الأعداء وعلى كل حال, فإن العنصر الذي بإمكانه التقليل من خطورة العدو واحتمال شن الهجوم هو استعراض القدرة والثقة بالذات التي يتحلى بها الشعب الايراني.
وأردف آية الله الخامنئي قائلا: رغم استبعاد شن الهجوم على البلاد, إلا أنه ينبغي على أبناء الشعب ومسؤولي البلاد التحلي باليقظة وهذا ما سيكون بعون الله تعالى.
وفي مستهل اللقاء قدم رئيس جامعة يزد الدكتور سيد علي محمد ميبدي تقريرا عن تطور الجامعات بمحافظة يزد, موضحا أنه قبل انتصار الثورة الاسلامية كان عدد طلاب الجامعات في يزد 200 طالب ولكن في الوقت الحاضر فان هناك أكثر من 59 الف طالب جامعي يدرسون في حوالي 30 جامعة ومركزا للتعليم العالي بمحافظة يزد من بينها 21 فرعا للدكتوراه.
ثم القى عدد من الأساتذة وطلاب الجامعات كلمات بينوا فيها وجهات نظرهم تجاه مختلف القضايا الجامعية والعلمية والثقافية والاجتماعية والسياسية.
تعليقات الزوار