الإمام الخامنئي: سنتصدى بقوة لأي تغلغل أميركي
التاريخ: 17-08-2015
أكد قائد الثورة الإسلامية، سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، عدم السماح لتقسيم العراق وسوريا، معربا عن حزنه على شعب اليمن المظلوم، مشددا على تقديم إيران المساعدة لليمنيين
أكد قائد الثورة الإسلامية، سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، عدم السماح لتقسيم العراق وسوريا، معربا عن حزنه على شعب اليمن المظلوم، مشددا على تقديم إيران المساعدة لليمنيين.
وجاء ذلك خلال استقبال قائد الثورة الإسلامية اليوم الاثنين، للمشاركين في الاجتماع السادس للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) والاجتماع الثامن للجمعية العامة لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامي حيث قال: إنهم وحسب أوهامهم تصوروا بأنهم سيجدون طريقا عبر هذا الاتفاق الذي بالطبع ليس معلوما مصيره – ليس معلوما المصادقة عليه هنا ولا هناك - للتغلغل في البلاد، لكننا أغلقنا هذا الطريق، وسنغلقه بكل حزم.
وأضاف سماحته: إننا سوف لن نسمح للتغلغل الاقتصادي الأميركي في البلاد ولا التغلغل السياسي ولا الثقافي، وسنتصدى له بكل قوة – هذه القوة المتوفرة اليوم ولله الحمد بقدر كبير – .
وأشار الإمام الخامنئي إلى أن الأميركيين يحاولون بسط نفوذهم في المنطقة وتمرير مخططاتهم، ولكننا لن نسمح لهم بذلك وهم يسعون إلى تقسيم العراق وسوريا وهذا لن يتحقق إن شاء الله.
وفيما يتعلق بالشأن اليمني قال قائد الثورة الإسلامية: نحن حزينون على شعب اليمن المظلوم ونقدم لهم ما بوسعنا من مساعدة، إنهم (قوى العدوان) يعملون على تدمير هذا البلد ويسعون إلى تحقيق أهدافهم السياسية بأسلوب أحمق.
وفي جانب آخر من كلمته أكد الإمام الخامنئي أن إيران تدعم المقاومة في المنطقة والمقاومة الفلسطينية التي تشكل حقبة لامعة في التاريخ الإسلامي، مشددا القول بأن الجمهورية الإسلامية في إيران تقدم كافة أشكال الدعم الممكن لكل من يناضل ضد الكيان الصهيوني ويستهدفه ويؤيد المقاومة.
واعتبر القائد، التصدي لمخططات الاستكبار في المنطقة مثالا بارزا للجهاد في سبيل الله وأشار إلى المواجهة الحازمة لمحاولات أميركا الرامية لاستغلال نتائج المفاوضات النووية والتغلغل الاقتصادي والسياسي والثقافي في إيران وأضاف: إن مخطط نظام الهيمنة في المنطقة مرتكز على أساسين هما "إثارة الخلاف" و"التغلغل" حيث ينبغي عبر الخطط الهجومية والدفاعية الصحيحة التصدي لهما بيقظة واستمرار.
وأكد بأن الجهاد في سبيل الله لا يعني الحرب العسكرية فقط بل يشمل أيضا النضال الثقافي والاقتصادي والسياسي، وأضاف: إن المثال الواقعي اليوم للجهاد في سبيل الله هو معرفة مخططات الاستكبار في المنطقة الإسلامية خاصة منطقة غرب آسيا الاستراتيجية والحساسة والتخطيط للتصدي لها والذي يشمل الجانبين الدفاعي والهجومي.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى مؤامرات الاستكبار في المنطقة خلال القرن الأخير وقال، رغم الماضي الطويل لمؤامرات الاستكبار في المنطقة الإسلامية إلا أن الضغوط والمؤامرات تصاعدت منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران للحيلولة دون تكرار هذه التجربة في سائر الدول.
وصرح بأن مؤامرات الأعداء اشتدت خلال الأعوام الأخيرة في منطقة غرب آسيا بعد الصحوة الإسلامية التي انطلقت من شمال أفريقيا وأضاف، لقد تصوروا بأنهم قمعوا الصحوة الإسلامية إلا أن هذه الصحوة لا تُقمع ومازالت مستمرة وستبرز حقيقتها عاجلا أم آجلا.
واعتبر الإمام الخامنئي نظام الهيمنة وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية بأنه المثال الملموس والمظهر الكامل لمفهوم العدو وأكد قائلا: إن أميركا لا تحظى بأي أخلاقيات إنسانية وتمارس الخبث والإجرام دون وازع في إطار عبارات جميلة وإظهار الابتسامة.
وأشار إلى محاولات الأعداء الرامية لإثارة الخلافات بين الحكومات والشعوب وأوضح بأن إثارة الخلافات بين الشعوب هي الأخطر حيث تجري تحت يافطات الشيعة والسنة، واعتبر البريطانيين بأنهم المتخصصون في إثارة الخلافات وأن الأميركيين هم تلامذتهم وأضاف: إن تأسيس الجماعات التكفيرية الإجرامية والمتهتكة والمتجبرة التي اعترف الأميركيون أنفسهم بالضلوع في تأسيسها يعتبر الأداة الأهم لإثارة الخلافات المذهبية على الظاهر بين الشعوب والتي للأسف انخدع بعض المسلمين السذج بها بسبب قلة الوعي وأصبحوا في صلب مخطط العدو.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية القضية السورية بأنها الأنموذج الواضح لهذا الأمر وأضاف: انه حينما سقطت أنظمة الحكم الطاغوتية في تونس ومصر قرر الأميركيون والصهاينة استخدام هذا الأنموذج لتحطيم دول المقاومة ولهذا السبب فقد اتجهوا نحو سوريا.
وأضاف الإمام الخامنئي: انه وبعد بدء قضية سوريا أصبح هنالك عدد من المسلمين عديمي البصيرة في صلب مخطط العدو وأوصلوا سوريا إلى مثل هذا الوضع.
وتابع قائد الثورة الإسلامية: إن ما يحدث اليوم في العراق وسوريا واليمن ومناطق أخرى ويتم السعي لإطلاق "الحرب المذهبية" عليها، ليست حربا مذهبية إطلاقا بل هي حرب سياسية. مؤكدا بان الواجب الأهم اليوم هو العمل على إزالة الخلافات.
وصرح قائلا، لقد قلنا صراحة وعلنا بأن جمهورية إيران الإسلامية تمد يد الصداقة نحو جميع الحكومات الإسلامية في المنطقة ولا مشكلة لها معها وأضاف: إن إيران تربطها علاقات طيبة مع غالبية جيرانها "وبطبيعة الحال فان لبعض الدول خلافات معنا وتمارس الخبث والعناد إلا أن إيران تنتهج سبيل بناء علاقات طيبة مع الجيران والحكومات الإسلامية خاصة شعوب المنطقة".
واعتبر قائد الثورة الإسلامية، مبدأ "أشداء على الكفار، رحماء بينهم" احد المبادئ الراسخة لإيران الإسلامية وأضاف: إننا وبناء على درس الإمام الراحل (ره) ونهج الجمهورية الإسلامية القويم لا نتصالح مع الاستكبار لكننا نرتبط مع الإخوة المسلمين بأواصر الصداقة والمودة.
وأكد سماحته بأننا وفي دعمنا للمظلوم لا نأخذ مسالة المذهب بالاعتبار، فكما ندعم إخوتنا الشيعة في لبنان ندعم إخوتنا السنة في غزة ونعتبر القضية الفلسطينية بأنها القضية الأولى والمركزية للعالم الإسلامي.
وأكد القائد بأننا نعارض أي سلوك وتحرك يؤدي إلى إثارة الخلاف في العالم الإسلامي حتى لو صدر من جانب بعض جماعات الشيعة وندين الإساءة إلى مقدسات أهل السنة.
وفي الإشارة إلى مسالة "التغلغل" في دول المنطقة باعتباره المخطط البغيض الثاني الذي تعتمده أميركا وأضاف: إن الولايات المتحدة بصدد التغلغل في المنطقة لعشرات الأعوام وتحسين سمعتها المهدورة.
كما أشار إلى محاولات واشنطن الرامية لاستغلال نتائج المفاوضات النووية وأضاف: إن الأميركيين يريدون من اتفاق ليس معلوما مصيره أو القبول به لغاية الآن، لا في إيران ولا في أميركا، وسيلة للتغلغل في إيران إلا أننا أغلقنا هذا الطريق بحزم، وسنستخدم كل طاقاتنا لمنع التغلغل الاقتصادي والسياسي والثقافي أو التواجد السياسي للأميركيين في إيران.
واعتبر السياسات الإقليمية للجمهورية الإسلامية في إيران بأنها تأتي على النقيض من السياسات الإقليمية الأميركية وأضاف: إنهم يسعون لتقسيم دول المنطقة وتأسيس دويلات صغيرة وعميلة ولكن سوف لن يحدث هذا الأمر بحول الله وقوته.
وجدد تحذيراته السابقة حول محاولات أميركا الرامية إلى تقسيم العراق وأضاف: لقد استغرب البعض من تلك التصريحات إلا أن الأميركيين يتحدثون اليوم صراحة عن تقسيم العراق.
وقال: إن تقسيم العراق، وسوريا أيضا لو تمكنوا، هو هدف أميركا المحدد إلا أن سيادة أراضي المنطقة والعراق وسوريا مهم جدا بالنسبة لنا.
وأشار إلى التجابه بين السياسات الإقليمية لجمهورية إيران الإسلامية وبين سياسات الولايات المتحدة وأضاف: إن إيران تدافع عن المقاومة بكل قوة في المنطقة ومنها المقاومة الفلسطينية وتدعم من يناضل ضد الكيان الصهيوني ويقارعه.
وأكد بأن من سياسات إيران المبدئية الأخرى التصدي لسياسات أميركا المثيرة للتفرقة ومراكز إثارة الخلاف وأضاف: إننا لا نعتبر من الشيعة تلك التي تتخذ من لندن قاعدة ومركزا لدعايتها وتلعب دور معبّد الطريق للاستكبار.
ولفت إلى دفاع إيران عن جميع المظلومين ومنهم شعبي اليمن والبحرين وأضاف: إننا وخلافا للمزاعم التي لا أساس لها لا نتدخل في شؤون هذه الدول لكننا سنستمر في دعم الشعوب المظلومة.
وانتقد بشدة قتل المظلومين في اليمن وتدمير هذا البلد وأضاف: إن متابعة بعض الأهداف السياسية وبأساليب حمقاء أدت إلى استمرار ارتكاب الجرائم بحق الشعب اليمني.
وتابع ، انه وفي مناطق أخرى من العالم الإسلامي ومنها باكستان وأفغانستان تقع أحداث مؤلمة أيضا حيث ينبغي على المسلمين معالجة هذه المشاكل بوعي ويقظة.
وفي جانب آخر من حديثه اعتبر قائد الثورة الإسلامية، اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية مركزا مهما جدا لمواجهة الإمبراطورية الإعلامية الأميركية – الصهيونية الخطيرة والمافيائية المعقدة وأضاف: إن هذا التحرك يجب تعزيزه وتطويره تماما.
وأشار إلى البون الشاسع بين وسائل الإعلام في غالبية الدول الإسلامية وبين مطالب شعوبها وتبعية وسائل الإعلام هذه لسياسات الاستكبار الخطيرة وأضاف، إن إمبراطورية الظالمين الإعلامية، ورغم مزاعم الحياد، تعمل عبر التحريف والكذب وأنواع الأساليب المعقدة، في خدمة أهداف قوى الغطرسة العالمية.
وقال القائد، رغم تحديات الاستكبار وأذنابه فإن عزة وقوة الإسلام مشرقة ومضمونة بفضل تواجد الرجال والنساء والشباب المجاهدين وان مستقبل المنطقة يعود للشعوب المسلمة.
وفي ختام كلمته التقى قائد الثورة الإسلامية حشدا من الضيوف وتحدث معهم عن كثب.
احدث الاخبار
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
زوجة القائد"الحاج رمضان" تروي ذكرى من أدب الشهيد قاسم سليماني
العميد نقدي: قدرتنا الصاروخية اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه خلال العدوان الصهيوامريكي
الشيخ نعيم قاسم: المقاومة جاهزة للدفاع ولديها ردع يمنع تحقيق العدو لأهدافه
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية