ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقالاً للكاتب محمد كوثراني يستعرض الفنّ في فكر الإمام الخامنئي وواقعه بين الإسلام والغرب ومسؤوليات قادة المجتمع الإسلامي تجاهه وعلاقته بالحوزات العلميّة.
الكاتب: محمد كوثراني
بسم اللّه الرحمن الرحيم
"هُوَ اللّهُ الخالِقُ البارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسماءُ الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ ما في السَّماواتِ والأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ"
صدق الله العلي العظيم | الحشر 24
توطئة
استثنائية، جريئة، مبدعة، هي مقاربة سماحة الإمام الخامنئي من بين المفكّرين، كلّ المفكرين، لمسألة الفن. وهي تختلف جذريّاً عن أي مقاربة فكرية أو نظريّة أخرى كانت قد قاربت الموضوع على امتداد التاريخ المعاصر(1). مع العلم أن الذين تصدّوا للتنظير حول مسألة الفن في الغرب والشرق، ليسوا قلّة (2).
منشأ هذه الاستثنائية والجرأة والإبداع، هو بالدرجة الأولى، المسؤوليّة التي يلقيها سماحته على عاتق الفن في بناء الحضارة الإنسانيّة بشكل عام، والحضارة الإسلامية الجديدة بشكل خاص. في حين ذهب معظم المفكرين إلى إسقاط هكذا مسؤولية وهكذا دور عن الفن، وحصر أهدافه الكبرى في خانة الإبداع البشري في أحسن الأحوال.
بيد أنّ هذه الفرادة لدى الإمام الخامنئي، مردُّها إلى مخاض تجربة نادرة عايشها في حياته المباركة بشكل كثيف ومتعاقب لأكثر من ثمانين سنة من عمره الشريف(3). فهو إبن بلاد فارس، تلك الحضارة الفاخرة التي عاشت أكثر من ثلاثة آلاف سنة، وحفرت عميقاً في التاريخ الإنساني من خلال تراث جمالي وفنّي قلّ نظيره. وهو ابن الحوزة العلميّة الجليلة (4)، تلك المؤسّسة المحوريّة التي اضطلعت بحفظ وتدريس ونشر العلوم الدينية الأصيلة واستنباط أحكام الشريعة من مصادرها الزُّلال. وهو إبن الميدان الثوروي ثالثاً (5)، تلك الثورة التي لم يشهد التاريخ الحديث ثورةً بفرادتها وفرادة مفجّرها الإمام السيّد روح اللّه الموسوي الخميني (قده)، وباستقلاليّتها وبعمقها الإنساني. ومن ثم هو إبن الإدارة والحكم رابعاً (6)، في واحدة من أعقد الفترات اضطراباً في المشهد السياسي والاجتماعي والأمني (7). وأخيراً مردُّ هذه الفرادة إلى أنه إبن القيادة(8) والسيادة والولاية، المطّلعة على أكثر المشاهد تعقيداً وتركيباً في حياة الشعوب، وهي الفترة التي ظهر فيها بوضوح، العمق الفكري للسيد الخامنئي في المسائل الثقافية، وقدرته البالغة على التنظير فيها بشكل ريادي.
هذا التدرّج الفريد في حياة المفكرين القادة، والذي لا يتاح إلّا لقلّة من البشر، من شأنه اختبار وبلورة أفكارهم النظرية إلى الحدود القصوى التي تمكّنهم من تثبيت دعائم أفكارهم على قواعد متينة وصلبة لا تزلزلها الشبهات وتبدّلات البيئة والظروف، لا بل تصنع منها مادة فعّالة شديدة اللصق، في بناء المجتمعات البشرية حجراً حجراً، من جميع الأبعاد الفكرية والسياسية والاجتماعية وعلى مختلف المستويات النفسية والثقافية والحضارية.
من هذا المنظور، يمكن لنا مقاربة موضوع الفن في فكر هذا الرجل العظيم، انطلاقاً من أصالة وإيمانيّة وشموليّة تجربته من جهة، ومن جهاديته وثورويته وتحدّيه التي قاد ويقود الأمة بها من جهة ثانية، وهي فرصة نادرة لمجتمعاتنا المقاومة والممانعة في الاستفادة منها في تطوير نموذجها الحضاري التي تبذل الغالي والنفيس لأجل إبصاره النّور.
بناء عليه سنرتّب أفكار بحثنا المختصر هذا، وفق التسلسل المنهجي التالي:
تعريف الفن
هدف ودور الفن
واقع الفن بين الإسلام والغر
الفن والحوزة العلمية
مسؤوليات قادة المجتمع الإسلامي تجاه الفن
تعريف الفن وهدفه
ينطلق سماحة الإمام الخامنئي في تعريف الفن، من خلال ربطه بالبعدين الإلهي والإنساني، ويحدد على أثر ذلك، نوع العلاقة التي يرتّبها الفن بين الإنسان واللّه. فمن جهة أولى، "الفن هو تجلّي جمال الخلق الإلهي في الإنسان" (9)، وظهور صفة الخالقيّة فيه بأبهى صورها، كونه بحدّ ذاته "هبة إلهيّة ذات حقيقة فاخرة للغاية" (10). ومن جهة ثانية في المقابل، يعتبر الفن "أحد أفخر وأغلى جوانب النفس الإنسانية، ما يوجب علينا تعظيمه والاهتمام به"(11)، والأهم من ذلك "بذله في سبيل اللّه"(12)، وهذه النقطة تحديداً، منشأ العلاقة بين اللّه والإنسان من خلال الفن، والتي هي أقرب ما تكون إلى تحديد الهدف الحقيقي للفن، والذي يُحَتِّم "على كل من منحه اللّه إيّاها (أي موهبة الفن)، أن يعتبرها بمثابة مسؤولية ملقاة على عاتقه. فمواهب الله للإنسان مقرونة بالتكليف"(13). من أجل هذا يهاجم سماحته كل المقولات المرتبطة بعبثيّة الفن، سيّما تلك المعروفة بنظريّة الفن للفن(14)، التي صرّح بشأنها بأنه "من الخطأ أن نظن بأن يكون الفن لأجل الفن، فهذه المقولة منحرفة. يجب أن يكون الفن في خدمة هدف. وكبار الفنّانين عبر التاريخ، قد سخّر فنه في خدمة أهداف معينة"(15). لا بل أنه "من المسيء جر الفن إلى غواية الإنسان وسخريته وتحلّله، في حين أنه إذا وجّه باتجاه المفاهيم والقيم الدينية، فسيكون من أهم مظاهر الوجود البشري"(16). فلا بدّ من الإعتراف بوجود حقيقي للفن الملتزم قضايا الإنسان، ومن الاعتراف أيضاً أنّه "لا يمكننا التقدّم والارتقاء إذا بقينا لاهثين وراء الفن خالي الوفاض، يحركنا العبث واللهو والأهداف الآنية الهابطة، الدنيئة والمريضة"(17).
دور الفن
يظهر لدى سماحة الإمام الخامنئي إيماناً راسخاً بجديّة الدور الملقى على عاتق الفن، ويتوقّع منه لعب دورٍ محوري في الصراع مع الخصوم والأعداء. وقد أعلن هذا مراراً وتكريراً في كثير من المحافل الثقافية التي حضر فيها. إذ يعتقد "بأن للفن دور واقعي وجدّي وأساسي. فأقوى الضربات التي توجّه إلينا اليوم، جاءت من خلال استخدام الفن. وكل هذه الأعمال الإعلامية والإعلانية الموجهة إلينا، لو لم تكن ممزوجة بالفن، لما كان لها أي تأثير" (18)، سيّما وأن للفن مقوّمات لم تتوفّر لغيره من أدوات المواجهة، فهو "لغة بليغة باستطاعتها التعبير عن أكثر الموضوعات تعقيداً وتركيباً" (19) (كقضايا الثورة والمقاومة على سبيل المثال)، وهو "وسيلة إعلامية مهمة جدا، ينبغي استخدامها في جميع الشؤون. وإذا تمّ استخدام هذه الوسيلة في الأعمال العلمية والطروحات الفكرية التي تبث في الإعلام، فسيضاعف ذلك من جاذبية وخلود هذه الأعمال." (20). وعلى هذا الأساس، يبني سماحة الإمام الخامنئي تصوّره عن الفن الديني الواقعي على أنّه الفن الذي "ينشر المعارف الدينية، ويمتلك القدرة على تجسيد وتقديم مبادئ الدين، التي تضمن سعادة الإنسان وحقوقه المعنوية وسموّه وتقواه وورعه، وتحقق العدالة في المجتمع الإنساني" (21).
واقع الفن بين الإسلام والغرب
من الطبيعي بمكان أن يتواجه الفكر الإسلامي في موضوع الفن مع التجربة الغربية في هذا المجال. ذلك أن الفن بمفهومه المعاصر، هو وليد التجربة الغربية بامتياز، وهو قد بنى دعائمه على قواعد الفكر المادي لسنوات ليست بالقليلة، حتى وصلنا إلى الوقت الذي من الصعب فيه تقديم الإبداعات الفنية بمعزل عن الوقوع في فخ تقليد الغرب في هذا المضمار.
وسماحة الإمام الخامنئي (دام ظلّه) هو أوّل الملتفتين إلى هذا الواقع المرير. ولطالما حذّر، في معرض التأسيس والتأصيل لتجربة فنيّة بديلة، من الوقوع في ذلك الفخ. ويشرح سماحته الأسباب الحقيقيّة التي تقف وراء هذا التحذير، حيث يؤكّد "أن أهم الإشكالات المرتبطة بالفن اليوم، هو تأثّره بالغرب. وهو ما رتّب انحطاطه وخواءه (سطحيّته) وخروجه عن حدّه وتضييعه لوجهته الصحيحة"(22)، و"أن النظرة المادية التي يحملها العالم المعاصر (الغربي الهوى) للثروات المعنوية (كالعلم والفن)، أدّت إلى قياسها بسعر الدرهم والدينار، في حين أنه لا وجود لهذا المعيار في الدين الإسلامي"(23)، وأنّ "مقولة الفن للفن هي من الأكاذيب المعروفة التي لطالما عملوا على تلقيننا إياها، في الوقت الذي هم ليسوا من المعتقدين بها"(24). حتى أنّ سماحته يذهب إلى اتّهام "الاستكبار المعاصر باستغلال الفن أسوأ استغلال، وأنّه يفعل ذلك منذ عشرات السنوات"(25).
في المقابل يطرح الإمام الخامنئي مقاربته التأصيلية لمسألة الفن من منظور إسلامي، كبديل عن النزعة المادية التي سيطرت على تجربة الفن في الغرب. إذ يقول في معرض نقاشه لأحد المفكّرين الغربيين الذي قال أن الفن هو 10% إبداع و 90% أخلاق(26)، بالقول بأنّ "العمل الفني هو إبداع بنسبة 100%، ومفعما بالأخلاق والفضيلة بنسبة 100%، فمعيب أن نهتك الأخلاق بحجة الإبداع والخيال والحرية"(27).
ويربط سماحته ربطاً جريئاً قلّ نظيره، بين الفن والدعوة الإسلامية منذ بداياتها أي فترة نزول القرآن الكريم، حيث "بدأ الإسلام مع الفن، ولو لم يكن للقرآن الكريم مثل هذا البيان الفني، لعله لم يكن ليتقدّم بهذه الطريقة. فالقرآن من حيث اللغة الفنية أثر فني لا نظير له"(28)، وأنّه "كان من الحكمة الإلهية، عرض كل هذه المفاهيم والقيم بلغة فنية قوية وفعّالة، حيث مرّت 14 من القرون، ولا زالت آيات القرآن الكريم هي المحرّك الأول للمجتمعات الإسلامية"(29)، لا بل إنّ "من أسرار نجاح القرآن الكريم كونه فنياً. وهو قد سحر الناس بفنّه. ورسول الله صلى الله عليه وآله، لم يكن ليُحدث تلك الصاعقة وذلك الرعد والبرق والإعصار لولا ذلك الفن"(30).
ولا يقف سماحته عند الحديث عن القرآن الكريم للدلالة على البعد الفني في الدعوة الإسلامية وفي الأدوات الأساسيّة لتبليغها، بل تخطّاها للحديث عن روائع آثار أهل البيت صلوات اللّه عليهم وأبعادها الفنية. إذ يعتبر أنّ "خطب أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة، وأدعية الإمام السجاد عليه السلام في الصحيفة السجادية، وخطب السيدة زينب عليها السلام في الكوفة والشام، هي آيات من الآيات الفنية من الناحيتين الجمالية والإبداعية، لا يقوى حتى العدوّ على تجاهلها"(31).
الفن والحوزة العلمية
بعد أن يؤسّس سماحته للمفاهيم العالية التي من شأنها وضع قضية الفن فكريّاً في مسارها الصحيح باتجاه أهدافها الكبرى، ينتقل إلى تحديد الجهة الأولى المسؤولة عن التأصيل للفن ووضع أسسه النظريّة وهي الحوزة العلميّة. ذلك الصرح العلمي الذي يمتلك من أدوات إنتاج المعرفة الأصيلة ما لا يتاح لغيره من مؤسسات علميّة وفكرية.
وهو إذ يعقد الآمال على الاهتمام الذي بدأت الحوزة بإيلائه في موضوع الفن، حين صرّح "أنها لبشارة كبرى أن تتعرّض الحوزة العلمية لبحث الفن من زاوية المعرفة الفقهية"(32)، يضع السياسات والمعايير التي تضبط آلية هذا الإنتاج المعرفي. فبالنسبة إليه "لا يبحث عن الفن ابتداءً في أي حكم من الأحكام الخمسة. فالفن ذو طبيعة إنسانية وحقيقة بشرية لها مظاهرها وتجلياتها التي ينبغي للفقه البحث عنها، ومن ثم يأتي دور البحث عن الأحكام بشأنها"(33)، وأنّ "على الفقيه، وقبل إدلائه برأيه في المسائل الفنية، أن يكون عارفا بمقولة الفن، سواء في مجال أصل الفن وفلسفة فقه الفن، أو سواء في مجال التفقّه في المسائل الفنية وتعيين حدودها وقيودها وبيان رأي الإسلام فيها، وإلا لن يتمكن من استنباط الحكم الصحيح"(34).
وفي الوقت الذي يوجّه سماحته الحوزة إلى أنّه "من الخطأ البحث في القضايا الفنية تحت تأثير ضغوط المجتمع، بل يجب مراعاة المعايير الفقهية بالكامل، ومراجعة الكتاب والسنة، واستخدام الأمارات (الأدلّة) والأصول المعمول بها في استنباط الأحكام الفقهية في محلها"(35)، يعتبر "أنّ المجتمعات البشرية قد امتزجت اليوم بالفن، بعد أن دخل في صميم حياتها ومعيشتها. وأنّه عند التعمّق وإمعان النظر في هذا، قد تتغير بعض الفتاوى المعروفة والمشهورة بين الفقهاء"(36).
ويوضح سماحته بأنّه "لا يتوقّع من الحوزة العلمية أن تعد سينمائيا أو شاعراً أو رساماً أو نحاتاً أو معماراً، لكن المتوقع منها أن تتصدّى لبيان المباني الإسلامية في موضوع الفن؛ أن تكتشف هذه المباني، أن تبحث وتحقق وتتعمق فيها، أن تبيّنها للناس"(37)، ليحدّد بعدها مفهوم العمل في فقه الفن "بأن يتمكّن عالم الدين من إعطاء رأي صريح وواضح في مجال الفن، سواء في أصل موضوعه، أو في فروعه المتعددة، ولا مانع في اختلاف الآراء بشأنه"(38).
مسؤوليات قادة المجتمع الإسلامي تجاه الفن
النقطة الأخيرة التي سنبحثها في هذه الورقة المختصرة، هي في غاية الأهميّة. والتي تعتبر بمثابة الحلقة الأكثر حساسية في تنفيذ كل الرؤى والأفكار والتطلّعات المتعلّقة بإحداث نهضة فنية قائمة على مباني أصيلة راسخة ومستقلّة، وهي المسؤوليّات التي يحدّدها سماحة الإمام الخامنئي من منطلق كونه معنيّاً بإسقاط الأفكار النظرية المتعلّقة بالفن، على الواقع الفعلي والممارسة العمليّة لهذه القضية، وقد أوردنا في المقدّمة فرادة الدور الاستثنائي الذي يضطلع به سماحته بصفتها مفكراً رؤيوياً من جهة، وقائداً مسؤولاً عن مشروع بناء حضارة بديلة من جهة ثانية.
في هذا الإطار، يعتقد سماحته بأنّ الفن "لا يصلح من خلال القرارات والأحكام والقوانين. فهو من الأشياء التي لا تصلح بالسلطة، بل بإيجاد الدوافع"(39)، في حين تقع "على القادة والنخب إشاعة ثقافة تقدير الفكر والعلم والفن، وتقدير المشتغلين بها"(40)، وأنّه "ينبغي على المسؤولين الحؤول دون سوق الشباب نحو التحلّل والعبثية والشهوة التي تقدّمها الأفلام والأعمال الفنية، وذلك من خلال معرفة أبعاد القضية واستخدام الأشخاص الكفوئين، وقطع الطريق على غير الأكفّاء"(41). وفي حين يعترف سماحته بأنّهم كمسؤولين ثقافيين "مقصّرون في ما يرتبط بمجالي الفن والأدب، على صعيد إعداد الكوادر الكفوءة"(42)، يرى أن "الانفاق على الفن هو مسألة في غاية الأهمية، وهي مرتبطة بالمسؤولين عن هذا الموضوع. فالمشتغلون بهذا العالم سيتّجهون إلى كل ما من شأنه أن يمدّهم بالمال ويوفرها لهم، لذلك لا بدّ من مدّهم بيد العون، لقطع الطريق على جنوحهم باتجاه الأعمال التي تكسبهم بعض الجاذبية من خلال القضايا الجنسية والشهوانية"(43).
في نهاية هذه الأسطر، لا بد من الإعتراف بأنّ طبيعة الاختصار الذي يحكم كتابة المقالات، قد يظلم المواضيع التأسيسيّة والتأصيليّة كالموضوع الذي نتناوله، والذي يستحق أن يقارب بحثيّاً بكل التفاصيل الممكنة، سيّماً وأنه برغم وفرة المصادر التي وفّرها لنا سماحة الإمام الخامنئي في موضوع الفن، من خلال كتاباته وخطاباته ولقاءاته الوافرة، إلّا أن المصادر المنهجيّة البحثيّة نادرة في هذا المجال، الأمر الذي يضعنا تحت مسؤوليّة مؤكّدة تقضي التوسع بهذا البحث مستقبلاً، بإطاريه الطولي والعرضي، نظراً لما لمسألة الفن من تأثيرات وتداخلات وتحديات على المشهد الثقافي المعاصر.
واللّه المستعان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش والمصادر:
1- يعود تاريخ التنظير في مسألة الجمال والفن كقضيّتين فلسفيّتين مستقلّتين، إلى الفيلسوف الألماني ألكسندر غوتليب بومغارتن ( (1762-1714مع كتابه "الاستطيقيا" سنة 1750، الذي بحث فيه قضيّة الجمال كعلم مستقل من علوم الفلسفة.
2- من الفلاسفة الحداثويين كجورج هيغل وإيمانويل كانط وفريدريك شيلر وكارل ماركس وآرثر شوبنهاور، إلى فلاسفة ما بعد الحداثة ومدارس التحليل النفسي كآشلي كوبر وإدموند بيرك وويليام هوغارث وإيلي سيغل وجاك ديريدا وغيرهم. بالإضافة إلى الفلاسفة المسلمين قبل فترة الحداثة من الفارابي إلى إبن سينا إلى أبي حيّان التوحيدي إلى إبن رشد إلى إبن عربي، ومن يقابلهم من الفلاسفة الشرقيين في الصين والهند ممّن أدلى بدلوه في مسألة الجمال والفن.
3- ولد سماحته في السابع عشر من تموز عام 1939 م.
4- تابع سماحته دراسته الحوزوية منذ صغره وحتى العام 1964 على يد كبار الأساتذة في المجال، كآية الله البروجردي والإمام الخميني والعلّامة الطباطبائي.
5- التحق السيد الخامنئي بالثورة التي قادها الإمام الخميني (قده) منذ انطلاقتها نهاية الخمسينات، وحتى انتصارها عام 1979 م.
6- تسلّم سماحته موقع رئاسة الجمهورية بين العامين 1981 و 1989 م.
7- المقصود منها الحرب العالميّة الظالمة التي فُرضت على الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية عبر النظام صدام حسين بين العامين 1980 و 1988م.
8- منذ اختياره لموقع القيادة وانعقاد ولاية الفقيه لسماحته في حزيران العام 1989، أظهر السيد الخامنئي (دام ظلّه) اهتماماً استثنائيا بقضايا الفكر والثقافة والحضارة، وهو ما دلّت عليه كتاباته وخطاباته ولقاءاته الكثيرة بالنخب الفكرية والثقافية والعلمية والفنية والإعلامية، والذي ظهر من خلال قيادته الريادية للمجلس الأعلى للثورة الثقافية ووثائقه الرؤيويّة، ولإدارته الثاقبة لرزمة واسعة من المؤتمرات والملتقيات الاستراتيجية في مجالات الفكر والثقافة والعلم والفن.
9- من لقائه مع المسؤولين التنفيذيين لمحافظة فارس، أيّار 2008
10- من لقائه مع جمع من أهل الفكر والفن، تموز 2001
11- م.ن.
12- م.ن.
13- م.ن.
14- تعود الجذور القديمة لهذه النظريّة إلى القديس أوغسطينوس (354-430 م.) في كتابه "النظرية المسيحيّة"، بينما تعود جذورها الحديثة إلى الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط (1724-1804 م.) في كتابه "نقد ملكة الحكم".
15- من كلمة لسماحته في افتتاح معرض للسجّاد في حسينية الإمام الخميني (قده)، كانون أوّل 1991
16- من لقائه مع المسؤولين التنفيذيين لمحافظة فارس، م.س.
17- من لقائه مع جمع من أهل الفكر والفن، م.س.
18- من لقائه مع أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافيّة، كانون الأوّل 2002
19- من لقاء سماحته مع مجموعة من النخب الشبابية في عشرة الفجر، شباط 1999
20- من لقائه مع العاملين في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون (صدا وسيما)، أيّار 2004
21- من لقائه مع جمع من أهل الفكر والفن، م.س.
22- م.ن.
23- من لقائه مع مجموعة من النخب الثقافيّة والفنيّة في كرمان، أيّار 2005
24- من خطابه في عشرة الفجر، شباط 1999
25- من لقائه مع جمع من أهل الفكر والفن، م.س.
26- هو المؤرّخ والروائي الفرنسي رومان رولان (1866-1944)
27- من لقائه مع جمع من أهل الفكر والفن، م.س.
28- من خطبته في المؤتمر الشعري السنوي، تشرين ثاني 1991
29- من لقائه مع أعضاء مؤتمر الشعر في الحوزة العلميّة، كانون ثاني 1991
30- من خطاب له في أسبوع الشباب، نيسان 1998
31- من لقاء سماحته السنوي مع مدّاحي أهل البيت عليهم السلام، تموز 2007
32- من لقائه أعضاء اللجنة العلمية لمؤتمر "فقه الفن"، كانون ثاني 2016
33- م.ن.
34- م.ن.
35- م.ن.
36- م.ن.
37- م.ن.
38- م.ن.
39- من لقائه مع جمع من أهل الفكر والفن، تموز 2001
40- من لقائه مع مجموعة من النخب الثقافيّة والفنيّة في كرمان، م.س.
41- طاهري، رضا، الثقافة في رؤى سماحة القائد
42- م.ن.
43- من لقائه مع جمع من أهل الفكر والفن، م.س.
تعليقات الزوار