أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي ضرورة الاعتماد علی الطاقات والإمكانيات الداخلیة باعتبارها السبیل الوحید لحل مشاكل الشعب وقال، إن الاتفاق النووي كتجربة، اثبت مرة أخرى عدم جدوی الحوار مع أميركا ونقضنا للعهود وضرورة عدم الوثوق بها .
ووصف قائد الثورة الإسلامية خلال استقباله الیوم الاثنین حشدا غفیرا من أبناء الشعب الإيراني من مختلف محافظات البلاد في حسینیة الإمام الخمیني (ره) ، وصف المشاكل المعیشیة للشعب بالهاجس الأكبر والدائم وقال: إن خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) أثبتت مرة أخرى أن تطور البلاد وتحسن الظروف المعیشیة یتوقف علی الطاقات الداخلیة ولیس الأعداء الذین لا ینفكون عن إيجاد العقبات أمام إيران.
الشعب الإيراني ید واحدة رغم الفوارق اللغویة والقومیة والمذهبیة
وأشار سماحته إلى أن الحشد الحاضر في الحسینیة والذي یمثل مختلف المحافظات الإيرانية إنما یثبت أن الشعب الإيراني ید واحدة رغم الفوارق اللغویة والقومیة والمذهبیة وان جمیع أبناء الشعب یعملون من اجل تقدیم إيران كأنموذج للبلد الإسلامي بشقیه المادي والمعنوي للعالم وان تكون إيران ملهمة للشعوب الأخرى كي تتمكن من خلال السیر علی هذا النهج من مواجهة سیاسات الاستكبار المثیرة للخلافات والفرقة.
المواطن الإيراني یعیش في بلد مقتدر تعترف القوی الكبرى باقتداره
وأشاد القائد بالتطور العلمي والسیاسي والاجتماعي الذي حققته إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية وقال: إن المواطن الإيراني الذي كان في عهد الدیكتاتور البهلوي، یعیش ظروف التبعیة والتخلف والذل أمام أميركا وبریطانیا، بات الیوم یعتز لكونه یعیش في بلد مقتدر تعترف القوی الكبرى باقتداره ودوره الإقليمي.
وتطرق إلى العقبات التي یعمل الأعداء علی إيجادها أمام تطور إيران وقال: یمكننا بفضل التحلي بالحكمة والمنطق إزالة كافة هذه العقبات ولكن لا يمكننا الوثوق بالأعداء.
وشدد الإمام الخامنئي على أن المسؤولین الدبلوماسیین والمفاوضین نفسهم یؤكدون أن أميركا تنقض العهد ولا یمكن الوثوق بكلامها المعسول التي تسعی من ورائه وضع العقبات والمساس بالعلاقات الاقتصادیة بین إيران وسائر الدول منوها إلى المباحثات التی جرت الأسبوع الماضي مع مجموعة 5+1 في أوروبا وقال: إن المفاوضین الإيرانيين ذكروا مرارا الجانب الآخر بنقضه للعهد وعدم وفائه للوعود واستمراره في سیاسة وضع العقبات أمام إيران.
لم يكن من المفروض أن يلغى الحظر بأكمله ؟
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى مرور 6 أشهر علی بدء تنفیذ الاتفاق النووي وقال: الم یكن من المفروض ان تلغی جمیع هذه العقوبات الجائرة حتى یؤثر ذلك علی حیاة الشعب؟ وهل ترك ذلك تأثیرا ملموسا علی حیاة الشعب؟.
لا یمكن الوثوق بأي من أقوال الأمريكان
وأوضح قائلا: قبل عامین قلنا إننا سننظر إلى المباحثات النوویة كتجربة حتى یثبت الاميركان من خلالها نوایاهم، لكنهم نقضوا جمیع الوعود ولازالوا یواصلون تدبیر المؤامرات أنهم یدعوننا الآن لكي ندخل معهم في مباحثات بشان قضایا المنطقة لكن تجربة الاتفاق النووي تحذرنا من هذا السم المهلك ومن أنها لا یمكن الوثوق بأي من أقوال الاميركان.
حين يكون العدو مخادعا لا يمكن الدخول معه في اي حوار
وشدد الإمام الخامنئي بالقول "لو كان العدو ملتزما بأقواله علی الأقل، كان يمكن الدخول في حوار معه بشأن بعض القضایا، ولكن حینما یكون العدو أميركا المخادعة التي لا تنفك عن نقض العهود من وراء ابتسامتها العریضة، فحینها لا یمكن ولیس من المفروض أن ندخل معها في أي حوار وهذه هي حقیقة معارضتي المستمرة للحوار مع الاميركان.
لا يمكن حل المشاكل والتحديات الإقليمية لإيران وأميركا عبر الحوار
وشدد القائد أن المشاكل والتحدیات الإقليمية لإيران وأميركا لا یمكن حلها عبر الحوار وقال: نحن لابد أن نسیر بعزم راسخ في الطریق الصحیح الذي نسلكه لتحقیق التطور وحینها سیری الجمیع كیف سیلهث العدو وراءنا.
وأشار إلى قضایا وأوضاع المنطقة الصاخبة، وفي معرض تحلیله الإجمالي لهذه الأوضاع، قال إن بصمات أميركا واضحة علی جمیع هذه القضایا .
إجهار الحكومة السعودیة بعلاقاتها مع الكیان الصهیوني بمثابة خنجر في ظهر الأمة الإسلامية
ووصف الإمام الخامنئي، إجهار الحكومة السعودیة بعلاقاتها مع الكیان الصهیوني، بالخنجر الذي طعن ظهر الأمة الإسلامية وقال: إن ما قام به السعودیون هو خطیئة وخیانة كبری، لكن الأميركيين كان لهم أيضا دور في هذا الخطأ الكبیر، من حیث ان الحكومة السعودیة عمیلة لهم وتحت إمرة الإدارة الأميركية.
جرائم اليمن ترتكب بأسلحة أميركية وبضوء اخضر منها
كما أعتبر قائد الثورة الإسلامية الاعتداء علی الیمن والقصف المستمر للمناطق السكنیة والمستشفیات والمدارس وقتل الأطفال جریمة خری للحكومة السعودیة وقال: إن هذه الجرائم ترتكب بأسلحة أميركية وبضوء اخضر منها.
وأضاف الإمام الخامنئي: لمن المؤسف حقا انه حینما تحاول الأمم المتحدة إدانة هذه الجرائم، یتم إسكاتها بالمال والتهدید والضغوط.
وقال قائد الثورة الإسلامية: إن الأمین العام للأمم المتحدة أعترف بالضغوط التي تمارس علی المنظمة الأممیة، لكن كان الأولی به تقدیم استقالته بدلا من هذا الاعتراف والبقاء لخیانة البشریة.
بصمات أميركا واضحة في جمیع القضایا الإقليمية
كما وصف القائد، موضوع البحرین ودخول القوات الأجنبية لممارسة الضغوط ضد الشعب البحریني، بالمثال الآخر علی الممارسات المدعومة من قبل أميركا، وأكد أن الحكومة السعودیة تدار الیوم من قبل أشخاص غیر مؤهلین، إلا أن التفسیر الدقیق للقضایا یكشف أن هناك بصمات لأميركا في جمیع هذه القضایا.
أميركا تزعم مكافحتها للجماعات التكفیریة، ولكن هناك تقارير تثبت دعمها لها
كما لفت إلى دور الأميركيين في تشكیل ودعم الجماعات التكفیریة بهدف إشعال فتیل الفتنة في الأمة الإسلامية والترویج لـ"الإسلام الأموي والمرواني" والإساءة إلى "الإسلام الأصيل" وأضاف: إن الأميركيين یزعمون تشكیل تحالفات ضد الجماعات التكفیریة، فیما أنهم لا یقومون بأي عمل مؤثر ضدهم، كما أن هناك تقاریر تشیر إلى أنهم یقدمون المساعدات لهذه التنظیمات.
الإرهاب ارتد الیوم علی حاضنیه
وصرح الإمام الخامنئي بالقول: بالطبع إن الإرهاب ارتد الیوم علی حاضنیه وحسب ما یقول الإيرانيون "من یزرع الریح یحصد العاصفة".
أميركا تنظر للحكومات العربیة بمنظار الأداة لحمایة الكیان الصهیوني وتمریر مصالحها
ووصف أميركا بأنها أساس المشاكل في المنطقة وأكد أن شعوب المنطقة قادرة علی معالجة هذه القضایا، قائلا، إن أميركا لا یمكن الوثوق بها والاعتماد علیها، وإنها تنظر إلى الحكومات العربیة بمنظار الأداة لحمایة الكیان الصهیوني وتمریر مصالحها الاستكباریة في المنطقة.
حل قضايا المنطقة يكمن في اتحاد الشعوب والحكومات والممانعة ضد الاستكبار
وأكد قائد الثورة الإسلامية: إن حل قضایا المنطقة یكمن في " اتحاد الشعوب والحكومات الإسلامية " و "الممانعة ضد الأهداف الاستكباریة لأميركا وبعض الحكومات الأوروبية" وقال : یتعین معرفة هذه الأهداف والتحلي بالمقاومة في تحقیقها، والشعب الإيراني یقف صامدا في هذا الطریق.
وشدد علی انه رغم كل محاولات أميركا فإن جمیع مؤامراتها ومخططاتها قد انكشفت، وان سیاستها باتت تزداد ضعفا یوما بعد یوم في المنطقة.
التدخل والعداء الأميركي لا یقتصر علی إيران الإسلامية
وقال قائد الثورة الإسلامية: إن التدخل والعداء الأميركي لا یقتصر علی الجمهوریة الإسلامية الإيرانية وأضاف: في أحداث تركیا الأخيرة، هنالك ما یشیر إلى ضلوع أميركا في محاولة الانقلاب في تركیا وفیما لوثبت ذلك ستكون فضیحة كبیرة لها.
أميركا تعارض الإسلام والمیول الإسلامية، لذا قامت بتدبیر الانقلاب ضد تركیا
وأشار إلى علاقات تركیا الجیدة مع أميركا كحلیف إقليمي لها، وقال إن الأميركيين یعارضون الإسلام والمیول الإسلامية، لذا قاموا بتدبیر الانقلاب ضد تركیا لما لدیها من میول إسلامية.
وأكد القائد أن هذه الحركة تم قمعها وباتت أميركا منبوذة من قبل الشعب التركي، وان موقف الأميركيين بات یزداد ضعفا ووهنا في العراق سوریا وفي المناطق الأخرى.
وأشار إلى الوعد الإلهي بنصرة أولياء الدین، وقال إن جمیع المشاكل ستحل فیما إذا تفاؤل الشعب الإيراني بهذا الوعد وعمل علی التمهید له.
تعليقات الزوار