إن بعضاً من ملوك العرب ورؤسائهم بغية كسب رضا أمريكا نسوا - أمام إسرائيل - دوافعهم العربيّة والقومية التي يُطبّلون لها دائماً. تُرى من الذي سيُزيل وصمة العار هذه عن جبين الشعوب العربيّة؟ وهل سيغفر الشباب المسلم اليقظ في البلدان العربية لهؤلاء العملاء خيانتهم؟
جميع الشعوب مسؤولة حيال فلسطين. سواء الحكومات المسلمة أو الحكومات غير المسلمة. أية حكومة تدعي مناصرة الإنسانية مسؤولة لكن واجب المسلمين أثقل وأكبر. الحكومات الإسلامية مسؤولة وعليها أن تعمل بمسؤولياتها وأية حكومة لا تعمل بواجبها ومسؤوليتها إزاء القضية الفلسطينية سوف تواجه عواقب ذلك لأن الشعوب استيقظت وتطالب الحكومات، والحكومات مضطرة لتحمل مسؤولياتها أمام هذه القضية.
الكثير من الحكومات العربية خرجت من الامتحان في قضية غزة وما قبلها وما بعدها من القضايا فاشلة فشلاً ذريعاً. كلما طرحت القضية الفلسطينية قالوا إنها قضية عربية! حينما يحين وقت العمل تلغی فلسطين تماماً من معادلاتهم كلها، وبدل أن يساعدوا فلسطين والفلسطينيين و إخوتهم العرب - حتى لو كانوا غير مؤمنين بالإسلام فليلتزموا بعروبتهم علی الأقل - تراهم ينسحبون من الساحة كلهم. خرجوا من الامتحان فاشلين للغاية. وهذا ما سيبقی في التاريخ. وهذه العقوبات والجزاء لا يختص بالآخرة، فهو موجود في الدنيا أيضاً. كما أن النصرة الإلهية لكم أنتم الذين تجاهدون وتناضلون لا تختص بالآخرة.
الإمام الخامنئي ۲۷/۲/۲۰۱۰
قضية فلسطين هي القضية الدولية الأولى بالنسبة للعالم الإسلامي. اليوم حيث أنّ نضال الشعب الفلسطيني في ظل راية الإسلام قد أرّق جفون الحكومة الصهيونية المحتلّة وداعميها، فإنّ أعظم مسؤولية تقع على عاتق شعبنا وحكومتنا وجميع الشعوب والحكومات الإسلامية هي دعم هذا النضال. يشكل النضال السبيل الوحيد لاجتثاث غدّة إسرائيل السرطانية وإنقاذ العالم الإسلامي من أخطارها المُميتة. لقد أدى سكوت وتطبيع العديد من الحكومات العربية الممزوج بالخيانة وتظاهر بعضها بعدم الاهتمام وعدم إبراز الحساسية تجاه مصير فلسطين إلى إجهار الحكومة الصهيونية المحتلّة بادعائها حول إسرائيل الكبيرة مرّة أخرى بعد أعوام من الكتمان والإنكار أيضاً والتحدّث بوقاحة تامّة وعدم استحياء حول نواياها باحتلال أراضٍ جديدة من الوطن الإسلامي.
إن بعضاً من ملوك العرب ورؤسائهم بغية كسب رضا أمريكا نسوا - أمام إسرائيل - دوافعهم العربيّة والقومية التي يُطبّلون لها دائماً ويُسعّرون بدلاً عن ذلك نار التنافس مع إسرائيل على نيل المساعدات من أمريكا. تُرى من الذي سيُزيل وصمة العار هذه عن جبين الشعوب العربيّة؟ وهل سيغفر الشباب المسلم اليقظ في البلدان العربية لهؤلاء العملاء خيانتهم؟
يرى هؤلاء الحكام الخونة أنّه يجب استغلال القومية والوحدة العربية فقط عندما يكون الأمر متعلقا باستغلال أمريكا لها في وجه إيران الإسلامية والإسلام المحمدي الأصيل.
تعساً للضمائر الغافية والقلوب الملوثة التي تسعى خلف اللطف والعناية الأمريكية مقابل فقدان كلّ شيء، فقدان الثروات الطبيعية التي وهبها الله، وفقدان المنزلة والكرامة الإنسانية والإيمان الإسلامي وماء الوجه وقيمة واعتبار شعوبها والتي وضعت بكفرانها للنعم الإلهية نفسها وشعبها على منحدر الانحطاط والابتلاء بالغضب الإلهي. "ألم ترَ إلى الذين بدّلوا نعمت الله كفراً وأحلّوا قومهم دار البوار جهنّم يصلونها وبأس القرار".
ما الذي حلّ بالحماس والاندفاع الذي كان يتم إبرازه أمام إسرائيل الغاصبة؟ وما الذي حلّ بالالتزام الذي قطعه الرؤساء العرب مع شعوبهم فيما يخصّ مكافحة إسرائيل؟
الإمام الخامنئي ٣١/٥/١٩٩١
تعليقات الزوار