قصة أولريخ فينجر:
واليوم، وبمناسبة حادثة مكة الأخيرة، طلعت علينا قصة الجنرال الألماني الغربي أولريخ فينجر..
والقصة نشرتها وكررتها عشرات المجلات وبالصورة وبالأرقام... فهل اهتمت الصحافة العربية لها؟ والقصة هي التالية:
قبل أسبوع من أحداث مكة، أعلنت سلطات ألمانيا الغربية أن الجنرال أولريخ فيجنر رئيس جهاز مكافحة الإرهاب (GSG9) قد ترك منصبه للعمل في السعودية(ابتداء من شهر أيلول 1987) وأن مهمته هي الإشراف على تنظيم الأمن أثناء مواسم الحج... مجلة لوبوان الفرنسية أوضحت بأن فيجنر له من العمر 58 سنة، وأنه عُيّن من قبل الرياض كمدرّب للقوات الخاصة الأمنية في السعودية وأن مهمته ستبدأ في أيلول وهي تقتضي تدريب هذه القوات والإشراف على أمن الحج في العام القادم...
حكومة بون عادت فأعلنت بأن تعيين أولريخ فيجنر جاء بصورة فردية شخصية بينه وبين الملك ولا علاقة للسلطات الألمانية بهذا الأمر..
مجلة الاكسبرس الفرنسية عادت فقالت أن المنصب الذي استلمه فيجنر كان يحتله في السابق فرنسيون وذلك منذ العملية الناجحة التي قام بها باريل لقمع حركة جهيمان العتيبي في عام 1979... في مكة المكرمة.
مجلة لوبوان الفرنسية عادت فأعلنت (بأن الألمان ومعداتهم الإلكترونية الشديدة الدقة، موجودون منذ فترة طويلة في السعودية...).
كل هذا الكلام قيل وكتب ونشر قبل حادثة المجزرة
وبعد المجزرة، نشرت مجلة (آفنمان دو جودي) الشديدة الصلة بأوساط أجهزة المخابرات ومكافحة الإرهاب الغربية، وفي عددها الصادر بتاريخ 12 آب بأن أولريخ فيجنر هذا موجود في السعودية منذ ستة أشهر.. أي أنه وصل الى هناك في شهر شباط 1987(وليس في أيلول كما ينص العقد معه).. وأن أولريخ فيجنر هذا هو الذي خطط ونظم وقاد عملية قمع المتظاهرين في مكة.
ومعلومات افنمان دو جودي ليست من عندها.. بل هي استقتها من (خبير فرنسي في مكافحة الإرهاب وصديق شخصي لاولريخ).. ومعلوماتنا نحن تقول إنه الكابن باريل نفسه، صديق جان فرانسوا كاهن (رئيس تحرير ومدير المجلة والتي كان يعمل فيها الصحفي الفرنسي المخطوف في لبنان جان بول كوفمان).
ومعلوماتنا تقول أن كاهن وكوفمان يعملان مع باريل ضمن جهاز استطلاع ومعلومات لتحديد أوضاع (الجماعات الإرهابية في لبنان).
المهم أن باريل يقول لمجلة افنمان دو جودي وبالحرف الواحد أن ما جرى في مكة هو من عمل صديقه أولريخ فيجنر..
ورداً على سؤال حول استعمال الرصاص من قبل السعوديين يقول باريل: (إن قوات الأمن السعودي تمتلك أسلحة أمريكية لقمع الشغب (Riot Guns) ذات قوة هائلة. وأنها تستطيع تلقيمها بالرصاص العادي أو برصاص الصيد (حبات الخردق الكبيرة) الذي تعد إصاباته مماثلة للإصابة برصاص حربي من مسافة قريبة.. إن أهمية رصاص الخردق هذا أنه يصيب كمية واسعة من الحشود بطلقة واحدة. وطلقة واحدة منه، إذا أطلقت من مسافة أربعين متراً (الطلقة تحمل تسع حبات خردق) تعادل 9 طلقات رصاص عيار 22 ملم..).
ويضيف باريل متهكماً (طبعاً ليست هذه مفاهيمنا لحفظ الأمن في الغرب، ولكن وبمواجهة هكذا حشود يجب التحرك بسرعة وهذا ما فعلته السعودية)..
أما كيف جرت عملية القمع في مكة، فإن باريل يصف لنا اللوحة التالية انطلاقاً من خبرته الشخصية مع السعوديين، ومن معرفته الوثيقة بعقلية وأساليب فيجنر..(بمواجهة مظاهرات منظمة كان ينبغي من الناحية العملية استعمال وسائل كبرى لقمعها.. مساحيق مهيجة في مدافع الماء.. وبوضوح فإنه يبدو أن السعوديين قد أطلقوا النار (بالمليان).. وأعتقد أنه كان لأولريخ فيجنر دور هنا. فهو موجود هناك منذ ستة أشهر بصفة مستشار مدني وراتبه الشهري 200 ألف فرنك.
تعليقات الزوار