هناك سؤال يطرح: ما هي فحوى رسالة الإمام الخميني(ره) لرئيس الاتحاد السوفيتي غورباتشوف؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمؤسسة الإسراء الدولية الذي يشرف عليه مكتب سماحة آية الله جوادي الآملي.
السؤال: إن الإمام الخميني (رحمة الله عليه) اختار سماحتكم لإرسال الرسالة السياسية التاريخية لرئيس الاتحاد السوفيتي غورباتشوف، في حين أن معظم الناس في العالم حكموا بان الرسالة سوف لن تؤثر على أفكار الرئيس وقد ثبت ذلك من خلال الرد السريع للسلطات الروسية على تلك الرسالة، السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ماذا تعني تلك الرسالة؟
الجواب: إن الرسالة التي كتبها الإمام الخميني(رضوان الله عليه) لميخائل غورباتشوف، من باب أن سماحة الإمام وصل إلى المعنى الحقيقي للقول القائل بان العلماء ورثة الأنبياء(عليهم السلام) هذا أولا.
وثانيا أن الأنبياء(عليهم الصلاة والسلام) من اجل اتمام الحجة على الناس كاتبوا قادة الشرك والظلمة، كما هو شأن نبينا محمد(صلى الله عليه وآله وسلم).
ثالثاً: إن تأثير الرسالة تارة يكون فوري ومرة أخرى يستغرق وقتا طويلا، وأخرى لا يستغرق وقتا طويلا.
وتأثير الرسالة تارة يكون في نفس المرسل إليه وحاشيته، وأخرى في عامة الناس هذا رابعاً.
وخامساً: ان تأثير الرسالة تارة يكون من باب «معذرة إلى ربّكم»(1) «ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة»(2).
إن هذه الرسالة كانت تحمل في طياتها هذه الأمور المهمة، أما البحث المهم والمفتاحي الذي نريد قوله هو «اتّقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله»(3)، إذا كان الإنسان مؤمنا حقيقياً، وعادلاً، وعالماً، وعاملاً بعلمه كالإمام الخميني(رضوان الله عليه) مثل هذا الإنسان حسب الوعود التي قطعها أهل البيت (عليهم السلام) على أنفسهم يرى بنور الله تعالى «اتّقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله» وهذا الشخص الذي يصل إلى هذه الدرجة ويبصر بنور الله تعالى، يرى أشياء كثيرة، دون رؤيتها من قبل الآخرين، وعليه لا نستطيع أن نحكم بأن الرسالة لا أثر لها، وأن الإمام مع علمه بأنها لا توثر أقدم على تدوينها، لا هذا غير صحيح؛ لأن الإمام (رضوان الله عليه) كان على دراية بأن كتابه لرئيس الاتحاد السوفيتي يؤثر ولكن الآخرين لا يرون ذلك، كما أنها حقاً أثرت، وبحمد الله ومنته اتسعت أصدائها على الساحة الثقافية والعلمية في العالم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الأعراف، الآية: 164.
(2) سورة الانفال، الآية: 42.
(3) الكليني، أصول الكافي، ج: 1، ص 218.
حوار أجرته صحيفة "دي مسلم الباكستانية" مع سماحة آية الله العظمى الأستاذ الجوادي الاملي عام 1996م.
تعليقات الزوار