عدّ قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي البكاء في مجالس تأبين الشهداء ليس من موقع الضعف وإنما لإبداء المحبة والعزيمة ولإظهار أسمى المشاعر الإنسانية أثناء التواجد في الساحة.
وقال قائد الثورة، في كلمته أمام حشد كبير من منشدي أشعار أهل البيت عليهم السلام بمناسبة ذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، إن مجالس تأبين الشهداء بهذه الصورة أيضا حيث أن مراسم تشييع جثامين الشهداء ومجالسهم وتكرار ذكر أسمائهم والبكاء عليهم تعد كذلك من بين الأساليب التي تصب في سياق الشعور بالعزة والكرامة والقوة والشجاعة.
وأضاف: إنكم لاحظتم ماذا حصل في مراسم تشييع شهيدنا العزيز مؤخرا بجميع أرجاء البلاد، وليس في بلدنا فحسب بل في خارجه أيضا أثناء تشييع جثامين الشهداء سليماني وأبو مهدي المهندس وصحبهما وأي حدث عظيم وقع وهو ما يعني انه بالإمكان توجيه مجلس العزاء صوب الهدف الذي رسمه أئمة أهل البيت عليهم السلام والذي يصب في حاجة المجتمع أيضا.
وعدّ قائد الثورة أن إحدى المعارف الدينية السامية ونمط المعيشة الإسلامية يتمثل بعدم الشعور بالخوف من الأعداء والتوكل على الله تعالى.
وتابع سماحته: لو كان قد ذكر منذ الأيام الأولى للثورة أن إيران ستبلغ المرحلة الحالية على صعيد نيل المراتب العلمية والتقنية والمكانة السياسية والنفوذ الإقليمي لم يكن يصدق أحد ذلك الأمر إلا أن الشعب الإيراني استطاع تبوء هذه المكانة السامية من التقدم بفضل التوكّل على الله تعالى وعدم الخوف من أية قوة.
وأشار إلى الدروس والمعارف المكتسبة من سيرة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام منها في الشؤون الثقافية وموضوع الحجاب والصمود في مواجهة الباطل والدفاع عن الولاية، موضحا: إن إحدى المعارف الهامة تتمثل في موضوع التضامن الاجتماعي وتقديم المساعدات للآخرين والذي يتجلي بوضوح في كلماتها وسيرتها.
واعتبر أن التسلح بمثل هذه القوة يثمر عن صون المجتمع والنظام الإسلامي، لافتا إلى أن هذه المهمة والمسؤولية تقع على عاتق شريحة المنشدين الدينيين الذين إن لم يعملوا بمسؤولياتهم سيتعرضون لمساءلة إلهية كبيرة.
وعدّ إحدى مسؤوليات شريحة المنشدين الدينيين في البلاد تتمثل في الترويج لنمط المعيشة الإسلامية وترسيخها، مؤكداً: إننا لو أردنا إعادة نمط الحياة إلى نهجها الإسلامي الصحيح في مواجهة موجات الهجوم الثقافي الذي يشنه الأعداء فان الحل الوحيد يتمثل بالبناء الثقافي وفي هذا السياق تضطلع شريحة المنشدين الدينيين القيام بهذه المسؤولية ذات الأهمية المؤثرة للغاية.
وأشار إلى إحدى نماذج آثار معارف أهل البيت ومجالس عزاء الإمام الحسين وذكرى السيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام، عادّا تحمّل الشعب الإيراني في مواجهة ضغوط الوحش الأميركي الذي أصاب المراقبين الدوليين بالذهول يعود الفضل فيه إلى هذه المعارف.
ونوه قائد الثورة إلى أن المشاركة الملحمية للشعب الإيراني في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الإسلامية يوم 11 شباط/ فبراير ومن قبلها مراسم تشييع جثمان الشهيد قاسم سليماني في مثل هذه الظروف الصعبة قد أثارت الحيرة والدهشة لدى الجميع.
ولفت إلى مخططات المراكز ووسائل الإعلام الغربية وحملاتها المناهضة الرامية لإقناع الشعب الإيراني بالتراجع في مواجهة أميركا، مشددا أن شعبنا قد صمد لحد الآن بفضل التأييد الإلهي وسيواصل الصمود إلى جانب تعزيز الروح المعنوية.
وعدّ الروح الملحمية بأنها ما تزال تنبض بالحياة في البلاد حيث يشارك في جميع الشؤون التي تتطلب الحضور الملحمي إلا أن الاستمرارية تتطلب ترسيخ المعارف الدينية والثقافية.
ووصف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالمتكاملة على جميع الصعد حيث لديها قادة عسكريون أكفاء ومختصين شبان في جميع المجالات العلمية ومثقفين غيارى وشعب مستعد للعمل على جميع الصعد لذلك سيحالفه النصر النهائي والحاسم في مواجهة جبهة الأعداء الواسعة بفضل هذه الطاقات.
تعليقات الزوار