خلال استقباله لوفد من المثقفين والنخب الأكاديمية من الجامعات اللبنانية قال الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية أن نظرية الحكم في الإسلام قائمة على أساس الولاية للفقيه والمجتهد العادل والعارف لمصلحة الشعب والسائر على سنة النبي (ص) .
في مقدمة هذا اللقاء الأخوي أعرب آية الله الاراكي عن أمله بان يستمر هذا النوع من التواصل والتعاون وان لا ينحصر بهذه اللقاءات خاصة وان هناك مساحات واسعة مشتركة بين الشعبين اللبناني والإيراني على الصعيد السياسي والثقافي والحضاري .
وفي المجال الأكاديمي والعلمي تحدث الأمين العالم لمجمع التقريب عن التطورات والانجازات العلمية التي حققتها الجمهورية الإسلامية وان إيران تملك فكرا واسعا وشموليا في المجال السياسي والاجتماعي .
وفي هذا السياق أشار الشيخ محسن الاراكي إلى النظرة العميقة الفلسفية والاجتماعية التي بنيت على اساسها الجمهورية الاسلامية وان هذا النظام لم يقم على اساس فكر بسيط وسطحي وان الاف الدراسات طرحت في إيران خلال الأربعة عقود من عمر هذا النظام تتحدث عن مفهوم الحكم في الإسلام فقهيا وسياسياً واجتماعياً .
وأكد سماحته أن أساس الحكم في إيران قائم على أسس عقلانية وان اتفقت هذه الأسس مع النصوص الدينية موضحا أن المقصود من ذلك هو أن نظام ولاية الفقيه قائم على أسس عقلانية وموضوعية معلنا استعداده والنخب الإيرانية شرح هذا النوع من النظام في الجامعات اللبنانية بشكل مفصل .
وتابع الأمين العام لمجمع التقريب أن نظام ولاية الفقيه قبل أن يكون مبنيا على النصوص الدينية فان هناك دلائل عقلانية وموضوعية تثبيت مصداقية هذا النظام. وأشار سماحته إلى الكتاب الذي ألّفه تحت عنوان "نظرية الحكم في الإسلام " ، وهو عبارة عن محاضرات ألقاه للطلبة في لندن .
وحول مفهوم الولاية وهل هي مختصة في الفكر الشيعي ؟ يقول الشيخ الاراكي أن مفهوم الولاية عام يشمل جميع أنظمة الحكم في العالم لان أي حاكم، حتى الرئيس الأمريكي، يصدر أوامره ويقرر حسب مصلحة شعبه ونظامه كما يراه هو بغض النظر عن الحق والباطل مشيرا إلى أن صدور هذه الأوامر في الشؤون الداخلية والخارجية من رأس النظام تعني الولاية .
وأوضح أن صلاحيات هذه الولاية تأتي من الشعب إي أن الشعب عندما انتخب هذا الرئيس أعطاه الصلاحية لاتخاذ القرارات التي تكون لصالح الشعب. ولهذا يرى سماحته أن نظرية الولاية ليست خاصة بإيران أو المذهب الشيعي .
وأكد آية الله الاراكي أن الأساس في الحكم الإسلامي تطبيق شريعة السماء وهدفها الإصلاح في الأرض كما جاء في القران الكريم "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها " وهذا يعني أن الهدف الأساسي للأديان هو مكافحة الفساد والإفساد وإصلاح الأرض والمجتمع كما أمره رب العالمين .
وفي هذا السياق أوضح الشيخ الاراكي أن ولاية الفقيه تعني لا ولاية إلا للمصلح ولمن له إلمام كامل بمصلحة الشعب ولا يعمل على أساس مصالحه الشخصية . وقال إن البغي في المجتمع إنما يأتي من الحاكم الباغي والخارج عن أوامر الخالق . وفي هذا الخصوص يرى سماحته أن علماء السوء هم اخطر من أي طبقة أخرى في المجتمع .
وأشار إلى شروط الحاكم في النظرية الإسلامية للحكم وهو أن يكون الحاكم من المتفقهين بالدين ومن المجتهدين الصالحين والعارفين بالإسلام الصحيح وان يكون اجتهاده وقراره قائم على أساس العدالة والمصلحة العامة والمعرفة الكاملة بسنة الرسول (ص) مشيرا إلى فتاوى رجال الدين الوهابيين التكفيريين اللذين أفتوا بقتل الأبرياء في العراق وسوريا بان مثل هؤلاء المفتين لا يصلحو للحكم لأنهم خرجوا عن سنة الرسول (ص) .
وأكد سماحته أن التحدي الكبير في العالم الإسلامي اليوم ولاذي يشكل عقبة أمام تطبيق النظرية الإسلامية هو وجود الفكر المتشدد التكفيري لدى بعض علماء السوء .
تعليقات الزوار