عندما نتحدث عن يوم القدس العالمي، لا بد لنا من أن نقف وقفة إجلال وإكرام وذلك أمام من أطلق هذا اللقب لمدينة القدس وما تتعرض له من تهويد وتدمير على أيدي الكيان الصهيوني المحتل، تحت بصر العالم المتغطرس والذي يتغاضى عن ممارسات هذا الكيان الهش أمام المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
يوم القدس والذي أطلقة الإمام الخميني رحمه الله، يجعلنا نضع العديد من النقاط على الحروف، وكذلك علامات الاستفهام، فهل كان يوم القدس يوما عشوائيا، أو رقما، الإجابة على ذلك يمكن أن نلمسها من خلال ماذا أعطيت إيران لفلسطين، وتحديدا الإمام الخميني (رض) ماذا فعل للقدس.
حينما عاد الإمام مظفرا منتصرا من منفاه بعد سقوط نظام الشاه الطاغية الحليف للعدو الصهيو أميركي، ماذا فعل الإمام الخميني قدس سره، فقد قام بأول خطوة عملية على ارض الواقع ألا وهي انه قام بإطلاق أول سفارة لفلسطين في إيران، بدلا من سفارة الكيان الصهيوني، ووصفت هذه الخطوة آنذاك بأنها ضريه قاسمة للكيان الصهيوني، وتشريفا لنضال ومقاومة الشعب الفلسطيني الباسلة، وما مدي الأهمية التي تتمتع بها فلسطين لدى الإمام الخميني (رض) الخطوة الثانية التي منحها الإمام الخميني للشعب الفلسطيني تتمثل باحتضان المقاومة الفلسطينية، وهذا الأمر لا يمكن أن يمر مرور الكرام، فالجمهورية الإسلامية الإيرانية، تمثل الحاضن الرئيس للمقاومة الفلسطينية ولجهاد الشعب الفلسطيني، سواء يدعم المقاومة الفلسطينية أو نصرتها إعلاميا، وهذا يدلل مدي الإدراك والبعد الاستراتيجي التي كانت لدى الإمام الخميني بدعم المقاومة الفلسطينية، في القوت التي حاربت العديد من الدول فصائل العمل الوطني والثوري الفلسطينية، حيث وصل الأمر ببعض هذه الدول لان تطلق على المقاومة الفلسطينية لقب الإرهاب، بيد أن الإمام الخميني، كانت له وجهة نظر أخرى بجهاد الشعب الفلسطيني ومدي قدرته على الانتصار على العدو الصهيوني، ومن الكلمات الخالدة للإمام حينما قال لو أن كل مسلم اخذ بسطل من الماء وألقاه على الكيان الصهيوني لغرق هذا الكيان.
إذا هذا يدلل على عظمة وأهمية فلسطين، فلسطين التي تعد ثورة المشروع الإسلامي المعاصر، ونظر لان الإمام كان يتمتع بالحنكة ولخبرة السياسية، لم يكن عشوائيا أن يطلق يوم القدس العالمي، فهذا اليوم العديد من الأبعاد، فهو 1- يمثل تحدي للاستكبار الصهيواميركي.
2- صرخة لكل الدول العربية والإسلامية لما يتعرض له الشعب الفلسطيني عامة والمقدسات الإسلامية خاصة من تهويد وطمس .
3- دعوة للنهضة ومقاومة الاحتلال وبث الروح الإسلامية التي أصبحت مفقودة لدي الكثير من الدول العربية والإسلامية.
4- يوم القدس هو بمثابة يوم ورمز لكل المسلمين في شتى أصقاع لمعمورة .
كما وتستحضرني بعض الجمل الخالدة للإمام الخميني المغفور له بإذن الله، حينما قال إن يوم القدس، هو يوم عالمي، وليس يوما خاصا للقدس فقط فهو يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين، يوم صمود الشعوب التي كانت ترزح تحت نير الظلم الأميركي والغير أميركي، اليوم الذي على المستضعفين فيه أن يستعدوا فيه لمواجهة المستكبرين ليمرغوا انف المستكبرين بالتراب، يوم سيمتاز به الملتزمون عن المنافقون، فالملتزمون يهتمون بيوم القدس ويشاركون فيه ويعلمون واجبهم تجاه ذلك اما المنافقون والذين يرتبطون مع القوى الكبرى من وراء الستار ويتعاملون مع إسرائيل لا يهمهم هذا اليوم أو بالأحرى يحاولون الحيلولة دون قيام شعوبهم بمظاهرات في يوم القدس .
إن يوم القدس هو يوم يجب أن يقرر فيه مصير الشعوب كما فعلت إيران ونهضت ومرغت انف المستكبرين بالتراب وستفعل من بعد هذا دوما، على كافة الشعوب أن تنهض وتلقي بجراثيم الفساد هذه في مزابل التاريخ أن يوم القدس هو يوم علينا أن ننهض فيه وينهض الجميع لإنقاذ القدس وعلينا أن نحذر هؤلاء الذي يدعون أنهم مثقفون ولكنهم يرتبطون مع أميركا و أزلام أميركا من وراء الستار من أنهم إذا لم يتركوا تدخلاتهم سيقمعون .
إن يوم القدس ليس يوم فلسطين لوحده فحسب بل يوم الإسلام كله ويوم الحكومة الإسلامية .
منا هنا نستنتج خلاص هامة أن الإمام الخميني يقول لكل العالم عامة ولفلسطيني خاصة، أن مقاومة العدو الصهيواميركي، يتمثل بالوحدة، والمحبة وان يكون الجميع على قلب رجل واحد، وليس متفرقين، خاصة أن المتربصين بالأمة العربية والإسلامية عامة وفلسطين خاصة، يدركون أن الثورة الإسلامية الإيرانية ويوم القدس العالمي هو مشروع نهضوي حتى الممات من اجل رفعة ومكانة الأمة الإسلامية.
تعليقات الزوار