في ذكرى مولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله، وهي ذكرى ظهور النور الأول في عالم الخلق ونشأة الحياة الدنيا، وفي ذكرى أسبوع الوحدة الإسلامية الذي أعلنه الإمام الخميني رضوان الله عليه، نحاول أن نجيب على بعض الأسئلة الخاصة بوحدة الأمة...
سالم الصباغ
في ذكرى مولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله ، وهي ذكرى ظهور النور الأول في عالم الخلق ونشأة الحياة الدنيا، وفي ذكرى أسبوع الوحدة الإسلامية الذي أعلنه الإمام الخميني رضوان الله عليه، نحاول أن نجيب على سؤالين متعلقين بوحدة الأمة، ومن هذه الأسئلة :
السؤال الأول :
ما العلاقة بين الوحدة والتوحيد في قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِي) (الأنبياء/92)) ؟ !!
والسؤال الثاني
كيف تتوحد الأمة الإسلامية في فريضة الحج حول الكعبة(البيت الحرام) ، ولا تتوحد حول الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله ، بل حول الله عز وجل ؟!!!
أولا: العلاقة بين الوحدة والتوحيد
(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِي )
الآية الكريمة جاءت بعد سرد لعدد كبير من أنبياء الله وحركتهم لهداية الناس إلى عبادة الله وحده، وهي تحدد بوضوح أن وحدة الأمة يجب أن ترتبط بتوحيد الله عز وجل، ولمحاولة شرح هذا المعنى نقول: أنه لا بد للأمة من نقطة مركزية تلتف حولها حين حركتها إلى الله عز وجل ، حتى تستقيم هذه الحركة، كما في حالة فريضة الحج، فلولا وحدة الكعبة (البيت الحرام) لما تمت فريضة الحج وإنهدم ركناَ أساسياَ من أركان الإسلام، ولذلك فكانت نظرة الإمام الخميني عميقة تتخطى الحجب الظلمانية، وتنظر إلى مقاصد الشريعة بمفهومها الواسع، وتراعي البعد الزماني والمكاني للفتوى، عندما أفتى بإتباع مواعيد الحج ورؤية الهلال والوقوف بعرفة، التي تحددها السعودية حتى لو اختلفت عما تيقنت منه الجمهورية الإسلامية .. لأنه لو تمسكت كل دولة برؤيتها للهلال، لتفرق الحجيج وانتهت فريضة الحج، بل تحولت إلى رمز من رموز تفرق الأمة بدلاَ من أن تكون رمزاَ لوحدة الأمة ..
ثانياَ: التوحد حول الله ورسوله أم حول الكعبة
فكيف تتوحد الأمة الإسلامية في فريضة الحج حول الكعبة البيت الحرام، ولا تتوحد حول الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله، بل حول الله عز وجل ؟!!! وكيف يتم هذا التوحد حول الله ورسوله صلوات الله عليه وأله ؟مع العلم بأن المقصود بالتوجه نحو الكعبة البيت الحرام ليست هذه الحجارة ولا هذا البيت المبنى بها، ولكن المقصود هو رب هذا البيت، يقول تعالى: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ) (قريش/3).
وأن المقصود بالجهة التي يجب أن تتوجه إليها الأفئدة هي (أهل هذا البيت) وهم الأمة المسلمة من ذرية إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ؟ يقول تعالى: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) (إبراهيم/37) .لاحظ تهوى ( إليهم ) وليس تهوى (إليه) …!! أي تهوى إلى (الذرية) وليس تهوى إلى (البيت) … !!فإذا كان التوحد حول البيت الحرام إستطاع أن ينقذ فريضة الحج من الانهيار، وبالتالي يمنع انهدام أحد أركان الإسلام ورمز وحدة الأمة وتجمعها، فإن التوحد حول الإيمان بالرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله سوف ينقذ الإسلام كله من الانهيار .. بل أن التوحد يجب أن يكون حول وحدانية الله عز وجل ورفض الشرك الذي تم إطلاقه في الآية الشريفة على التفرق والتحزب … !!فالتوحد حول الكعبة في الحج أنقذ فريضة الحج والتوحد حول الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله سوف ينقذ الإسلام والتوحد حول الله عز وجل سوف ينقذ عقيدة التوحيد.
المصدر: موقع أمة واحدة
تعليقات الزوار