يحيي مسلمو العالم، في كل عام، وعبر مسيرات حاشدة مناهضة للصهيونية، يوم القدس العالمي الذي يصادف الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك والذي دعا اليه الامام الخميني (ره) للتضامن مع الشعب الفلسطيني في دعم حقوقه المشروعة. وفي هذا العام تجري تحضيرات خاصة في دول العالم والمناطق الفلسطينية لإحياء المناسبة في ظل انتشار جائحة كورونا.
تكتسب فعاليات يوم القدس العالمي هذا العام، اهمية مضاعفة في ظل محاولات الاحتلال الاسرائيلي قضم المزيد من الاراضي الفلسطينية عبر ضم اجزاء من الضفة الغربية المحتلة ومنطقة الاغوار وإعلان سيادته على هذه المناطق في إطار تنفيذ ما يسمى "صفقة القرن" الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية والتي بدأت تنفيذ المرحلة الاولى منها بنقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة، وذلك في وقت تتعرض فيه المدينة المقدسة لعملية تهويد شاملة عبر تهجير الفلسطينيين وهدم منازلهم وطمس المعالم الإسلامية والمسيحية في القدس واستبدالها بالبؤر الاستيطانية.
وفي ظل انتشار فيروس كورونا المستجد الذي ارغم دول العالم على اعلان حظر التجمهر وإجراء تدابير احترازية مشددة للحفاظ على سلامة المواطنين، يستعد المسلمون في كافة ارجاء العالم لإحياء يوم القدس العالمي باعتباره واجبا دينيا وانسانيا عبر حملة الكترونية وفعاليات رمزية متنوعة تقام عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق، ستنطلق يوم غد الاثنين من العاصمة الايرانية طهران أعمال "مؤتمر القدس الشريف" عبر الفضاء الافتراضي من الساعة 16.30 الى 18.30 بتوقيت مكة المكرمة وعبر برنامج adobe connect وسيبث بشكل مباشر عبر الموقع live.alabaster.ir و اینستغرام، وفیسبوك ویوتیوب، وتستمر أعمال المؤتمر الى بعد غد الثلاثاء.
ويعد "مؤتمر القدس الشريف" مبادرة ايرانية عبر المجال الافتراضي، في إطار فعاليات إحياء يوم القدس العالمي، رسالته الرئيسية أن الشعوب العربية والاسلامية وأحرار العالم يقفون الى جانب القضية الفلسطينية ولا يمنعهم في ذلك جائحة أو اعلام مضلل أو حتى العقوبات والحصار، والتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي القضية الاساسية ومقدمة على سائر القضايا، ولن يتخلى عنها أحد مهما فعلت أميركا والكيان الصهيوني وعملائهم في المنطقة والعالم.
من جهته اعلن نائب رئیس مجلس التنسيق للاعلام الاسلامي في الجمهورية الاسلامية الايرانية ان سماحة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي سيلقي خطابا متلفزا عبر القنوات المحلية والدولية في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك لمناسبة يوم القدس العالمي.
واعتبر نصرت الله لطفي في تصريح له اليوم الاحد، يوم القدس العالمي الذي اطلقه الامام الخميني الراحل (رض) بانه يمثل رمزا لاصطفاف الحق ضد الباطل ومظهرا لدعم الشعب الفلسطيني المظلوم وملحمة متعلقة بكل الشعوب والاجيال القادمة وقال ان راية الكفاح ضد الكيان الصهيوني ستظل مرفوعة مترافقة مع المقاومة والقيم المعنوية والامل حتى التحرير الكامل لفلسطين والقضاء على جرثومة الفساد هذه.
واعتبر احياء يوم القدس العالمي والدفاع عن الشعب الفلسطيني واجبا شرعيا وغير قابل للتعطيل واضاف، انه في هذا العام وبسبب تفشي فيروس كورونا والقيود الناجمة عن ذلك لم تتوفر امكانية تنظيم مسيرات عامة.
واضاف، ان سماحة قائد الثورة الاسلامية سيلقي خطابا متلفزا موجها للامة الاسلامية لمناسبة يوم القدس العالمي في الساعة 12 ظهرا بالتوقيت المحلي (السابعة والنصف صباحا بتوقيت غرينتش) من يوم الجمعة (الاخيرة من شهر رمضان المبارك) وسيتم بثه بصورة مباشرة عبر القنوات المحلية والدولية.
وتابع انه وبغية الاستفادة القصوى من تصريحات قائد الثورة الاسلامية لن يكون هنالك اي برنامج في اي نقطة في البلاد تحت عنوان يوم القدس
وفي قطاع غزة تجري التحضيرات على قدم وساق لإحياء يوم القدس العالمي في ظل جائحة كورونا، فيما أكدت الفصائل الفلسطينية على ضرورة احياء المناسبة بشكل فعال.
ورفع الفلسطينيون لافتات على المفترقات والشوارع في قطاع غزة للتأكيد على أن فلسطين قضية مركزية للأمة، في وقت تمنع قوات الاحتلال الصهيوني أهالي سكان القطاع من الوصول إلى القدس منذ الانتفاضة الاولى.
وقال القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عصام أبو دقة، إن يوم القدس العالمي هو يوم مجيد ولكل الشعوب العربية والإسلامية لمواصلة النضال وإعلاء الصوت ضد الاحتلال وتقديم يد العون والمساعدة للشعب الفلسطيني لتمكينه من الصمود أمام إجراءات الاحتلال في القدس والمسجد الاقصى ومحاولة السيطرة عليها زمانيا ومكانيا.
بدوره، قال القيادي في حركة المجاهدين الفلسطينية، مؤمن عزيز، إن يوم القدس العالمي هو يوم لنصرة المستضعفين ويوم نصرة القضية الفلسطينية، وأكد أن يوم القدس العالمي سيبقى في نفوس أحرار وشعوب الامة العربية والإسلامية، داعيا الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية إلى نبذ التطبيع والمطبعين، مؤكدا أن يوم القدس العالمي يوم للالتحام والتكاتف مع الشعب الفلسطيني وقضيته والقدس، كما دعا إلى معاداة العدو الصهيوني وأن يكون الاحتلال هو العدو الأوحد للامة جمعاء.
هذا واكد مندوب حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين بطهران ناصر ابو شريف بان قضية القدس يجب ان تكون بوصلة المسلمين، لافتا الى ان هذه القضية كانت الهمّ الرئيسي للقائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الفريق الشهيد قاسم سليماني اينما كان في العالم الاسلامي.
وفي سياق متصل، سيتم احياء يوم القدس العالمي عبر الفضاء الافتراضي من منصات التواصل الاجتماعي في افريقيا الجنوبي، وبمشاركة العديد من الشخصيات السياسية الدولية. ومن المقرر ان تلقي الشخصيات السياسية والأكاديمية التالية كلمة خلال هذه الندوة التي تقام على موقع الانستغرام وباقي منصات التواصل الاجتماعي في افريقيا الجنوبية وباللغة الانجليزية.
نجلة الامام الخميني (ره) الدكتورة زهرا مصطفوي، مستشار رئيس مجلس الشورى الاسلامي الدكتور امير حسين عبداللهيان، ممثل حركة حماس في طهران خالد قدومي، ممثل حركة الجهاد الاسلامي في طهران ناصر ابو شريف، مندلا ماندلا حفيد نلسون ماندلا، رئيس بلدية جوهانسبرغ جف مخوبو، ممثل المتدى الوطني الافريقي محافظ كيب تاون ابراهيم رسول، السفير الايراني السابق في ليبيا الدكتور اكبري والمحلل السياسي والاكاديمي الدكتور مرندي والعضو في لجنة حقوق الانسان مسعود شجره وغيرهم من الشخصيات الدولية.
الى ذلك قالت لجنة حقوق الانسان الاسلامية في بريطانيا ان مسيرات يوم القدس العالمي سوف لن تقام هذا العام في لندن بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وضرورة التزام التوصيات الصحية، معلنة عن اطلاق حملة جديدة بعنوان "رفع راية فلسطين من اجل العدالة" يقوم من خلاله انصار القضية الفلسطينية بتجديد العهد مع نهضة الامام الخميني الراحل (رض) والاعلان عن استنكارهم في الاجواء الافتراضية لجرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.
واوضح رئيس لجنة حقوق الانسان الاسلامية مسعود شجرة بان هذه الحملة لاقت ترحيبا واسعا وسريعا ليس في بريطانيا فقط بل ايضا في سائر الدول الداعية للعدالة في فلسطين.
واضاف، طلبنا من المشاركين في هذه الحملة رفع راية فلسطين في المساجد والمراكز الاسلامية والمنازل والسيارات واماكن العمل لاعلان الدعم لفلسطين ونشر صور هذا الحدث في الاجواء الافتراضية.
واشار الى الفترة الزمنية القصيرة التي تفصل بين يوم النكبة ويوم القدس العالمي، موضحا بان تنفيذ الحملة قد تم التخطيط له للايام العشرة الاخيرة من شهر رمضان المبارك.
وصرح شجرة بان اكثر من 100 منظمة ومؤسسة ومركز اسلامي من مختلف الدول مثل الولايات المتحدة وجنوب افريقيا والهند ونيوزيلندا وفنلندا وماليزيا واندونيسيا اعلنت استعدادها للمشاركة في هذه الحملة.
ونوه الى انه سيتم في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك وهو يوم القدس العالمي عقد اجتماع كبير عبر الاجواء الافتراضية بمشاركة شخصيات رفيعة ومفكرين وناشطين مدنيين ويهود ومسيحيين من انحاء العالم لبحث ودراسة اهمية يوم القدس العالمي.
من جهته أكد الخبير في الشؤون السياسية، حسين كنعاني مقدم أن القوي المعادية تسعى إلى طمس القضية الفلسطينية وجعلها طي النسيان، الأمر الذي لن يحصل ابدا؛ فلسطين سوف تبقي في الصدارة رغم كل المحاولات العدوانية.
وفي تصريح على اعتاب الذكرى السنوية ليوم القدس العالمي؛ قال كنعاني مقدم: إن فلسطين لن تنسى لا عن طريق المحاولات ولا عبر النتشار الفيروسات والأوبئة لأنها بالنسبة لنا قضية دينية متجذرة في عقائدنا، وبالنسبة لأحرار العالم انها قضية انسانية، مضيفا ان المسلمين لا ينبغي لهم التنازل عن مبدأ الدفاع عن فلسطين وقضية القدس خاصة وان القرآن الكريم أكد علة اهميتها كما وعد بزوال "اسرائيل".
تعليقات الزوار