دعا قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، الشعراء لتجسيد انتهاكات أميركا للاتفاق النووي في قصائدهم الشعرية. وخلال استقباله مساء الاثنين لحشد من أساتذة الشعر والأدب الفارسي والشعراء الشباب والمخضرمين وشعراء من دول باكستان والهند وأفغانستان، اعتبر قائد الثورة انتهاكات أميركا للاتفاق النووي احد المجالات الممكنة لنظم الشعر وقال، انه فضلا عن السياسيين ينبغي أيضا على الفنانين وخاصة الشعراء نقل هذه الحقائق للرأي العام.
وأكد سماحته أن الشعراء رصيد وذخر قيم للبلاد مشددا على ضرورة أن يكون الشعر حيا نابضا ويأتي في وقته المناسب ويحمل موقفا مسؤولا بشان القضايا الأساسية وحاجات البلاد وقال، هنالك اليوم حرب ناعمة وكفاح سياسي وثقافي وفي هذا السياق ينبغي على الشعر العمل بمسؤوليته كأداة مؤثرة.
وحيّا الإمام الخامنئي ذكرى الشاعر الفقيد حميد سبزواري وأشاد بشعره واعتبره بأنه كان يحمل قريحة شعرية طافحة وملما بمختلف أنواع الشعر وقال، إن الميزة الفريدة للفقيد سبزواري كانت أناشيده المؤثرة وذات الجودة والمهتمة بقضايا اليوم.
واعتبر الأنشودة من أكثر أنواع الشعر تأثيرا وقال، إن سرعة انتشار وحفظ الأنشودة على المستوى العام أكثر من جميع أنواع الشعر الأخرى وان الأنشودة تنتشر في أوساط المجتمع كالهواء النقي والربيعي لذا ينبغي من خلال تأليف الأناشيد الجيدة وترويجها المناسب معالجة النقص والفراغ الموجود في هذا المجال.
وفي تبيينه لمكانة الشعر ومسؤولية الشاعر، اعتبر الشعراء بأنهم ضمن أهم أرصدة البلاد، مؤكدا ضرورة أن تأتي هذه الشريحة إلى الساحة وتلبي حاجات البلاد في القضايا السياسية والثقافية والاتصالات الشعبية والوشائج الاجتماعية ومواجهة الأعداء الأجانب.
وأكد قائد الثورة الإسلامية بأن الشعر يجب أن يكون حيّا نابضا وان يحمل مواقف مسؤولة تجاه القضايا الجارية وحاجات البلاد.
ودعا إلى ضرورة ترويج القصائد والأناشيد الحية وذات المواقف المسؤولة على نطاق واسع وكذلك مسؤولية مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وسائر الأجهزة المعنية في هذا المجال وأضاف، تنظّم اليوم قصائد شعرية حية وبارزة حول قضايا كفلسطين واليمن والبحرين والدفاع المقدس (1980-1988) والشهداء الغواصين (الذين استشهدوا خلال مرحلة الدفاع المقدس) والشهداء المدافعين عن مراقد أهل البيت (ع) أو مظلومية مجاهدين كالشيخ المظلوم والشجاع والمقدام الشيخ زكزاكي في نيجيريا، ولكن للأسف لا يتم الترويج جيدا لهذه القصائد المؤثرة والتي تبث الروح المعنوية إذ أن هنالك تقصيرا في هذا المجال.
واعتبر الإمام الخامنئي انتهاكات أميركا للاتفاق النووي احد المجالات الأخرى الممكنة لنظم الشعر الحي وقال، انه فضلا عن السياسيين، ينبغي على الفنانين وخاصة الشعراء تبيين هذه الحقائق للرأي العام.
وانتقد قائد الثورة بعض الإجراءات الخاطئة في الترويج والتكريم لفنانين غير ملتزمين وغير عقائديين وقال، للأسف يتم أحيانا تكريم فرد لم يبد ذرة من الاهتمام بمفاهيم الإسلام والثورة الإسلامية في حين لا يتم التكريم أو الاهتمام بفنان امضى عمره ورصيده الفني في سبيل الإسلام والثورة.
وكانت التوصية الأخرى لقائد الثورة الإسلامية هي الاستفادة من فرصة إقبال واهتمام الشعب والشباب خاصة بالقصائد الشعرية كثيرة الاستعمال كالمراثي.
وأشار في هذا السياق إلى قصائد المراثي الملهمة والمفعمة بالمضامين في مرحلة النضال ضد نظام الطاغوت وكذلك في مرحلة الدفاع المقدس وقال، بطبيعة الحال فان ساحة ونوع الحرب اليوم مختلفان عما كانا عليه في مرحلة النضال والأعوام الأولى للثورة ونحن الآن في ساحة الحرب الناعمة والحرب السياسية والثقافية والأمنية ومواجهة التغلغل حيث تكافح الأفكار والإرادات في هذه الساحة حيث يعتبر الشعر احد الأدوات الرئيسية والمؤثرة في هذا الكفاح.
كما أكد قائد الثورة على عدة توصيات أخرى وهي "صياغة وترجمة ونشر قصائد شعرية بارزة في قضايا كفلسطين والدفاع المقدس والمنطقة واليمن" و"تحويل المضامين والكلمات القيمة للأدعية والنصوص الدينية إلى شعر" و"إنشاد قصائد شعرية دينية قوية وزاخرة بالمضامين بهدف نقل معارف الأئمة المعصومين عليهم السلام".
كما أكد سماحته ضرورة الرقي والسمو بالشعر وعدم توقف الشعراء في مسار التقدم وأضاف، ينبغي تقوية ودعم مجموعات شعبية وفنية كمدينة الأدب من اجل الرقي بالشعر وإعداد الشعراء.
وفي هذا اللقاء قرأ 23 من الشعراء الحاضرين قصائد شعرية لهم، كما صلى الحضور بإمامة قائد الثورة الإسلامية فريضتي صلاتي المغرب والعشاء ومن ثم افطروا بمعيته.
تعليقات الزوار