الموضوع الذي يطرحونه الآن على شبابنا هو (إلى متى البكاء والعزاء؟! تعالوا لنقوم بمظاهرات!). فهل يدركون ما يعني مجلس العزاء؟! إنهم لا يدركون أن هذه المجالس وهذا البكاء يهذب الإنسان ويخلق الإنسان السليم! إن مجالس العزاء هذه على سيد الشهداء (ع) وذلك الإعلام المضاد للظلم، إنما هو إعلام ضد الطاغوت! فلابد أن يستمر بيان الظلم الذي وقع على المظلوم حتى النهاية.
لقد كان الأساس الذي حفظ كل شيء إلى الآن هو سيد الشهداء (ع) ولابد لنا من حفظه! وقد قال النبي الأكرم (ص) ( (أنا من حسين))[1] يعني أنه يحفظ دينه، وإن هذه التضحية قد صانت الإسلام. وعلينا أن نحفظ (العزاء الحسيني)!. إن شبابنا لم ينتبهوا إلى أن هؤلاء يريدون القضاء على أساس العزاء الحسيني! فمجالس العزاء الحسيني تثير مشاعر الجماهير لكي يتأهبوا لكل شيء! فعندما ترى الجماهير كيف قطّعوا أبناء سيد الشهداء (ع) إرباً إرباً وكيف ضحى بشبابه بهذا الشكل، يسهل عليها تقديم أبنائها. إن شعبنا بشعوره هذا وحبه للشهادة تقدم ووصل إلى الهدف، وكان السرّ هو أن حب الشهادة انعكس على كل شؤوننا وعلى جميع أبناء شعبنا وكان الجميع يتمنون هذه الشهادة التي نالها سيد الشهداء (ع).
معنى عبارة: كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء
(كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء)! إنها كلمة عظيمة، يسيئون فهمها. إنهم يتصورون بأن معناها هو ضرورة البكاء كل يوم! ولكن مضمونها ليس كذلك. ماذا عملت كربلاء؟ أي دور أدته ارض كربلاء في يوم عاشوراء؟ ينبغي أن تكون كل أرض هكذا! إن دور كربلاء كان يتمثل بمجيء سيد الشهداء الحسين- سلام الله عليه- ومعه فئة قليلة إلى كربلاء ليقفوا بوجه ظلم إمبراطور الزمان يزيد، فضحوه فقتلهم، لكنهم لم يقبلوا الظلم فهزموا يزيد. لابد أن يكون كل مكان هكذا! ولابد لشعبنا أن يدرك أن اليوم هو عاشوراء، فلابد لنا من الوقوف بوجه الظلم. وأن هذا المكان هو كربلاء! فلابد لنا من تنفيذ دور كربلاء، فليكن كل يوم عاشوراء لأنه ليس محصوراً بأرض محددة ولا بأفراد معينين. فكل الأرض وكل الأيام يجب أن تؤدي هذا الدور.
صحيفة الإمام، ج10، ص: 90
ــــــــــــــــ
[1] ( حسين مني وأنا من حسين)، بحار الأنوار، ج 43، ص 261. المستدرك، ج 3، ص 177.
تعليقات الزوار