Skip to main content

الإمام الخامنئي لأميركا: ما علاقتكم بمنطقتنا؟ انتم من اوجد "داعش"

التاريخ: 13-06-2017

الإمام الخامنئي لأميركا: ما علاقتكم بمنطقتنا؟ انتم من اوجد "داعش"

أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي أن المصالح الوطنية الحقيقية هي التي لا تتعارض مع الهوية الوطنية والثورية للشعب الايراني.

أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي أن المصالح الوطنية الحقيقية هي التي لا تتعارض مع الهوية الوطنية والثورية للشعب الايراني.

وقال قائد الثورة الإسلامية، في كلمة ألقاها لدى استقباله رؤساء السلطات الثلاث وكبار المسؤولين وحشد من المدراء في البلاد يوم الاثنين، انه إذا أردنا إدارة البلاد بصورة صحيحة والاستفادة من الثروات والطاقات الوطنية والفرص المتاحة والحد من التهديدات وتشخيص الطريق الصحيح فان الحاجة تدعو إلى تحديد معايير صحيحة في عملية صنع القرارات.

وأضاف سماحته، إن معايير اتخاذ القرارات ينبغي أن تتمحور حول تأمين المصالح الوطنية الحقيقية للبلاد والتي لا تتعارض مع الهوية الوطنية والثورية للشعب الإيراني.

وفي مستهل حديثه اعتبر سماحته شهر رمضان المبارك فرصة ذهبية وسانحة للتضرع إلى الباري تعالى وتنوير القلوب وأضاف، إن الوصول إلى الأهداف والطموحات السامية رهن بالعلاقة بالله والجهد الصادق والإيماني وفيما لو غفل المجتمع الإسلامي والثوري عن الذكر والتضرع إلى الباري فانه سيتضرر.

كما اعتبر قائد الثورة الانتخابات الأخيرة بأنها كانت عملا عظيما ابرز قدرة الثورة وعمق نفوذ النظام الإسلامي في قلوب الشعب رغم أن وسائل الإعلام العالمية لم تكن لها في دعايتها الهائلة أي إشارة إلى هذه القضية.

وأضاف القائد، إن العمل المشترك للشعب بمعزل عن مسالة لأي من المرشحين صوتوا هو ثقتهم بصندوق اقتراع الجمهورية الإسلامية والحركة العظيمة المقررة في الدستور أي الانتخابات.

وأشار إلى الإجراءات الأميركية الصلفة بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في زيادة إجراءات الحظر والدق أكثر فأكثر على طبل العداء وأضاف، انه في مقابل هذه العداوات ينبغي إيجاد أجواء جديدة من التعاون والعمل وبذل الجهد للوصول إلى الهدف المشترك أي "تقدم البلاد واعتلاء الجمهورية الإسلامية" وينبغي على الجميع أن يكونوا شركاء ومساهمين في هذه الأجواء.

واعتبر الإمام الخامنئي أن الضرورة لتحقيق الأهداف وإركاع العدو هي "العمل الدؤوب والصمود" وأضاف، انه على الجميع مساعدة المسؤولين وعلى المسؤولين أيضا التعاون معا في مختلف القطاعات وخدمة الشعب.

وحول الإدارة الصحيحة للبلاد وتحديد طريق الصواب عن الخطأ قال، إن الإدارة الصحيحة للبلاد بحاجة أولا إلى تحديد "معايير صنع القرار واتخاذ القرار" ومن ثم هي بحاجة في مرحلة تالية إلى "الاستفادة من تجارب الأعوام الـ 38 الماضية".

واعتبر "المصالح الوطنية" المعيار الأساس في تبيين معايير اتخاذ القرار الصحيح وأضاف، إن المصالح الوطنية تكون مصالح وطنية حقا حينما لا تتعارض مع "الهوية الوطنية والثورية للشعب الإيراني".

واعتبر الهوية الوطنية الإيرانية بأنها تتبلور على أساس العناصر الثلاثة وهي "الإسلام والثورية والعمق التاريخي"، داعيا مسؤولي البلاد لتجنب أي قرار تشوبه مسالة عدم التناسق مع الإسلام والثورة وتاريخ الشعب الإيراني أو تتعارض معها.

وأكد قائد الثورة الإسلامية في الوقت ذاته بان التعريف المقدم للمصالح الوطنية لا يعني تجاهل المنجزات البشرية والحرمان منها وأضاف، إن تعريف المصالح الوطنية في إطار الهوية الإسلامية والثورية والتاريخية لا ينبغي تأويله بمعنى غلق طريق الاستفادة من المنجزات البشرية.

كما أكد سماحته على نقطة مهمة في المصالح الوطنية وهي أن مصالحنا الوطنية لا ينبغي أن تخضع لأمور تفرض من الخارج.

وأكد بان القوى الاستكبارية تستخدم مختلف الأساليب لفرض مآربها وأضاف، إن احد هذه الأساليب هو توفير مصالح المستكبرين تحت عنوان "المعايير الدولية" كي تتهم عبر هذا الطريق الدول المستقلة والمناهضة للظلم بخرق المعايير.

وأضاف، إن الأميركيين طرحوا أخيرا في كلامهم حول إيران تحت عنوان المعايير الدولية موضوع "زعزعة الاستقرار في المنطقة" حيث ينبغي القول في الرد عليهم أولا؛ ما علاقتكم انتم بهذه المنطقة، وثانيا أن السبب في عدم استقرار المنطقة هو انتم وعملاؤكم.

وأشار الإمام الخامنئي إلى دور الأميركيين في تأسيس تنظيم داعش ودعمهم العسكري واللوجيستي له وأضاف، إن مزاعم تشكيل التحالف ضد داعش كاذبة، وبالطبع فان الأميركيين يعارضون "داعش الخارج عن السيطرة" ولكن لو أراد احد القضاء حقيقة على داعش فإنهم سيتصدون له.

واعتبر الاتهام الأخير الذي وجهه الرئيس الأميركي لإيران بزعم دعم الإرهاب وكذلك الاتهامات حول حقوق الإنسان بأنها تأتي في إطار أسلوب اختلاق المعايير لتوفير مصالح المستكبرين وقال، إن تحدث الأميركيين إلى جانب حكام السعودية القروسطيين والقبليين عن حقوق الإنسان واتهامهم للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تعد مظهرا للسيادة الشعبية، أمر يبعث على السخرية حقا وسيبقى ذلك وصمة عار في جبينهم.

وأشار إلى "التأثير الحاسم للتلاحم والوحدة الوطنية" في نجاحات العقود الأربعة الماضية للبلاد وأضاف، انه ينبغي الاستفادة من هذه التجربة الناجحة في إدارة البلاد، وبطبيعة الحال فان الوحدة لا تتنافى مع إعلان المخالفة لسياسات الأجهزة ولكن لا ينبغي حدوث التجاذبات والمناكفات حول قضايا البلاد العامة.

واعتبر "إيجاد القطبية الثنائية" و"تقسيم المجتمع إلى شقين" تجربة خطيرة مضرة بمصالح البلاد، مؤكدا بان "رسم حدود واضحة مع العدو" يوفر الأرضية للوحدة الوطنية وأضاف، انه على المسؤولين رسم حدود جدية مع العدو الخارجي وأذنابه في الداخل.

كما اعتبر "عدم الثقة بالعدو" من التجارب الأساسية والجدية الأخرى التي ينبغي الاهتمام بها تماما في إدارة البلاد.

وأشار إلى القضية النووية قائلا، إننا وثقنا ونثق بالمسؤولين الذين تابعوا هذه القضية لأننا نعتبرهم منا ومؤمنين ولكن في هذه القضية وبسبب الثقة بكلام الطرف الأخر فقد تخلينا عن أمور في بعض الحالات أو لم نبد الاهتمام اللازم بها وكانت النتيجة أن بقيت فراغات يستغلها العدو الآن.

ونوه قائد الثورة إلى رسالة وجهها وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى المسؤولين الأوروبيين حول حالات انتهاك الاتفاق النووي على يد الأميركيين وأضاف، إن وزير الخارجية لا يعارض المفاوضات ولكن كونه إنسانا "متدينا وصاحب ضمير وشعور بالمسؤولية" فقد شرح في الرسالة الحالات المختلفة لـ "خرق روح ونص الاتفاق النووي".

ودعا سماحته "لجنة الإشراف على الاتفاق النووي" للدقة والتنفيذ الكامل لمسؤولياتها وأضاف، انه عند القبول بالاتفاق النووي حددنا شروطا صريحة بصورة خطية حيث ينبغي على لجنة الإشراف على الاتفاق النووي العمل كي تراعى هذه الشروط بدقة.

وأكد انه حينما يقف العدو بصلافة أمامكم فان أي تقصير سيحمل على انه ضعف واضطرار ما يجعله أكثر صلفا لذا ينبغي اخذ الحذر تماما.

والنقطة الأخرى التي أكد عليها قائد الثورة هي "تقوية الاقتدار العسكري والأمني" في ترسيم ما ينبغي وما لا ينبغي في "الإدارة الصحيحة للبلاد وإدارة الفرص والتهديدات".

وأكد سماحته على تعزيز عناصر اقتدار وعزة إيران أي القوات المسلحة والحرس الثوري والتعبئة (البسيج) وجميع العناصر المؤمنة والثورية على العكس مما تريده أميركا التي تدعو إلى إزالة عناصر القوة هذه.

كما أشار الإمام الخامنئي إلى عدة نقاط اقتصادية مهمة ومؤثرة في الإدارة الصحيحة للبلاد، ونوه إلى تأثير استقطاب الاستثمارات الداخلية والأجنبية في إدارة اقتصاد البلاد، لافتا إلى ضرورة "مكافحة التهريب" و"التنفيذ الصحيح واللائق للمادة 44 من الدستور" (حول الخصخصة) و"امن الاستثمارات" معتبرا "إعداد خارطة طريق واضحة وشاملة" من أولى الأمور التي ينبغي للحكومة أن تقوم بها.

واعتبر سماحته "الأجواء الافتراضية" من القضايا المهمة والمؤثرة الأخرى في الإدارة الصحيحة للبلاد وأضاف، أن كمّا هائلا من القضايا المناهضة للقيم والمخالفة للمصالح الوطنية والقضايا الصحيحة والخاطئة والمعلومات الصحيحة والخاطئة أو حتى شبه المعلومات تنهال على أذهان المجتمع حيث ينبغي التحكم بهذه الأجواء ولكن لا ينبغي حرمان الشعب من الأجواء الافتراضية.

وانتقد القصور الحاصل في إنشاء الشبكة الوطنية للمعلومات وأضاف، إن بعض الدول بإنشائها شبكة وطنية للمعلومات تستفيد من الانترنت لتوفير مصالحها مع رعاية خطوطها الحمراء والتحكم الصحيح بالأجواء الافتراضية.

وفي جانب آخر من حديثه أكد قائد الثورة بان الكثير من القضايا غير قابلة للحل مع أميركا أساسا لان مشكلة أميركا معنا ليست ناجمة عن قضايا مثل الطاقة النووية وحقوق الإنسان بل مشكلتهم هي مع أساس الجمهورية الإسلامية.

واعتبر تأسيس الجمهورية الإسلامية في منطقة مهمة وفي ارض ثرية كإيران وانتهاج سياسات مستقلة، تعتبر العامل الأساس لعداء الأميركيين للجمهورية الإسلامية وأضاف، إنهم معارضون لاستقلال البلاد أساسا وحتى لو كان قد أتى نظام إلى الحكم في البلاد غير ديني وثوري لكنه مستقل لكانت هنالك أيضا مخالفات ومعارضات له .

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى مصالح إيران الإسلامية وإمكانياتها الوفيرة، لافتا إلى أن القوى الطامعة في ثروات الدول الأخرى غير مستعدة للتخلي عن أطماعها في إيران إلا أن الثورة الإسلامية تتصدى لها ولن تسمح لها ذلك.

واعتبر قضايا "حقوق الإنسان والإرهاب ومزاعم زعزعة الاستقرار في المنطقة من جانب إيران" ذرائع أميركا ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأضاف، إن أميركا هي نفسها إرهابية وراعية للإرهاب وداعمة للكيان الصهيوني الذي هو أساس الإرهاب وتأسس منذ يومه الأول بممارسة الإرهاب والظلم، لذا لا يمكن التفاهم معها.

وأكد قائد الثورة بأنه على الأميركيين أن يعلموا بان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتراجع عن مواقف مثل مقارعة الظلم والدفاع عن فلسطين وبذل الجهد لضمان حقوق الشعب.

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة