أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن المقاومة التي كانت حلما أصبحت اليوم قوة حقيقية يحسب العدو لها ألف حساب، قائلا إن "جريمتنا أننا حملنا السلاح دفاعا عن شعبنا".
وقال السيد نصر الله خلال مهرجان انتخابي في مدينة صور اللبنانية إن العدو الإسرائيلي أراد في بداية عدوانه اغتيال القائد العسكري لحزب الله بضرب مقره في صور، نلتقي في صور ونحن نستذكر العدوان الإسرائيلي في 11 نيسان.
وأضاف: أهل جنوب لبنان انتظروا الدولة منذ 1948 لكنها لم تبادر فاضطر السيد الصدر لتأسيس أفواج المقاومة اللبنانية، فالإمام موسى الصدر طالما طالب الحكومة اللبنانية على مدى 15 عاما بالتدخل في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
وأكد السيد نصر الله: أن دولة الرئيس نبيه بري هو مرشح حزب الله وحركة أمل والمقاومة وسيكون رئيساً لمجلس النواب المقبل ولا نقاش لدينا في ذلك، مشيراًَ إلى أن الرئيس بري هو ضمانة وطنية ودوره اساسي في حماية الاستقرار في لبنان.
وتوجه السيد حسن نصر الله إلى عوائل الشهداء بالقول "انتم يا أهل الشهداء تاج الرؤوس"، كما توجه بالتحية لجرحى المقاومة "في ذكرى ولادة أبي الفضل العباس التي تعتبر مناسبة للاحتفال بيوم الجرحى".
وقال إننا "نلتقي في مدينة صور مدينة السيد عبد الحسين شرف الدين وساحة جهاده"، مشيراً إلى أن "مدينة صور هي المدينة التي احتضنت السيد عباس الموسوي في ريعان شبابه والتي قضى فيها أجمل سني عمره في المقاومة".
ولفت السيد نصر الله في كلمته أن "مدينة صور هي المدينة التي بقيت عصية على الفتنة والتي احتضنت وافتتحت بيوتها للنازحين الفلسطينيين المهجرين من أرضهم عام 1948، ومدينة صور هي المدينة التي قاومت الاحتلال عام 1982 وكان على أرضها أولى العمليات الاستشهادية التي كسرت هيبة العدو الصهيوني وأسست لهزيمته"، مضيفاً أننا "نلتقي في مدينة صور مع المقاومين والمجاهدين والجرحى والأسرى المحررين والكادحين على عيالهم مع الصيادين والمزارعين والعاملين".
وقال إننا "نلتقي هنا في ذكرى عدوان نيسان 1996 والذي بدأ في 11 نيسان بضرب المقر العسكري في حزب الله في حارة حريك والذي كان بداخله القائد العسكري الحاج مصطفى بدر الدين"، مشيراً إلى أنه "نتيجة عجز العدو عام 1996 لجأ إلى الاعتداء على المدنيين بارتكاب العديد من المجازر"، ومعتبراً أن "تفاهم نيسان عام 1996 كان انجازاً كبيراً للمقاومة لأنه استطاع تحييد المدنيين". وأضاف سماحته أن "رئيس أركان جيش الاحتلال عام 1996 قال لقد حولنا تفاهم نيسان إلى كيس ملاكمة"، مؤكداً أن "أبناء الإمام الصدر من حركة أمل وحزب الله هم من طور مفهوم المقاومة التي أدت إلى النصر".
ولفت السيد نصر الله إلى أن "الاعتداء الصهيوني كان على المسلمين والمسيحيين حيث ارتكبت الكثير من المجازر المروعة"، متمنيا على "كل النخب والعلماء والمثقفين أن يحكوا لأولادهم عن تلك المرحلة مع صعوباتها وآلامها".
وفي حين أوضح السيد نصر الله أن "السيد عبد الحسين شرف الدين كان منذ تلك الفترة يطالب الدولة اللبنانية بالدخول إلى الجنوب لحمايته من الاعتداءات الصهيونية"، بين أن "الإمام الصدر جاء واستكمل ما بدأه السيد عبد الحسين شرف الدين وطالب ايضاً بدخول الدولة إلى الجنوب"، مشيراً إلى أن "الجنوب وأهل الجنوب انتظروا الدولة منذ عام 1948 حتى جاء الإمام الصدر واعتمد على البديل وأسس المقاومة "أفواج المقاومة اللبنانية - أمل" حيث التحق كل جيلنا بها وعام 1975 التحق من البازورية 75 شاباً وكان لدينا عدد محدود من السلاح".
وقال إن الشاب في تلك الفترة 1975-1976 كان يتحمل بنفسه نصف ثمن السلاح، مشيراً إلى أنه "قبل عام 2006 كانت المقاومة هي التي تطالب الدولة والجيش بالذهاب إلى الجنوب".
وأكد السيد حسن نصر الله أن "الدولة هي التي تلكأت وأدارت ظهرها للجنوب، وليس من اشترى السلاح من ماله للدفاع عن الأرض والعرض، واعتبرت جريمتنا هي أننا حملنا السلاح للدفاع عن أرضنا وسيادتنا"، مشدداً على أن "المقاومة التي كانت حلم السيد شرف الدين والإمام الصدر أصبحت الآن قوة حقيقية ويحسب لها العدو ألف حساب".
وقال "أقول للسيد شرف الدين وللإمام الصدر إن المقاومة التي أسستها أصبحت يا سيدي وإمامي تملك القدرة والقوة والتكنولوجيا والصواريخ التي تستطيع أن تضرب أي هدف في كيان العدو".
وأضاف الأمين العام لحزب الله أن "المقاومة جاءت بعظيم التضحيات الجسام ولا يمكن أن نتخلى عنها وهي تعني كرامتنا وعزتنا".
التصويت في 6 أيار رسالة لكل العالم
وتوجه سماحته لأهالي صور بالقول إن "يوم 6 من أيار هو يوم تصويتكم وهو عبارة عن رسالة للعالم وهي أننا في كل الجنوب لم نترك المقاومة ولم نتخلى عنها".
وأضاف "في 6 أيار سيأتي أهل الجنوب من كل القرى ومن كل الطوائف إلى صناديق الاقتراع ليقترعوا للأمل والوفاء، للأمل بالمستقبل وللاوفاء للشهداء والإمام الصادر". مشيراً إلى أنه "لم يمر في تاريخ الجنوب منذ عام 1920 سلام داخلي مع عزة وكرامة مثل الـ 12 عاماً الذين قضوا".
الفريق الذي تولى الملف الاقتصادي منذ عقود فشل
وفي سياق أخر، تطرق السيد نصر الله إلى الملف الاقتصادي في لبنان، مؤكد أن"الفريق الذي تولى الملف الاقتصادي منذ عقود فشل"، مبيناً أن "القطاع الزراعي والصناعي في أسوء حالة والبنية التحتية بالرغم من صرف المليارات عليها ليست بأفضل حال".
السيد نصر الله الذي لفت إلى أنه "يجب على الحكومة وضع رؤية اقتصادية واضحة حتى لا يذهب البلد إلى الهاوية"، دعا إلى "اخذ المبادرة في محاربة الفساد ووقف الهدر في الحكومات المقبلة".
ودعا الحكومة المقبلة التي ستشكل بعد الانتخابات أن تقارب الملف الاقتصادي والمالي بطريقة مختلفة وان يكون هناك رؤية اقتصادية واضحة، لذلك طالبنا بوزارة تخطيط، وقال "نحن بعد الانتخابات النيابية جاهزون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية والرئيس بري هو أول من طرح مناقشة هذه الاستراتيجية".
وأشار السيد نصر الله إلى أن "المياه أصبحت طائفية نهر الليطاني وهو لكل لبنان أصبح التعاطي معه بشكل طائفي على انه لفئة دون اخرى"، داعياً "إلى نقاش بين اللبنانيين لحل مشكلة الطائفية في البلد"، ومؤكداً أن "البلد لا يبنى بالطريقة الطائفية وهذا ما تصنعه القيادات التي ليس لديها مشروع وطني".
السيد نصر الله شدد على أن "البلد لا يبنى بالطريقة الطائفية وهذا ما تصنعه القيادات التي ليس لديها مشروع وطني"، مشيراً إلى أن "المسار الذي يسير به لبنان مسار خطير".
وقال الأمين العام لحزب الله إن "مواجهة الفساد تحتاج إلى حزم والى قرار سياسي جريئ، ولبنان بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية ولا يستطيع احد أن يلغي احد"، داعياً إلى "المزيد من الحوار والتواصل بين كافة القوى اللبنانية في الموضوع المعيشي".
السيد نصر الله: دولة الرئيس بري مرشح حزب الله كما حركة أمل في الزهراني
وحول الانتخابات في دائرة صور والزهراني، أكد السيد حسن نصر الله أن "مرشح حركة أمل في دائرة الزهراني الأخ الأستاذ نبيه بري هو مرشح المقاومة ومرشح حزب الله".
وقال إن "مرشح دائرة الزهراني الرئيس بري هو رئيس اللائحة وهو الذي سيكون في المرحلة المقبلة رئيس مجلس النواب وهذا ليس مكاناً للنقاش لدينا".
وتابع إن "الرئيس بري يمثلنا جميعاً ليس فقط في قضاء الزهراني بل في المقاومة وفي كل الاستحقاقات الكبرى ونحن اليوم نأتمنه على الحدود البرية والبحرية"، مؤكداً أن "الرئيس بري هو ضمانة وطنية ودوره أساسي في حماية الاستقرار في لبنان".
وختم السيد نصر الله خطابه بالقول إن "رسالتنا في 6 أيار هي التمسك في الأرض والتمسك في المقاومة وسنبقى باقون ومجذرون في هذه الأرض".
وقال "انتم أهل الوفاء وستثبتون الوفاء في 6 أيار لا تقولوا أن المعركة محسومة، اللائحة تحتاج إلى أصواتكم وحضوركم لتبعث برسالة طمأنينة والعيش الواحد على طريق المقاومة وعلى الموقف مع الشعب الفلسطيني"، مضيفاً "لتقولوا في 6 أيار للعدو أننا قادرون على مواجهة تهديداتك ولن نقبل أن تمس بكرامتنا، ونحن سنبقى أهل الأرض والمقاومة لأننا أهل الوفاء".
تعليقات الزوار